أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3492
التاريخ: 11-12-2014
3639
التاريخ: 14-5-2022
1862
التاريخ: 28-6-2017
4498
|
أجل لقد استطاع رسول الله (صلى الله عليه واله) بهذا الاستنكار الشديد أن يطفئ نار الاختلاف والتنازع فكيف الفريقان ( القبيلتان –الاوس والخزرج-) عن استئناف التنازع والتقاتل.
إلاّ أن عبد الله بن ابي رئيس حزب المنافقين بالمدينة، والذي كان يكنّ حقدا كبيرا على الإسلام وقد شارك في تلك الغزوة طمعا في الغنيمة، أظهر ـ في هذه الحادثة ـ حقده، وضغينته على الإسلام، وقال لرهط من أهل المدينة كانوا عنده آنذاك : هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير داركم، لقد نافرونا ( أي المهاجرين ) وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعدنا وجلابيب قريش إلاّ كما قال الأول : سمّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ( ويقصد بالأذل المهاجرين )!!!
فتركت كلمات ابن ابي أمام تلك الجماعة التي كانت لا تزال تعاني من بقايا عصبية جاهلية، أثرها في نفوسهم، وكادت توجه ضربة قاضية إلى صرح الوحدة الاسلاميّة، والاخوة الايمانية التي كانت تشدّ المسلمين ـ أنصارا ومهاجرين ـ بعضهم ببعض كالبنيان المرصوص.
ومن حسن الحظ أن فتى غيورا من فتيان المسلمين هو زيد بن الارقم، لما سمع بهذه الكلمات المثيرة للشغب والفتنة رد على ابن ابي بكلمات قوية شجاعة اذ قال : أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك، ومحمّد في عزّ من الرحمن، ومودّة من المسلمين، والله لا احبّك بعد هذا أبدا.
ثم نهض ومشى إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخبره الخبر، فرده رسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاث مرات حفظا للظاهر، قائلا : لعلّك وهمت يا غلام، لعلّك غضبت عليه، لعلّه سفّه عليك.
ولكن زيدا كان يؤكّد على صحة ما أخبر به رسول الله (صلى الله عليه واله) من مقالة المنافق الخبيث عبد الله بن ابي ، وتحريكه للناس ضد رسول الله (صلى الله عليه واله).
وهنا طلب عمر بن الخطاب من رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يقتل ابن ابي قائلا : مر به عبّاد بن بشر فليقتله.
ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله) أجاب عمر بقوله : فكيف يا عمر إذا تحدّث الناس أن محمّدا يقتل أصحابه، لا .
ولقد مشى عبد الله بن ابي إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) حين بلغه أنّ زيد بن الارقم قد بلّغ رسول الله (صلى الله عليه واله) ما سمع منه، فحلف بالله : ما قلت ما قال، وقال بعض من حضر من أهل الرأي من أصحابه دفاعا عن ابن ابي : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد اوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل.
ولكن الامر لم ينته إلى هذا، فقد كان هذا نوعا من الهدوء المؤقت تماما كالهدوء الذي يسبق العاصفة، الذي لا يمكن الاطمئنان إليه.
فقد كان يتوجب على قائد المسلمين الأعلى أن يقوم فورا بما يؤدي إلى أن ينسى الطرفان هذه القصة نهائيا، ولهذا أمر بالرحيل في ساعة من النهار لم يكن (صلى الله عليه واله) يرتحل فيها عادة.
فجاءه اسيد بن حضير ، وقال : يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها؟
فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : أو ما بلغك ما قال صاحبكم؟ زعم أنه إن رجع الى المدينة أخرج الاعز منها الاذل ؟
فقال اسيد : فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت، هو والله الذليل، وأنت العزيز، ارفق به يا رسول الله، فو الله لقد جاء الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه، وأنه ليرى أنك قد استلبته ملكا.
ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بالرحيل فارتحل الناس، وسار بهم النبي (صلى الله عليه واله) يومهم ذاك حتى أمسى، وليلتهم تلك حتى أصبح، من دون أن يسمح لهم بالنزول والاستراحة، إلاّ للصلاة، وسار بهم في اليوم هكذا حتى آذتهم الشمس وسلبوا القدرة على مواصلة السير فأذن لهم بالاستراحة، فنزل الناس، ولم يلبثوا ان وجدوا مسّ الارض فوقعوا نياما من شدة التعب، وقد نسوا كل شيء من تلك الذكريات المرّة، وكان هذا هو ما يريده النبي (صلى الله عليه واله)، فقد سار بهم ليل نهار من دون توقف ليشغلهم عن الحديث الذي كان من عبد الله بن ابي المنافق المفتّن .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|