انطلاقا من الحاجة إلى البحث العلمي والدور العظيم الذي يؤديه في التقدم والتنمية، كونه يُعد ركناً أساسياً من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة, بادرت إدارة مكتبة الروضة الحيدرية الى جمع العشرات من الرسائل الجامعية والاطاريح المتميزة التي كتبت من قبل نخبة من الأكاديميين المهتمين بدراسة شؤون العتبات المقدسة ومنها العتبة العلوية المقدسة، لتكون في متناول الباحثين الساعين الى الكتابة والبحث في الشؤون الإدارة والقانونية الخاصة بالمراقد المقدسة.
وقال مسؤول مكتبة الروضة الحيدرية علي لفتة في تصريح للمركز الاعلامي للعتبة العلوية المقدسة " دأبت مكتبة الروضة الحيدرية التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية على جمع الأطاريح والرسائل الجامعية المتميزة والمتعلقة بالعتبات المقدسة في العراق لا سيما العتبة العلوية المقدسة ليتم نشرها وتكون في متناول الباحثين والمهتمين في دراسة شؤون العتبات المقدسة".

وأوضح " وقد برزت رسالة الحقوقي قيصر كيكو عضو اللجنة المكلفة بإدارة العتبة العلوية المقدسة بعنوانها الموسوم (التنظيم القانوني للعتبات المقدسة /العتبة العلوية انموذجا) لنيل شهادة الماجستير من معهد العلمين، فضلا عن العديد من الرسائل والأطاريح الأخرى منها، و(جماليات تنوع التكوينات الزخرفية في العتبات المقدسة) للباحثة زينب الجبوري من جامعة بابل، وفقه العتبات المقدسة / العتبة العلوية انموذجا للباحث حيدر السهلاني من جامعة الكوفة، واستخدام تقنية رادار الاختراق الأرضي (GPR) في دراسة أرضية الصحن الحيدري الشريف لباحث من جامعة الكوفة ".

وقال عضو اللجنة المكلفة لادارة العتبة العلوية الحقوقي قيصر كيكو الشمري الذي نال شهادة الماجستير في بحثه الموسوم حول التنظيم القانوني للعتبات المقدسة، متخذا من العتبة العلوية المقدسة انموذجا لدراسته البحثية المقارنة " نظرا للأهمية الكبيرة في إدارة شؤون العتبات وفق سياسة تتفق مع أهميتها وتطويرها وتوسعتها, كان لابد من دراسة القوانين والأنظمة المتعلقة بشأنها بشكل معمق لمعرفة مدى توافق تلك القوانين التي تحكمها وملائمتها مع واقعها وقدسيتها, مع الاستفادة من التجارب المماثلة ومقارنتها مع الدول التي تشترك بوجود العتبات فيها منها العتبة الرضوية المقدسة في إيران التي لها تجربة أسبق وأعمق من تجاربنا في خدمة مراقد أهل البيت عليهم السلام.

قمت بتقسيم البحث الى ثلاثة فصول، تضمن الأول منها بحثا في ماهية التنظيم القانوني للعتبات المقدسة بشكل عام، والثاني بحث في التنظيم الإداري للعتبة العلوية المقدسة، فيما تضمن الفصل الثالث البحث في آلية تنظيم منتسبي العتبة العلوية المقدسة.

وقال كيكو " ان الرسالة الموسومة قدمت دراسة مقارنة ليست بين العتبات في العراق وإيران فحسب بل أصبحت المقارنة فيما بين التنظيم الإداري للعتبات المقدسة في داخل العراق مع دوائر الدولة وموظفيها بما يتعلق بالهيكلية الادارية وما يتعلق بتنظيم شؤون منتسبيها، لتكون مساهمة أكاديمية في تطوير النظام الإداري في إدارة العتبة العلوية المقدسة.