المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الارتباط الوثيق بين العلم والإيمان  
  
3111   10:42 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص181-186
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

يجب على المربي أن يعمل بجد وفاعلية اثناء قيامه بعمله التربوي والتعليمي على تقوية الارتباط بين العلم والايمان، وان يهتم بالعلم الذي يكون في ظل الايمان؛ لان هذا النوع من العلم، يجنب الفرد كل خطر ويسبب له السعادة ولعموم المجتمع. وان الخطر كل الخطر يمكن في انفصال العلم عن الإيمان بالله ورسله وشرائعه، وقد يسبب في بعض الحالات اضراراً بالغة جداً.

ومن الملاحظ ان الآيات الكريمة التي جاءت في سورة العلق والتي نزلت لأول مرة على صدر نبينا محمد (صلى الله عليه واله) في غار حراء، في مكة المكرمة قامت على عمودي: العلم والايمان بالله سبحانه حيث جاء في هذه السورة المباركة :

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}[العلق: 1، 2] .

نلاحظ ان الايمان بالخالق المبدع قد تقدم على العلم؛ لان العلم بدون الايمان ابتر ويمشي مشية الاعرج كما قيل.

وقد عقب الله سبحانه وتعالى على قوله الاول بقوله:

{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 3 - 5]

فنذكر العلم بعد ان ذكر الايمان وقد اشار إلى اهم وسائل العلم القراءة والكتابة بواسطة القلم وهناك سورة بالقرآن الكريم موسومة (بالقلم) وتذكر الكتابة وتشير إلى اهميتها وهي : (نون والقلم وما يسطرون).

والواقع ان العلم والايمان توأمان لا يمكن الفصل بينهما لأنهما مما يشكلان الاساس المتين الذي يحقق السعادة والتقدم للفرد والمجتمع وعموم البشرية فالعلم وحدة لا يستطيع ان يحل مشاكل الانسان ويحقق له السعادة والتكامل والتوازن ويخلق روح المودة والتعاون بين الانسان واخيه الانسان من دون الايمان الخالص بالله وقوانينه.

لقد سجل العلم انتصاراته الرائعة في حقول العلم: الطبيعة، والبيولوجية، والفضائية. وهناك سباق كبير في دنيا الاختراع والاكتشاف، وانطلاق مذهل في عالم الفضاء والكواكب فهل حققت هذه الاكتشافات المذهلة والاختراعات المدهشة، والتطورات المادية العظيمة تكاملاً واطمئناناً وسعادة حقيقية للإنسانية؟!!

والجواب: بل على العكس قد وصلت البشرية إلى الحضيض من التقاتل الرهيب، والرعب المستمر والتحلل الخلقي،...

لذلك عدل الكثيرون من الفلاسفة والعلماء عن اعتقاداتهم السابقة القائلة بان التقدم العلمي والتطور الحاصل يحقق للإنسان السعادة في الحياة وينجيه من ويلات الحروب وكوارثها.

يقول (المستر ليمان) بهذا الصدد ما نصه :

(لقد اعتقدنا خلال الحرب العالمية الاولى، ان خلاص العالم هو تقدم العلوم ولكننا اليوم قد زالت عن اعيننا غشاوة هذا الوهم....)(1).

وقد حذر اقبال اشد الحذر، من هذه العلوم المادية والفاقدة للإيمان بقوله : (اياك ان تكون آمناً من العلم الذي تدرسه فانه يستطيع ان يقتل روح امة باسرها...)

وتحدث عن التعليم الذي لا يتضمن الايمان محذراً منه بقوله : (إن التعليم الحديث هو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يكونها كما يشاء، ان هذا الحامض اشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيماوية، فهو الذي يستطيع ان يحول جبلا شامخا إلى كومة تراب)(2).

وهكذا يتضح بجلاء، ان العلوم الحديثة الفاقدة للإيمان بالله العظيم، وشريعته الحكيمة ، لم تعنَ

بتنمية السلوك الانساني ولا تنمية الفضائل والكمالات الروحية والتهذيب النفسي ولا بإعداد

النشء لتعليم الحياة الاجتماعية السليمة القائمة على الفضيلة والمحبة والتعاون.

لذا نجم عن كل ذلك انتشار الاوبئة الاخلاقية والعقلية والاجتماعية فاصبح الانسان بعيدا عن قواعد الايمان والاخلاق والكمال، وظل يرزح تحت كابوس ثقيل، جراء الظلم والغبن والشقاوة.

إذن، يجب أن يكون العلم والايمان في خانة واحدة، ويسيران جنبا إلى جنب في كل مرافق الحياة الانسانية المختلفة ولا يفصل بينهما البتة في أي حال من الاحوال، لترقى البشرية وتتوازن وتتكامل وتسعد في حياتها..

والتربية السليمة الناجحة: هي التي تجمع بين العلم والايمان ولا تنفك في ان تجعل العلم وتطوره يكون دوماً وابدا في ظل الايمان ولا ينفصل عنه مطلقا.

وعلى هذا الاساس اهتم الاسلام منذ بزوغ نوره الوضّاء بجعل العلم في ظل الايمان، وقد اعتبر العلم والايمان توأمين متحدين واستثمرهما في بناء الحياة الانسانية وتطورها، وتحقيق التكامل والتوازن والسعادة فيها.

ومما لا يخفى ان الاسلام الحنيف قد استخدم كل ما يملك من طاقات وانشطة وبرامج بشكل ايجابي وبنّاء من اجل ايجاد التربية السليمة الهادفة إلى تنمية الوعي الانساني، ورفع المستوى الفكري والروحي والاجتماعي وبالتالي: خلق الانسان المنقاد للحق، والمنصاع للعدل، والمتسابق في ميادين الخير والبر والكمال.

إن التربية الاسلامية الحقيقية تختلف عن غيرها من التربيات الاخرى التي تفرط في جانب دون آخر فهي تجمع بين العلم والايمان وتلائم بين الدين والدنيا، وتهدف دائما إلى تحقيق السعادة والاصلاح الشامل لحياة الانسان لا في حياة الدنيا فحسب وانما في الحياة الاخرة ايضاً.

لقد تناولت التربية الاسلامية كل الطبقات الاجتماعية والمراحل الزمنية للإنسان، من طفولة وما بعدها، فوضعت لها المناهج الخلاّقة المبنية على احدث الوسائل التي تنتهي اليها مسيرة الحضارة الانسانية وتأخذ بيد الانسان إلى كل ما من شأنه ان يطور حياته، ويقدّمه في حياته، وينضج عقله ويجسّدُ مثلهُ وقيمه الانسانية والاخلاقية على ارض الواقع، إنها بكل اعتزاز العامل الاهم والمصدر الوحيد لحضارة المسلمين ومجدهم في ايام عصورهم الذهبية و الرسالية، كما جاء في متواتر التاريخ، واقوال الباحثين والمربين.

يقول بعض الباحثين عن التربية الاسلامية:

(لا يستطيع احد من المربين والمؤرخين ان ينكر ان التربية الاسلامية هي الاساس المتين لحضارة المسلمين والمُثل العليا في تلك التربية تتفق مع الاتجاهات الحديثة في عالم التربية اليوم فقد قدس الاسلام العلم والعلماء وسما بالعلم إلى درجة العبادة وعنى العناية التامة بجميع انواع التربية: الروحية والدينية والخلقية، ونادى بالحرية والمساواة وتكافؤ الفرص بين الاغنياء والفقراء في التعليم، وقضى على نظام الطبقات، وفرض طلب العلم على كل مسلم ومسلمة، واعطاهما كل وسيلة للتعلم اذا وجدت لديهما الرغبة في العلم والاقبال عليه.

وقد فتحت المساجد والمعاهد ودور العلم والحكمة ودور الكتب والحلقات الدراسية، والمنتديات الادبية والعلمية امام الطلاب للتعلم والدراسة والبحث، وقدمت اليهم الدولة الاسلامية كل ما يحتاجون اليه من طعام ومسكن وعلاج ومساعدات مالية لتمكنهم من المعيشة والتفرغ لطلب العلم، وانا لنفتخر اذا قلنا إن مبادئ التربية الحديثة التي نادينا بها في منتصف القرن العشرين، ولم تستطع الدولة المتمدنة تنفيذها كلها حتى اليوم قد روعيت ونُفذت في التربية الإسلامية في عصورنا الذهبية قبل أن تخلق التربية الحديثة بمئات السنين)(3).

أجل، إن التربية الاسلامية هي الاساس القوي للحضارة الاسلامية والعالمية لان إشعاعها لم ينحصر في الرقعة الاسلامية وحدها وانما شع على العالم كله، فالإسلام قد قدم لجميع شعوب الارض الثروات الفكرية الحاوية على جميع مقومات التقدم والنهوض والارتقاء والاصلاح الشامل لجميع مناهج الحياة الانسانية.

إن الاسلام في الوقت الذي اهتم بالعلم، اهتم بالإيمان ايضاً وجعلهما يسيران معاً في طريق واحد، ويكمل احدهما الآخر، ليصبحا عنصراً واحداً واساسيا من عناصر التكوين الاجتماعي والنهضة الفكرية والاخلاقية والحضارية لجميع المسلمين وغيرهم من سكان هذه الارض.

لذلك يجب على الاباء والمربين والمعلمين أن يهتموا بالإيمان والعلم معاً وبنفس الدرجة اثناء مسيرتهم التربوية والتعليمية في مرحلة الطفولة وما بعدها لكي يحققوا تربية صالحة ويوجدوا انسانا سوياً صالحا متفائلا ايجابيا متفاعلاً مع الحياة، متعاونا مع ابناء جنسه ومحباً لهم ويعيش حياة التوازن والاستقامة والدعوة إلى الله تبارك وتعالى والتضحية من اجل العدل والقيم الانسانية العليا في الحياة ومكثفاً الجهود من اجل البناء والسلام والهداية والإعمار والرخاء ورفاه البشرية جمعاء.

_____________

1ـ التربية لعالم حائر:ص52.

2ـ نحو التربية الاسلامية:ص35-36.

3ـ التربية الاسلامية:ص3-4.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية