المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



على الوالدين كشف القدرات الذاتية لدى الابناء ومدى امكانية تعلّمهم للدروس  
  
2056   01:06 مساءً   التاريخ: 14-5-2017
المؤلف : سيد احمد زرهاني
الكتاب أو المصدر : الدور التربوي للبيت والمدرسة
الجزء والصفحة : ص29-30
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2016 2065
التاريخ: 7-6-2018 1852
التاريخ: 17-6-2016 2277
التاريخ: 7-1-2016 1970

تختلف قابلية الاطفال والناشئين في تلقيّ الدروس, حيث يظهر التباين الفردي والتنوع في الاتجاهات والميول لدى الاطفال, فيجب اذن أن يكون أملنا في نمو وتطور الابناء على قدر هذه الامكانيات والميول المتوفرة لديهم, حتى يمكننا بذلك رفع مستوى المعلومات لديهم عن طريق الارشاد والتوجيه والتشجيع .

إن بعض أولياء الاُمور يتصوّرون انّ على ابنائهم أن يحصلوا على درجة التفوق في دروسهم دائماً , فإذا لم ينالوا أحياناً الدرجة المطلوبة وهي درجة التفوق قابلهم الأولياء باللوم والعتاب ممّا يؤدي إلى اضطرابهم وتذمرهم, ولكن لا يعتبر هذا العمل سليماً من وجهة النظر العلمية والنفسية, فإذا عاتبنا الاطفال أو ضربناهم لمجرّد عدم حصولهم على درجة التفوق في الامتحانات المدرسية, فإنهم سيصبحون خائفين مضطربين يعيشون القلق المزمن, وقد ينتهجون سلوك غير سليم من أجل الحصول على هذه الدرجات  لمجرّد ارضاء الوالدين , وتتكون لديهم رغبة إلى نيل أهداف مثالية كاذبة, ويتعودون دائماً أن يبحثوا عن انفسهم في قمّة النجاح والفوز, وبالتالي نجدهم يفقدون القدرة على التصرّف السليم خلال متطلبات الحياة , ممّا يجعلهم يعيشون حالة نفسية مضطربة وتكون شخصياتهم غير متزنة .

ومن جهة اُخرى يجب أن نعلم انّه ليس كل اختبار يعتبر معياراً حقيقياً ومقبولاً لمعرفة القدرة العلمية لدى الاحداث, فقد تكون طريقة الامتحان أو مضمونة غير سليمة, أو انّ الظروف الجسمية والنفسية للتلاميذ غير ملائمة اثناء الامتحان, هذه العوامل وامثالها تؤثر بدون شكّ تأثيراً كبيراً على التلميذ اثناء ادائه الامتحان المدرسي وبالتالي يفقد هذا الاختبار شيئاً من وقته وسلامته .

يجب أن نسلّم ان كلّ شخص يستطيع كسب المعلومات العلمية على قدر طاقته , فإذا لم نأخذ بعين الاعتبار مدى قدرة الفرد, فلا يمكننا اذن أن نتوقع منهم المعجزة , أو أن نطلب فوق طاقتهم وامكانياتهم .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.