أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017
2784
التاريخ: 17-5-2017
3409
التاريخ: 11-12-2014
3793
التاريخ: 28-5-2017
2982
|
« وفى سنة ست أو في سنة سبع كان إرسال النبي ( صلى الله عليه وآله ) الرسل إلى ستة من الملوك الذين يتحكمون في شعوب الأرض ، فقد أرسل في ذي الحجة الحرام أو في أواخره أو في المحرم ستة نفر في يوم واحد ، فخرجوا مصطحبين .
وقد كتب إليهم وإلى غيرهم من الملوك والرؤساء في داخل بلاد الإسلام وخارجها . وكانت اللغة التي كتب إليهم بها هي العربية والتي هي لغة القرآن والإسلام . والملوك الستة الذين كتب النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليهم هم :
1 - النجاشي ، ملك الحبشة .
2 - قيصر ، ويقال : هرقل ، عظيم الروم .
3 - كسري ، حاكم فارس والمدائن .
4 - المقوقس ، صاحب الإسكندرية « مصر » .
5 - الحارث ، والى تخوم الشام ودمشق .
6 - ثمامة بن أثال ، وهوذة بن علي الحنفيان ، ملكا اليمامة ، وقائداها .
أما الذين حملوا الكتب إلى هؤلاء فهم :
1 - عمرو بن أمية الضمري ، إلى النجاشي .
2 - دحية بن خليفة الكلبي ، إلى قيصر .
3 - عبد الله بن حذافة السهمي ، إلى كسري .
4 - حاطب بن أبي بلتعة اللخمي ، إلى المقوقس .
5 - الشجاع بن وهب الأسدي ، إلى الحارث بن أبي شمر الغسَّاني .
6 - وسليط بن عمرو العامري ، إلى ثمامة وهوذة .
والظاهر أنه قد كان ثمة رهبة شديدة وخوف عظيم لدى بعض المسلمين من هذا الأمر ، حتى إن الرسل أنفسهم أظهروا تثاقلاً عن تنفيذ أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
وقد يكون من أسباب ذلك خوفهم من بطش أولئك الملوك بهم ، وذلك في سورة غضب شديد توقَّعوها منهم حين تسليم الرسائل إليهم ، فقد قالوا : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خرج على أصحابه ذات يوم بعد عمرته التي صد عنها يوم الحديبية ، فقال : يا أيها الناس إن الله بعثني رحمة وكافة ، فأدوا عنى يرحمكم الله ولا تختلفوا على كما اختلف الحواريون على عيسى ! وقال : إنطلقوا ولا تصنعوا كما صنع رسل عيسى بن مريم . فقال أصحابه : وكيف اختلف الحواريون يا رسول الله ؟ ! فقال : دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه ، فأما من بعثه مبعثاً قريباً فرضى وسلَّم ، وأما من بعثه مبعثاً بعيداً ، فكره وجهه وتثاقل فشكى ذلك عيسى إلى الله تعالى ، فأصبح المتثاقلون كل واحد منهم يتكلم بلسان الأمة التي بعث إليها .
وقد اعتبر الواقدي : أن من معجزات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه حين بعث النفر الستة إلى الملوك : أصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثهم إليهم . وقالوا : كان ذلك معجزة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » . الصحيح من السيرة : 16 / 200 .
وقال الأحمدي في مكاتيب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : 1 / 181 : « لما تم صلح الحديبية في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة ، رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة . فعندئذ كتب إلى الملوك من العرب والعجم ورؤساء القبائل والأساقفة والمرازبة والعمال وغيرهم يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام ، فبدأ بإمبراطورى الروم وفارس وملكي الحبشة والقبط ثم بغيرهم ، فكتب في يوم واحد ستة كتب وأرسلها مع ستة رسل . قيل : يا رسول الله إنهم لا يقرؤون كتاباً إلا إذا كان مختوماً ، فاتخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خاتماً من فضة ، نقشه ثلاثة أسطر : محمد رسول الله . وقيل : إن الأسطر الثلاثة تقرأ من أسفل فيبدأ به محمد ، ثم رسول ، ثم الله ، فختم به الكتب . وفى مسند عبد بن حميد عن أنس قال : كتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى ملك الروم فلم يجبه ، فقيل له : إنه لا يقرأ إلا أن يختم ، قال : فاتخذ رسول الله خاتماً من فضة وكتب فيه : محمد رسول الله . . . وهذه الكتب بأجمعها تتضمن معنى واحداً وتروم قصداً فارداً ، وإن كان اللفظ مختلفاً إذ كلها كتب لمرمى واحد ، وهو الدعوة إلى التوحيد والإسلام . .
قال قيصر لأخيه حين أمره برمى الكتاب : أترى أرمى كتاب رجل يأتيه الناموس الأكبر . وقال لأبى سفيان بعد أن ساءله وتكلم معه في النبي ( صلى الله عليه وآله ) كما يأتي : إن كان ما تقول حقاً فإنه نبي ليبلغن ملكه ما تحت قدمي .
وخرج ضغاطر الأسقف أسقف الروم بعد قراءة الكتاب إلى الكنيسة والناس حشد فيها ، وقال : يا معشر الروم إنه قد جاءنا كتاب أحمد ، يدعونا إلى الله ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن أحمد رسول الله .
وقال المقوقس : إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ، ولا ينهى عن مرغوب فيه ، ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكذاب . وكتب فروة عامل قيصر على عمَّان إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بإسلامه ، فلما بلغ ذلك ملك الروم أخذه واعتقله واستتابه فأبي ، ثم قتله فقال حين يقتل :
بلغ سراة المسلمين بأنني سلَّمت ربى أعظمى وبناني
وكتب اليه هوذة بن علي ملك اليمامة : ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله .
وأجابه جيفر وعبد ابنا جلندى ملكا عُمَان بالإسلام وخلوا بينه وبين الصدقة .
وأجابه المنذر بن ساوى ملك البحرين وحسن إسلامه . وأجابه ملوك حمير ووفدوا . وأجابه أساقفة نجران وأعطوا الجزية ، ولباه عمال ملك فارس بالبحرين واليمن ، ولباه أقيال حضرموت ، ولباه ملك أيلة ويهود مقنا وغيرهم ، إما بالإسلام أو الجزية . وكتب إليه النجاشي بإسلامه وإيمانه . .
وقد زادت « كتبه » على الخمسين كتاباً ، ولكنها في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير »
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|