المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



المستوى التعليمي والثقافي للأسرة  
  
9171   01:15 مساءً   التاريخ: 12-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص124-125
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

لاريب انه كلما كان هناك تكافؤ في المستوى التعليمي والثقافي للوالدين كلما كانت الاسرة اكثر استقراراً، وزادت مساحة التفاهم المشترك بين الوالدين وفي المجتمعات الريفية لا يوجد تباين كبير بين فئات الاسر في المجتمع الريفي بل هناك تجانس نسبي.

وقد تتعارض اساليب التربية والمطالب التي يفرضها الكبار على الطفل مع تصرفاتهم هم انفسهم فيعاني الطفل من جراء ذلك وتتعرض شخصيته للضرر والانحراف ومن ثم فان التناسق بين اساليب التربية المختلفة مع القدوة في بيئة الطفل امر بالغ الاهمية لتنشئة الطفل وتكامل شخصيته وهكذا تتضح اهمية الاسرة واهمية الثقافة الاسرية في تكوين شخصيات الابناء على اسس سوية فالأسرة هي التي تضع الاساس الذي يقوم عليه بناء الذات والشخصية للطفل والمستوى التعليمي والثقافي لها يمثل ركيزة اساسية في توجيه الطفل وتنشئته تنشئة اجتماعية سوية.

وقد تمثل الاسرة ثقافة تنسجم قيمها الاساسية مع ثقافة المجتمع او قد تختلف عنها بقدر يتفاوت في مداه وشدته، وكما تكون الاسرة يكون الاطفال في اغلب الاحيان ويتوقف هذا الوضع بالنسبة للأسر المختلفة في المجتمع على درجة تماسك النظام الاجتماعي وتكامل الثقافة في المجتمع.

والمستوى الثقافي للأسرة يؤثر على مدى ادراكها لحاجات الطفل وكيفية اشباعها والاساليب التربوية التي تتبع في معاملة الطفل واشباع حاجاته كما يؤثر في مدى اقبال الوالدين على الاستعانة بالجهات المتخصصة في تربية الطفل كذلك يؤثر المستوى التعليمي والثقافي للأسرة في اساليب التنشئة الاجتماعية المستخدمة مع الطفل فاذا كان الوالدان على درجة متكافئة تعليميا ادى ذلك الى استخدام اساليب تربوية في التنشئة المتبعة مع الطفل مثل اسلوب الحرية والديمقراطية في الشخصية وتوفير كافة المعلومات التي يريدها الطفل، كذلك استخدام الاسلوب الذي يحقق الامن النفسي للطفل والذي يقوم على عناصر الحب والقبول والاستقرار مع مراعاة ثبوت نوعية التعامل وعدم الذبذبة التي تؤدي الى الشك (1).

ويؤدي اختلاف الميول الشخصية والقيم بين الزوجين وتباين المستوى التعليمي لكثير من المشاكل العامة بينهما والتي تنعكس على تنشئة اطفالهم.

____________

1ـ علي الدين السيد : الاسرة والطفولة في محيط الخدمة الاجتماعية ، ط2 ، بدون ناشر ، 1997 ، ص108-110.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.