المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النبيّ (صلى الله عليه واله) يلاحق قريشا بنفسه  
  
3160   02:26 مساءً   التاريخ: 11-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص36-40.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

- في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة استعمل رسول الله (صلى الله عليه واله) على المدينة سعد بن عبادة وأناط إليه ادارة امورها الدينية وخرج بنفسه مع جماعة من المهاجرين والأنصار، لملاحقة ركب قريش التجاري واعتراضه، وعقد معاهدة موادعة مع بني ضمرة  حتى بلغ الابواء، ولكنه لم يلق أحدا من قريش، فرجع (صلى الله عليه واله) هو ومن معه إلى المدينة.

- وفي شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة استعمل (صلى الله عليه واله) مرة اخرى على المدينة : السائب بن عثمان  أو سعد بن معاذ  وخرج نحو على رأس مائتين من الرجال يريد قريشا حتى بلغ بواط ( وهو جبل من جبال بقرب ينبع على بعد (صلى الله عليه واله)0 كيلومترا من المدينة تقريبا ) ولكنه لم يظفر بقافلة قريش التي كان يقودها أميّة بن خلف  وعلى رأس مائة رجل من قريش، فرجع الى المدينة.

ـ وفي منتصف شهر جمادى الاولى من السنة الثانية للهجرة جاء الخبر أن قافلة قريش التجارية تخرج من مكة بقيادة أبي سفيان تريد الشام للتجارة، وقد جمعت قريش كل أموالها في تلك القافلة، فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) في جمع من أصحابه لاعتراضها حتى بلغ ذات العشيرة  وقد استعمل على مكة هذه المرّة أبا سلمة بن عبد الأسد ، وبقي (صلى الله عليه واله) في ذات العشيرة إلى أوائل شهر جمادى الآخرة ينتظر قافلة قريش، ولكنه لم يظفر بها، ثم وادع فيها بني مدلج وعقد معاهدة عدم اعتداء ذكرتها المصادر التاريخية بالنص.

وقال ابن الأثير : في هذه الغزوة ( والمكان ) نزل رسول الله (صلى الله عليه واله) وجماعته في بواط عند عين فنام علي وعمّار فوجدهما رسول الله (صلى الله عليه واله) نائمين في رقعاء من التراب فايقظهما، وحرّك عليّا فقال : قم يا أبا تراب ألا اخبرك باشقى الناس : أحيمر ثمود عاقر الناقة، والذي يضربك على هذه [ يعني قرنه ] فيخضّب هذه منها [ يعني لحيته ].

ـ بعد أن رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) الى المدينة بعد اليأس من قافلة قريش لم يقم بالمدينة الاّ ليالي قلائل لا تبلغ العشر حتى هاجم كرز بن جابر الفهري  على ابل أهل المدينة ومواشيهم التي كانت قد سرحت للرعى بالغداة.

فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) في طلبه وقد استعمل على المدينة زيد بن حارثة حتى بلغ واديا من ناحية بدر وفاته كرز بن جابر فلم يدركه ثم رجع (صلى الله عليه واله) ومن معه الى المدينة فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجبا وشعبان.

ـ وفي شهر رجب من السنة الثانية للهجرة بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) عبد الله بن جحش  على رأس ثمانية رجال من المهاجرين لملاحقة قافلة قريش التجارية، وقد كتب له كتابا بالمهمة الّتي يجب ان ينفّذها، وأمره أن لا ينظر فيه قائلا له :

قد استعملتك على هؤلاء النفر فامض حتّى إذا سرت ليلتين فانشر ( إي افتح ) كتابي ثم امض ( اي نفّذ ) لما فيه.

ثم عيّن له رسول الله (صلى الله عليه واله) الوجهة التي يجب أن يتوجّه إليها.

فانطلق عبد الله ورفقاؤه وساروا يومين كاملين كما أمرهم رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم فتح عبد الله كتاب النبيّ (صلى الله عليه واله) وقرأ ما فيه، فاذا فيه :

إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتّى تنزل نخلة بين مكّة والطائف على اسم الله وبركته فترصّد بها قريشا، وتعلّم ( أي حصّل ) لنا من أخبارهم ولا تكرهنّ أحدا من أصحابك  وامض لأمري فيمن تبعك.

فلما قرأ الكتاب قال لاصحابه : قد أمرني رسول الله (صلى الله عليه واله) أن امضي إلى نخلة أرصد بها قافلة قريش حتّى آتيه منهم بخبر، وقد نهاني أن استكره أحدا منكم، فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع فأمّا أنا فماض لأمر رسول الله (صلى الله عليه واله)، ومن أراد الرجعة فمن الآن.

فقال أصحابه اجمعون : نحن سامعون مطيعون لله ولرسوله ولك فسر على بركة الله حيث شئت، فسار هو ومن معه لم يتخلّف منهم أحد حتى جاء نخلة فوجد قافلة لقريش يرأسها عمرو بن الحضرمي  وهي عائدة من الطائف الى مكة، فنزل المسلمون بالقرب منهم، ولكي لا يكتشفهم العدوّ، ولا يعرف بأمرهم ومهمّتهم حلقوا رءوسهم ليتصوّر العدو أنهم عمّار يعتزمون الذهاب الى مكة للعمرة فلما رآهم رجال قريش على هذه الحال اطمأنوا وأمنوا جانبهم وقالوا : عمّار لا بأس عليكم منهم.

ثم تشاور المسلمون فيما بينهم في جلسة عسكرية للنظر فيما يجب عمله فتبين لهم : أنهم إذا تركوا القوم ( أي قريشا ) في تلك الليلة ( وكانت آخر ليلة من شهر رجب ) لدخلوا الحرم، ولم يمكن قتالهم فيه، وان خرج الشهر الحرام.

فأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم، وأخذ ما معهم، من هنا باغتوا تلك القافلة، ورمى واقد بن عبد الله  قائدها عمرو بن الحضرمي  بسهم فقتله، وفرّ رجاله إلاّ نفرين هما : عثمان بن عبد الله  و الحكم بن كيسان  حيث أسرهما المسلمون، وعاد عبد الله بن جحش وأصحابه بالقافلة مع ما فيها من أموال قريش والاسيرين إلى المدينة.

ولما قدموا على رسول الله (صلى الله عليه واله) المدينة وأخبروه بأنهم قاتلوا القوم في الشهر الحرام ( رجب ) انزعج رسول الله (صلى الله عليه واله) من تصرف قائد المجموعة وعدم استفساره لما يجب أن يفعله بشدّة وقال : ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام.

وقد استخدمت قريش هذه القضية كسلاح دعائيّ ضدّ رسول الله (صلى الله عليه واله) واشاعت بأنّ محمّدا  وأصحابه قد استحلّوا الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا الاموال كما أنه تشاءم اليهود بهذه القضية وأرادوا أن يثيروا فتنة، وعاب المسلمون على عبد الله بن جحش وأصحابه  فعلتهم هذه. هذا من جانب ومن جانب آخر وقّف النبيّ (صلى الله عليه واله) الاموال والأسيرين

وابى أن يأخذ من كل ذلك شيئا وبقي ينتظر الوحي.

وفجأة نزل جبرئيل بهذه الآية : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217].

أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام، فقد صدّوكم عن سبيل الله مع الكفر به وصدّكم عن المسجد الحرام، واخراجكم منه وأنتم اهله أكبر عند الله من قتل من قتل منهم والفتنة أكبر من القتل  أي ما كانوا يرتكبونه من فتنة المسلم في دينه حتّى يردّونه الى الكفر بعد إيمانه أكبر عند الله من القتل.

ولما نزل القرآن بهذا الأمر، وفرّج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الخوف والحيرة قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) الأموال، والأسيرين وقسمها بين المسلمين، وكانت أول غنيمة غنمها المسلمون.

وبعثت قريش الى النبيّ (صلى الله عليه واله) في فداء أصحابهم فقال النبيّ (صلى الله عليه واله) : لن نفديهما حتّى يقدم صاحبانا.

يعنى رجلين من المسلمين كانا قد اسرا من قبل قريش، قد اشتركا في هذه العمليّة ولكنهما أضلا طريقهما في الصحراء فأسرتهما رجال من قريش.

وهكذا أبى رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يطلق سراح أسيري قريش لقاء فدية إلاّ إذا أطلق المشركون أسيري المسلمين. قائلا لموفدي قريش : إنّي أخاف على صاحبيّ فإن قتلتم صاحبيّ قتلت صاحبيكم.

فاضطرت قريش إلى الافراج عن المسلمين الأسيرين، ومع وصولهما الى المدينة أفرج رسول الله (صلى الله عليه واله) عن أسيري قريش.

ومن حسن الحظ أنّ إحدى ذينك الأسيرين أسلم ورجع الآخر إلى مكة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.