أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-10
430
التاريخ: 18-10-2016
785
التاريخ: 2024-10-23
212
التاريخ: 2024-09-16
296
|
( صَلَاةِ الْخَوْفِ ) ( وَهِيَ مَقْصُورَةٌ سَفَرًا ) إجْمَاعًا ، ( وَحَضَرًا ) عَلَى الْأَصَحِّ لِلنَّصِّ وَحُجَّةُ مُشْتَرِطِ السَّفَرِ بِظَاهِرِ الْآيَةِ حَيْثُ اقْتَضَتْ الْجَمْعَ مُنْدَفِعَةً بِالْقَصْرِ لِلسَّفَرِ الْمُجَرَّدِ عَنْ الْخَوْفِ ، وَالنَّصُّ مُحْكَمٌ فِيهِمَا ( جَمَاعَةً ) إجْمَاعًا ، ( وَفُرَادَى ) عَلَى الْأَشْهَرِ لِإِطْلَاقِ النَّصِّ .
وَاسْتِنَادِ مُشْتَرِطِهَا إلَى فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لَهَا جَمَاعَةً لَا يَدُلُّ عَلَى الشَّرْطِيَّةِ ، فَيَبْقَى مَا دَلَّ عَلَى الْإِطْلَاقِ سَالِمًا وَهِيَ أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ تَبْلُغُ الْعَشَرَةَ أَشْهَرُهَا صَلَاةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ ، فَلِذَا لَمْ يَذْكُرْ غَيْرَهَا ، وَلَهَا شُرُوطٌ .
أَشَارَ إلَيْهَا بِقَوْلِهِ : ( وَمَعَ إمْكَانِ الِافْتِرَاقِ فِرْقَتَيْنِ ) لِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ قُوَّتِهِمْ ، بِحَيْثُ يُقَاوِمُ كُلُّ فِرْقَةٍ الْعَدُوَّ حَالَةَ اشْتِغَالِ الْأُخْرَى بِالصَّلَاةِ ، وَإِنْ لَمْ يَتَسَاوَيَا عَدَدًا ( وَ ) كَوْنِ ( الْعَدُوِّ فِي خِلَافِ ) جِهَةِ ( الْقِبْلَةِ ) إمَّا فِي دُبُرِهَا أَوْ عَنْ أَحَدِ جَانِبَيْهَا ، بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُهُمْ الْقِتَالُ مُصَلِّينَ إلَّا بِالِانْحِرَافِ عَنْهَا ، أَوْ فِي جِهَتِهَا مَعَ وُجُودِ حَائِلٍ يَمْنَعُ مِنْ قِتَالِهِمْ ، وَاشْتُرِطَ ثَالِثٌ وَهُوَ كَوْنُ الْعَدُوِّ ذَا قُوَّةٍ يُخَافُ هُجُومُهُ عَلَيْهِمْ حَالَ الصَّلَاةِ : فَلَوْ أُمِنَ صَلُّوا بِغَيْرِ تَغْيِيرٍ يُذْكَرْ هُنَا ، وَتَرَكَهُ اخْتِصَارًا ، وَإِشْعَارًا بِهِ مِنْ الْخَوْفِ .
وَرَابِعٌ وَهُوَ عَدَمُ الِاحْتِيَاجِ إلَى الزِّيَادَةِ عَلَى فِرْقَتَيْنِ ، لِاخْتِصَاصِ هَذِهِ الْكَيْفِيَّةِ بِإِدْرَاكِ كُلِّ فِرْقَةٍ رَكْعَةً ، وَيُمْكِنُ الْغِنَى عَنْهُ فِي الْمَغْرِبِ .
وَمَعَ اجْتِمَاعِ الشُّرُوطِ ( يُصَلُّونَ صَلَاةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ ) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْقِتَالَ كَانَ فِي سَفْحِ جَبَلٍ فِيهِ جُدَدٌ ، حُمْرٌ ، وَصُفْرٌ ، وَسُودٌ كَالرِّقَاعِ ، أَوْ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا حُفَاةً فَلَفُّوا عَلَى أَرْجُلِهِمْ الرِّقَاعَ مِنْ جُلُودٍ ، وَخِرَقٍ لِشِدَّةِ الْحَرِّ ، أَوْ لِأَنَّ الرِّقَاعَ كَانَتْ فِي أَلْوِيَتِهِمْ ، أَوْ لِمُرُورِ قَوْمٍ بِهِ حُفَاةً فَتَشَقَّقَتْ أَرْجُلُهُمْ فَكَانُوا يَلُفُّونَ عَلَيْهَا الْخِرَقَ ، أَوْ لِأَنَّهَا اسْمُ شَجَرَةٍ كَانَتْ فِي مَوْضِعِ الْغَزْوَةِ .
وَهِيَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ أَرُومَا .
وَقِيلَ : مَوْضِعٌ مِنْ نَجْدٍ ، وَهِيَ أَرْضُ غَطَفَانَ .
( بِأَنْ يُصَلِّيَ الْإِمَامُ بِفِرْقَةٍ رَكْعَةً ) فِي مَكَانِ لَا يَبْلُغُهُمْ سِهَامُ الْعَدُوِّ ، ثُمَّ يَنْفَرِدُونَ بَعْدَ قِيَامِهِ ( ثُمَّ يُتِمُّونَ ) رَكْعَةً أُخْرَى مُخَفَّفَةً وَيُسَلِّمُونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْقِفَ الْفِرْقَةِ الْمُقَاتِلَةِ ، ( ثُمَّ تَأْتِي ) الْفِرْقَةُ ( الْأُخْرَى ) وَالْإِمَامُ فِي قِرَاءَةٍ الثَّانِيَةِ ، ( فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً ) إلَى أَنْ يَرْفَعُوا مِنْ سُجُودِ الثَّانِيَةِ فَيَنْفَرِدُونَ ، وَيُتِمُّونَ صَلَاتَهُمْ ، ( ثُمَّ يَنْتَظِرُهُمْ ) الْإِمَامُ ( حَتَّى يُتِمُّوا وَيُسَلِّمُ بِهِمْ ) .
وَإِنَّمَا حَكَمْنَا بِانْفِرَادِهِمْ مَعَ أَنَّ الْعِبَارَةَ لَا تَقْتَضِيهِ ، بَلْ رُبَّمَا دَلَّ سَلَامُهُ بِهِمْ عَلَى بَقَاءِ الْقُدْوَةِ ، تَبَعًا لِلْمُصَنِّفِ حَيْثُ ذَهَبَ فِي كُتُبِهِ إلَى انْفِرَادِهِمْ ، وَظَاهِرُ الْأَصْحَابِ ، وَبِهِ صَرَّحَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ بَقَاءَ الْقُدْوَةِ وَيَتَفَرَّعُ عَلَيْهِ تَحَمُّلُ الْإِمَامِ أَوْهَامَهُمْ عَلَى الْقَوْلِ بِهِ .
وَمَا اخْتَارَهُ الْمُصَنِّفُ لَا يَخْلُو مِنْ قُوَّةٍ .
( وَفِي الْمَغْرِبِ يُصَلِّي بِإِحْدَاهُمَا رَكْعَتَيْنِ ) وَبِالْأُخْرَى رَكْعَةً مُخَيَّرًا فِي ذَلِكَ .
وَالْأَفْضَلُ تَخْصِيصُ الْأُولَى بِالْأُولَى ، وَالثَّانِيَةِ بِالْبَاقِي ، تَأَسِّيًا بِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ ، وَلْيَتَقَارَبَا فِي إدْرَاكِ الْأَرْكَانِ وَالْقِرَاءَةِ الْمُتَعَيَّنَةِ .
وَتَكْلِيفُ الثَّانِيَةِ بِالْجُلُوسِ لِلتَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ مَعَ بِنَائِهَا عَلَى التَّخْفِيفِ ، يَنْدَفِعُ بِاسْتِدْعَائِهِ زَمَانًا عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ ، فَلَا يَحْصُلُ بِإِيثَارِ الْأُولَى تَخْفِيفٌ ، وَلِتَكْلِيفِ الثَّانِيَةِ بِالْجُلُوسِ لِلتَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ عَلَى التَّقْدِيرِ الْآخَرِ .
( وَيَجِبُ عَلَى ) الْمُصَلِّينَ أَخْذَ السِّلَاحِ ، لِلْأَمْرِ بِهِ الْمُقْتَضِي لَهُ ، وَهُوَ آلَةُ الْقِتَالِ وَالدَّفْعِ ، مِنْ السَّيْفِ ، وَالسِّكِّينِ ، وَالرُّمْحِ ، وَغَيْرِهَا وَإِنْ كَانَ نَجِسًا ، إلَّا أَنْ يَمْنَعَ شَيْئًا مِنْ الْوَاجِبَاتِ ، أَوْ يُؤْذِيَ غَيْرَهُ فَلَا يَجُوزُ اخْتِيَارًا .
( وَمَعَ الشِّدَّةِ ) الْمَانِعَةِ مِنْ الِافْتِرَاقِ كَذَلِكَ ، وَالصَّلَاةِ جَمِيعًا بِأَحَدِ الْوُجُوهِ الْمُقَرَّرَةِ فِي هَذَا الْبَابِ ( يُصَلُّونَ بِحَسَبِ الْمُكْنَةِ ) رُكْبَانًا وَمُشَاةً جَمَاعَةً وَفُرَادَى ، وَيُغْتَفَرُ اخْتِلَافُ الْجِهَةِ هُنَا ، بِخِلَافِ الْمُخْتَلِفِينَ فِي الِاجْتِهَادِ لِأَنَّ الْجِهَاتِ قِبْلَةٌ فِي حَقِّهِمْ هُنَا .
نَعَمْ يُشْتَرَطُ عَدَمُ تَقَدُّمِ الْمَأْمُومِ عَلَى الْإِمَامِ نَحْوَ مَقْصِدِهِ ، وَالْأَفْعَالُ الْكَثِيرَةُ الْمُفْتَقِرَةُ إلَيْهَا مُغْتَفَرَةٌ هُنَا .
وَيُومِئُونَ ( إيمَاءً مَعَ تَعَذُّرِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ) وَلَوْ عَلَى الْقَرَبُوسِ بِالرَّأْسِ ، ثُمَّ بِالْعَيْنَيْنِ فَتْحًا وَغَمْضًا كَمَا مَرَّ ، وَيَجِبُ الِاسْتِقْبَالُ بِمَا أَمْكَنَ وَلَوْ بِالتَّحْرِيمَةِ ، فَإِنْ عَجَزَ سَقَطَ .
( وَمَعَ عَدَمِ الْإِمْكَانِ ) أَيْ إمْكَانِ الصَّلَاةِ بِالْقِرَاءَةِ ، وَالْإِيمَاءِ لِلرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ( يَجْزِيهِمْ عَنْ كُلِّ رَكْعَةٍ ) بَدَلَ الْقِرَاءَةِ ، وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، وَوَاجِبَاتِهِمَا ( سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ ) مُقَدِّمًا عَلَيْهِمَا النِّيَّةَ وَالتَّكْبِيرَ ، خَاتِمًا بِالتَّشَهُّدِ، وَالتَّسْلِيمِ .
قِيلَ : وَهَكَذَا صَلَّى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَصْحَابُهُ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ الظُّهْرَيْنِ ، وَالْعِشَاءَيْنِ .
وَلَا فَرْقَ فِي الْخَوْفِ الْمُوجِبِ لِقِصَرِ الْكَمِّيَّةِ ، وَتَغَيُّرِ الْكَيْفِيَّةِ ، بَيْنَ كَوْنِهِ مِنْ عَدُوٍّ ، وَلِصٍّ ، وَسَبُعٍ ، لَا مِنْ وَحَلٍ وَغَرَقٍ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْكَمِّيَّةِ ، أَمَّا الْكَيْفِيَّةُ فَجَائِزٌ حَيْثُ لَا يُمْكِنُ غَيْرُهَا مُطْلَقًا .
وَجُوِّزَ فِي الذِّكْرَى لَهُمَا قَصْرُ الْكَمِّيَّةِ مَعَ خَوْفِ التَّلَفِ بِدُونِهِ ، وَرَجَاءِ السَّلَامَةِ بِهِ ، وَضِيقِ الْوَقْتِ.
وَهُوَ يَقْتَضِي جَوَازَ التَّرْكِ لَوْ تَوَقَّفَ عَلَيْهِ ، أَمَّا سُقُوطُ الْقَضَاءِ بِذَلِكَ فَلَا لِعَدَمِ الدَّلِيلِ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|