أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014
6202
التاريخ: 4-5-2017
2678
التاريخ: 22-4-2017
2700
التاريخ: 22-4-2017
6564
|
دخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الشعب في سنة (6210) و ذلك انّه لمّا أسلم حمزة و حمى النجاشي من عنده من المسلمين، و كان المسلمون حينذاك في حمى ابي طالب، اجتمعت قريش فيما بينهم، و قرّروا بأجمعهم قتل محمّد (صلّى اللّه عليه وآله) فلمّا بلغ ذلك أبو طالب جمع بني هاشم و بني عبد المطلب و دخلوا الشعب المعروف بشعب أبي طالب و اشترك جميع أولاد عبد المطّلب- مسلمون و غير مسلمين- في نصرة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و اطاعة لأبي طالب، و للنزعة القبلية عندهم، الّا أبو لهب فانه أبى ذلك.
فكان أبو طالب يحرس النبي (صلّى اللّه عليه وآله) بالليل و النهار، و جعل العيون على طرفي الوادي، و كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يبيت مكانه، و كان حمزة يحرسه في كل ليلة، فلمّا رأى ذلك كفّار قريش و علموا انّه لا طريق لهم للوصول الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) اجتمع اربعون نفرا من اكابرهم في دار الندوة، و تعاهدوا على أن لا يؤاكلوا أحدا من بني هاشم، و لا يكلموهم، و لا يبايعوهم، و لا يزوّجوهم، و لا يتزوجوا منهم، و لا يصالحوهم، حتى يدفعوا إليهم محمدا ليقتلوه و كتبوا ذلك في صحيفة و ختموها و جعلوها عند أم الجلاس خالة أبي جهل تحتفظ بها.
و كان أهل مكة لا يجسرون على أن يبيعوا لبني هاشم شيئا، و من باع إليهم شيئا انتهبوا ماله و آذوه، الّا في موسم الحج فكانوا يخرجون من الشعب و يشترون الاطعمة، لكن قريش لم ترض بهذا فكانوا يزيدون على السعر و يشترونه لأنفسهم.
ولو أرسل أحد الى الشعب شيئا من الطعام بسبب القرابة آذوه و نهبوا ماله، و كانوا يعذبون كل من خرج من الشعب.
فمن أرسل الطعام الى الشعب هشام بن عمرو، و حكيم بن حزام بن خويلد أخو خديجة، و أبو العاص بن الربيع (ختن النبي (صلّى اللّه عليه و آله)) فكان يأتي بالبعير في الليل و عليها البرّ و التمر الى باب الشعب ثم يصيح بها فتدخل الشعب فيأكله بنو هاشم، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيه «لقد صاهرنا أبو العاص فأحمدنا صهره».
وبقوا على ذلك ثلاث سنين حتى نالهم الجهد الشديد، و سمعت أصوات الصبيان من الشعب و هم يتضاغون من الجوع، فكره بعض المشركين ذلك، و هم هشام بن عمرو، و زهير بن اميّة بن المغيرة و مطعم بن عدي و أبو البختري، و زمعة بن الاسود بن المطلب بن أسد.
فهمّوا على نقض العهد و خرق الصحيفة، فلمّا أتوا في صباح اليوم الثاني رأوا طواغيت
قريش قد اجتمعوا في الكعبة، فدار بينهم الحديث حول الصحيفة، فاذا بأبي طالب خارج من الشعب مع ثلّة من قومه، و دخل الكعبة و جلس، فظنّ أبو جهل أن أبا طالب قد نفذ صبره مما لاقاه من المشاق و المصائب و جاء ليسلّم ابن أخيه ... فابتدأ أبو طالب بالكلام و قال: قد جئتكم في أمر لعلّ الصلاح يكون فيه، فانّ ابن أخي قد أخبرني و لم يكذبني انّ اللّه عز و جل قد بعث على صحيفتكم الارضة، فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم و ظلم و جور و تركت اسم اللّه، فابعثوا الى صحيفتكم فان كان صادقا فارجعوا عمّا أنتم عليه من الظلم و الجور، و ان كان كاذبا فلكم عليّ أن أدفعه إليكم تقتلوه.
فلمّا أتوا بها من أم الجلاس، و فتحوها لم يجدوا فيها حرفا واحدا الّا «باسمك اللهم» ...
فأخذها مطعم بن عدي و خرقها و قال: نحن برآء من هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالمة، فرجع أبو طالب الى الشعب.
وجاءه في اليوم الثاني الخمسة الذين تقدّم ذكرهم مع رهط من قريش، فأخرجوا بني عبد المطلب من الشعب و اسكنوهم بيوتهم لكن المشركين لم يكفّوا آذاهم عن المسلمين بعد ذاك، و لاقى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) منهم ما لا يناسب ذكره هذا المختصر.
و في عام (6213) توفّى أبو طالب و خديجة، اما أبو طالب فاتفقت وفاته في ستّة و عشرين من رجب في أواخر السنة العاشرة من البعثة، فبكى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في هذه المصيبة و كان يتّبع جنازته و يقول: «وصلت رحما و جزيت خيرا يا عمّ».
امّا جلالة أبي طالب و نصرته لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و فضائله فهي اكثر من أن تحصى في هذا المختصر .
و امّا خديجة (رضي اللّه عنها) فانها توفت بعد ثلاثة أيام من وفاة ابي طالب و قيل بعد خمسة و ثلاثين يوما، و دفنها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بيده في حجون مكة ... و اغتمّ النبي بعد وفاتها كثيرا حتى قلّ خروجه من الدار و سمّي ذلك العام بعام الحزن.
«قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في رثائهما:
أعينيّ جودا بارك اللّه فيكما على هالكين ما ترى لهما مثلا
على سيد البطحاء و ابن رئيسها و سيدة النسوان اوّل من صلّى
مصابهما أدجى لي الجوّ و الهوا فبتّ أقاسي منهما الهمّ و الثكلى
لقد نصرا في اللّه دين محمد على من بغى في الدين قد رعيا الّا
و من رثائه (عليه السّلام) لأبي طالب:
أبا طالب عصمة المستجير و غيث المحول و نور الظلم
لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ فصلّى عليك وليّ النعم
و لقّاك ربك رضوانه فقد كنت للطهر من خير عمّ
ولمّا توفّي أبو طالب زاد المشركون من خصومتهم و أذاهم للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) حتى انّ أحد السفهاء نثر التراب على رأسه (صلّى اللّه عليه و آله) و لم يكن للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) الّا الصبر.
وفي عام (6214) خرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى الطائف لدعوة أهلها للإسلام، و ذكرنا قصّته على نحو الاجمال في باب معجزاته في استيلائه على الشياطين و الجنّ.
وفي نفس العام تزوج (صلّى اللّه عليه و آله) من سودة (بفتح السين) بنت زمعة، و هي اوّل امرأة تزوجها بعد خديجة، و لم يتزوج عليها في حياتها، ثم تزوج بعائشة و هي بنت ستّ سنين، و كان زفافها في اوّل الهجرة، و في هذا العام أيضا دخل الانصار في الاسلام.
|
|
منها اللوز.. أطعمة تساعدك على النوم بشكل أفضل
|
|
|
|
|
علماء: وشاح الأرض قد يحتوي على ثروة من "المعادن الخضراء"
|
|
|
|
بالصور: صرح تربوي جديد تضيفه العتبة الحسينية.. شاهد كيف أصبح مجمع مدارس الوارث في حي السلام
|
|
بالصور: بزخارف جميلة ومن أفخر الانواع.. فرش السجاد داخل الصحن الحسيني الشريف
|
|
مركز ميزان للرعاية الصحية التابع للعتبة الحسينية المقدسة يحصي خدماته المقدمة ضمن مبادرة عطاء المجتبى (ع) الطبية مدفوعة التكلفة
|
|
بالفيديو: في مستشفى المجتبى (ع) لإمراض الدم وزراعة نخاع العظم.. مراجعون يقدمون شكرهم لممثل المرجعية العليا والعتبة الحسينية على المبادرات التي تخدم العراقيين
|