المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

فحوى الموافقة مع أولوية العلة في الاستنباط القضائي
2024-03-31
فضل الأقرباء
20-2-2019
لهيب الحرب يبدأ من شرارة
17-5-2017
نظريات الحوافز
2023-05-13
النثر الجاهلي
23-03-2015
العوامل المؤثرة في توطن الخدمات الصحية- الوسطاء
2023-02-16


غزوة تبوك  
  
4268   03:29 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص126-130.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2017 2936
التاريخ: 23-5-2017 2830
التاريخ: 1-6-2017 3721
التاريخ: 2-7-2017 3375

في مستهل هذه السنة[التاسعة للهجرة] بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)عامليه لأخذ الزكاة من قبائل المسلمين إلا انّ بني تميم امتنعوا من اعطاء الزكاة فخرج إليهم خمسون رجلا من المسلمين لمجازاتهم، و أغاروا عليهم بغتة و سبوا أحد عشر رجلا و إحدى عشرة امرأة و ثلاثين طفلا و جاءوا بهم الى المدينة فجاء كبار القوم من بني تميم الى المدينة منهم عطارد بن حاجب بن زرارة و الزبرقان بن بدر و عمر بن اهتم و أقرع بن حابس و معهم خطيبهم و شاعرهم، فلمّا قدموا المدينة أخذوا يطوفون حول حجرات النبي (صلّى اللّه عليه و آله )و يقولون أخرج يا محمد، فأيقظوا النبي (صلّى اللّه عليه و آله ) من نوم القيلولة فنزلت هذه الآية المباركة: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ } [الحجرات: 5,4].

فقالوا للنبي (صلّى اللّه عليه و آله )جئنا بشاعرنا و خطيبنا كي نتكلّم معك بطريق المفاخرة فقال (صلّى اللّه عليه و آله )ما بالشعر بعثت و لا بالفخار أمرت.

فقام عطارد و أنشأ خطبة في فضل بني تميم، ثم أنشد الزبرقان بن بدر  هذه الاشعار:

نحن الكرام فلا حيّ يعادلنا                  نحن الرءوس و فينا السادة الرفع‏

و نطعم الناس عند القحط كلّهم‏             من الشريف اذا لم يونس القزع‏

فلمّا أتمّ خطيب بني تميم أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )ثابت بن قيس، خطيب الانصار أن يقوم و يخطب فقام و خطب خطبة أفصح و أطول من خطبتهم ثم أمر حسّانا أن يقوم و يجيبهم فقام‏ و نشد قصيدة منها هذه الابيات:

انّ الذوائب من فهر و إخوتهم‏            قد بينوا سنة للناس تتبع‏

يرضى بها كل من كانت سريرته‏          تقوى الاله و بالأمر الذي شرعوا

قوم اذا حاربوا ضروا عدوّهم‏             أو حاولوا النفع من أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة               انّ الخلائق فاعلم شرها البدع‏

لا يرفع الناس ما أوهت اكفّهم‏             عند الدفاع و لا يوهون ما رفعوا

ان كان في الناس سباقون بعدهم‏                   فكل سبق لأدنى سبقهم تبع‏

لا يجهلون و ان حاولت جهلهم‏            في فضل أحلامهم عن ذاك متسع‏

إن عفة ذكرت في الوحي عفتهم‏          لا يطمعون و لا يرديهم الطمع‏

فقال أقرع بن حابس: و اللّه انّ محمدا لمؤتى له من الغيب، لخطيبه أخطب من خطيبنا، و شاعره أشعر من شاعرنا، فأسلموا و حسن اسلامهم ثم أطلق (صلّى اللّه عليه و آله )أسراهم و أعطى لكل واحد منهم جائزة تليق بشأنه.

[ومن غزوات هذا العام غزوة تبوك]تبوك (بفتح التاء و ضم الباء) موضع ما بين الحجر  و الشام و اسم حصن و بئر سار إليه جيش المسلمين، و تسمى هذه الغزوة بالفاضحة أيضا لان المنافقين عرفوا فيها و انفضحوا و سمي الجيش بجيش العسرة لما لحقهم من العسرة و الجوع و هي من أواخر غزوات النبي (صلّى اللّه عليه و آله).

و كان سبب هذه الغزوة انّ جمعا من التجّار خرجوا من الشام الى المدينة للتجارة، فأشاعوا بالمدينة أنّ الروم قد اجتمعوا لغزو المدينة و معهم قبائل لخم و حذام و عاملة و غسّان و قد قدم عسكرهم البلقاء، فأمر (صلّى اللّه عليه و آله )المسلمين بالتهيؤ و الاستعداد للحرب، لكن شقّ عليهم‏ الخروج للقتال لانّه كان وقت ادراك الثمار و حصاد الغلّات، و لبعد المسافة و كثرة الاعداء و شدّة الحرّ، فأنزل اللّه تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة: 38]  فجمعت النفقات و الصدقات من المسلمين و كان لابي عقيل الانصاري عمل اجرته صاعان من التمر فوضع صاعا منه عند عياله و أعطى الصاع الآخر للنبي (صلّى اللّه عليه و آله )فأمر أن يجعل في الصدقات فسخر منه المنافقون و قالوا بعض الأقاويل فنزلت هذه الآية: { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79]  و أرسلت النساء حليها الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله )لتشارك في تجهيز الجيش فقام النبي (صلّى اللّه عليه و آله )بتجهيز الجيش وأمر الجيش أن يأخذوا معهم اعداد اضافية من النعل لان المنتعل يعد كالفارس في تحمّله و بلغ جيش المسلمين ثلاثين الف مقاتل و فيهم الف فارس ... ثم جاء اثنان و ثمانون نفرا الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله )فاعتذروا من اللحوق بالجيش لفقرهم و عسرهم وغيرها من الاعذار الواهية فاستغنى (صلّى اللّه عليه و آله )عنهم و نزلت هذه الآية: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } [التوبة: 90] و تخلف أيضا جمع من المنافقين من دون عذر وكانوا يجبنون الناس و يخذلونهم و يقولون أيرى محمد انّ حرب الروم مثل حرب غيرهم، لا يرجع منهم أحد أبدا، فكانوا يكثرون الكلام في هذا الباب فنزلت هذه الآية الكريمة:

{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ} [التوبة: 81] و لمّا أذن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) للمنافقين بالقعود والتخلف عن المسير مع الجيش نزلت الآية: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ } [التوبة: 43] فلمّا بقي المنافقون في المدينة عزموا على نهب بيت النبي (صلّى اللّه عليه و آله ) فيما اذا طال سفر النبي أو انكسر جيش المسلمين و اخراج أهله و عياله من المدينة فعلم (صلّى اللّه عليه و آله ) ذلك فخلف أمير المؤمنين (عليه السّلام ) مكانه كي لا يصل المنافقون الى قصدهم و كذلك لاظهار انّ الخلافة بعده لا تصلح الّا لأمير المؤمنين (عليه السّلام )فلمّا خرج (صلّى اللّه عليه و آله )قال المنافقون: إنمّا خلّف عليا استثقالا منه، فلمّا بلغ أمير المؤمنين (عليه السّلام ) ذلك خرج من المدينة و لحق النبي بالجرف و أخبره مقولتهم فأمره النبي (صلّى اللّه عليه و آله ) بالرجوع و قال له: «أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الّا انّه لا نبي بعدي» .

ولم يلحق المسلمين من العسرة والشدة ما لحقهم في هذه الغزوة، و كان لكل عشرة من المسلمين بعير، يركب الرجل ساعة ثم ينزل فيركب صاحبه كذلك و كان لكل رجلين منهم تمرة يأخذها اذا جاع فيمصّها ثم يعطيها صاحبه فيمصّها و كان زادهم الشعير المسوس‏  و التمر الزهيد و الأهالة السنخة  وكانوا ينحرون البعير- مع قلّته- و يشربون ما في جوفه من الماء لشدّة الحرّ و قلّة الماء عندهم و لذا سمّي هذا الجيش بجيش العسرة لملاقاتهم لتلك الشدائد الثلاث (قلّة المركب و قلّة الماء و الطعام و شدّة الحرّ) قال اللّه تعالى: {لقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ } [التوبة: 117] وظهرت معاجز كثيرة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) في هذه الغزوة كاخباره (صلّى اللّه عليه و آله ) بمقالة المنافقين و تكلّمه مع الجبل وجوابه بلسان فصيح و تكلّمه مع الجنّي الذي ظهر على صورة حيّة عظيمة في الطريق و اخباره عن الناقة الضالة و ازدياد ماء بئر تبوك ببركته (صلّى اللّه عليه و آله ) الى غير ذلك من المعاجز و الآيات‏ و لمّا انتشر خبر نزول النبي (صلّى اللّه عليه و آله ) والمسلمين في اراضي تبوك دعا هراقليوس- امبراطور أوروبا و الشام و بيت المقدس و الذي كان آنذاك في حمص- الناس الى تصديق النبي (صلّى اللّه عليه و آله ) والايمان به و كان يحب النبي (صلّى اللّه عليه و آله ) في أوّل الامر وعلى رواية انّه أسلم، و لكن الناس عصوه و جبنوه وعارضوه الى درجة انّه خاف على ملكه و سلطانه فسكت لمّا رأى ذلك من قومه امّا النبي (صلّى اللّه عليه و آله ) فانّه لما علم كذب خبر استعداد قيصر للهجوم على المدينة جمع صناديد الاصحاب و استشارهم في الهجوم على الروم و احتلال ممالك بني الاصفر أو الرجوع الى المدينة، فكان رأي البعض في الرجوع فرجع (صلّى اللّه عليه و آله )من هناك الى المدينة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.