المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

​فيروس موزايك الداليا
4-7-2018
زيد بن أحمد الخلقي
7-9-2017
المصدر الأصلي
29/11/2022
نشأة وتطور صحافة الانترنت
2023-03-21
مخاوف قريش المتزايدة
4-5-2017
متلازمة حساسية الفم Oral Allergy Syndrome
10-6-2019


ترجمة وحياة الشيخ الطوسي‏  
  
6850   04:42 مساءاً   التاريخ: 2-12-2014
المؤلف : الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الكتاب أو المصدر : التبيان في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 5- 78.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / تراجم المفسرين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014 1768
التاريخ: 14-11-2014 2674
التاريخ: 7-11-2014 7090
التاريخ: 14-11-2014 4210

طلبنا من المؤرخ الشهير والبحاثة الكبير الامام آية اللّه الشيخ آغا بزرك الطهراني دام ظله ان يستل لنا ترجمة الشيخ الطوسي من كتابه (ازاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس) الذي هو من أجزاء موسوعته (طبقات أعلام الشيعة) فتفضل بذلك وأضاف اليها فوائد مهمة وأموراً لا يستغني عنها الباحثون ، وسماها (حياة الشيخ الطوسي) فله منا الشكر ومن اللّه الأجر. الناشر بِسم اللّه الرّحمن الرّحيم وله الحمد ارتسمت على كل أفق من آفاق العالم الاسلامي أسماء رجال معدودين امتازوا بمواهب وعبقريات رفعتهم الى الأوج الأعلى من آفاق هذا العالم ، وسجلت أسماؤهم في قائمة عظماء التأريخ ، وجهابذة العلم ، وأصبحوا نجوماً لامعة ، ومصابيح ساطعة تتلألأ في كبد السماء كتلألأ الجوزاء ، وتضي‏ء لأهل هذه الدنيا فتستفيد من نورها المجموعة البشرية كل حسب مكانته وعلى مقداره ، وبذلك بنوا لأنفسهم مجداً لا يطرأ عليه التلاشي والنسيان ، وخلد ذكرهم على مر الزمان وتعاقب الملوان.
وثمة رجال ارتسمت أسماؤهم في كل أفق من تلك الآفاق ، وهم قليلون للغاية شذت بهم طبيعة هذا الكون فكان لهم من نبوغهم وعظمتهم ما جعلهم أفذاذاً في دنيا الإسلام ، وشواذاً لا يمكن أن يجعلوا مقياساً لغيرهم ، أو ميزاناً توزن به مقادير الرجال ، إذ لا يمكنها أن تنال مراتبهم وان اشرأبت اليها أعناقهم وحدثتهم بها نفوسهم.
ومن تلك القلة شيخنا وشيخ الكل في الكل علامة الآفاق شيخ الطائفة الطوسي أعلى اللَّه درجاته وأجزل أجره ، فقد شاءت إرادة اللَّه العليا أن تبارك في علمه وقلمه فتخرج منهما للناس نتاجاً من أفضل النتاج ، فيه كل ما يدل على غزارة العلم وسعة الاطلاع ، وقد مازه اللَّه تعالى بصفات بارزة ، وخصه بعناية فائقة ، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.
وقد كرّس- قدس اللَّه نفسه- حياته طوال عمره لخدمة الدين والمذهب ، وبهذا استحق مكانته السامية من العالم الاسلامي عامة والشيعي خاصة ، وبانتاجه الغزير أصبح- وأمسى- علماً من أعظم أعلامه ، ودعامة من أكبر دعائمه ، يذكر اسمه مع كل تعظيم وإجلال وإكبار وإعجاب ، ولقد أجاد من قال فيه :

شيخ الهدى والطائفة أثر القرون السالفة
وصل الآله فخصه‏ بنهي الأمور العارفة
ظهرت سريرة علمه‏ بالفضل عنه كاشفه
للَّه أوقف نفسه‏ شكر الآله مواقفه‏
سحب الرضا هتفت على‏ قبر يضمك ، واكفه‏
كم قد حباه فضيلة متبوعة مترادفه ؟ (1)

نسبه :
هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي نسبة الى طوس من مدن خراسان التي هي من أقدم بلاد فارس وأشهرها ، وكانت - ولا تزال - من مراكز العلم ومعاهد الثقافة ، لأن فيها قبر الامام علي الرضا عليه السلام ، ثامن أئمة الشيعة الاثني عشرية ، وهي لذلك مهوى أفئدتهم يقصدونها من الأماكن الشاسعة والبلدان النائية ، ويتقاطرون اليها من كل صوب وحدب ، للثم تلك العتبة المقدسة والتمرّغ في ذلك الثرى الطيب.
ومن أجل هذا وذاك أصبحت كغيرها من مراقد آل محمد عليهم السلام هدفاً لأعدائهم ، فقد انتابتها النكبات ، وخربت ثلاث مرات ، هدمها للمرة الأولى الأمير سبكتكين ، وقوضها للمرة الثانية الغزنويون ، وأتلفتها للمرة الثالثة عاصفة الفتنة المغولية عام 716 هـ على عهد الطاغية جنكيز خان ، وقد تجددت أبنيتها وأعيدت آثارها بعد كل مرة ، وهي اليوم- مع ما حل فيها من تخريب ودمار- من أجل معاهد العلم عند الشيعة بالرغم من أعدائهم ، وفيها خزانة كتب للإمام الرضا عليه السلام يحق للعالم الشيعي أن يعدها من مفاخره ، واللّه غالب على أمره.
ولادته ونشأته :
ولد شيخ الطائفة في طوس في شهر رمضان سنة 385 هجرية- أعني عام وفاة هارون بن موسى التلعكبري ، وبعد أربع سنين من وفاة الشيخ الصدوق- وهاجر الى العراق فهبط بغداد في سنة 408 هـ (2) وهو ابن ثلاثة وعشرين عاماً ، وكانت زعامة المذهب الجعفري فيها يومذاك لشيخ الأمة وعلم الشيعة محمد بن محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد عطر اللَّه مثواه ، فلازمه ملازمة الظل ، وعكف على الاستفادة منه ، وأدرك شيخه الحسين بن عبيد اللَّه ابن الغضائري المتوفى سنة 411 هـ ، وشارك النجاشي في جملة من مشايخه ، وبقي على اتصاله بشيخه حتى اختار اللَّه للاستاذ دار لقائه في سنة 413 هـ ، فانتقلت زعامة الدين ورياسة المذهب الى علامة تلاميذه علم الهدى السيد المرتضى طاب رمسه ، فانحاز شيخ الطائفة اليه ، ولازم الحضور تحت منبره ، وعني به المرتضى ، وبالغ في توجيهه وتلقينه ، واهتم له أكثر من سائر تلاميذه ، وعين له في كل شهر اثنى عشر ديناراً (3) وبقي ملازماً له طيلة ثلاث‏ وعشرين سنة ، وحتى توفي السيد المعظم لخمس بقين من شهر ربيع الاول سنة 436 هـ فاستقل شيخ الطائفة بالامامة ، وظهر على منصة الزعامة ، وأصبح علماً للشيعة ومناراً للشريعة ، وكانت داره في الكرخ مأوى الأمة ، ومقصد الوفاد ، يأتونها لحل المشاكل وإيضاح المسائل ، وقد تقاطر اليه العلماء والفضلاء للتلمذة عليه والحضور تحت منبره وقصدوه من كل بلد ومكان ، وبلغت عدة تلاميذه ثلاثمائة من مجتهدي الشيعة ، ومن العامة ما لا يحصى كثرة.
وقد اعترف كل فرد من هؤلاء بعظمته ونبوغه ، وكبر شخصيته وتقدمه على من سواه ، وبلغ الأمر من الاعتناء به والإكبار له أن جعل له خليفة الوقت القائم بأمر اللَّه- عبد اللَّه- ابن القادر باللَّه- أحمد- كرسي الكلام والافادة ، وقد كان لهذا الكرسي يومذاك عظمة وقدراً فوق الوصف ، إذ لم يسمحوا به إلا لمن برز في علومه ، وتفوق على أقرانه ، ولم يكن في بغداد يومذاك من يفوقه قدراً أو يفضل عليه علماً فكان هو المتعين لذلك الشرف.
هجرته الى النجف الأشرف :
لم يفتأ شيخ الطائفة إمام عصره وعزيز مصره ، حتى ثارت القلاقل وحدثت الفتن بين الشيعة والسنة ، ولم تزل تنجم وتخبو بين الفينة والاخرى ، حتى اتسع نطاقها بأمر طغرل بيك أول ملوك السلجوقية فانه ورد بغداد في سنة 447 هـ وشن على الشيعة حملة شعواء ، وأمر بإحراق مكتبة الشيعة التي أنشأها ابو نصر سابور ابن أردشير وزير بهاء الدولة البويهي وكانت من دور العلم المهمة في بغداد ، بناها هذا الوزير الجليل والأديب الفاضل في محلة بين السورين في الكرخ سنة 381 هـ على مثال (بيت الحكمة) الذي بناه هارون الرشيد ، وكانت مهمة للغاية فقد جمع فيها هذا الوزير ما تفرق من كتب فارس والعراق ، واستكتب تآليف أهل الهند والصين والروم كما قاله محمد كرد علي‏ (4) ونافت كتبها على عشرة آلاف من جلائل الآثار ومهام الاسفار ، وأكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلفين ، قال ياقوت الحموي ‏(5) :
وبها كانت خزانة الكتب التي أوقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتباً منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة إلخ وكان من جملتها مائة مصحف بخط بنى مقلة على ما ذكره ابن الأثير (6) وحيث كان الوزير سابور من أهل الفضل والأدب‏ (7) أخذ العلماء يهدون اليه مؤلفاتهم فأصبحت مكتبته من أغنى دور الكتب ببغداد ، وقد احترقت هذه المكتبة العظيمة فيما احترق من محال الكرخ عند مجيئ طغرل بيك ، وتوسعت الفتنة حتى اتجهت الى شيخ الطائفة وأصحابه فأحرقوا كتبه وكرسيه الذي كان يجلس عليه للكلام قال ابن الجوزي ‏(8) في حوادث سنة 448 هـ : وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره. ثم قال في حوادث سنة 449 هـ : وفي صفر في هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام ، وأخرج الى الكرخ وأضيف اليه ثلاث سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديماً يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فأحرق الجميع إلخ.
ولما رأى الشيخ الخطر محدقاً به هاجر بنفسه الى النجف الأشرف لائذاً بجوار مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وصيرها مركزاً للعلم وجامعة كبرى للشيعة الامامية ، وعاصمة للدين الاسلامي والمذهب الجعفري ، وأخذت تشد اليها الرحال وتعلق بها الآمال ، وأصبحت مهبط رجال العلم ومهوى افئدتهم وقام فيها بناء صرح الإسلام ، وكان الفضل في ذلك لشيخ الطائفة نفسه فقد بث في أعلام حوزته الروح العلمية ، وغرس في قلوبهم بذور المعارف الإلهية ، فحسروا للعلم عن سواعدهم ووصلوا فيه ليلهم بنهارهم عاكفين على دروسهم خائضين عباب العلم غائصين على أسراره موغلين في استبطان دخائله واستخراج مخبآته ، وكيف لا يكونون كذلك وقد شرح اللّه للعلم والعمل صدورهم وصقل أذهانهم وارهف طباعهم فحموا وطيس العلم ، وبان فضل النجف على ما سواها من المعاهد العلمية ، وخلفوا الذكر الجميل على مر الدهور والأعصار أعلى اللّه في الفردوس درجاتهم ، ولقد أحسن وأجاد صديقنا العلامة الحجة السيد علي نقي النقوي دام ظله حيث قال :

ذا شيخنا الطوسي شيد بها              لربوعٍ شرع المصطفى شرف‏
فهو الذي اتخذ (الغري) له‏              مأوىً به العلياء تعتكف
فتهافتوا لسراج حكمته‏                   مثل الفراش اليه تزدلف‏
وقفتهم الأبناء ضامنة                    تجديد ما قد شاءه السلف الخ

تلك هي جامعة النجف العظمى التي شيد شيخ الطائفة ركنها الاساسي ووضع حجرها الأول ، وقد تخرج منها خلال هذه القرون المتطاولة آلاف مؤلفة من أساطين الدين وأعاظم الفقهاء ، وكبار الفلاسفة ونوابغ المتكلمين ، وأفاضل المفسرين واجلاء اللغويين ، وغيرهم ممن خبروا العلوم الاسلامية بأنواعها وبرعوا فيها إنما براعة ، وليس أدل على ذلك من آثارهم المهمة التي هي في طليعة التراث الاسلامي ولم تزل زاهية حتى هذا اليوم ، يرتحل اليها رواد العلوم والمعارف من سائر الاقطار والقارات فيرتوون من مناهلها العذبة وعيونها الصافية (والمنهل العذب كثير الزحام).
وقد استدل بعض الكتاب المحدثين على وجود الجامعة العلمية في النجف قبل هجرة شيخ الطائفة اليها ، وذلك اعتماداً على استجازة الشيخ أبي العباس النجاشي من الشيخ أبي عبد اللّه ابن الخمري فقد قال في كتاب رجاله المطبوع ص. 5 عن كتاب «عمل السلطان» للبوشنجي ما لفظه : أجازنا بروايته ابو عبد اللّه الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة.
وهذا لا يكفي للتدليل فالنجف مشهد يقصد للزيارة فربما تلاقيا في النجف زائرين فحصلت الاستجازة كما هو الحال في المحقق الحلي صاحب «الشرايع» فقد أجاز البعض في النجف أيام ازدهار العلم في الحلة وفتوره في النجف ، فهل يمكن عد المحقق من سكنة النجف؟ وقد استجزت انا بعض المشايخ في كربلاء ومشهد الكاظمين ومكة والمدينة والقاهرة وغيرها ، وأجزت جمعاً من العلماء في الري ومشهد الرضا عليه السلام بخراسان وغير ذلك من البلاد ، ودوّن بعض ذلك في بعض المؤلفات فهل ينبغي عدي أوعد المجازين في علماء فارس أو الحجاز أو مصر؟.
ثم انني اذهب الى القول بأن النجف كانت مأوى للعلماء ونادياً للمعارف قبل هجرة الشيخ اليها ، وان هذا الموضع المقدس أصبح ملجئ للشيعة منذ انشأت فيه العمارة الاولى على مرقد الامام أمير المؤمنين عليه السلام ، لكن حيث لم تأمن الشيعة على نفوسها من تحكمات الأمويين والعباسيين ، ولم يستطيعوا بث علومهم ورواياتهم كان الفقهاء والمحدثون لا يتجاهرون بشي‏ء مما عندهم ، وكانوا متبددين حتى عصر الشيخ الطوسي والى أيامه ، وبعد هجرته انتظم الوضع الدراسي وتشكلت الحلقات كما لا يخفى على من راجع (أمالي الشيخ الطوسي) الذي كان يمليه على تلامذته.
مكانته العلمية :
من البديهيات أن مكانة شيخ الطائفة المعظم وثروته العلمية الغزيرة في غنىً‏ عن البيان والاطراء ، وليس في وسع الكاتب- مهما تكلف- استكناه ماله من الأشواط البعيدة في العلم والعمل ، والمكانة الراسية عند الطائفة ، والمنزلة الكبرى في رياسة الشيعة ، ودون مقام الشيخ المعظم كلما ذكره الاعلام في تراجمهم له من عبارات الثناء والإكبار ، فمن سبر تأريخ الامامية ومعاجمهم ، وأمعن النظر في مؤلفات الشيخ العلمية المتنوعة علم أنه اكبر علماء الدين ، وشيخ كافة مجتهدي المسلمين ، والقدوة لجميع المؤسسين ، وفي الطليعة من فقهاء الاثني عشرية ، فقد أسس طريقة الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله ، وانتهى اليه امر الاستنباط على طريقة الجعفرية المثلى ، وقد اشتهر بالشيخ فهو المراد به إذا اطلق في كلمات الأصحاب ، من عصره الى عصر زعيم الشيعة بوقته مالك أزمة لتحقيق والتدقيق الحجة الكبرى أبي ذر زمانه الشيخ مرتضى الانصاري المتوفى سنة 1281 هـ فقد يطلق الشيخ في عصرنا هذا وقبيله ويكون المراد به الشيخ الانصاري ، أما في كتب القدماء والسلف فالمراد هو شيخ الطائفة قدس اللَّه نفسه‏‏ (9).
مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة ولم يكن من الهين على أحد منهم ان يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى ، وكانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلماً ، ويكتفون بها ، ويعدون التأليف في قبالها ، وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له ، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس فكان- على اللّه مقامه- يسميهم بالمقلده ، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه وفتح باب الرد على نظرياته ، ومع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى ان المحقق وابن أخته العلامة الحلي ومن عاصرهما بقوا لا يعدون رأى شيخ الطائفة ، قال‏ الحجة الفقيه الشيخ أسد اللَّه الدزفولي التستري في «المقابس» ما لفظه : حتى ان كثيراً ما يذكر مثل المحقق والعلامة أو غيرهما فتاويه من دون نسبتها اليه ، ثم يذكرون ما يقتضي التردد أو المخالفة فيها فيتوهم التنافي بين الكلامين مع ان الوجه فيهما ما قلناه.
نعم لما ألف المحقق الحلي «شرايع الإسلام» استعاضوا به عن مؤلفات شيخ الطائفة ، وأصبح من كتبهم الدراسية ، بعد ان كان كتاب «النهاية» هو المحور وكان بحثهم وتدريسهم وشروحهم غالباً فيه وعليه.
وليس معنى ذلك إن مؤلفات شيخ الطائفة فقدت أهميتها أو أصبحت لغواً لا يحتفل بها ، كلا بل لم تزل أهميتها تزداد على مرور الزمن شيئاً فشيئا ولن تجد في تأريخ الشيعة ومعاجمهم ذكر عظيم طار اسمه في البلدان واعترف له خصومه بالجلالة ، الا ووجدته يتضاءل أمام عظمة الشيخ الطوسي ، ويعترف بأعلميته وأفضليته وسبقه وتقدمه.
هذا النابغة الفذ الشيخ جمال الدين ابو منصور الحسن بن يوسف الحلي المتوفى سنة 726 هـ الشهير بالعلامة ، الذي طبقت العالم الاسلامي شهرته ، والذي تضلع في سائر العلوم ونبغ في كافة الفنون ، وانتهت اليه رياسة علماء عصره في المعقول والمنقول وألف في كل علم عدة كتب ، ولم يشك أحد في انه من عظماء العالم ونوادر الدهر ، هذا الرجل الذي مر عليك بعض وصفه ذكر شيخ الطائفة في كتابه «خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال» ‏(10) ص 73 ووصفه بقوله :
شيخ الامامية ووجههم ، ورئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنسب اليه ، صنف في كل فنون الإسلام ، وهو المهذب للعقائد في الأصول والفروع ، الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل الخ.
وكذا الحجة الكبير والعالم العظيم محيي علوم أهل البيت الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب دائرة المعارف الكبرى «بحار الأنوار» والمتوفى سنة 1111 هـ فقد ذكر شيخ الطائفة في كتابه «الوجيزة» ص 163 فقال ما بعضه :
فضله وجلالته أشهر من ان يحتاج الى البيان إلخ.
وكذا العلامة الشهير الحجة السيد مهدي الطباطبائي الملقب ببحر العلوم والمتوفى سنة 1212 هـ فقد ترجم لشيخ الطائفة في كتابه «الفوائد الرجالية» فقال ما ملخصه :
شيخ الطائفة المحقة ، ورافع أعلام الشريعة الحقة ، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين - عليهم السلام- ، وعماد الشيعة الامامية في كل ما يتعلق بالمذهب والدين ، محقق الأصول والفروع ، ومهذب فنون المعقول والمسموع ، شيخ الطائفة على الإطلاق ، ورئيسها الذي تلوى اليه الأعناق ، صنف في جميع علوم الإسلام ، وكان القدوة في ذلك والامام.
ومثلهم شيخنا وأستاذنا حجة العلماء وشيخ المجتهدين الشيخ ميرزا حسين النوري المتوفى سنة 1320 هـ فقد ذكره في كتابه «مستدرك وسائل الشيعة» فأطراه وبالغ في الثناء عليه ، الى غير ذلك من عشرات الرجال من الشيعة والسنة ، وسنذكر قسماً منهم في هذه الترجمة.
ومن هذه الأقوال البليغة وغيرها التي صدرت من عظماء الشيعة وكبرائهم لعرف مكانة الشيخ ونستغني عن سرد فضائله ومناقبة الكثيرة.
آثاره ومآثره :
لم تزل مؤلفات شيخ الطائفة تحتل المكانة السامية بين آلاف الأسفار الجليلة التي أنتجتها عقول علماء الشيعة الجبارة ، ودبجتها يراعة أولئك الفطاحل الذين عز على الدهر أن يأتي لهم بمثيل ، ولم تزل أيضاً غرة ناصعة في جبين الدهر وناصية الزمن وكيف لا وقد جمعت معظم العلوم الاسلامية أصلية وفرعية ، وتضمنت حل معضلات المباحث الفلسفية والكلامية التي لم تزل آراء العباقرة والنياقدة حائمة حولها ، كما احتضنت كل ما يحتاج اليه علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ، وحسب الشيخ عظمة ان كتابيه (التهذيب) و(الاستبصار) من الأصول المسلمة في مدارك الفقه ، ومن الكتب الأربعة التي عليها المدار- على مرور الاعصار- في استنباط أحكام الدين بعد كتاب اللَّه المبين.
لم يكن خلود الشيخ في التاريخ وحصوله على هذه المرتبة الجليلة إلا نتيجة لا خلاصه وتبتله الواقعي ، حيث لم يؤلف طلباً للشهرة أو حباً للرئاسة أو استمالة لقلوب الناس وجلباً لهم ، أو مباهاة لعالم من معاصريه ، أو رغبة في التفوق أو غير ذلك من المقاصد الدنيئة والمآرب الدنيوية التي ابتلي بها الكثير من معاصرينا- للاسف- حاشا وكلا بل لم تخطر له على بال ، وانما كان في ذلك كله قاصداً وجه اللَّه تعالى شأنه ، راغباً في حسن جزائه طالباً لجزيل ثوابه ، حريصاً على حماية الدين واحياء شريعة سيد المرسلين ومحو آثار المفسدين ، ولذلك كان مؤيداً في أعماله مسدداً في أقواله وأفعاله ، وقضية واحدة تدلنا على شدة اخلاص الشيخ نثبتها بنصها عبرة للمعتبرين.
قال شيخنا ومولانا الحجة خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري على اللَّه مقامه في «مستدرك الوسائل» ج 3 ص 506 ما لفظه :
وعثرت على نسخة قديمة من كتاب «النهاية» وفي ظهره بخط الكتّاب ، وفي موضع آخر بخط بعض العلماء ما لفظه : قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الأسترآبادي رحمه اللّه : وجدت على كتاب «النهاية» ب (خزانة مدرسة الري) قال : حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات ان المشايخ الفقهاء الحسين بن المظفر الحمداني القزويني ، وعبد الجبار بن علي المقرئ الرازي ، والحسن بن الحسين بن بابويه المدعو بـ (حسكا) المتوطن بالري رحمهم اللَّه كانوا يتحادثون ببغداد ويتذاكرون‏ كتاب «النهاية» وترتيب أبوابه وفصوله ، فكان كل واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمة اللَّه عليه في مسائل ، ويذكر انه لا يخلو من خلل ، ثم اتفق انهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام ، وكان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه اللَّه وقدس روحه ، وكان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك ، فأجمع رأيهم على ان يصوموا ثلاثاً ويغتسلوا ليلة الجمعة ، ويصلوا ويدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه فلعله يتضح لهم ما اختلفوا فيه ، فسنح لهم أمير المؤمنين عليه السلام في النوم ، وقال :
لم يصنِّف مُصنِّف في فقه آل محمد عليهم السلام كتاباً أولى بأن يعتمد عليه ويتخذ قدوة ويرجع اليه ، أولى من كتاب النهاية التي- كذا- تنازعتم فيه ، وانما كان ذلك لأن مصنفه اعتمد فيه على خلوص النية للَّه ، والتقرب والزلفى لديه فلا ترتابوا في صحة ما ضمنه مصنفه ، واعملوا به وأقيموا مسائله ، فقد تعنى في تهذيبه وترتيبه والتحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها.
فلما قاموا من مضاجعهم أقبل كل واحد منهم على صاحبه ، فقال : رأيت الليلة رؤيا تدل على صحة «النهاية» والاعتماد على مصنفها فاجمعوا على أن يكتب كل واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ ، فتعارضت- كذا- الرؤيا لفظاً ومعنىً ، وقاموا متفرقين مغتبطين بذلك فدخلوا على شيخهم أبي جعفر الطوسي قدس اللّه روحه ، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم : لم تسكنوا الى ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب (النهاية) حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، فتعجبوا من قوله وسألوه عما استقبلهم به من ذلك ، فقال : سنح لي أمير المؤمنين عليه السلام كما سنح لكم فأورد عليّ ما قاله لكم وحكى رؤياه على وجهها وبهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمد عليهم السلام والحمد للَّه وحده وصلى اللَّه على محمد وآله الطاهرين انتهى.
انتهى ما في مستدرك شيخنا النوري.
وهذه القضية وحدها كافية للتدليل على إخلاص شيخ الطائفة وصدق‏ خدمته- وان كان في غنىً عن ذلك - وحسبه ذخراً يوم العرض شهادة امير المؤمنين عليه السلام : بأنه لم يقصد بتأليف الكتاب غير وجه اللَّه. ولمثل هذا فليعمل العاملون ان اللَّه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
ومما يجدر بالذكر إننا نستفيد من هذه الواقعة أمرين لم يصرح بهما شيخنا النوري- عطر اللَّه مثواه - .
الأول : إن معارضي الشيخ لم يكن لهم معه غرض شخصي في تخطئته ونقده وانما اختلفوا معه في بعض الآراء الفقهية فظنوا انه مخطأ ، وان فتاويه غير مرضية عند آل محمد عليه وعليهم السلام. ولم يكن ذلك إلا غيرة على الدين ، وتحمساً له ، وتحفظاً من وقوع الخطأ فيه ، ولذلك لجئوا الى الامام عليه السلام مستفسرين منه عن وقع ذلك في نفسه ، فأجابهم عليه السلام بالرضا والقبول فسروا واطمأنوا وغبطوا شيخ الطائفة على توفيقه ، كما تدل عليه عبارة : وقاموا متفرقين مغتبطين الخ.
الثاني : وهو أهم من سابقه- إنهم كانوا على بصيرة من أمرهم ، واطمئنان من أنفسهم ، وكانوا يشعرون برضى أئمتهم عليهم السلام عنهم ، ويرون أنفسهم عبيداً وخدماً لمواليهم ، وليس على العبد إذا أراد المثول بين يدي مولاه إلا أن يكون على نحو يرضيه وشكل يبتغيه ، وأن يكون ممتثلًا لأوامره مبتعداً عن نواهيه ، واذاً فأي مانع من وصوله الى حضرة مولاه ، وتشرفه بخدمته؟.
وأنت ترى ان هؤلاء المشايخ رضوان اللَّه عليهم ، لما عسر عليهم فهم هذا الامر وانغلقت في وجوههم أبواب الرجاء والأمل ، لجئوا الى مواجهة الامام عليه السلام ولم تكن مقدماتهم لذلك سوى بعض الآداب الشرعية المرعية من الصوم والوضوء والدعاء والرجاء ، فلو علم هؤلاء بتقصير لهم ، أو شعروا بتخلفهم عن بعض أوامره ، لما جسروا على طلب مواجهته ومقابلته ، وبهذا وغيره أعلمنا قدماؤنا رضوان اللَّه عليهم أنهم كانوا في غاية الالتزام بالتكاليف الشرعية كبيرة وصغيرة ، وفي غاية البعد عن كل دنية حتى المكروه والمباح ، وقد وعظونا بأعمالهم اكثر مما وعظونا بأقوالهم فيجب علينا اتباعهم والسير على الخطى التي رسموها لنا والطرق التي سنوها من أجلنا ، وان لا نزل عن النهج القويم والصراط المستقيم عسى ان يشملنا عطف ائمة الهدى عليهم السلام فيكونوا شفعاءنا (يوم لا تغني نفس عن نفس شيئاً ولا تنفعها شفاعة).
لقد طال بنا لكلام وخرجنا عما نحن بصدده فنعود الآن الى ذكر مؤلفات الشيخ فنقول : إن في مؤلفات شيخ الطائفة ميزة خاصة لا توجد فيما عداها من مؤلفات السلف ، وذلك لأنها المنبع الأول والمصدر الوحيد لمعظم مؤلفي القرون الوسطى ، حيث استقوا منها مادتهم وكونوا كتبهم ، ولأنها حوت خلاصة الكتب المذهبية القديمة ، وأصول ‏‏(11) الأصحاب فقد مر عليك عند ذكر هجرة الشيخ الى النجف الأشرف ان مكتبة سابور في الكرخ كانت تحتضن الكتب القديمة الصحيحة التي هي بخطوط مؤلفيها أو بلاغاتهم ، وقد صارت كافة تلك الكتب طعمة للنار كما ذكرناه ، ولم نفقد بذلك- والحمد للّه- سوى أعيانها الشخصية وهيآتها التركيبية الموجودة في الخارج ، وأما محتوياتها وموادها الأصلية فهي باقية على حالها دون زيادة حرف ولا نقيصة حرف ، لوجودها في المجاميع القديمة التي جمعت فيها مواد تلك الأصول قبل تأريخ إحراق المكتبة بسنين كثيرة ، حيث ألف جمع من أعاظم العلماء كتباً متنوعة ، واستخرجوا جميع ما في كتبهم من تلك الأصول وغيرها مما كان في المكتبات الأخرى ، وتلك الكتب التي ألفت عن تلك الأصول موجودة بعينها حتى هذا اليوم ، واكثر أولئك استفادة من تلك المكتبة وغيرها شيخ الطائفة الطوسي- رحمة اللَّه عليه- لأنها كانت تحت يده وفي تصرفه ، وهو زعيم الشيعة ومقدمهم يومذاك ، فلم يدع كتاباً فيها إلا وعمد الى مراجعته واستخراج ما يخص مواضيعه منه.
وهناك مكتبة أخرى كانت في متناول يده ، وهي مكتبة أستاذه السيد المرتضى الذي صحبه ثمان وعشرين سنة ، وكانت تشتمل على ثمانين ألف كتاب‏ سوى ما أهدي منها الى الرؤساء كما صرح به كل من ترجم له ، وذلك أحد وجوه تلقيبه بالثمانيني.
نعم كان شيخ الطائفة متمكناً من هاتين الخزانتين العظيمتين ، وكأن اللَّه ألهمه الأخذ بحظه منهما قبل فوات الفرصة ، فقد اغتنمها أجزل اللَّه أجره ، وغربل كوم الكتب فأخذ منها حاجته وظفر فيها بضالته المنشودة ، وألف كتابيه الجليلين (التهذيب) و(الاستبصار) اللذين هما من الكتب الأربعة ، والمجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر مؤلفه حتى اليوم ، وألف أيضاً غيرهما من مهام الأسفار قبل ان يحدث شي‏ء مما ذكرنا ، وكذا غيره من الحجج فقد أجهدوا نفوسهم وتفننوا في حفظ تراث آل محمد عليه وعليهم السلام ، فكان لهم بحمد اللّه ما أرادوا.
وهكذا استقى شيخ الطائفة مادة مؤلفاته من تصانيف القدماء ، وكتب في كافة العلوم من الفقه وأصوله ، والكلام والتفسير ، والحديث والرجال ، والأدعية والعبادات ، وغيرها ، وكانت ولم تزل مؤلفاته في كل علم من العلوم مآخذ علوم الدين بأنوارها يستضيئون ومنها يقتبسون وعليها يعتمدون.
ولهذه الناحية فان لشيخ الطائفة على الشيعة حقاً لا ينكر وفضلًا لا يستر ، على أن جمعاً من علماء الشيعة القدماء عملوا ما عمله ، فان الشيخين الكليني والصدوق ألفا (الكافي) و(من لا يحضره الفقيه) اللذين هما من الكتب الأربعة أيضاً ، وكذا غيرهما من الأقطاب ، وإنا لا ننكر فضلهم بل نشكرهم على حسن صنيعهم ونقدر مجهودهم ونسأل اللَّه لهم الأجر والثواب الجزيل ، إلا انه لا بد لنا من الاعتراف بان شيخ الطائفة بمفرده قام بما لا تقوم به الجماعة ، ونهض بأعباء ثقيلة لم يكن من السهل على غيره النهوض بها لو لا العناية الربانية التي شدت عضده ، فان الغير ممن أجهد نفسه الكريمة فكتب وألف قد خص موضوعاً واحداً كالفقه أو الحديث أو الدعاء أو غير ذلك بينما لم يدع شيخ الطائفة باباً إلا طرقه ، ولا طريقاً إلا سلكها ، وقد ترك لنا نتاجاً طيباً متنوعاً غذَّى عقول فطاحل عدة قرون وأجيال.
ومع ما ذكرناه مما حل بكتب الشيعة من حريق وتلف وتدمير ، فقد شذت مجموعة نادرة منها ، وبقيت عدة من تلك الكتب بهيئاتها الى أوائل القرن الثامن ، ومنها عدد كثير من كتب الأدعية ، فقد حصلت جملة وافية للسيد جمال السالكين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد الطاووسي الحسني الحلي المتوفى سنة 664 هـ ، كما يظهر ذلك من النقل عنها في أثناء تصانيفه ، فقد ذكر في الفصل الثاني والأربعين بعد المائة من كتابه (كشف المحجة) الذي الفه سنة 649 هـ بعد ترغيب ولده الى تعلم العلوم ما لفظه : (هيئ اللَّه جل جلاله لك على يدي كتباً كثيرة- الى قوله بعد ذكر كتب التفسير- : وهيئ اللّه جل جلاله عندي عدة مجلدات في الدعوات أكثر من ستين مجلداً).
وبعد هذه السنة حصلت عنده عدة كتب أخرى ، فقال في آخر كتابه (مهج الدعوات) الذي فرغ منه يوم الجمعة 7 جمادي الأولى سنة 662 هـ يعني قبل وفاته بسنتين تقريباً : (فان في خزانة كتبنا هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلداً في الدعوات).
أقول : وأما سائر كتبه فقد جاء في (مجموعة الشهيد) ، أنه جرى ملكه في سنة تأليفه (الإقبال) - وهي سنة 650 هـ - على ألف وخمس مائة كتاب. واللَّه أعلم بما زيد عليها من هذا التأريخ الى وفاته في سنة 664 هـ وهذه السيف والسبعون مجلداً من كتب الدعوات التي عنده كلها كانت من كتب المتقدمين على الشيخ الطوسي - الذي توفى سنة 460 - لأن الشيخ منتجب الدين بن بابويه القمي جمع تراجم المتأخرين عن الشيخ الطوسي الى ما يقرب من مائة وخمسين سنة وذكر تصانيفهم ، ولا نجد في تصانيفهم من كتب الدعاء إلا قليلا ، وذلك لما ذكرناه من أن علماء الشيعة بعده الى مائة سنة أو أكثر كانوا مكتفين بمؤلفاته ومتحاشين عن التأليف في قبالها ، والحديث في هذا الباب طويل تكاد تضيق عن الاحاطة به هذه الصحائف ، فلتمسك عنان القلم محيلين طالب التفصيل الى مقالتين مبسوطتين كتبناهما في الذريعة الأولى في ج 1 ص 125- 135 والثانية في ج 8 ص 172- 181 واليك الآن فهرس ما وصل إلينا من مؤلفات شيخ الطائفة مرتباً على حروف الهجاء :
1- الأبواب : سمي بذلك لأنه مرتب على أبواب بعدد رجال أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحاب كل واحد من الأئمة (عليهم السلام) ويسمي ب (رجال شيخ الطائفة) وقد ذكرناه بالعنوانين في (الذريعة) في ج 1 ص 73 وج 10 ص 120 وهو أحد الأصول الرجالية المعتمدة عند علمائنا ، وقد انتخبه شيخنا العلامة الحجة السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي النجفي المتوفى سنة 1334 هـ كما انتخب فهرست الشيخ ورجال كل من الكشي والنجاشي وخلاصة العلامة الحلي وسمى الجميع (منتخب الرجال) وقد طبع أيضاً .
2- إختيار الرجال : هو كتاب رجال الكشي الموسوم ب (معرفة الناقلين) لابي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي معاصر ابن قولويه المتوفى سنة 369 هـ والراوي كل منهما عن الآخر ، وكان كتاب رجاله كثير الأغلاط كما ذكره النجاشي لذلك عمد شيخ الطائفة الى تهذيبه وتجريده من الأغلاط وسماه بذلك ، وأملاه على تلاميذه في المشهد الغروي وكان بدء إملائه يوم الثلاثاء 26 صفر سنة 456 كما حكاه السيد رضي الدين بن طاوس في (فرج المهموم) راجع تفصيله في (الذريعة) ج 1 ص 365- 366 ، والنسخة المطردة المعروفة برجال الكشي هي عين اختيار شيخ الطائفة ، وأما الأصل فلم نجد له اثراً.
3- الاستبصار فيما أختلف من الأخبار : هو أحد الكتب الأربعة والمجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر المؤلف حتى اليوم ، جزآن منه في العبادات والثالث في بقية أبواب الفقه من العقود والإيقاعات والأحكام الى الحدود والديات ، وهو مشتمل على عدة كتب التهذيب غير أنه مقصور على ذكر ما اختلف فيه من الأخبار وطريق الجمع بينهما ، والتهذيب جامع للخلاف والوفاق ، وقد حصر الشيخ نفسه أحاديث الاستبصار في آخره في 5511 حديثاً ، وقال : حصرتها لئلا تقع فيها زيادة أو نقصان الخ. وقد طبع في المطبعة الجعفرية في لكنهو (الهند) سنة 1307 هـ وطبع ثانياً في طهران سنة 1317 هـ وطبع ثالثاً في النجف الأشرف سنة 1375 على نفقة الفاضل الشيخ علي الآخوندي ، وقد قوبل بثلاث نسخ مخطوطة ، وفاتهم مقابلة النسخة المقابلة بخط شيخ الطائفة نفسه الموجودة في (مكتبة العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء) في النجف الأشرف ، كما ذكرتها تفصيلا عند ذكر الكتاب في (الذريعة) ج 2 ص 14- 16 ، وعلى (الاستبصار) شروح وتعليقات ذكرنا منها ثمانية عشر وقد أشار اليها العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم في مقدمة (الفهرست) الذي طبع باشرافه ، ونقلها عنا برمتها العلامة الشيخ محمد علي الاوردبادي في مقدمته للاستبصار طبع النجف.
وكتب لنا بعد ذلك السيد شهاب الدين التبريزي انه حصل على نسخة من حواشي الاستبصار للعلامة المحقق الملقب بمجذوب كتبها بخطه السيد محمد هاشم الحسيني ابن مير خواجه بيك الكججي وذكر الكاتب ان المحشى كان استاذه وكان حياً في سنة 1038 هـ ويعبر المحشى عن المولى عبد اللّه التستري المتوفى سنة 1021 هـ بشيخنا ومولانا الأستاذ ، فرغ الكاتب من النسخة في سنة 1083هـ .
4- أصول العقائد : قال في فهرسه عند ترجمته لنفسه وتعديد تصانيفه ما لفظه : (وكتاب في الأصول كبير خرج منه الكلام في التوحيد وبعض الكلام في العدل).
5- الاقتصاد الهادي الى طريق الرشاد : وهو فيما يجب على العباد من أصول العقائد والعبادات الشرعية على وجه الاختصار ، راجع تفصيله ومحل وجود نسخه المخطوطة في (الذريعة) ج 2 ص 269- 270.
6- الأمالي : في الحديث ، ويقال له (المجالس) لأنه املاه مرتباً في عدة مجالس ، وقد طبع في طهران عام 1313 هـ منضما الى كتاب آخر اسمه (الأمالي) ايضاً شاعت نسبته الى الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي ، وليس كما اشتهر بل هو جزء من آمالي والده شيخ الطائفة أيضاً ، إلا انه ليس مثل جزئه الآخر مرتباً على المجالس ، ولهذه الشايعة أسباب ذكرناها بغاية الدقة والتفصيل في (الذريعة) ج 2 ص 309- 311 وص 313- 314 فليرجع اليها.
7- أنس الوحيد : كذا ذكره في ترجمته عند عدّ تصانيفه في كتابه‏ (الفهرست) وقال : انه مجموع.
8- الإيجاز : في الفرائض ، وقد سماه بذلك لأن غرضه فيه الإيجاز ، وأحال فيه التفصيل الى كتابه (النهاية). وهو من مآخذ (بحار الأنوار) وقد ذكرناه في (الذريعة) ج 2 ص 486 ، وشرحه قطب الدين الراوندي فسماه ب (الانجاز) كما ذكرناه في ج 2 أيضاً ص 364.
9- التبيان في تفسير القرآن : وهو هذا الكتاب العظيم ، والأثر الثمين الذي يمثله الطبع اليوم الى الملأ العلمي ، ويقدمه ناشره الى أنظار القراء الكرام ، وهو أول تفسير جمع فيه مؤلفه أنواع علوم القرآن ، وقد أشار الى فهرس مطوياته في ديباجته ووصفه بقوله : (لم يعمل مثله). واعترف بذلك امام المفسرين أمين الإسلام الطبرسي في مقدمة كتابه الجليل (مجمع البيان في تفسير القرآن) ‏(12) فقال : انه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق ، ويلوح عليه رواء الصدق ، وقد تضمن من المعاني الأسرار البديعة ، واحتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة ، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ولا بتنسيقها دون تحقيقها ، وهو القدوة أستضيئ بأنواره ، وأطأ مواقع آثاره.
وقال العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) ما لفظه :
أما التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن ، وهو كتاب جليل كبير عديم النظير في التفاسير ، وشيخنا الطبرسي إمام التفسير في كتبه ، اليه يزدلف ومن بحره يغترف ، وفي صدر كتابه الكبير بذلك يعترف.
وكان الشيخ المحقق محمد بن إدريس العجلي المتوفى سنة 598 هـ كثير الوقائع‏ مع شيخ الطائفة ، دائم الرد على معظم مؤلفاته ، وهو أول من خالف أقواله كما أسلفناه إلا انه يقف عند كتابه التبيان ويعترف له بعظم الشأن ، واستحكام البنيان ، كما لا يخفى ذلك على من راجع (خاتمة المستدرك) لشيخنا النوري ، وقد بلغ من إعجابه به أن لخصه وسماه (مختصر التبيان) وهو موجود كما ذكرناه في محله.
واختصره ايضاً الفقيه المفسر أبو عبد اللَّه محمد بن هارون المعروف والده بالكال- الكيال خ ل- شيخ محمد بن المشهدي صاحب المزار ، وقد سماه ب (مختصر التبيان) كذلك كما ذكره المحدث الحرفي (أمل الآمل) ، وعده ابن نما من تصانيفه أيضاً كما في إجازة صاحب (المعالم).
وقد ذكرنا هذا الكتاب في (الذريعة) ج 3 ص 328- 331 بغاية الوضوح كما أشرنا الى تفاصيل أجزائه وذكرنا ندرته وانه كان عند العلامة المجلسي بأجمعه كما ذكره في مآخذ (البحار) في أوله ، وذكرنا محال وجود أجزائه المتفرقة ، كمكتبة الجامع الأزهر بمصر ، ومكتبة السلطان محمد الفاتح ، ومكتبة السلطان عبد الحميد خان باسلامبول ، ومكتبة الحاج حسين الملك بطهران ، ومكتبة الشيخ جعفر في القطيف ، ومكتبة شيخ الإسلام في زنجان ، والخزانة الغروية في النجف الأشرف ومكتبة مجد الدين النصيري في طهران ، الى غير ذلك من النسخ.
واستدركنا البحث في الجزء الرابع ص 266- 267 عند ذكر تفاسير الشيعة وذكرنا ما عثرنا عليه بعد ذلك من النسخ في مكتبة المرحوم الشيخ محمد السماوي في النجف ، ومكتبة صديقنا المعظم زعيم الشيعة الأكبر والمرجع الأعلى للتقليد اليوم السيد آغا حسين البروجردي دام ظله ، ومكتبة المرحوم السيد نصر اللَّه التقوي رئيس المجلس الايراني في طهران وغير ذلك.
وكانت في كتب المرحوم الشيخ موسى الأردبيلي نسخة فيها الجزء الأول والرابع والسادس من هذا التفسير ، ولما توفي طلب مني الفاضل السيد شفيع الأردبيلي الوقوف على كتبه ، فحضرت هناك ورأيت هذه النسخة وكان تأريخ كتابتها 1087 هـ وهي من موقوفات خاصة للنجف سنة 1140 هـ فرغب إلي السيد شفيع أن احتفظ بها عندي خوفاً عليها من التلف ففعلت ، ولما لم أكن أعهد الجزء الأول في مكان آخر أمرت ولدي الفاضل الميرزا علي نقي المنزوي- صاحب عدة مؤلفات مطبوعة ومخطوطة- أن يستنسخها تكثيراً للنسخ ، ثم بعثت النسخة الأصلية الموقوفة الى (مكتبة الحسينية التسترية) ليستفاد منها ، وبقيت عندي نسخة خط ولدي ، وبعد ذلك بسنين رغب الفقيه الكبير الحجة السيد محمد الكوه ‏كمري التبريزي رحمه اللَّه في طبع الكتاب ، وسعى فجمع بعض أجزائه المتفرقة في البلدان وضم بعضها الى بعض ، ولم يكن فيها الجزء الأول ، فكتب الى جماعة يستفسر منهم ، منهم العلامة المجاهد الشيخ عبد الحسين الأميني حفظه اللَّه صاحب (الغدير) فراجعني الشيخ الأميني فأخبرته بوجوده لدي وأعطيته نسختي فبعثها الى قم للسيد الكوه‏ كمري فصححت وتمم بها الكتاب والحمد اللَّه ، وطبع في مجلدين كبيرين يقرب كل واحد منهما من 900 صفحة وذلك من سنة 1360- 1365 هـ وكان الباذل لنفقته المحسن الصالح السيد عبد الرسول الروغني الشهير من تجار اصفهان ، وهو من المثرين وأهل الخير وكانت له بعض المبرات يجريها على يدنا في النجف الأشرف.
والحق أن السيد الحجة قد أسدى الى الامة جمعاء يداً لا تنكر ، وقام بخدمة كبيرة ، إذ طالما حنت نفوس المآت من أكابر العلماء الى مشاهدة هذا التفسير الجليل مجموعاً في مكان واحد بعد تفرق أجزائه وتشتتها في مختلف البلدان ، وقد وفق لتحقيق هذه الامنية السيد الكوه‏ كمري فبذل جهوداً لا يستهان بها حتى استطاع جمعه وترتيبه فله منا الشكر ، ونسأل اللَّه ان يتغمده برحمته ويجزل أجره.
وقد نقل على ظهر الكتاب من (الذريعة) بعض أوصاف التفسير وما قيل فيه ، ورغم ما بذله الناشر والمصححون من الخدمات المشكورة فقد جاء حافلًا بالاغلاط المطبعية والاملائية ، ولذلك عمد (صاحب مكتبة الأمين) في النجف الأشرف فاجهد نفسه في تصحيحه وحسن إخراجه فجاء- والحق يقال- أحسن بكثير من الطبعة الاولى ، والمأمول من أهل العلم والفضل المبادرة الى الاشتراك بهذا الكتاب واقتنائه وتشجيع أمثال هذه الخدمات الدينية التي لا تقابل بثمن ، لتنتشر أسفار قدمائنا ، وتظهر للعيان مكانة سلفنا وما لهم من خدمات وما بذلوه من جهود واللّه الملهم للصواب.
وقد ذكرنا في (الذريعة) ج 3 ص 173 (البيان في تفسير القرآن) كبير في ستة مجلدات رأيناه في «مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني الشهير بشيخ العراقيين» وقلنا :
وليس هذا التفسير هو تبيان الشيخ الطوسي ظاهراً لأنه عشرون مجلداً كما يقال أو أكثر ، نعم آخر الجزء الثاني وأول الثالث منه مطابق مع التبيان الخ.
ثم طابقنا الكتاب مع بعض النسخ فاتضح لنا انه من أجزاء التبيان فاستدركنا ذلك وصرحنا باتحادهما في «الذريعة» ايضاً ج 4 ص 266 عند ذكر التفاسير.
10- تلخيص الشافي : في الإمامة ، أصله لعلم الهدى السيد المرتضى رحمة اللَّه عليه ، وقد لخصه تلميذه شيخ الطائفة ، وطبع التلخيص في آخر الشافي بطهران ، سنة 1301 هـ كما ذكرناه في «الذريعة» ج 4 ص 423.
11- تمهيد الأصول : شرح لكتاب «جمل العلم والعمل» لاستاذه المرتضى لم يخرج منه إلا شرح ما يتعلق بالأصول كما صرح به في الفهرست ، ولذا عبر عنه النجاشي بتمهيد الأصول ، توجد منه نسخة في «خزانة الرضا عليه السلام» بخراسان كما في فهرسها ، وقد ذكرناه في «الذريعة» ج 4 ص 433.
12- تهذيب الأحكام : أحد الكتب الأربعة والمجاميع القديمة المعول عليها عند الأصحاب من لدن تأليفها حتى اليوم ، استخرجه شيخ الطائفة من الأصول المعتمدة للقدماء ، والتي هيأها اللَّه له وكانت تحت يده من وروده الى بغداد سنة 408 هـ الى هجرته الى النجف الأشرف سنة 448 هـ ، وقد خرج من قلمه الشريف تمام كتاب الطهارة الى كتاب الصلاة بعنوان الشرح على «المقنعة» تأليف استاذه الشيخ المفيد الذي توفى عام 413 هـ ، وذلك في حياة استاذه ، وكان عمره يومذاك خمساً- أو ستاً- وعشرين سنة ، ثم تممه بعد وفاته ، وقد أنهيت أبوابه الى ثلاثمائة وثلاثة وتسعين باباً ، وأحصيت أحاديثه في 13590 ، وقد طبع في مجلدين كبيرين سنة 1317 هـ ويوجد في تبريز الجزء الأول منه بخط مؤلفه شيخ الطائفة ، وعليه خط الشيخ البهائي‏ وهو في مكتبة السيد الميرزا محمد حسين بن علي أصغر شيخ الإسلام الطباطبائي المتوفى سنة 1293 هـ ، كما ذكرناه في «الذريعة» مفصلًا ج 4 ص 504- 507 ، وأحصينا هناك من شروح الكتاب ستة عشر ، ومن حواشيه عشرين ، كما أشرنا الى عدة كتب تتعلق به ، ك «انتخاب الجيد من تنبيهات السيد» و«ترتيب التهذيب» و«تصحيح الأسانيد» و«تنبيه الأريب في إيضاح رجال التهذيب» الى غير ذلك مما لا غنىً للباحثين عن مراجعته.
13- الجمل والعقود : في العبادات ، وقد رأيت منه عدة نسخ في النجف الأشرف ، وفي طهران ، ألفه بطلب من خليفته في البلاد الشامية ، وهو القاضي عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج قاضي طرابلس المتوفى سنة 481 هـ ، كما صرح في أوله بقوله : «فاني مجيب الى ما سأل الشيخ الفاضل أطال اللَّه بقاءه».
و قد صرح في هامش بعض النسخ القديمة بأن القاضي المذكور هو المراد بالشيخ كما ذكرناه في «الذريعة» ج 5 ص 145.
14- الخلاف في الأحكام : ويقال له «مسائل الخلاف» أيضاً ، وهو مرتب على ترتيب كتب الفقه وقد صرح فيه بأنه ألفه قبل كتابيه «التهذيب» و«الاستبصار» وناظر فيه المخالفين جميعاً ، وذكر مسائل الخلاف بيننا وبين من خالفنا من جميع الفقهاء وذكر مذهب كل من خالف على التعيين ، وبيان الصحيح منه وما ينبغي أن يعتقد الى غير ذلك مما شرحه في أول الكتاب ، وهو في مجلدين كبيرين ، يوجدان تماماً في «مكتبة الحجة السيد ميرزا باقر القاضي» في تبريز ، وهناك نسخ في النجف الأشرف في «مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء» و«مكتبة الشيخ محمد السماوي» و«مكتبة الشيخ مشكور الحولاوي» و«مكتبة الحسينية التسترية» ونسخة في الكاظمية في «مكتبة السيد حسن الصدر» وهي أقدم نسخة رأيتها حيث أن على ظهر الصفحة الأخيرة منها إجازة تأريخها سنة 668 هـ ونظراً لنفاسة هذه الاجازة فقد نشرتها حرفياً في هامش الجزء السابع من «الذريعة» ص 236 عند ذكر الخلاف ، ونسخة أخرى في «الخزانة الرضوية» بخراسان ، تجد تفصيل‏ ذلك في «الذريعة» وقد طبع الكتاب بحمد اللَّه في طهران سنة 1370 هـ بأمر من زعيم الشيعة الحجة السيد آغا حسين البروجردي دام ظله مع تعليقة له عليه ، وذلك بنفقة الوجيه الصالح الحاج محمد حسين كوشان‏پور جزاهما اللَّه خير الجزاء ان شاء اللّه ، والأسف ان السيد البروجردي لم يرجع الى «الذريعة» ولو رجع اليها لدلته على النسخة التامة التي ذكرناها ولاستغنى عن استكتاب القطع وضم بعضها الى بعض كما شرح ذلك بقلمه على ظهر الكتاب.
15- رياضه العقول : شرح فيه كتابه الآخر الذي سماه «مقدمة في المدخل الى علم الكلام» ذكرها النجاشي في رجاله والمترجم له في فهرس كتبه وابن شهرآشوب في «معالم العلماء» كما ذكرناه في حرف الراء من «الذريعة» المخطوط.
16- شرح الشرح : في الأصول ، قال تلميذه الحسن بن مهدي السليقي :
إن من مصنفاته التي لم يذكرها في الفهرست كتاب شرح الشرح في الأصول ، وهو كتاب مبسوط أملى علينا منه شيئاً صالحاً ، ومات رحمه اللّه ولم يتمه ولم يصنف مثله.
17- العدة : في الأصول ، ألفه في حياة أستاذه السيد المرتضى ، وقسمه قسمين الأول في أصول الدين والثاني في أصول الفقه ، وهو أبسط ما ألف في هذا الفن عند القدماء أفاض فيه القول في تنقيح مباني الفقه بما لا مزيد عليه في ذلك العصر ، طبع ببمبئي في سنة 1312 هـ ، وطبع في ايران ثانياً سنة 1314 هـ مع حاشية المولى خليل القزويني المتوفى سنة 1089 وليست شرحاً كما قاله الشيخ الحر في (أمل الآمل) بل هي حاشية مبسوطة في مجلدين كما فصله المولى عبد اللّه الأفندي في (رياض العلماء) وللوقوف على تفصيل ذلك راجع (الذريعة) ج 6 ص 148.
18- الغيبة : في غيبة الامام الحجة المهدي المنتظر عليه السلام ، طبع في تبريز على الحجر طبعاً صحيحاً متقناً في سنة 1324 هـ مع حاشية كل من العلامة الشيخ فضل علي الايرواني المتوفى سنة 1331 هـ والعلامة الشهيد الميرزا علي آغا التبريزي الملقب بثقة الإسلام ، وكان طبعه بنفقة الفاضل التقي الشيخ محمد صادق التبريزي المعروف بالقاضي ابن الحاج محمد علي بن الحاج علي محمد بن الحاج اللَّه وردي ، وهو من الكتب التي حصل عليها من إرث أبي زوجته السيد ميرزا مهدي خان الطباطبائي التبريزي ، وقد ظن بعضهم انه ألفه في حياة أستاذه الشيخ المفيد ، وانه هو المراد بقوله : ما رسمه الشيخ الجليل أطال اللَّه بقاءه إلخ.
وليس كذلك فقد قال في جواب الاعتراض على طول عمر الحجة كما في ص 85 من الكتاب ما نصه : الى هذا الوقت الذي هو سنة سبع وأربعين وأربعمائة الخ فأين هذا الشيخ من الشيخ المفيد الذي توفي سنة 413 هـ ؟
19- الفهرست : ‏(13) ذكر فيه أصحاب الكتب والأصول ، وأنهى اليهم واليها أسانيده عن مشايخه ، وهو من الآثار الثمينة الخالدة ، وقد اعتمد عليه علماء الامامية على بكرة أبيهم في علم الرجال ، وقد شرحه العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي المتوفى 1121 هـ وسماه (معراج الكمال الى معرفة الرجال) ورتبه على طريقة كتب الرجال كل من العلامة الشيخ علي المقشاعي الاصبعي البحراني المتوفى سنة 1127 هـ والعلامة المولى عناية اللّه القهپائي النجفي المتوفى بعد سنة 1126 وغيرهما مما ذكرنا كلًا في محله من (الذريعة).
طبع الفهرست في ليدن قبل سنين متطاولة ولا أذكر الآن عام طبعه ، على إنني وقفت عليه في طهران ، وكانت نسخه عزيزة جداً ولذلك كتبت عليه نسخة لنفسي قبل إحدى وستين سنة ، ولا تزال موجودة عندي بورقها وخطها القديم مع غيرها مما استنسخته يومذاك من الكتب لندرته ، وتأريخ فراغي من كتابتها في طهران أيام عودتي اليها من النجف الأشرف صبيحة يوم الأحد غرة شهر ربيع الأول سنة 1315هـ .
وهذه الطبعة كانت جيدة متقنة صحيحة ثمينة جداً ، حتى ان مكتبات طهران وعلمائها يومذاك لم تكن تضم غير هذه النسخة ، لأن جلبها من الخارج كان يكلف ثمناً لا بأس به ، وقد كانت هذه النسخة في مكتبة الزعيم الحجة المعروف والأديب الكبير الميرزا أبي الفضل الطهراني الشهير ب (الكلان تري) والمتوفى سنة 1319 هـ استعرتها من تلميذه استاذي الشيخ علي النوري الايلكائي رحمه اللّه فرأيت في آخرها عدة صفحات باللغة اللاتينية ، ففتشت في طهران كثيراً حتى عثرت بمن يحسنها فترجمها لي بالفارسية ونقلتها أنا الى العربية وصدرت بها نسختي ، وهي كلمة الناشر وخلاصتها : أنه أجهد نفسه في مقابلة النسخ والتدقيق في التصحيح الى غير ذلك وطبع ثانياً في كلكته من بلاد الهند عام 1271 هـ فجاء في 373 صفحة وقد تولى نشره وتصحيحه (ا. سبرنجر) والمولى عبد الحق ، وقد طبع في ذيل صفحاته (نضد الإيضاح)- يعني إيضاح الاشتباه للعلامة الحلي- تأليف علم الهدى محمد ابن الفيض الكاشاني المتوفى بعد سنة 1112 هـ ولم أقف على هذه النسخة وانما ذكرها ناشر الطبعة الثالثة.
وفي سنة 1356 هـ طبعه في النجف الأشرف صديقنا العلامة المحقق السيد محمد صادق آل بحر العلوم حفظه اللَّه قاضي البصرة اليوم مع مقدمة ضافية عن حياة الشيخ وتعاليق مفيدة ، تدارك فيها ما فات في طبعتيه الأولى والثانية ، مع التصحيح الدقيق ، والمراجعة الى الأصول المعتبرة ، وكتب الرجال وتطبيق المنقول فيها عن الفهرست ، الى غير ذلك مما تظهر به ميزة هذه الطبعة ، وقد راعى فيها الامانة على خلاف عادة بعض المعاصرين ، فما نقل عنا شيئاً إلا وأشار الى مصدره أيده اللَّه.
وللفهرست ذيول وتتمات هي من أنفس الكتب الرجالية ، منها «فهرست الشيخ منتجب الدين» المتوفى بعد سنة 585 هـ ذكر فيه المصنفين بعد عصر الشيخ الى عصره ، وقد طبع مع الجزء الأخير من «بحار الأنوار» وعندي منه نسخة بخطي فرغت من كتابتها في النجف الأشرف سنة 1320 هـ كتبتها قبل أن اطلع على طبعه في آخر «البحار». ومنها «معالم العلماء» للشيخ رشيد الدين محمد بن علي ابن شهرآشوب السروي صاحب «المناقب» المطبوع والمتوفى سنة 588 هـ وقد زاد هذا الأخير على ما ذكره شيخ الطائفة من أسماء المصنفين ثلاث مائة مصنف.
وقد لخص (الفهرست) الشيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى‏ ابن سعيد الهذلي الشهير بالمحقق الحلي صاحب (الشرايع) والمتوفى سنة 676 هـ لخصه بتجريده عن ذكر الكتب والأسانيد اليها ، والاقتصار على ذكر نفس المصنفين وسائر خصوصياتهم مرتباً على الحروف في الأسماء والألقاب والكنى ، رأيته في (مكتبة السيد حسن الصدر) في الكاظمية كما ذكرته في «الذريعة» ج 4 ص 425.
20- ما لا يسع المكلف الإخلال به : في علم الكلام ، ذكره النجاشي في «رجاله» والشيخ في «الفهرست» ، ورأيت عند العلامة المرحوم الشيخ هادي آل كاشف الغطاء مجموعة بخط جده الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء ، وفي أولها كتاب في أصول الدين وفروعه ليس بخط الشيخ الأكبر ، أوله : «الحمد للَّه كما هو أهله ومستحقه ، وصلى اللّه على سيد الأنبياء محمد وعترته الأبرار الأخيار صلاة لا انقطاع لمددها ، ولا انتهاء لعددها ، وسلم وكرم ، أما بعد فقد أجبت الى ما سأله الأستاذ أدام اللَّه تأييده من إملاء مختصر محيط مما يجب اعتقاده في جميع أصول الدين ، ثم ما يجب عمله من التبرعات ، لا يكاد المكلف من وجوبها عليه- كذا- لعموم البلوى ، ولم اخل شيئاً مما يجب اعتقاده من إشارة الى دليله وجهة علمه على صغر الحجم وشدة الاختصار ، ولن يستغني عن هذا الكتاب مبتدئ تعليما ، وتبصرة ومنته تنبيهاً وتذكرة ، ومن اللَّه أستمد المعونة والتوفيق الخ».
وعنوان شروعه في المطلب هكذا بلفظه : «ما يجب اعتقاده في أبواب التوحيد ، الأجسام محدثة لأنها لم تسبق الحوادث فلها حكمها في الحدوث الى آخر كلامه». والمظنون قوياً كون هذا الكتاب هو «ما لا يسع المكلف الإخلال به» واللَّه العالم.
21- ما يعلل وما لا يعلل : في علم الكلام أيضاً ذكره النجاشي في «رجاله» وشيخ الطائفة نفسه في «الفهرست» أيضاً.
22- المبسوط : في الفقه من أجل كتب هذا الفن ، يشتمل على جميع أبوابه في نحو سبعين كتابا طبع في ايران سنة 1270 هـ ، وقد وقفت على بعض نسخه‏ المخطوطة النفيسة في مختلف الأماكن ، وفصلت ذكرها وذكرت خصوصياتها في حرف الميم من «الذريعة» ولا حاجة الى ذكرها بعد ان طبع الكتاب ومن أراد الوقوف عليها فعليه بمراجعة الكتاب المذكور.
23- مختصر أخبار المختار بن أبي عبيد الثقفي : ويعبر عنه ب (أخبار المختار) أيضاً كما ذكرناه بهذا العنوان في (الذريعة) ج 1 ص 348.
24- مختصر المصباح : في الأدعية والعبادات ، اختصر فيه كتابه الكبير (مصباح المتهجد) ويقال له (المصباح الصغير) ايضاً في قبال أصله (المصباح الكبير) نسخة منه في «مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء» ، ونسختان في «مكتبة مدرسة فاضل خان» في مشهد الرضا عليه السلام بخراسان كما ذكرناه في الميم من «الذريعة» 25- مختصر في عمل يوم وليلة : في العبادات ، وقد سماه بعضهم «يوم وليلة» لكن الشيخ نفسه ذكره في «الفهرست» بهذا العنوان ، وقد اقتصر فيه على الفرائض والنوافل الإحدى والخمسين ركعة في اليوم والليلة وبعض التعقيبات في غاية الاختصار ، رأيت منه عدة نسخ ، إحداها بخط العلامة السيد أحمد زوين النجفي فرغ من كتابتها في سنة 1234 هـ ، والثانية بخط مولانا الحجة الميرزا محمد الطهراني العسكري وهي الآن بمكتبته في سامراء ، وغيرهما مما ذكرته في الميم من «الذريعة».
26- مسألة في الأحوال : ذكرها شيخ الطائفة نفسه في عداد تصانيفه في كتابه «الفهرست» ووصفها بقوله : مليحة.
27- مسألة في العمل بخبر الواحد وبيان حجيته : ذكرناها في «الذريعة» ج6 ص 270 بعنوان «حجية الاخبار».
28- مسألة في تحريم الفقاع : ذكرها الشيخ نفسه في الفهرست ، نسخة منها بخط الحجة المرحوم الميرزا محمد الطهراني العسكري رأيتها عنده بمكتبته في سامراء ، ونسخة أخرى في «مكتبة الحسينية التسترية» في النجف الأشرف ، وثالثة في (مكتبة راجه فيض ‏آباد) في الهند كما فصلناه في (الذريعة).
29- مسألة في وجوب الجزية على اليهود والمنتمين الى الجبابرة : لا ذكر لها في (فهرست الشيخ) المطبوع المتداول ، بل ذكرها المولى عناية اللَّه القهبائي في كتابه (مجمع الرجال) الموجود عندنا بخطه نقلًا عن فهرست الشيخ ، وهذا يدل على وجودها في النسخة التي وقف عليها ، ويظهر من ذلك وجود بعض النقصان في المتداول.
30- مسائل ابن البراج : ذكره شيخ الطائفة نفسه في كتابه (الفهرست) 31- الفرق بين النبي والامام : في علم الكلام ، ذكرها في (الفهرست) ايضاً 32- المسائل الالياسية : هي مائة مسألة في فنون مختلفة ، ذكرها هو في «الفهرست» ، وذكرناها بعنوان «جوابات المسائل الالياسية» في «الذريعة» ج 5 ص 214.
33- المسائل الجنبلائية : في الفقه ، وهي أربع وعشرون مسألة كما ذكره الشيخ في «الفهرست» ، وذكرناها في «الذريعة» ج 5 ص 219 بعنوان جوابات.
وفي بعض المواضع : الجيلانية وهو غير صحيح.
34- المسائل الحائرية : في الفقه ، وهي نحو من ثلاثمائة مسألة ، كما في «الفهرست» ، وهي من مآخذ «بحار الأنوار» كما ذكره المجلسي في أوله ، وينقل عنه ابن إدريس في «السرائر» بعنوان «الحائريات» كما ذكرناه في «الذريعة» ج 5 ص 218.
35- المسائل الحلبية : في الفقه أيضاً ، ذكره الشيخ نفسه في [الفهرست‏] ونقلناه في [الذريعة] ج 5 ص 219.
36- المسائل الدمشقية : في تفسير القرآن ، وهي اثنتي عشرة مسألة ، في تفسير القرآن ، ذكرها الشيخ نفسه في [الفهرست‏] وقال : لم يعمل مثلها. وذكرناها بعنوان الجوابات في [الذريعة] ج 5 ص 220.
37- المسائل الرازية : في الوعيد ، وهي خمس عشرة مسألة وردت من الري الى استاذه السيد المرتضى فأجاب عنها ، وأجاب عنها الشيخ الطوسي أيضاً ، ذكرها في [الفهرست‏] ، وذكرناها في [الذريعة] ج 5 ص 221 بعنوان [جوابات المسائل الرازية]. كما ذكرنا هناك جوابات أستاذه المرتضى. 
38- المسائل الرجبية : في تفسير آي من القرآن ، ذكرها الشيخ نفسه في [الفهرست‏] ووصفها بقوله : لم يصنف مثلها. ذكرناها في حرف الميم من [الذريعة] القسم المخطوط.
39- المسائل القمية : ذكرها المولى عناية اللَّه القهپائي نقلًا عن [الفهرست‏] للشيخ لكن لم نجده في النسخة المطبوعة ، وقد ذكرناه في [الذريعة] ج 5 ص 330 بعنوان [جوابات المسائل القمية].
40- مصباح المتهجد : في أعمال السنة كبير ، وهو من أجل الكتب في الأعمال والأدعية ، وهو قدوتها ، وأصلها ودوحتها ، ومنه اقتبس كثير من كتب الباب ، ك (اختيار المصباح) لأبن باقي و(إيضاح المصباح) للنيلي و(تتمات المصباح) في عشرة مجلدات كلها كتاب مستقل ، وله عنوان خاص ، وهي للسيد ابن طاوس ، و(قبس المصباح) للصهرشتي ، و(منهاج الصلاح) للعلامة الحلي ، ولكل من المولى حيدر علي الشيرواني المعروف بالمجلسي والسيد عبد اللَّه شبر ، ونظام الدين علي بن محمد ‏(14) (مختصر المصباح) و[منهاج الصلاح‏] لأبن عبد ربه الحلي وغير ذلك طبع في طهران على نفقة المرحوم الحاج سهم الملك بيات العراقي بترغيب العالم التقي السيد علم الهدى الكابلي نزيل ملاير أخيراً ، وذلك في سنة 1338 وبهامشه ترجمة فارسية للعلامة الشيخ عباس القمي.
41- المفصح : في الامامة ، وهو من الآثار الهامة ، توجد نسخة منه في [مكتبة راجه فيض‏آباد] في الهند ، وحصلت نسخة منه لشيخنا الحجة الميرزا حسين النوري ، وجدها مع [النهاية] وهي بخط أبي المحاسن بن ابراهيم بن الحسين ابن بابويه كان تاريخ كتابته للنهاية الثلاثاء 15 ربيع الآخر سنة 517 هـ فاستنسخها جماعة منهم : الحجة المرحوم الميرزا محمد الطهراني العسكري ، وهي بخطه في مكتبته بسامراء. 
42- مقتل الحسين عليه السلام : ذكره الشيخ في (الفهرست) ، وعنه نقلناه في حرف الميم من (الذريعة) المخطوط.
43- مقدمة في المدخل الى علم الكلام : ذكره النجاشي في رجاله ، والشيخ نفسه في (الفهرست) ووصفها فيه بقوله : لم يعمل مثلها.
أقول : رأيت في كتب الزعيم الفقيه المرحوم السيد محمد الكوه‏ كمري الشهير بالحجة نسخة من كتاب (المستجاد من الإرشاد) تأريخ كتابتها سنة 982 هـ ، وفي حاشيتها كتاب في أصول الدين منسوب الى شيخ الطائفة الطوسي ، أوله : (إذا سألك سائل وقال : ما الايمان؟. فقل : هو التصديق باللّه وبالرسول وبما جاء به وبالأئمة عليهم السلام ، كل ذلك بالدليل لا بالتقليد ، وهو مركب مبوب على خمسة أركان من عرفها كان مؤمناً ، ومن جحدها كان كافراً ، وهي التوحيد والعدل والنبوة والامامة والمعاد ، وحد التوحيد ...- الى قوله :- والدليل على ان اللَّه موجود ان العالم أثره وعناوينه الى آخره هكذا والدليل على كذا فهو كذا إلخ ، ولعل هذا الكتاب هو المقدمة ، ونسخة أخرى منه بعينه في مجموعة كانت في (مكتبة المولى محمد علي الخوانساري) في النجف الأشرف من دون نسبتها الى الشيخ ، وتاريخ كتابتها 982 هـ ايضاً ، ومعها في المجموعة (النكت الاعتقادية) للشيخ المفيد ، و(مختصر التحفة الكلامية) ، ونسخة ثالثة عليها خط شيخ الطائفة في (مكتبة السيد محمد المشكاة) في طهران ‏‏(15) كتب على ظهرها ما لفظه :  
(مقدمة الكلام . تصنيف الشيخ الامام الورع قصوة العارفين ، وحجة اللَّه على العالمين ، لسان الحكماء والمتكلمين ، أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي متعنا اللَّه بطول بقائه ونفعنا بعلومه). وكتب على الصفحة الثانية منه ما لفظه : (قرأ علي هذا الكتاب وبحث على معانيه صاحبه في عدة مجالس آخرها السادس والعشرين من المحرم لسنة خمس وأربعين وأربعمائة بحدود دار السلام ، وكتبه محمد بن الحسن ابن علي وللَّه الحمد والمنة صلى اللَّه على محمد وآله الطيبين). وآخرها ما نصه :
(.... مفيض الحياة وبارئ النسمة وهو المستحق له دائماً سرمداً وحسبي اللَّه ونعم الوكيل رب أتمم بالخير. وقع الفراغ من استنساخه بتوفيق اللَّه وبحسن معونته سادس عشرين- كذا- من رجب سنة أربع وأربعين وأربعمائة في مدينة السلام على يد العبد الضعيف نظام الدين محمود بن علي الخوارزمي حامداً للّه تعالى مصلياً على نبيه ...)
44- مناسك الحج في مجرد العمل : ذكره في (الفهرست) أيضاً.
45- النقض على ابن شاذان في مسألة الغار : ذكره كذلك في (الفهرست) وذكره العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) : وقال انه نقض في مسألة الغار ومسألة العمل بالخبر الواحد ، فظاهر كلامه انه رآه.
46- النهاية في مجرد الفقه والفتوى : من أعظم آثاره وأجل كتب الفقه ، ومتون الأخبار ، أحصي في فهرسه المخطوط عند العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء ، في 22 كتاباً و214 باباً ، وقد كان هذا الكتاب بين الفقهاء من لدن عصر مصنفه الى زمان المحقق الحلي كالشرائع بعد مؤلفها ، فكان بحثهم وتدريسهم‏ فيه ، وشروحهم عليه ، وكانوا يخصونه بالرواية والاجازة ، وله شروح متعددة ذكرناها في محالها من (الذريعة) ، وقد رأيت منه عدة نسخ أقدمها بخط الشيخ أبي الحسن علي بن ابراهيم بن الحسن بن موسى الفراهاني فرغ من كتابتها غرة رجب سنة 591 هـ ، رأيتها في (مكتبة العلامة الحجة الشيخ عبد الحسين الطهراني) الشهير بشيخ العراقين ، الى غير ذلك من النسخ التي ذكرت خصوصياتها مفصلًا في حرف النون من (الذريعة) عند ذكر الكتاب ، وقد طبع كتاب النهاية في سنة 1276 هـ مع (نكت النهاية) للمحقق و(الجواهر) للقاضي وغيرهما في مجلد كبير ، وله ترجمة فارسية لبعض الأصحاب المقاربين لعصر الشيخ الطوسي وهي نسخة عتيقة رأيتها في (مكتبة السيد نصر اللّه الأخوي) في طهران كما ذكرته في (الذريعة) ج 4 ص 143- 144.
47- هداية المسترشد وبصيرة المتعبد : في الأدعية والعبادات ذكره الشيخ في (الفهرست) وعنه نقلناه في حرف الهاء المخطوط من (الذريعة).
هذا ما وصل إلينا من أسماء مؤلفات شيخ الطائفة أعلى اللَّه مقامه ومنه ما هو موجود وما هو مفقود ، ولعل هناك ما لم نوفق للعثور عليه (وفوق كل ذي علم عليم).
مشايخه وأساتذته :
إن مشايخ شيخ الطائفة في الرواية وأساتذته في القراءة كثيرون ، فقد أحصى شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في «مستدرك وسائل الشيعة» ج 3 ص 509 سبعاً وثلاثين شخصاً استخرج أسماءهم من مؤلفات الشيخ ، ومن (الاجازة الكبيرة) التي كتبها العلامة الحلي- أعلى اللَّه مقامه- لأولاد السيد ابن زهرة الحلبي وغير ذلك.
إلا أن مشايخه الذين تدور روايته عليهم في الغالب ، والذين أكثر الرواية عنهم وتكرر ذكرهم في (الفهرست) وفي مشيخة كل من كتابيه (التهذيب) و(الاستبصار) خمسة ، واليك أسماءهم حسب حروف الهجاء لا تفاوت الدرجات :
1- الشيخ أبو عبد اللَّه أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز المعروف بابن الحاشر مرة ، وبابن عبدون أخرى ، والمتوفى سنة 423هـ .
2- الشيخ أحمد بن محمد بن موسى. المعروف بابن الصلت الأهوازي المتوفى بعد سنة 408 هـ (16).
3- الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد اللَّه بن الغضائري المتوفى سنة 411 هـ
4- الشيخ أبو الحسين علي بن احمد بن محمد بن أبي جيد المتوفى بعد سنة 408 هـ
5- شيخ الأمة ومعلمها أبو عبد اللَّه محمد بن محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد والمتوفى سنة 413هـ .
هؤلاء الخمسة هم الذين أكثر في الرواية عنهم في كتبه المهمة ، وقد روى عن باقي مشايخه في كتبه المذكورة وغيرها لكن لا بهذه الكثرة ، والى القارئ أسماءهم مرتبة على حروف الهجاء :
1- أبو الحسين الصفار (ابن الصفار خ ل).
2- أبو الحسين بن سوار المغربي. عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة.
3- الشيخ أبو طالب بن غرور.
4- القاضي ابو الطيب الطبري الحويري المتوفى بعد سنة 408هـ .
5- أبو عبد اللّه أخو سروة.
6- أبو عبد اللَّه بن الفارسي.
7- أبو علي بن شاذان المتكلم. وقد عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضاً.
8- أبو منصور السكري. قال صاحب (الرياض) : يحتمل أن يكون من‏ العامة أو الزيدية. أقول : استبعد شيخنا النوري كونه من العامة مستدلًا بما وجده من رواياته التي لا يرويها أبناء العامة ، الا انه لم ينف كونه زيدياً.
9- أحمد بن ابراهيم القزويني المتوفى بعد سنة 408هـ .
10- أبو الحسين وأبو العباس أحمد بن علي النجاشي صاحب (كتاب الرجال) المعروف والمتوفى سنة 450هـ .
11- جعفر بن الحسين بن حسكة القمي المتوفى بعد 408هـ .
12- الشريف أبو محمد الحسن بن القاسم المحمدي المتوفى بعد سنة 408هـ .
13- أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أشناس المعروف بابن الحمامي البزاز. عبر عنه كذلك السيد ابن طاوس في (الإقبال) في عمل يوم الغدير والشيخ محمد الحر العاملي في (اثبات الهداة) ، وذكر شيخنا النوري في عداد مشايخ شيخ الطائفة الحسن بن إسماعيل المعروف بابن الحمامي. وهما واحد حتماً ، وقد عبر عنه في بعض المواضع بأبي الحسن محمد بن إسماعيل ، كما في صدر اسناد بعض نسخ الصحيفة السجادية ، فان هذا الرجل هو الراوي للصحيفة الكاملة بنسخة مخالفة للصحيفة المشهورة في بعض العبارات ، وفي الترتيب ، وفي عدد الأدعية ، ونحو ذلك كما قاله صاحب (الرياض) وذكر وجود عدة نسخ منها إحداها عنده ، وقد يعبر عنه أيضاً بالحسن بن إسماعيل وقد ترجم له بهذا العنوان في (أمل الآمل) ص 467 من طبعة طهران سنة 1307 هـ التي هي مع (الرجال الكبير) مسلسلة الأرقام ، ولذلك توهم فيه شيخنا النوري رحمه الله فذكره بهذا العنوان كما أسلفناه محتملًا التعدد ، ونقل السيد ابن طاوس في أواخر (الإقبال) عن أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن العباس ومراده هذا الشيخ أيضاً ، ويعبر عنه بابن أشناس وبابن الاشناس وغير ذلك ، والصحيح في اسمه ونسبه ما ذكرناه.
وقد ترجم له بهذا العنوان الصحيح معاصره أبو بكر الخطيب في (تأريخ بغداد) ج7 ص 425- 426 فقال :
... كتبت عنه شيئاً يسيراً ، وكان سماعه صحيحاً ، إلا انه كان رافضياً خبيث المذهب ، وكان له مجلس في داره بالكرخ يحضره الشيعة ويقرأ عليهم مثالب الصحابة واللعن على السلف ... سألته عن مولده فقال في شوال من سنة 359 هـ ومات في ليلة الأربعاء الثالث من ذي القعدة سنة 439 هـ ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الكناس.
أقول : أشناس ‏‏(17) بفتح الألف وسكون الشين المعجمة وفتح النون ثم الألف الساكنة ، وبعدها السين المهملة : اسم غلام لجعفر المتوكل.
14- أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام المعروف بابن الفحام السر من ‏رائي- السامرائي- المتوفى بعد سنة 408 هـ 15- أبو الحسين حسنبش المقرئ المتوفى بعد سنة 408هـ .
16- أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم القزويني المتوفى بعد سنة 408هـ .
17- أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط.
18- الحسين بن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى بعد سنة 408 هـ 19- أبو محمد عبد الحميد بن محمد المقرئ النيسابوري.
20- أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي المتوفى بعد سنة 410هـ .
21- أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي المقرئ المتوفى بعد سنة 408 هـ ، وهو غير ابن أشناس المعروف بابن الحمامي المار ذكره فلا تتوهم.
22- السيد المرتضى علم الهدي أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد ابن ابراهيم بن الامام موسى الكاظم عليه السلام ، المتوفى سنة 436هـ .
23- أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل المتوفى بعد سنة 410هـ .
24- القاضي أبو القاسم علي التنوخي ابن القاضي أبي علي المحسن ابن القاضي‏ أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن ابراهيم بن تميم القحطاني من تلامذته السيد المرتضى وأصحابه ، وقد عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضاً. لكن صاحب (الرياض) قال في ترجمته : الأكثر أنه من الامامية.
(أقول) : له ترجمة في (معجم الأدباء) ايضاً ج 14 ص 110- 124 أثبت نسبه فيها الى قضاعة ، وذكر انه كان مقبول الشفاعة في شبابه وان الخطيب البغدادي سمع منه : انه ولد سنة 370 هـ .وقال أنه توفى في 447 هـ .
25- أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران المعروف بان بشران المعدل والمتوفى بعد سنة 411 هـ .
26- محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ المتوفى بعد سنة 411هـ .
27- أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني (الحمداني خ ل) من أهل طوس والمظنون أنه من مشايخه قبل هجرته إلى العراق.
28- محمد بن سنان. عده العلامة الحلي في (الاجازة الكبيرة) من مشايخه من العامة أيضاً.
29- أبو عبد اللَّه محمد بن علي بن حموي البصري المتوفى بعد سنة 413هـ .
30- محمد بن علي بن خشيش بن نضر بن جعفر بن ابراهيم التميمي المتوفى بعد سنة 408هـ .
31- أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد المتوفى بعد سنة 417هـ .
32- السيد أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار المولود سنة 322 هـ والمتوفى 414هـ .
هؤلاء هم الذين عرفناهم من مشايخ شيخ الطائفة الطوسي ، وهم اثنان وثلاثون وذكرنا قبلهم خاصة مشايخه وهم خمسة فيكون المجموع سبعة وثلاثين ، الا ان شيخنا النوري لما أوردهم في (المستدرك) تمت عدتهم ثمانية وثلاثين ، وذلك لما ذكرناه من تكريره اسم الحسن بن محمد بن إسماعيل بن الاشناس بعنوان الحسن‏ ابن إسماعيل ، وقد نقلناهم عن شيخنا النوري بعد ترتيب اسمائهم على حروف الهجاء ، وإضافة بعض الفوائد والزيادات التي توضح أحوالهم.
تلامذته :
سبق وأن ذكرنا فيما تقدم من حديثنا عن شيخ الطائفة أن تلامذته من الخاصة بلغوا اكثر من ثلاثمائة مجتهد ومن العامة ما لا يحصى كثرة ، وقد صرح بذلك المجلسي في (البحار) والتستري في (المقابس) والخوانساري في (الروضات) والمدرس في (الريحانة) وغيرهم في غيرها.
والأسف ان هذا العدد الكبير غير معروف لدى كافة الباحثين حتى بعد عصر الشيخ بقليل ، فان الشيخ منتجب الدين بن بابويه المتوفى بعد سنة 585 هـ على قرب عهده من الشيخ لم يستطع الوقوف على أسمائهم ، فانه لم يذكر منهم في كتابه (الفهرست) المطبوع في آخر (البحار) إلا ستة وعشرين عالما ، وزاد عليهم العلامة السيد مهدي بحر العلوم في (الفوائد الرجالية) أربعة فتمت عدتهم ثلاثين ، وهؤلاء معروفون ذكرت أسماؤهم في مقدمات كتب الشيخ المطبوعة في النجف الأشرف لكن شيخنا النوري لم يذكرهم ، ونظراً لما حدث في اسماء بعضهم من التصحيف ، ولما وقفنا عليه من أسماء جماعة أخرى من تلاميذه الذين ذكرهم الحجة الشيخ أسد اللَّه الدزفولي التستري في كتابه (المقابس) ولم يتعرض لذكرهم مترجموه المتأخرون ، فانا نسرد أسماء الجميع على ترتيب حروف الهجاء مقتصرين على ذكر الأوصاف التي وصفهم بها علماء الرجال والمفهرسون القدماء واليك الأسماء :
1- الشيخ الفقيه الثقة العدل آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسيفي.
2- الشيخ الثقة المؤلف الجليل النبيل أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيسابوري.
3- الشيخ الثقة أبو طالب إسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد ابن علي بن الحسين بن بابويه القمي.
4- الشيخ الثقة أبو ابراهيم إسماعيل شقيق إسحاق المذكور.
5- الشيخ الثقة أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي.
6- الشيخ الثقة العين المصنف أبو الصلاح تقي بن نجم الدين الحلبي.
7- السيد المحدث الثقة أبو ابراهيم جعفر بن علي بن جعفر الحسيني.
8- الشيخ الامام المصنف شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بحسكا.
9- الشيخ الفقيه الثقة أبو محمد الحسن بن عبد العزيز بن الحسن الجبهاني (الجهباني خ ل).
10- الشيخ الجليل الثقة العين ابو علي الحسن ابن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي.
11- الشيخ الامام موفق الدين الفقيه الثقة الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني.
12- الشيخ الامام الثقة الوجه الكبير محي الدين أبو عبد اللَّه الحسين بن المظفر بن علي بن الحسين الحمداني نزيل قزوين.
13- السيد عماد الدين أبو الصمصام وابو الوضاح ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني المروزي.
14- السيد الفقيه أبو محمد زيد بن علي بن الحسين الحسيني (الحسني).
15- السيد العالم الفاضل زين بن الداعي الحسيني.
16- الشيخ الفقيه المشهور سعد الدين بن البراج.
17- الشيخ الفقيه الثقة أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي.
18- الشيخ الفاضل المحدث شهرآشوب السروي المازندراني جد الشيخ محمد بن علي مؤلف (معالم العلماء) و(المناقب).
19- الشيخ الفقيه الثقة صاعد بن ربيعة بن أبي غانم.
20- الشيخ عبد الجبار بن عبد اللَّه بن علي المقرئ الرازي المعروف بالمفيد.
21- الشيخ أبو عبد اللَّه عبد الرحمن بن أحمد الحسيني الخزاعي النيسابوري المعروف بالمفيد أيضاً.
22- الشيخ الفقيه الثقة موفق الدين أبو القاسم عبيد اللَّه بن الحسن بن الحسين بن بابويه.
23- الشيخ الفقيه الثقة علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري.
24- الأمير الفاضل الزاهد الورع الفقيه غازي بن أحمد بن أبي منصور الساماني.
25- الشيخ الفقيه الثقة الصالح كردي بن عكبر بن كردي الفارسي نزيل حلب.
26- الشيخ الامام جمال الدين محمد بن أبي القاسم الطبري الآملي.
27- الشيخ الأمين الصالح الفقيه أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن شهريار الخازن الغروي.
28- الشيخ الشهير السعيد الفاضل السديد محمد بن الحسن بن علي الفتال صاحب «روضة الواعظين».
29- الشيخ الفقيه الصالح أبو الصلت محمد بن عبد القادر بن محمد.
30- الشيخ الثقة العالم المؤلف فقيه الأصحاب أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي.
31- الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
32- الشيخ الفقيه الثقة أبو عبد اللَّه محمد بن هبة اللَّه الطرابلسي.
33- السيد صدر الأشراف المنتهي اليه منصب النقابة والرئاسة في عصره ، السيد المرتضى أبو الحسن المطهر بن أبي القاسم علي بن أبي الفضل محمد الحسيني الديباجي.
34- السيد العالم الفقيه المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني.
35- العالم الفاضل الفقيه الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي.
36- السيد الثقة الفقيه المحدث أبو ابراهيم ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد اللَّه العلوي الحسيني.
هؤلاء ستة وثلاثون عالماً من تلاميذ الشيخ الطوسي المعروفين ، ولعل في كتابينا (إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس) و(الثقات والعيون في سادس القرون) من ترجمنا له ولم يأت اسمه هنا ، غير ان ضيق الوقت وضعف الحال يمنعان من الرجوع اليه.
ولا يخفى إن فيما أضافه العلامتان السيد مهدي بحر العلوم والشيخ أسد اللّه الدزفولي ما يحتاج الى التأمل ، ففي تلمذ الشيخ عبيد اللَّه بن الحسن على الشيخ الطوسي تأمل ، فان ولده الشيخ منتجب الدين كان أولى بذكره مع تلامذة الشيخ في (الفهرست) مع انه لم يذكره وكذا الكراجكي المتوفى سنة 449 هـ وكذا جمال الدين محمد الطبري إن كان المراد به عماد الدين محمد بن أبي القاسم علي الطبري الآملي فانه من تلاميذ الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي كما ذكره الشيخ منتجب الدين ، وجل رواياته عن مشايخه بعد الخمسمائة واللَّه العالم.
وفاته وقبره :
لم يبرح شيخ الطائفة في النجف الأشرف مشغولًا بالتدريس والتأليف ، والهداية والإرشاد ، وسائر وظائف الشرع الشريف وتكاليفه ، مدة اثنتي عشرة سنة ، حتى توفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة 460 هـ عن خمس وسبعين سنة ، وتولى غسله ودفنه تلميذه الشيخ الحسن بن مهدى السليقي ، والشيخ أبو محمد الحسن بن عبد الواحد العين زربي ، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي ، ودفن في داره بوصية منه وأرخ وفاته بعض المتأخرين بقوله مخاطباً مرقده الزاكي كما هو مسطور على جدار المسجد ، وقد ذكره العلامة المرحوم الشيخ جعفر نقدى في كتابه «ضبط التأريخ بالاحرف» ايضاً ص 13 :

بأمر قد الطوسي فيك قد انطوى محيي العلوم فكنت أطيب مرقد

الى أن قال :

أودى بشهر محرم فأضافه‏ حزناً بفاجع رزئه المتجدد

الى أن قال :

بك شيخ طائفة الدعاة الى الهدى‏ ومجمّع الأحكام بعد تبدد

الى أن قال :

وبكى له الشرع الشريف مؤرخاً (أبكى الهدى والدين فقد محمد)

وتحولت الدار بعده مسجداً في موضعه اليوم حسب وصيته أيضا ، وهو مزار يتبرك به الناس من العوام والخواص ، ومن أشهر مساجد النجف ، عقدت فيه- منذ تأسيسه حتى اليوم- عشرات حلقات التدريس من قبل كبار المجتهدين وأعاظم المدرسين فقد كان العلماء يستمدون من بركات قبر الشيخ لكشف غوامض المسائل ومشكلات العلوم ، ولذلك كان مدرس العلماء ومعهد تخريج المجتهدين الى عصر شيخ الفقهاء الشيخ محمد حسن صاحب (الجواهر) الذي كان يدرس فيه أيضا ، حتى بعد أن بنوا له مسجده الكبير المشهور باسمه ، فقد كثر الحاحهم عليه وطلبهم منه الانتقال اليه لم يقبل ولم يرفع اليد عنه اعتزازاً بقدسية شيخ الطائفة وحبا للقرب منه ، وهكذا الى أن توفي.
واستمرت العادة كذلك الى عصر شيخنا المحقق الأكبر الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب «الكفاية» فقد كان تدريسه فيه ليلًا الى أن توفي ، وقد أحصيت عدة تلامذته في الأواخر بعض الليالي فتجاوزت الألف والمائتين ، وكذلك شيخنا الحجة المجاهد شيخ الشريعة الاصفهاني ، فقد كان يدرس فيه عصراً الى ان توفي وكما ان تلميذ شيخنا الخراساني الأرشد الحجة المعروف الشيخ ضياء الدين العراقي كان يدرس فيه صبحاً الى ان توفي. واقام فيه الجماعة جمع من أجلاء العلماء وأفاضل‏ الفقهاء ، منهم فقيه أهل البيت الشيخ محمد حسن صاحب «الجواهر» النجفي وغيره وقد لاحظته منذ نصف قرن أو اكثر فكان الذين يؤمون الناس فيه من أهل الصلاح والتقى المعروفين ، منهم الحجة الاخلاقي جمال السالكين الشيخ آغا رضا التبريزي فقد كان يقيم فيه الجماعة ليلًا مع كثير من خواص أهل العلم والفضلاء ، وكنا نحظى بذلك التوفيق الى ان هاجرنا الى سامراء ، وكان آخرهم العلامة التقي السيد محمد الخلخالي ، وبعد وفاته بقليل رغب إلي ولده الفاضل الجليل السيد علي أن أؤم الناس هناك بعد أن كنت أقيم الجماعة في الرواق المطهر ، فأجبت طلبه وكنت أصلي فيه الى هذه الأواخر ، وقد وفق لفرشه التاجر الوجيه ابن عمنا الحاج محمد المحسني نزيل طهران فقدم له خمس قطع من الفرش المتعارف في الصحن الشريف والمساجد الشريفة وقد جعل ولايتها بيدنا ما دمنا في قيد الحياة كما كتب ذلك عليها ، وتبعه الوجيه الحاج محمد تقي القناد الطهراني من أرحامنا ايضاً بخمس قطع وتبعهما جمع آخر من كرمانشاه حتى كمل فرش المسجد بتوفيق اللَّه ، وكانت صلاتنا فيه وقت المغرب فقط ، وأما صلاة الصبح فنقيمها في (مسجد الهندي) خوفاً من مضايقة الزوار ، وفي الصيف الماضي تغلب علينا الضعف فانقطعنا عن الرواح لعدم تمكننا من الصعود الى السطح فتبرع الوجيه الحاج ناجي كعويل بشراء عدة مراوح سقفية لتلطيف الجو وعدم الاحتياج للصعود الى السطح ، فعاودناه ثانياً ، وكان عامراً بالمؤمنين والصلحاء من اهل العلم والمهن ، حتى اتفقت حادثتنا في ليلة عاشوراء هذه السنة- 1376- وقد اثرت على العمود الفقري وبقينا على فراش المرض عدة شهور ، ثم لما تحسنت صحتنا لم تعد كما كانت عليه سابقاً كما هو مقتضى السن والمزاج ، ولما رغب في صلاتنا بعض المؤمنين من خواصنا صرنا نقيمها في (مسجد الطريحي) لقربه من دارنا ، ولم نزل هناك حتى يقضي اللَّه بقضائه الذي لا مرد له ، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.
وموقع مسجد الشيخ في محلة المشراق من الجهة الشمالية للصحن المرتضوي الشريف وسمي باب الصحن المنتهي الى مرقده ب (باب الطوسي) ، وقد طرأت عليه بعد عمارته الأولى عمارتان ، حسبما نعلم إحداهما في حدود سنة 1198 هـ وذلك‏ بترغيب من العلامة الحجة السيد مهدي بحر العلوم كما ذكره في (الفوائد الرجالية) فقد قال : وقد جدد مسجده في حدود سنة 1198 هـ فصار من أعظم المساجد في الغري ، وكان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء من اهل السعادة.
وبنى لنفسه مقبرة في جواره دفن فيها مع أولاده وجملة من أحفاده.
والثانية في سنة 1305 هـ كما ذكره صديقنا العلامة السيد جعفر آل بحر العلوم في كتابه (تحفة العالم) ج1 ص204 وكانت بعناية العلامة السيد حسين آل بحر العلوم المتوفى سنة 1306 ، كما قاله ، فانه لما رأى تضعضع أركانه وانها آلت الى الخراب رغب بعض أهل الخير في قلعه من أساسه ، فجدد وهي العمارة الموجودة اليوم.
وفي سنة 1369 هـ .هدمت الحكومة ما يقرب من ربع مساحته فاضافتها الى الشارع الذي فتحته بجنبه في نفس العام ، وسمته بشارع الطوسي ايضاً ، فصار للمسجد بابان ، أحدهما- وهو الأكبر والأوجه- على الشارع الجديد العام من جهة الشرق ، والثاني وهو- الباب الأول- من جهة الغرب على الطريق القديم مقابل (المدرسة المهدية) وقد انخفضت ارض المسجد عن الشارع كثيراً ، وتضعضعت عمارته ، فنسأله تعالى ان يهدي بعض اهل السعادة والعاملين للآخرة لتعميره‏ { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } [التوبة : 18].
أولاده وأحفاده :
خلف شيخ الطائفة ولده الشيخ أبا علي الحسن بن أبي جعفر محمد الطوسي رحمة اللَّه عليه ، وقد خلف أباه على العلم والعمل ، وتقدم على العلماء في النجف ، وكانت الرحلة اليه والمعول عليه في التدريس والفتيا وإلقاء الحديث وغير ذلك وكان من مشاهير رجال العلم ، وكبار رواة الحديث وثقاتهم تلمذ على والده حتى اجازه في سنة 455 هـ اي قبل وفاته بخمس سنين.
ذكره الشيخ منتجب الدين بن بابويه في (الفهرست) المطبوع في آخر البحار ص 4 بدأ به حرف الحاء فقال : الشيخ الجليل ابو علي الحسن ابن الشيخ الجليل الموفق أبي جعفر محمد بن‏ الحسن الطوسي ، فقيه ثقة عين ، قرأ على والده جميع تصانيفه أخبرنا الوالد عنه.
وذكره ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) ج2 ص250 فقال : الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي أبو علي بن‏‏ (18) جعفر. سمع من والده ، وأبي الطيب الطبري ، والخلال ، والتنوخي ، ثم صار فقيه الشيعة وامامهم بمشهد علي رضي اللَّه عنه ، وسمع منه أبو الفضل بن عطاف ، وهبة اللَّه السقطي ومحمد ابن محمد النسفي ، وهو في نفسه صدوق ، مات في حدود الخمس مائة ‏(19) ، وكان متديناً كافاً عن السب.
وذكره الشيخ رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي في (معالم العلماء) ص 32 باختصار. ولا يخفى ان العلامة الميرزا محمد الأسترآبادي لم يتعرض لذكره في كتابيه (الرجال الكبير) و(الرجال الصغير) ، وكذا الأستاذ الوحيد البهبهاني الذي استدرك علي الأسترآبادي- في تعليقته على كتابه- ما فاته فانه لم يذكره أيضاً.
ولعل ذلك لم يكن عن غفلة منهما حيث أن بناء المؤلفين في الرجال هو ذكر خصوص من ذكر في الأصول الأربعة الرجالية ، ولما لم يكن الشيخ أبو علي مذكوراً في أي واحد منها لم يتعرضوا لذكره. ومثلهما أيضاً المولى محمد الأردبيلي صاحب (جامع الرواة) فانه أضاف فهرس الشيخ منتجب الدين الى الأصول الأربعة فجمعها في كتابه ومع ذلك فقد سقط من قلمه ذكر هذا الشيخ الجليل.
وذكره أيضاً المحدث العلامة الشيخ محمد الحر العاملي في «أمل الآمل» المطبوع بطهران سنة 1307 هـ في ص 469 هـ فقال :
الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي. كان عالماً فاضلا فقيهاً محدثا جليلا ثقة له كتب إلخ.
وذكره العلامة البحاثة المولى عبد اللَّه الأفندي في كتابه «رياض العلماء وحياض الفضلاء» المخطوط الموجود في مكتبتنا ص 93 فوصفه بقوله : الفقيه المحدث الجليل العالم العامل النبيل مثل والده ، ثم قال :
... كان شريكاً في الدرس مع الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد اللّه بن علي الرازي ، والشيخ أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه القمي ، والشيخ أبي عبد اللَّه محمد بن هبة اللَّه الوراق الطرابلسي ، عند قراءة كتاب «التبيان» على والده الشيخ الطوسي كما رايته في إجازة الشيخ الطوسي المذكور بخطه الشريف لهم على ظهر كتاب التبيان المذكور .. الى ان قال :
وروى عن والده وطائفة من معاصريه رضي اللَّه عنهم بل عن المفيد ايضا.
وقال في آخر الترجمة : أقول : وفي روايته عن الشيخ المفيد بلا واسطة محل تأمل فلاحظ‏ (20).
وذكره الشيخ اسد اللَّه الدزفولي في «مقابس الأنوار» ص 11 فقال :
الشيخ المحدث الفقيه الفاضل الوجيه النبيه المعتمد المؤتمن مفيد الدين أبو علي الحسن قدس اللَّه تربته وعلى في الجنان رتبته ... وكان من أعاظم تلامذة والده ، والديلمي ، وغيرهما من المشايخ ، وتلمذ عليه جماعة كثيرة من أعيان الأفاضل ، واليه ينتهي كثير من طرق الإجازات الى المؤلفات القديمة والروايات إلخ.
وذكره شيخنا العلامة الميرزا حسين النوري في «مستدرك الوسائل» ج 3 ص 497 فقال :
... الفقيه الجليل الذي ينتهي اكثر إجازات الاصحاب اليه ابو علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي العالم الكامل المحدث النبيل ... ويعبر عنه تارة بأبي علي ، أو أبي علي الطوسي ، وأخرى بالمفيد أو المفيد الثاني إلخ.
وله تراجم أخرى في كثير من الكتب المخطوطة والمطبوعة لا سبيل لنا الى استقصائها في هذه العجالة ، وقد أجمع كافة المترجمين له على عظمته وعلو شأنه في العلم والعمل ، وأنه أحد كبار فقهاء الشيعة ، وأجلاء علماء الطائفة ، وأفاضل حملة الحديث وأعلام الرواة وثقاتهم. ومنتهى الإجازات والمعنعنات ، وقد بلغ من علو الشأن وسمو المكانة أن لقب بالمفيد الثاني ، وقد ترجم له بهذا العنوان العلامة المرحوم الشيخ عباس القمي في كتابه (الكنى والألقاب) ج 3 ص 165.
وقد تخرج عليه كثير من حملة العلم والحديث من الفريقين ، وحاز المرجعية عند الطائفتين لذلك كثرت الروايات عنه ، وانتهت الطرق اليه ، وقد ذكر مترجموه كثيراً من تلامذته ، فقد ذكر الشيخ منتجب الدين بن بابويه في (الفهرست) أربعة عشر رجلًا كلًا في موضعه ونحن نتبرك بإيراد ذكرهم وهم الاعلام :
1- الشيخ الفقيه الثقة أردشير بن أبي الماجد بن أبي المفاخر الكابلي.
2- الشيخ الفقيه الأديب إسماعيل بن محمود بن إسماعيل الحلبي.
3- الشيخ الفقيه الصالح بدر بن سيف بن بدر العربي. من مشايخ منتجب الدين 4- الشيخ الفقيه الصالح أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي.
5- الشيخ الامام الفقيه الصالح الثقة موفق الدين الحسين بن فتح الله الواعظ البكرآبادي الجرجاني.
6- الشيخ الفقيه الصالح جمال الدين الحسيني بن هبة الله بن رطبة السوراوي.
7- الشيخ الفقيه الورع أبو سليمان داود بن محمد بن داود الحاسي.
8- السيد الفقيه الصالح أبو النجم الضياء بن ابراهيم بن الرضا العلوي الحسني الشجري.
9- السيد العالم الفقيه الثقة طاهر بن زيد بن أحمد.
10- الشيخ الفقيه الصالح الشاعر أبو سليمان ظفر بن الداعي بن ظفر الحمداني‏ القزويني.
11- الشيخ الفقيه الحافظ الصالح الثقة أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد ابن علي الحاسي.
12- الشيخ الفقيه ركن الدين علي بن علي.
13- السيد الفاضل المتبحر الشاعر لطف الله بن عطاء الله أحمد الحسني الشجري النيسابوري.
14- الشيخ الفقيه الثقة الامام المؤلف المكثر عماد الدين محمد بن أبي القاسم ابن علي الطبري الآملي الكجي.
و هناك جماعة من تلاميذه أيضاً ذكر بعضهم بعض المترجمين له ، ووقفنا على أسماء بعضهم في مختلف الروايات وسلاسل الحديث واليك أسماءهم مرتبة على حروف الهجاء وهم :
15- أبو الفتوح أحمد بن على الرازي. قال صاحب (الرياض) : وليعلم أنه ليس المراد بالشيخ أبي الفتوح المذكور هو صاحب التفسير المشهور ، وان اتحد عصرهما ، لأن اسم أبي الفتوح هذا هو الحسين بن على بن محمد بن احمد الخزاعي الرازي فلاحظ ، وحمله على أخيه ممكن لكن يبعده اتحاد كنيتيهما.
16- الشيخ العالم الياس بن هشام الحائري.
17- الشيخ بواب البصري.
18- الشيخ الفاضل ابو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن.
19- ابو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي.
20- عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي.
21- الشيخ موفق الدين عبيد اللَّه بن الحسن بن بابويه ، والد الشيخ منتجب الدين 22- علي بن شهرآشوب المازندراني السروي ، والد صاحب (المناقب) و(المعالم).
23- علي بن على بن عبد الصمد.
24- أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب (مجمع البيان).
25- ابو الرضا فضل اللَّه بن علي بن عبيد اللَّه الحسيني الراوندي.
26- محمد بن الحسن الشوهاني.
27- أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
28- محمد بن علي بن عبد الصمد النيسابوري.
29- أبو علي محمد بن الفضل الطبرسي.
30- الشيخ محمد بن منصور الحلي الشهير بابن إدريس قال في (الرياض) :
على المشهور من أن ابن إدريس يروى عن أبي علي هذا تارة بلا واسطة وتارة مع الواسطة.
31- مسعود بن علي الصواني وفي (الرياض) : الصوابي وفي (المقابس) : السواني.
وهناك ثلاثة من العامة رووا عنه كما ذكره العسقلاني في (لسان الميزان) وقد سبقت الاشارة اليه وهم :
32- أبو الفضل بن عطاف.
33- محمد بن محمد النسفي.
34- هبة اللَّه السقطي.
الى غير ذلك مما لا يمكن احصاؤه والوقوف عند حده ، ومع ذلك فلا نظن أن أحداً من مترجميه استوفى ما استوفيناه ، ووقف على كل ما أحصيناه واللّه الموفق.
آثاره :

ترك الشيخ أبو علي آثاراً قيمة وأسفاراً مهمة ، عرفنا منها : (شرح النهاية) وهو شرح لكتاب والده النهاية في الفقه ذكره في ترجمته صاحب (أمل الآمل) ، واسمه (المرشد الى سبيل التعبد) وذكره في ترجمته صاحب (معالم العلماء). أيضاً أقول : توهم الحجة الشيخ يوسف البحراني صاحب (الحدائق) عند ذكر الشيخ أبي علي في كتابه (لؤلؤة البحرين) ص 245 حيث قال : وذكره ابن‏ شهرآشوب وقال المرشد الى سبيل اللّه والمتعبد إلخ فكأنه ظن بأن ذلك وصف للشيخ أبي علي مع أنه اسم كتاب من كتبه.
وقد ذكر له معظم مترجميه (كتاب الأمالي) الذي ذكرناه في عداد مؤلفات والده منهم العلامة المجلسي وصاحب (الرياض) وصاحب (أمل الآمل) وصاحب (الروضات) وصاحب (قصص العلماء) وصاحب «الكنى والألقاب» وصاحب «مستدرك الوسائل» وغيرهم ، وأصر شيخنا العلامة المجلسي على أنه من آثاره فقد قال في الجزء الأول من «بحار الأنوار» بعد ذكر مآخذ الكتاب في الفصل الثاني الذي عقده لبيان الوثوق بالمصادر واختلافها ، فقد قال :

... وآمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من آماليه ، وأكثر الناس يزعمون انه آمالي الشيخ ، وليس كذلك كما ظهر لي من القرائن الجليلة ، ولكن آمالي ولده لا يقصر عن آماليه في الاعتبار والاشتهار ، وان كان آمالي الشيخ عندي أصح وأوثق إلخ.
وقد ذكرنا هذا الأمالي في (الذريعة) ج 2 ص 309- 311 وص 313- 114 وأثبتنا كونه من تآليف شيخ الطائفة وذكرنا الأسباب التي دعت الى هذه الشهرة الشايعة فعلى طالب التفصيل والوقوف على الحقيقة مراجعة الكتاب المذكور ، والتدقيق والتأمل فيما ذكرناه من الأدلة والوجوه.
أقول : وللشيخ أبي علي من المشايخ غير من مر ذكره في تراجمه المنقولة عن الكتب : أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال كما في (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) ص 167 ويروي عن أبي يعلي حمزة المعروف بسلار بن عبد العزيز الديلمي- المتوفى 448 هـ كما في (البغية) للسيوطي أو سنة 463 كما في (نظام الأقوال) للساوجي- كما في (أمل الآمل) في ترجمة سلار.
وفاته :
توفي الشيخ أبو علي بعد سنة 515 هـ فقد كان حياً في هذا التأريخ كما يظهر في مواضع من أسانيد (بشارة المصطفى) المذكور ، واللَّه العالم بما عاش بعد ذلك.
ولا نعرف موضع قبره لكننا لا نشك في أنه في النجف الأشرف ولعله قبر مع والده فما ذكره في (لسان الميزان) ج 2 ص 250 : من انه توفى في حدود سنة 500 هـ غير صحيح كما سبقت الاشارة اليه.
ومن آراء الشيخ أبي علي المشهورة : القول بوجوب الاستعاذة في القراءة ، قال صاحب (رياض العلماء) في ترجمته له ما لفظه :
ثم اعلم ان الشيخ أبا علي هذا هو صاحب القول بوجوب الاستعاذة في قراءة الصلاة بل في مطلق القراءة نظراً الى ورود الأمر به. مع ان الإجماع وقع على ان الأمر فيها للاستحباب ، حتى ان والده (قده) أيضاً نقل في الخلاف الإجماع منا على الأمر فيها للندب قطعاً.
وخلف الشيخ أبو علي ولداً هو الشيخ أبو نصر محمد بن أبي علي الحسن بن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي النجفي رحمة اللَّه عليهم ، وهو بقية رجال العلم في هذا البيت في النجف الأشرف ، والغريب أنه لم يذكر في كتب أصحابنا الامامية ، ولم يترجم له الرجاليون وأهل السير والتأريخ والأخبار ، حتى ان شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري على عظمته وجلالة قدره وشهرته في التضلع والتتبع لم يعرف عنه شيئاً فقد قال في (المستدرك) ج3 ص497 : ولم نعثر على حال الحسن وجده محمد أنهما من أهل الدراية والرواية أو لا.
أقول : كان الشيخ أبو نصر محمد من أعاظم العلماء ، وأكابر الفقهاء ، وأفاضل الحجج واثبات الرواة وثقاتهم ، فقد قام مقام والده في النجف وانتقلت اليه الرياسة والمرجعية ، وتقاطر عليه طلاب العلم من شتى النواحي ، ترجم له ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ج 4 ص 126- 127 في حوادث سنة أربعين وخمسمائة فقال :
وفيها أبو الحسن محمد بن الحسن أبي علي بن أبي جعفر الطوسي ، شيخ الشيعة وعالمهم ، وابن شيخهم وعالمهم ، رحلت اليه طوائف الشيعة من كل جانب الى العراق ، وحملوا اليه ، وكان ورعاً عالماً كثير الزهد ، واثنى عليه السمعاني وقال العماد الطبري‏ لو جازت على غير الأنبياء صلاة صليت عليه.
أقول : توفى سنة 54 كما ذكره في (الشذرات) وخلف ولداً واحداً سماه باسم جده الحسن ، وهو من جارية كانت له اسمها رياض النوبية أدركها السيد علي ابن غرام (عزام خ ل) الحسيني المولود سنة 557 هـ والمتوفى سنة 670 أو 671 كما حكاه السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس ونقله عنه وعن خطه في كتابه (فرحة الغري) ص 58 طبعة ايران سنة 1311هـ .
وخلف شيخ الطائفة - أعلى اللَّه درجاته - غير ولده الشيخ أبي علي على ما ذكره المتقدمون ابنتين كانتا من حملة العلم وربات الاجازة ، ومن أهل الدراية والرواية قال في (رياض العلماء) : كانتا عالمتين فاضلتين ، إحداهما أم ابن إدريس العلامة الشهير صاحب (السرائر) الحلي كما ذكر في ترجمته ، وأمها بنت المسعود ابن ورام.
وقال صاحب (اللؤلؤة) ص 212 في ترجمة السيد رضي الدين أبي القاسم علي والسيد جمال الدين أبي الفضائل احمد ابني السيد سعيد الدين أبي ابراهيم موسى ابن جعفر آل طاوس ما لفظه :
... وهما أخوان من أم وأب وأمهما على ما ذكره بعض علمائنا بنت الشيخ مسعود ورام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان ، وام أمهما بنت الشيخ وأجاز لها ولأختها ام الشيخ محمد بن إدريس جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب.
ونقل ذلك عنه في (الروضات) ص 392 من الطبعة الأولى وزاد عليه ما لفظه :
ووقع النص على جديتهما له أيضاً من جهة الأم في مواقع كثيرة من مصنفات نفسه فليلاحظ.
وقال العلامة البحاثة الشيخ علي آل كاشف الغطاء في (الحصون المنيعة) في طبقات الشيعة المخطوط ج 1 ص 328 ما لفظه :بنتا الشيخ الطوسي كانتا عالمتين فاضلتين ، وكانت إحداهما أم ابن إدريس ، وأما أختها فهي التي أجازها بعض
العلماء ، ولعل المجيز أخوها الشيخ أبو علي أو والدها.
الى غير هؤلاء ممن ذكر هذا المعنى من المتقدمين وهم كثيرون ، وجاء بعدهم‏ المتأخرون فأخذوها عنهم إرسال المسلمات ومروا بها كراماً.
أقول : هذه النسبة غير صحيحة فليس الشيخ الطوسي الجد الأمي بغير واسطة لأبن طاوس ، ولا لأبن إدريس ، فقد صرح السيد رضي الدين علي بن طاوس في كثير من تصانيفه ومنها (الإقبال) في دعاء أول يوم من شهر رمضان في ص 334 من طبعة تبريز بأن الشيخ الطوسي جد والده- السيد الشريف أبي ابراهيم موسى بن جعفر- من قبل امه ، والشيخ أبا علي خاله كذلك لكن ليس مراده الجد والخال أيضاً بلا واسطة بأن تكون والدة أبيه الشريف موسى ابنة الشيخ الطوسي كما استظهره شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في «مستدرك الوسائل» ج 3 ص 471 ، لأن السيد ابن طاوس ولد في سنة 589 هـ وكان والده حياً الى ان بلغ السيد من العمر حداً كان قابلًا فيه لقراءة كتاب «المقنعة» للشيخ المفيد و(الأمالي) للشيخ الطوسي وغير ذلك من الكتب عليه كما صرح به في تصانيفه ، فتكون حياة والده تقريباً الى حدود سنة 610 هـ ، وأما ولادته فلم تعلم تحقيقاً لكن الظاهر أنه لم يكن من المعمرين المناهزين للثمانين أو التسعين وإلا لكان قابلًا للذكر وكان يصرح به ولده ولو بالمناسبة في موضع من تصانيفه الكثيرة ، ولو فرض بلوغه الثمانين لكانت ولادته في حدود سنة 530 هـ وكانت وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 هـ فلو فرضت له بنت صغيرة في التاريخ لم تكن تلد بعد الخمسين من عمرها ولهذا فلا تكون بنت الشيخ أم السيد موسى لبعد ذلك ولامتناعه عادة وان كان ممكناً عقلًا بان كانت البنت آخر ولد الشيخ وكان السيد موسى آخر ما ولدت البنت وقد عمر نيفاً ومائة سنة ، لكن ذلك ليس على مجاري العادة فلعل بنت الشيخ كانت والدة أم السيد موسى ، وكان الشيخ جد أم السيد موسى ، ويصح أن يطلق الجد والخال على جد الأم وخالها ، ولو كانت والدة ام السيد موسى بنت ابن الشيخ وهو الشيخ أبو علي فيكون هو جده لأمه لا خاله كما صرح به السيد ابن طاوس نفسه ، هذا ما نعتقده في الموضوع والظاهر أنه حقيقة المطلب.
وكذا الحال في الشيخ المحقق محمد بن إدريس الحلي الذي قيل : أن أمه بنت الشيخ. لأن ابن إدريس ولد في سنة 543 هـ فكيف تكون أمه بنت الشيخ ، ولو فرضنا إمكان ما مر من المحالات والمستبعدات من أنها آخر ما ولد للشيخ ، وانه آخر ما ولد لها فما نصنع لقول عدة من القدماء ان الشيخ أجاز ابنتيه. وهو قول ثابت لا يمكن إنكاره أو تضعيفه.
ثم ان هناك خلطا آخرا وهو التعبير عن الشيخ ورام بالمسعود الورام أو مسعود ابن ورام ، حيث ان المسعود الورام ، وابن ورام غير الشيخ ورام الزاهد صاحب (تنبيه الخاطر) كما نبه عليه شيخنا النوري.
ومن طرائف هذا الباب ما نقله صاحب «الرياض» عن رسالة فارسية لبعض الفضلاء كما عبر عنه من أن ابن عيسى الرماني المفسر سبط شيخ الطائفة الطوسي وانه قرأ على خاله الشيخ أبي علي ، وان له آثاراً منها «كشف الغمة» في فضائل الأئمة «ع» وهو غير «كشف الغمة» للأربلي وله غيره وانه كان ذا اطلاع تام على كلمات جده الشيخ الطوسي. الى غير ذلك.
أقول : الرماني هو الامام العالم الشيعي الكبير المفسر النحوي والفقيه المتكلم ابو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد اللَّه السر من‏ رائي البغدادي الواسطي المعروف بابن الرماني أو بابي الحسن الوراق ، والملقب بالاخشيدي صاحب التفسير الكبير الذي ذكرناه في «الذريعة» ج 4 ص 275 وقد لقب بالاخشيدي لتلمذه على ابن اخشيد ، وبالرماني نسبة الى قصر الرمان بواسط ، وقد ترجم له ابن النديم في «الفهرست» ص 94- 95 والحموي في «معجم الأدباء» ج 14 ص 73- 78 وذكره في «معجم البلدان» ج 14 ص 283 وترجمه الخطيب في «تأريخ بغداد» ج 12 ص 16- 17 والعسقلاني في «لسان الميزان» ج 4 ص 248 وذكرناه في كتابنا «نوابغ الرواة في رابعة المآت» ص 143 وذكره القمي في «الكنى والألقاب» ج2 ص251 الى غير ذلك مما لا يمكن استقصاؤه في هذه العجالة ، وقد صرح الجميع بانه ولد في سنة 296 هـ وتوفي سنة 384 هـ وعليه فوفاته قبل ولادة الشيخ الطوسي بسنة واحدة فكيف يكون سبطاً للشيخ؟ والأظرف أن الشيخ‏ نفسه قد استحسن تفسير الرماني هذا فقال في مقدمة كتابه «التبيان هذا» ما لفظه :
وأصلح من سلك في ذلك مسلكاً جميلًا مقتصداً محمد بن بحر أبو مسلم الاصفهاني وعلى بن عيسى الرماني فان كتابيهما أصلح ما صنف في هذا المعنى إلخ.
والخلاصة انه حصل لنا القطع بأن للشيخ ابنتين عالمتين فاضلتين من أهل الرواية والدراية لكن ما هو اسمهما ، ومن تزوج بهما ، ومتى توفيتا فهذا أمر لم نوفق لمعرفته حتى الآن ورغم مرور هذه الازمان.
كما حصل لنا اليقين بأن صهر الشيخ الطوسي على احدى بناته هو الشيخ السعيد أبو عبد اللَّه محمد بن احمد بن شهريار الخازن لمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، الذي كان فقيهاً صالحاً ، وهو الذي يروي عنه «الصحيفة السجادية» السيد بهاء الشرف ابو الحسن محمد بن الحسن بن احمد العلوي الحسيني في ربيع الاول سنة 516 هـ كما وقع في أول الصحيفة ، وهو من تلاميذ شيخ الطائفة الذين عاشوا الى هذا التأريخ ، وهو يروي عن أبي منصور العكبري المعدل الذي يروي عن أبي المفضل الشيباني المتوفى سنة 387 هـ ، وترجم له الشيخ منتجب الدين في «الفهرست» فقال :
فقيه صالح. كما نقله عنه الشيخ الحر ايضاً في «أمل الآمل» ، وذكره أيضاً السيد ابن طاوس في «مهج الدعوات» فقال : «... وحدث الشيخ السعيد الأمين أبو عبد اللَّه محمد بن احمد بن شهريار الخازن بالمشهد المقدس الغروي في شهر رمضان من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة».
ويروي عنه عماد الدين الطبري في «بشارة المصطفى» وهو يروي عن الشيخ الطوسي ، والشريف زيد بن ناصر العلوي ، والشريف محمد بن علي بن عبد الرحمن صاحب «التعازي» ، وابو يعلي حمزة بن محمد الدهان ، وجعفر بن محمد الدرويستي ، ومحمد بن احمد بن علان المعدل وغيرهم كما ذكره في «رياض العلماء».
وقد رزق الشيخ ابو عبد اللَّه محمد من زوجته كريمة شيخ الطائفة ولده الشيخ أبا طالب حمزة ، وكان فقيهاً صالحاً ايضاً يروي عن خاله الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي ، وحدث عنه ابن أخيه الشيخ الموفق ابو عبد اللّه احمد بن شهريار بن أبي‏ عبد اللَّه محمد بن احمد بن شهريار الخازن في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام في رجب سنة 554 هـ كما في الباب الثامن والثلاثين والمائة من كتاب «اليقين» لأبن طاوس ويروي عن الشيخ الموفق هذا الشيخ حسن بن علي الدربي الذي هو أستاذ المحقق الحلي ، والسيد علي بن طاوس كما في اجازة العلامة الحلي لبني زهرة الحلبي.
ترجم لحمزة صاحب «الرياض» ص 196 وصرح بانه سبط شيخ الطائفة وانه يروي عن خاله أبي على ، وترجم له في «أمل الآمل» في القسم الثاني ولم يذكر جده الأخير ، ولحمزة ولد عالم كامل هو الشيخ علي كتب بخطه في الحلة «اختيار الرجال» تأليف جده شيخ الطائفة في سنة 562 هـ وهي نسخة نفيسة جيدة كما أشرنا اليها في «الذريعة» ج 1 ص 366 هـ وكتب الشهيد الأول نسخته عن خطه ، وكتب الشيخ نجيب الدين علي بن محمد تلميذ صاحب «المعالم» نسخته عن خط الشهيد رأيت نسخة نجيب الدين في «مكتبة العلامة السيد حسن الصدر» في الكاظمية.
والذي يستفاد من بعض الامارات ويغلب على الظن أن أول من لقب بالخازن هو الجد الأعلى لهؤلاء أعني شهريار القمي الذي يوصف بالخازن غالباً وجرت الخازنية في عقبه الى بطون ، وهو قمي الأصل معروف بالديانة والتقوى ، وله ولدان أحدهما أبو نصر أحمد المذكور ، والثاني الحسن بن شهريار والد جعفر الذي ذكره العسقلاني في «لسان الميزان» ج 1 ص 305 ناقلًا لترجمته عن «تأريخ الري» لابن بابويه- ويعني به كتاب «الفهرست» للشيخ منتجب الدين- وكان شهريار جد هذه الأسرة معاصراً للسلطان عضد الدولة الديلمي الذي عمر المشهدين الشريفين الغري والحائر في سنة 369 هـ كما صرح به جمع من المؤرخين فقد روى ابن طاوس في «فرحة الغري» ص 58 من الطبعة الأولى عن يحيى بن عليان الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، أنه وجد بخط الشيخ أبي عبد اللّه محمد ابن السري المعروف بابن البرسي رحمه اللَّه المجاور بمشهد الغري سلام اللّه على صاحبه ، على ظهر كتاب بخطه قال : كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريفين الطاهرين الغروي والحائري في شهر جمادى الأولى في سنة احدى وسبعين وثلاثمائة ، وورد مشهد الحائر لمولانا الحسين صلوات اللّه عليه لبضع بقين من جمادي فزاره صلوات اللَّه عليه وتصدق واعطى الناس على اختلاف طبقاتهم ، وجعل في الصندوق دراهم ففرقت على العلويين فأصاب كل واحد منهم اثنان وثلاثون درهماً وكان عددهم ألفين ومأتي اسم ، ووهب العوام والمجاورين عشرة آلاف درهم ، وفرق على أهل المشهدين من الدقيق والتمر مائة ألف رطل ومن الثياب خمس مائة قطعة ، واعطى الناظر عليهم ألف درهم ، وخرج وتوجه الى الكوفة لخمس بقين من جمادى المؤرخ ودخلها وتوجه الى المشهد الغروي يوم الاثنين ثاني يوم وروده ، وزار الحرم الشريف وطرح في الصندوق دراهم فأصاب كل واحد منهم أحد وعشرين درهماً وكان عدد العلويين ألف وسبعمائة اسماً وفرق على المجاورين وغيرهم خمسمائة الف درهم ، وعلى المترددين خمسمائة الف درهم وعلى الناحة الف درهم ، وعلى الفقراء والفقهاء ثلاثة آلاف درهم ، وعلى المرتبين من الخازن والنواب على يد أبي الحسن العلوي ، وعلى يد أبي القاسم بن أبي عابد ، وأبي بكر بن سيار رحمه اللّه وصلى اللَّه على محمد النبي وآله الطاهرين.
وتجد ذكر ذلك ايضاً في «الكامل» لأبن الأثير ج 8 ص 334 وقد كانت هذه الزيارة بعد سنة التعمير المذكورة فقد قال ابن عنبة في «عمدة الطالب» ص 44 من طبعة لكنهو ما لفظه : «... الى ان كان زمن عضد الدولة فناخسرو ابن بويه الديلمي فعمره عمارة عظيمة ، واخرج على ذلك اموالًا جزيلة وعين له اوقافاً إلخ».
افترى ان مثل هذا السلطان العظيم والسياسي المحنك ، والداهية الدهماء والمفكر الكبير ، يوقف الأملاك الكثيرة ، ويحبس المنافع الواسعة ، ويصرف في سبيل التعمير والتشييد المبالغ الطائلة ، ويعين للفقهاء والعلماء الرواتب ويطلق الصلات للمحتاجين من مجاوري هذا المشهد ، كل ذلك بدون تعيين متول او وكيل او خازن او خادم للمشهد يقوم بلوازمه؟ كلا لا شك ان ذلك كله قد كان باشراف رجل مسؤول عن كل شي‏ء والغالب على الظن انه شهريار القمي جد هذه الاسرة الجليلة العريقة في العلم والتقى وخدمة المشهد وخزانته ، ويؤكد لنا ذلك تشرف عضد الدولة للزيارة بعد عامين من تشييد المرقد وبناء القبة ، وكان ذلك من دون شك لمشاهدة ما قام به من الأعمال وهل هو على وفق رغبته وكما ينبغي ام لا؟ هذا ما نذهب اليه واللّه العالم.
لقد طال بنا الكلام عن خلف الشيخ الطوسي ، وبعدنا عما كنا بصدده فلا يخفى ان عقب شيخ الطائفة لم ينقرض بل تحول بعضهم عن النجف الى اصفهان وبقي محافظاً على نسبه ومكانته العلمية ، فمن أحفاده المولى المفسر المحدث الشيخ محمد رضا بن عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي ساكن اصفهان صاحب التفسير الكبير المسمى ب «تفسير الأئمة لهداية الأمة» و«كشف الآيات» الذي فرغ منه في سنة 1067 هـ ، فان هذا الشيخ ينقل في أثناء تفسيره عن شيخ الطائفة بعض الأحاديث بما لفظه : «قال جدنا الأمجد العالم المتعلم بعلوم الصادقين الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي» والظاهر انه جده من طرف الأب والا لقيده بالأمي كما انه يقيد انتسابه لابن طاوس وابن إدريس بطرف الأم.
وأما نسبة هذا الشيخ الى النصير فلم يظهر لنا وجهها لأن المعروفين بنصير الدين في علمائنا كثيرون ، منهم : (1) الخواجة نصير الطوسي (2) نصير الدين أبو طالب عبد اللّه ابن حمزة بن الحسن الطوسي الشارحي المعروف بنصير الدين الطوسي والمذكور في (الفهرست) للشيخ منتجب الدين (3) الشيخ نصير الدين علي بن حمزة بن الحسن المذكور في (أمل الآمل) (4) الشيخ نصير الدين علي بن محمد بن علي الكاشاني الحلي من المائة الثامنة (5) الشيخ نصير الدين بن محمد الطبري المدفون بسبزوار من المائة التاسعة الى غيرهم مما لا يخطر ببالنا.
وهذا التفسير كبير يقال أنه في ثلاثين مجلداً رأيت مجلدين منها. أحدهما المجلد الأول وهو كبير ضخم وعلى ظهره تملك ابن مؤلفه كتب : انه ملكه بالإرث.
لكن لم يذكر تأريخه ، وتوقيعه : (عبد اللّه بن محمد رضا النصيري الطوسي). وقد ملك هذا المجلد السيد شبر بن محمد بن ثنوان الحويزي النجفي في سنة 1160- 1182 هـ كما يظهر من بعض خطوطه عليه في التأريخين ، وانتقل بعد ذلك الى العلامة الشيخ‏ أسد اللّه الدزفولي الكاظمي صاحب (المقابس) فوقفه وكتب صورة الوقف بخطه وقد رأيته في مكتبة المرحوم الشيخ محمد أمين آل الشيخ أسد اللَّه المذكور.
وثاني المجلدين اللذين رأيتهما- وهو ضخم كبير أيضاً- رأيته في النجف في مكتبة المرحوم الشيخ محمد جواد آل محي الدين ولا علم لي ببقية مجلداته ، غير ان صديقنا الجليل الحجة المرحوم الشيخ ابو المجد آغا رضا الاصفهاني صاحب (نقد فلسفة داروين) قد كتب لنا من أنه : كان خمسة عشر مجلداً من هذا الكتاب في (المكتبة القزوينية) باصفهان وقد أخذ اقبال الدولة ثلاث مجلدات منها أيام حكومته باصفهان ولم يردها ، والبقية موجودة فيها انتهى وقد ذكرنا هذا التفسير مفصلا في (الذريعة) ج 4 ص 236- 238.
ولصاحب هذا التفسير أخ جليل هو المولى محمد تقي بن عبد الحسين النصيري الطوسي الاصفهاني مؤلف (العقال في مكارم الخصال) فرغ من بعض مجلداته في اصفهان يوم الأحد 26 ربيع الثاني سنة 1080 هـ ، ووالدهما المولى عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي كان من العلماء أيضاً كما يظهر من خطه بتملك (نهج الحق) في الكلام للعلامة الحلي على نسخة كتبها محمد كاظم بن شكر اللَّه الدزماني في سنة 1025 هـ ، وتوقيعه : (عبد الحسين بن محمد زمان النصيري الطوسي).
ومن رجال هذا البيت المصنفين الشيخ المولى حسن بن محمد صالح النصيري الطوسي مؤلف (هداية المسترشدين) في الاستخارات في سنة 1132 هـ ومنهم المولى محمد ابراهيم بن زين العابدين النصيري الطوسي الذي كان حياً سنة 1097 هـ وفيها استكتب لنفسه (تلخيص الشافي) ، ومنهم ولده المولى محمد بن ابراهيم بن زين العابدين النصيري الطوسي الموجود بعض تملكاته ، وبالجملة : كل واحد من هؤلاء وصف نفسه بالنصيري الطوسي فقط من دون تعرض لوصف السيادة حسنية أو حسنية أو غيرهما ، أو أى لقب آخر ، ومن ذلك كله يظهر جلياً كون هذا المؤلف المفسر غير الأمير الكبير السيد محمد رضا الحسيني منشي الممالك الساكن باصفهان في زمن تأليف الشيخ الحر كما ترجمه كذلك في (أمل الآمل) وذكر له كتاب (كشف‏ الآيات) و(التفسير الكبير) العربي والفارسي في أكثر من ثلاثين مجلداً ، فلا وجه لما كتبه السيد شبر الحويزي بخطه على ظهر المجلد الأول من هذا التفسير في سنة 1160 هـ من استظهاره أن المؤلف له هو المترجم له في (الأمل) مع أن هذا المؤلف صرح في أول المجلد الأول منه بأنه يروي جميع تلك الأخبار التي أوردها في تفسيره عن شيخه السيد السند ... الى قوله بعد الاطراء : الأمير شرف الدين علي بن حجة اللَّه الحسني الشولستاني النجفي. الذي كان حياً الى سنة 1063 هـ وكان من مشايخ العلامة المولى محمد تقي المجلسي المتوفى سنة 1070 هـ قبل تأليف (الأمل) بسنين ، فالمؤلف معاصر له ولعله أيضاً لم يبق الى زمن تأليف (الأمل) وهو سنة 1097 هـ والحال ان منشئ الممالك كان حياً سنة تأليفه وكان ساكناً باصفهان.
و ظهر مما ذكرناه أيضاً تقدم هذا المفسر على السيد الأمير محمد رضا بن محمد مؤمن المدرس الامامي الخواتون‏آبادي مؤلف (جنات الخلود) باسم الشاه سلطان حسين الصفوي في سنة 1127 هـ وان كان له تفسير أيضاً.
هذا كل ما نعرفه عن أحفاد شيخ الطائفة ، والأسف ان سلسلة نسبهم اليه لم تكن محفوظة ولعل في مؤلفاتهم ومكتباتهم في اصفهان ما يتضمن ذلك واللَّه العالم.
ومن المستغرب ما ذكره بعض المعاصرين من أن للشيخ الطوسي أخا اسمه حمزة ، وقد نقل ذلك عن (تكملة أمل الآمل) للحجة السيد حسن الصدر رحمه اللَّه وقال أنه تأسف على حاله لكونه من المنسيين الذين لا ذكر لهم في الأصول الرجالية وذكر انه وقف عليه في اجازة ابن نما واستظهر منها ان له روايات ومصنفات.
أقول : ان اجازة الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة اللّه بن نما الحلي لم تصل إلينا صورتها التامة وانما وصلتنا منها بعض النبذ ، فقد ذكر الشيخ حسن صاحب (المعالم) في أجازته الكبيرة المطبوعة في آخر (البحار) ص 100 أنه كان يحتفظ بثلاث إجازات بخط الشيخ الشهيد محمد بن مكي قدس سره ، وهذه الإجازات كتبها أصحابها للشيخ كمال الدين حماد الواسطي ، وهي :
«1» اجازة السيد غياث الدين بن طاوس الحلي «2» اجازة نجيب الدين‏ يحيى ابن سعيد الحلي «3» اجازة نجم الدين جعفر الحلي الشهير بابن نما. ثم انه ذكر : انه ينقل المهم من مطالب الإجازات في أجازته المذكورة ، وليس فيما نقله من فوائد اجازة ابن نما ذكر ولا أثر لحمزة أخ الشيخ الطوسي كما قيل.

والمظنون ان الأمر اشتبه على الناقل فظن ان الشيخ الجليل الشهير بابن حمزة الطوسي المشهدي صاحب «الوسيلة الى نيل الفضيلة»- الشهير بأبي جعفر الثاني أو أبي جعفر المتأخر- فظن ان جده حمزة كان اخاً للشيخ الطوسي ، ولم يكن كذلك إذ لو كان لصرح به الشيخ منتجب الدين في ترجمته له حيث ذكره هكذا : الامام عماد الدين ابو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي إلخ ولم يشر الى شي‏ء من ذلك على خلاف عادته فيمن يعرف له قرابة من المترجمين.

ولا يخفى خطأ ذلك من ناحية ثانية فسيرة شيخ الطائفة معروفة لدى المؤرخين والباحثين منذ يوم خروجه من طوس حتى يوم وفاته في النجف ، ولم يغمض من ذلك شي‏ء أبداً ، ولم نعرف طوال هذا العمر أخاً للشيخ الطوسي ولم نسمع باسمه ، وليت شعري أ هاجر هذا الأخ مع أخيه الشيخ من طوس؟ أم لحقه بعد ذلك الى بغداد ؟
وهل كان اكبر من أخيه وأصغر أو غير ذلك مما لا وجه لاحتمال صحته بكل وجه ؟
ومع ذلك فالعالم هو اللَّه.

تنبيهات‏
(1)- قال العلامة الحلي في «الخلاصة» عند ذكر شيخ الطائفة ما لفظه :
... وكان يقول أولًا بالوعيد ثم رجع. وقال ذلك غيره من المترجمين للشيخ الطوسي رحمة اللَّه عليه.
أقول : القول بالوعيد هو اختيار عدم جواز عفو اللَّه عن الكبائر عقلًا من غير توبة كما عليه جماعة الوعيدية كأبي القاسم البلخي وغيره ، وهو مخالف لإجماع الامامية فقد اتفقوا على القول بدخول المؤمن الصالح الى الجنة وخلوده فيها ، وأما الذي خلط العمل الصالح بغيره فقد أجمع الامامية على أنه لا يجب تعذيبه بل قد يعفو اللَّه عنه أو يشفع النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» فيه‏ لقوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم : «ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
وقد يعاقبه اللَّه لكن عقاباً غير دائم لأنه يستحق الثواب.
قال الشيخ الصدوق في كتابه «الاعتقادات» ما لفظه :
«ان اعتقادنا في الوعد والوعيدان من واعده اللّه على عمل ثواباً فهو منجزه ، ومن واعده على عمل عقاباً فهو بالخيار إن عذبه فبعدله وان عفا عنه فبفضله وما ربك بظلام للعبيد. وقال اللَّه تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء : 48]. واللَّه أعلم».
وروى الكليني في «الكافي» عن الامام محمد الباقر عليه السلام‏ في تفسير قوله تعالى : { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } [التوبة : 102]. انه عليه السلام قال : أولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها.
وفي (تفسير العياشي) عن الباقر عليه السلام أيضاً قال : عسى من اللَّه واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين.
ونقله عنهما أيضاً الصافي في تفسيره‏ : ص 198 من طبعة طهران سنة 1311هـ .
الى غير ذلك مما ورد في هذا الباب في الكتاب والسنة أ فترى ان شيخ الطائفة مع عظيم مكانته في العلوم الاسلامية يغفل عن هذا أو يضرب به عرض الجدار ويقول بالوعيد أولا ثم يرجع ، حاشا وكلا وانما نسب ذلك اليه أعداؤه وأدخله في ترجمته أبناء العامة الذين ذهب معظمهم الى تلك الأقوال والآراء ، ولم يكن للشيخ في ذلك رأي ولا قول.
ويدل على عدم صحة ذلك قول السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى) في ترجمته للشيخ كما سيأتي أنه شافعي ، فهل يحتمل ذلك في حق هذا الحبر الكبير الذي هو امام الفرقة الاثني عشرية بعد أئمتهم المعصومين عليهم السلام؟ وهذه كتبه الجليلة الدالة على بلوغه أقصى درجات الاجتهاد ، ومن هذا يظهر لنا أن العلامة الحلي نقل ذلك فيه عن مثل هذا المؤلف.
(2)- الإجماع في نظر شيخ الطائفة ليس على المعنى الحقيقي المصطلح عند المتأخرين عنه ، بل الغالب أنه يتمسك بالإجماع في قبال آراء العامة للرد عليهم بما هو حجة عندهم حتى في الأصول مثل مسألة الامامة والخلافة ، ولذا تراه- قدس اللّه نفسه- يستدل بالإجماع في جملة من الفروع ثم يفتي هو في كتابه الآخر بما يخالف ذلك الإجماع ، وقد أحصى الشيخ السعيد زين الدين الشهيد تلك الإجماعات في رسالة مستقلة طبعت في آخر (الألفية) للشهيد الأول في سنة 1308 هـ وقد ذكر في أولها :
أن شيخ الطائفة ادعى الإجماع في جملة من المسائل مع أنه بعينه خالف حكم ما ادعى الإجماع فيه ، أفردناه للتنبيه على أن لا يعتبر الفقيه بدعوى الإجماع الخ. بدأ في بيان تلك المسائل بكتاب النكاح ثم الطلاق الى آخر كتاب الديات ، ومن هذا يظهر أنه لم يظفر بمخالفته للاجماعات في كتب العبادات.
(3)- إن لشيخ الطائفة فتاوى نادرة لم يرتضها المتأخرون عنه لقوة أدلة خلافها ، منها : مسألة ما لا يدركه الطرف من الدم. فقد قال : بأنه غير منجس.
وقال الشيخ صاحب (الجواهر) فيه : الأحوط بل الأقوى تنجيسه وفاقاً للمشهور بين الأصحاب ، ولم يحكَ عدم التنجيس الا عن الشيخ في (الاستبصار) و(المبسوط) الى قوله : ويظهر من صاحب (الذخيرة) موافقته ولا ريب في خطئه الخ.
ومنها : مسألة تصوير ذوات الأرواح وصنع المجسمات فانه وان لم ينقل عنه القول بالجواز في كتبه الفقهية لكنه صرح به في (تفسير التبيان) ولعله عدل بعد ذلك عنه كما يأتي النقل عن كتابه (النهاية) ، قال في (التبيان) الطبعة الأولى ج1 ص 85 س 12 في تفسير قوله تعالى : { اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } [البقرة : 51].
ما لفظه : اي اتخذتموه إلهاً لأن بنفس فعلهم لصورة العجل لا يكونون ظالمين لأن فعل ذلك ليس بمحظور وانما هو مكروه ، وما روي عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه لعن المصورين معناه من شبه اللَّه بخلقه أو اعتقد فيه أنه صورة فلذلك قدر الحذف في الآية كأنه قال اتخذتموه إلهاً وذلك انهم عبدوا العجل بعد موسى لما قال لهم السامري هذا إلهكم إلخ.
ثم ان أمين الإسلام الطبرسي صاحب (مجمع البيان) الذي حذا فيه حذو شيخ الطائفة في (التبيان) كما أسلفناه أورد كلام شيخ الطائفة في تفسير هذه الآية بعينه من دون نظر فيه أو تأمل ، ولكن المتأخرين عن هذين الإمامين لم يرتضوا ذلك وانما أفتوا بحرمة التصوير ولا سيما تصوير ذوات الأرواح ، وتشددوا في خصوص المجسمات ، قال الشيخ الكبير أستاذ كافة المتأخرين العلامة الشيخ المرتضى الأنصاري في (المكاسب المحرمة) ص 203 من طبعة طهران ما لفظه : المسألة الرابعة تصوير صور ذوات الأرواح حرام إذا كانت الصورة مجسمة بلا خلاف فتوى ونصاً ، وكذا مع عدم التجسيم وفاقاً لظاهر (النهاية) وصريح (السرائر) إلخ ومن هذا القول احتملنا عدول الشيخ عن رأيه السابق في تفسيره ، وأما الشيخ الطبرسي فلم يصلنا كتابه في الفقه حتى نعرف فتواه بالجواز جزماً ‏(21).
(4)- حكي عن صاحب (الرياض) : ان المؤرخ المسعودي صاحب (مروج الذهب) جد الشيخ الطوسي من طرف أمه. وهذا مستبعد أيضاً وعلى فرض وجود علاقة فليست بهذا القرب يعني ليس جده بلا واسطة فليل أمه من بناته فقد طاف المسعودي فارس وكرمان سنة 309 هـ فلعله تزوج في ايران وأعقب بها ، إما وفاته فهي بمصر عام 346 هـ ولزيادة الاطلاع على أحواله راجع (فوات الوفيات) لابن شاكر ج 2 ص 57 طبع عام 1283 هـ و(الفهرست) لابن النديم ص 219 طبع مصر و(تأريخ آداب اللغة العربية) لجرجي زيدان ج 2 ص 313 وغير ذلك.
مصادر ترجمته :
لقد بلغ شيخ الطائفة رحمة اللَّه عليه في عالم الشهرة درجة قصوى ، ومكانة لم يحظ بها إلا آحاد من العظماء والمؤسسين ، ولذا فلا يكاد يخلو من ذكره كتاب في الرجال أو مشيخة في الحديث أو اجازة في الرواية أو سلسلة من السلاسل المنتهية الى‏ أهل بيت العصمة عليهم السلام ، ولذلك فان مصادر ترجمته في غاية الكثرة ، وليس بامكاننا استقصاءها بأجمعها في هذه العجالة ، وانما نذكر من ذلك ما هو في متناول يدنا حال كتابة هذه الترجمة ، واننا لنعتقد بأن هناك أضعافه وان ما لا يخطر ببالنا ولا يحضرنا أكثر وأكثر ، لكن لا يسقط الميسور بالمعسور ، وما لا يدرك كله لا يترك كله ، واليك الموجود :
(1)- إتقان المقال في أحوال الرجال : للشيخ محمد طه نجف ، ص 121 طبع النجف سنة 1340هـ .
(2)- اجازة الشيخ عبد اللّه السماهيجي. من مخطوطات مكتبتنا الورقة 20 أ.
وهي بخطنا في كتابنا الكبير (إجازات الرواية والوراثة في القرون الأخيرة الثلاثة).
وعن هذه الاجازة نقل صاحب (اللؤلؤة) معبراً عنها باجازة بعض مشايخنا المعاصرين.
(3)- إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس. للعبد الفاني آغا بزرك الطهراني غفر اللَّه له ولوالديه مخطوط ص 72 وهو الجزء العاشر من موسوعتنا الثانية (طبقات أعلام الشيعة) ، وهو الذي استللنا منه هذه الترجمة وزدنا عليها جملة من الفوائد.
(4)- الأعلام : لخير الدين الزركلي. ج 3 ص 484 طبع مصر سنة 1347 هـ وقدسها فيه بقوله : وتوفي بالكوفة. وبقوله : المبسوط في الفقه 81 جزءاً. ولعل مراده ما يحويه من الكتب الفقهية ومع ذلك فلا يصح إذ هي نحو سبعين كتاباً.
(5)- أعيان الشيعة : للسيد محسن الأمين ج 1 ص 1 و12 و282 و303- 304 وغيرها طبع دمشق سنة 1353هـ .
(6)- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار. للشيخ محمد باقر المجلسي ذكر فيه شيخ الطائفة في مواضع عديدة ، ولا سيما في مجلد الإجازات الذي هو آخر أجزائه.
(7)- البداية والنهاية. لابن كثير ج 12 ص 97 طبع مصر سنة 1351 هـ .
(8)- تأريخ آداب اللغة العربية. لجرجي زيدان ج 3 ص 102 طبع مصر سنة 1911 م. وقدسها بقوله : المتوفى سنة 459.
(9)- تأريخ مصر. لبعض الأشعرية. ينقل عنه صاحب (الروضات) في ترجمته للشيخ.
(10)- تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام. للسيد حسن الصدر ص 313 و339 طبع بغداد سنة 1370هـ .
(11)- تحفة الأحباب في نوادر آثار الأصحاب. للشيخ عباس القمي ص 323- 325 طبع طهران سنة 1369هـ .
(12)- تحية الزائر وبلغة المجاور. للشيخ الميرزا حسين النوري ص 78 طبع طهران سنة 1327هـ .
(13)- تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال. للسيد الميرزا محمد ابن علي الحسيني الأسترآبادي ، مؤلف ثلاثة كتب في الرجال (1) الكبير (2) الوسيط وهو هذا (3) الصغير. وهذا الكتاب من مخطوطات مكتبتنا والترجمة في الورقة 141 أ.
(14)- تنقيح المقال في علم الرجال ‏‏(22). للشيخ عبد اللَّه المامقاني ج 3 ص 104 طبع النجف سنة 1352هـ .
(15)- توضيح المقال في علم الرجال. للمولى علي الكنى ، ص 62 طبع طهران سنة 1302هـ .
(16)- جامع الرواة : للمولى محمد بن علي الأردبيلي ج 2 ص 95 طبع طهران سنة 1374هـ .
(17)- الخلاصة المنظومة. للشيخ عبد الرحيم الاصفهاني ص 84 طبع طهران سنة 1343هـ .
(18)- خلاصة الأقوال في معرفة الرجال. للعلامة الحلي ج 1 ص 72 طبع طهران سنة 1310هـ .
(19)- الذريعة الى تصانيف الشيعة. للفاني آغا بزرك الطهراني عفا اللَّه عنه ج 1 ص 73 و365- 366 وج 2 ص 14- 16 و269- 270 و309- 311 و313- 314 و486 وج 3 ص 328- 331 وج 4 ص 266- 267 و423 و433 و504- 507 وج 5 ص 145 وج 7 ص 236 وج 10 ص 120 طبع النجف وطهران.
(20)- راهنماى دانشمندان. للسيد علي أكبر البرقعي ج 2 ص 118- 120 طبع طهران بدون تأريخ لكن الجزء الأول طبع سنة 1368هـ .
(21)- الرجال. لأبي العباس احمد بن علي النجاشي ص 287- 288 طبع بمبئي سنة 1317 هـ وهو معاصر للشيخ وأول من ترجم له بعد ترجمته لنفسه في كتابه (الفهرست).
(22)- الرجال. لابن داود من مخطوطات مكتبتنا تأريخ كتابته سنة 992 ص 51.
(23)- الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الامامية. للمير السيد محمد باقر الداماد ص 88 طبع طهران سنة 1311هـ .
(24)- روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات للسيد محمد باقر الخوانساري ص 580- 591 طبع طهران سنة 1306هـ .
(25)- الروضة البهية في الطرق الشفيعية. للسيد شفيع الجابلاقي ص 182- 190 طبع طهران سنة 1280هـ .
(26)- ريحانة الأدب في المشهورين بالكنية واللقب. للشيخ الميرزا محمد علي المدرس التبريزي ج 2 ص 399- 401 طبع طهران سنة 1367هـ .
(27)- رياض العلماء وحياض الفضلاء. للمولى عبد اللّه الافندي ، من مخطوطات مكتبتنا ، وكن ليس في نسختنا شي‏ء من حرف الميم.
(28)- سفينة بحار الأنوار ومدينة الحكم والآثار. للشيخ عباس القمي ، ج 2 ص 97 طبع النجف سنة 1355هـ .
(29)- سماء المقال في تحقيق علم الرجال. للشيخ الميرزا أبي الهدى الكلباسي ج 1 ص 32- 55 طبع قم سنة 1372هـ .
(30)- سير العلم في النجف. للسيد محمد حسن آل الطالقاني مخطوط عقد فيه فصلًا لترجمة شيخ الطائفة وولده الشيخ أبي علي الحسن ، وحفيده الشيخ أبي نصر محمد بن الحسن بن محمد واستقصى تلامذتهم وبعض أحوالهم ص 1- 14.
(31)- شعب المقال في أحوال الرجال. للميرزا أبي القاسم النراقي ص 94 طبع يزد سنة 1367هـ .
(32) الشيعة وفنون الإسلام. للسيد حسن الصدر ص 33 و57 طبع صيدا سنة 1331هـ .
(33)- طبقات الشافعية الكبرى. للسبكي ج 3 ص 51 طبع المطبعة الحسينية سنة 1324هـ .وقد اشتبه هناك فنمى شيخ الطائفة الى مذهب الشافعي وتبعه كذلك في (كشف الظنون) ج 1 ص 311 ، وهذه كتبه الاستدلالية وآراؤه المستنبطة تدل على انه من أكبر مجتهدي المسلمين فكيف يظن أنه مقلد.
(34)- عنوان الشرف في وشي النجف. للشيخ محمد السماوي ص 88 طبع النجف سنة 1360هـ .وفيه تأريخ لوفاة الشيخ فاتنا ذكره في محله ونذكره هنا. وفيه فائدة وهي ان قبر ولده الشيخ أبي علي معه كما احتملناه قال :

كشيخنا الطوسي من أصاتا             نعّيه أرخه حي ماتا
مرقده بداره مع نجله‏                   وداره معروفة كفضله‏
(35)- عيون الرجال. للسيد حسن الصدر ، ص 74 طبع لكنهو سنة 1331هـ .
التبيان في تفسير القرآن ، المقدمة ، ص : 69
(36)- الفوائد الرجالية. للسيد مهدي بحر العلوم ، مخطوط في مكتبة حسينية التسترية في النجف ومكتبة السيد جعفر آل بحر العلوم وغيرها. ولا نتخطر صفحة الترجمة.
(37)- الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذاهب الجعفرية. للشيخ عباس القمي ج 2 ص 470- 473 طبع طهران سنة 1367هـ .
(38)- الفهرست. لشيخ الطائفة نفسه ترجم لنفسه في حرف الميم ص 159- 161 طبع النجف سنة 1356هـ .
(39)- فهرست كتابخانه آستان قدس رضوي. في مواضع كثيرة عند ذكر أكثر تصانيفه منها : ج 4 ص 19 و55 و253 ولو لا ضعف الحال لاستقصيناها طبع خراسان سنة 1369هـ .
(40)- فهرست كتابخانه عالي مدرسة سپهسالار. لابن يوسف الشيرازي ص 66- 68 طبع طهران سنة 1365هـ .
(41)- فهرست كتابخانه مجلس لابن يوسف الشيرازي أيضاً ج 3 ص 69 طبع طهران سنة 1308هـ .
(42)- فهرست كتابخانه اهدائى آقاي سيد محمد مشكاة. لنجلنا الأكبر الميرزا علي نقي المنزوي ج 1 ص 201- 204 وج 2 ص 637- 640 طبع طهران سنة 1371هـ .
(43)- قصص العلماء. للميرزا محمد التنكابني ص 312 طبع طهران سنة 1304هـ .
(44)- الكامل في التأريخ. لابن الأثير ج 10 ص 24 طبع مصر سنة 1301هـ .
(45)- كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار. للسيد اعجاز حسين الكنتوري طبع بكلكته سنة 1320هـ .وقد ذكر فيه مؤلفات شيخ الطائفة كلًا في محله ، ولا تحضرنا النسخة لتعيين الصفحات.
 (46)- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. لكاتب چلبي ج 1 ص 311- 312 طبع اسلامبول سنة 1310هـ .وقد خلط في حديثه بين الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي كما أشرنا اليه في ص ق من هذه المقدمة.
(47)- الكنى والألقاب. للشيخ عباس القمي ج 2 ص 357 طبع صيدا سنة 1358.
(48)- لسان الميزان. لابن حجر العسقلاني ج 5 ص 135. طبع حيدرآباد الدكن سنة 1331هـ .
(49)- لؤلؤة البحرين في الاجازة لقرتى العين. للشيخ يوسف الدرازي البحراني ، ص 245- 252 طبع بمبئي بدون تأريخ.
(50)- مجالس المؤمنين. للقاضي الشهيد نور اللَّه المرعشي ص 200- 201 طبع تبريز.
(51) مجمع الرجال. للمولى عناية اللَّه القهپائي مخطوط الورقة 230 أ نسخة الأصل بخطه المؤلف سنة 1016هـ .في مكتبتنا.
(52)- مختلف الرجال. للسيد حسن الصدر مخطوط في مكتبته في الكاظمية ترجم للشيخ الطوسي في التنبيه العاشر من المقدمة.
(53)- مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل. للشيخ الميرزا حسين النوري ، ج 3 ص 505- 509 طبع طهران سنة 1321هـ .
(54) المستطرفات في الألقاب والكنى والنسب. للسيد حسين البروجردي ص 204 و210 طبع طهران سنة 1313هـ .
(55) المشيخة أو الاسناد المصفى الى آل بيت المصطفى. تأليف الفاني آغا بزرك الطهراني ص 71- 73 طبع النجف سنة 1356هـ .
(56)- مصادر الدراسة الأدبية. ليوسف أسعد داغر ج 1 ص 12 طبع صيدا سنة 1950 م.
(57)- مصفى المقال في مصنفي علم الرجال. للفاني آغا بزرك الطهراني غفر له ولأبويه مخطوط الورقة 65 ب.
(58)- معالم العلماء لابن شهرآشوب ص 102- 103 طبع طهران سنة 1353هـ .
(59)- معجم المطبوعات العربية والمعربة. ليوسف اليان سركيس عمود 1248 طبع مصر سنة 1346 هـ 1928 م.
(60)- مقابس الأنوار ونفائس الأسرار في أحكام النبي المختار وآله الأطهار. للشيخ أسد اللَّه الدزفولي. ص 4-6 طبع طهران سنة 1322هـ .
(61)- مقدمة الاستبصار. بقلم الشيخ محمد علي الأوردبادي طبع النجف سنة 1375هـ .
(62)- مقدمة التبيان. بقلم بعض الفضلاء ، طبع سنة 1360هـ .
(63)- مقدمة الخلاف. بقلم السيد آغا حسين البروجردي ، والشيخ ريحان اللَّه النخعي الكلبايكاني ، والشيخ عبد الحسين الفقيهي ، والشيخ مهدي التبريزي طبع طهران سنة 1370هـ .
(64)- مقدمة الفهرست. بقلم السيد محمد صادق آل بحر العلوم طبع النجف سنة 1356هـ .
(65) مقدمة ترجمة النهاية. بقلم السيد محمد باقر السبزواري طبع طهران سنة 1373هـ .‏(23)
رنا في (الذريعة) ج 4 ص 143- 144 اننا وقفنا على ترجمة فارسية للنهاية في مكتبة السيد نصر اللَّه الأخوي ، وقلنا : أنها نسخة عتيقة لبعض الأصحاب المقاربين لعصر الشيخ وأشرنا الى ذلك أيضاً في ص 35 من هذه المقدمة عند ذكر النهاية وقد طبعت هذه الترجمة منذ ثلاث سنوات ، وأهدت إلينا جامعة طهران نسخة منها لكن غفلنا عن ذكرها في محلها ، وقد نشرت عن غير نسخة التقوي بل عن نسخة (مكتبة الحاج حسين ملك التجار) وقدم لها في ترجمة حياة الشيخ مقدمة ضافية.
(66)- المنتظم في تأريخ الملوك والأمم. لابن الجوزي ج 8 ص 173 و179 طبع حيدر آباد 1357هـ .
(67)- منتهى المقال في أحوال الرجال. للشيخ أبي علي الحائري ص 270 طبع طهران سنة 1302هـ .
(68)- منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال. للسيد الميرزا محمد الأسترآبادي ص 292- 293 طبع طهران سنة 1304هـ .
(69)- موجز المقال في مقاصد علم الدراية والرجال. للشيخ عبد الرحيم الاصفهاني حفيد صاحب (الفصول) ص 2 طبع طهران سنة 1343هـ .
(70)- نخبة المقال في علم الرجال للسيد حسين البروجردي ص 88 طبع طهران سنة 1313هـ .
(71) نقد الرجال للسيد مصطفى التفريشي لا تحضرنا نسخته لتعين الصفحة منه ، وقد طبع في طهران عام 1318هـ .
(72) نقض الفضائح. للشيخ عبد الجليل القزويني الرازي ص 180 طبع طهران سنة 1371هـ .
(73)- نهاية الدراية. للسيد حسن الصدر ص 238- 249 طبع لكنهو سنة 1323هـ .
(74) هدية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب. ص 168 طبع النجف 1349هـ .
(75)- الوجيزة للشيخ محمد باقر المجلسي صاحب البحار ص 163 طبع طهران سنة 1312هـ .
(76)- الوجيزة. للشيخ بهاء الدين محمد العاملي ص 184 طبع طهران سنة 1311هـ .
(77)- وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة. للشيخ محمد الحر العاملي ج 3
(78) وصول الأخيار الى أصول الأخبار. للشيخ حسين العاملي والد الشيخ البهائي ص 71 طبع طهران سنة 1306هـ .
هذا ما أمكننا القيام به خدمة لشيخ الطائفة أجزل اللَّه أجره ، وكان ذلك من أحلى أمانينا وأعذبها حيث كنا نفكر في ذلك منذ زمن بعيد فقد كنا عقدنا النية على إصدار كتابين ندرس في الأول حياة كل من المحمدين الثلاثة المتقدمين (1) محمد ابن يعقوب الكليني صاحب (الكافي) (2) الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي صاحب (من لا يحضره الفقيه) (3) شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رحمهم اللَّه. وفي الثاني المحمدين الثلاثة المتأخرين (1) محمد بن مرتضى الشهير بالفيض صاحب (الوافي) (2) محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب (الوسائل) (3) محمد باقر بن محمد تقى المجلسي صاحب (البحار) ‏(24) أداء لحقهم واعترافاً بفضلهم ، غير أن تراكم الأشغال وكثرة العوارض حالا بيننا وبين هذه الأمنية.
على أننا كتبنا في أواخر ذي القعدة سنة 1374 هـ رسالة صغيرة قوامها إحدى عشرة صفحة في حال كتاب (الكافي) وهل يوجد فيه خبر ضعيف أولا ؟
ولمَ لمْ يعرضه على السفراء الأربعة ؟ الى غير ذلك ، وكان تأليفها جواباً عن سؤال وجهه إلينا الخطيب الشهير الشيخ عباس قلي التبريزي المعروف بالواعظ الچرندابي ، الا أنها كانت خاصة بالكتاب لا بحياة مؤلفه ، ولذلك بقينا بصدد انتهاز الفرصة للعودة الى ذلك وغيره مما ذكرناه لولا أن خلب رجاؤنا بعد النازلة التي حلت بنا في المحرم هذه السنة ، فقد حطمت الآمال ، وأوهنت العزائم ، وأماتت الهمم ، وذهبت ببقايا القوى ، ولم نزل رغم التحسّن الظاهري في حالة لا تدع راحة ولا تعرف الاستقامة وقد عاقتنا عن كثير من الأعمال ، وأخرتنا عن مهام الأشغال العلمية وغيرها.
__________________________
(1) كتبت هذه الأبيات على ثريا أهديت لمرقد شيخ الطائفة ولم يذكر ناظمها.
(2) فما ذكره في « الروضات» من روايته عن الشريف الرضي كما في ترجمة الشريف ص 573 من الطبعة الاولى من سبق القلم ، حيث كانت وفاة الشريف سنة 406 هـ بالإجماع ، ودخول الشيخ بغداد كان في 408 كما صرح به هو ايضاً في ص 581 ، والغريب نقل بعض لذلك عن« مستدرك الوسائل» لشيخنا الحجة النوري وهو خال من ذلك بل هو الذي نبه على هذا الاشتباه.
(3) ان هذا وأمثاله مما يكذب ما ينسبونه الى السيد المرتضى من البخل ، وانه دخل على الوزير المهلبي فقدم له عريضة يطلب فيها رفع ضريبة قدرها عشرون ديناراً فرضت على أرض له فلم يحفل - الوزير به واعرض عنه فلامه بعض الحضور على اهانته واحترام أخيه الرضي مع انه دونه في العلم والفضل فعلل ذلك بما مر. هذا كله مما خلقه المغرضون وأنت ترى ان انتقال الرياسة الدينية اليه في بغداد بذلك العصر يستلزم الكرم والجود الفائتين ، كما ان مما لا شك فيه انه كان يعول بجماعة من تلامذته- غير الشيخ الطوسي- أن لم يعل بالجميع ، ويبذل لهم ما كان يبذل له وقد ذكر الشيخ البهائي في« الكشكول» ما كان يجريه المرتضى للشيخ الطوسي وقال بعده : ولأبي البراج كل شهر ثمانية دنانير الخ. وقد تصدى لرد مثل هذه المختلفات ولدنا الدكتور عبد الرزاق محي الدين في كتابه« أدب السيد المرتضى» الذي قال به شهادة الدكتوراه في الأدب من القاهرة ، والذي عرضه علينا بعد عودته الى العراق فراقنا كثيراً وكتبنا عليه تقريظا.
(4) خطط الشام ج 6 ص 185.
(5) معجم البلدان ج 2 ص 342.
(6) التاريخ الكامل ج 10 ص 3.
(7) سابور معرب شاپور« شاه پور» كان من وزراء الشيعة للملك الشيعي بهاء الدولة ، وكان من اهل العلم والفضل والأدب ، وكانت دار علمه محط الشعراء والأدباء ، ذكره الثعالبي في« يتيمة الدهر» وعقد فصلا خاصاً للشعراء الذين مدحوه ، منهم أبو العلاء المعري فقد مدحه بقصيدة مشهورة وذكر فيها دار كتبه هذه بقوله :

وغنت لنا في دار سابور قينة            من الورق مطراب الاصائل مهباب‏

ترجم له ابن خلكان في « وفيات الأعيان» ج 1 ص 199- 200 فقال : كان من أكابر الوزراء وأماثل الرؤساء ، جمعت فيه الكفاية والدراية ، وكان بابه محط الشعراء الخ وهذه المكانة المادية- مضافاً الى ما للرجل في نفسه من الفضائل العلمية والكمالات الروحية- من الأسباب القوية لتحريضه على جمع الكتب العلمية ووقفها لأهل مذهبه ، ولا سيما النفيسة القليلة الوجود المصححة المعتبرة كما هي صفة جماعي الكتب حتى اليوم.
ولد بشيراز في سنة 336 هـ وتوفى في 416 هـ وتوفى مخدومه بهاء الدولة في 403 هـ عن 42 سنة. ودفن في النجف عند والده فناخسرو الملقب بعضد الدولة كما ذكره القاضي نور اللّه المرعشي في« مجالس المؤمنين» ص 379 رحمهم اللّه جمعياً.
(8) المنتظم ج 8 ص 173 و179.
(9) وقد يقال : الشيخان. ويراد به الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ، والشيخان في اصطلاح المتكلمين هما الجبائيان أبو علي محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 303 هـ ، وابنه أبو هاشم عبد السلام بن محمد المتوفي سنة 321 هـ وكلاهما من رؤساء المعتزلة ، ولهما مقالات على مذهب الاعتزال والكتب الكلامية مشحونة بمقالاتهما.
ويطلق الشيخ في كتب الحكمة والمنطق على أبي علي الحسين بن عبد اللّه بن سينا البخاري المتوفى سنة 428 هـ ويطلق الشيخ في كتب البلاغة على الشيخ أبي بكر عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 471 هـ ، وغير ذلك.
(10) طبع هذا الكتاب في طهران عام 1311 هـ طبعة سقيمة مملوءة بالأغلاط. وقد رأيت منه نسخاً صحيحة متقنة إحداها في (الخزانة الغروية) تأريخ كتابتها (766 هـ) وهي مقروة على المشايخ وعليها بلاغاتهم ، وفيها فوائد كثيرة ، والثانية في(مكتبة الحجة السيد حسن الصدر) وهي نفيسة أيضاً قرئت على مصنفها العلامة فكتب على ظهر القسم الأول منها اجازة ، وفي آخر القسم الثاني اجازة أخرى ايضاً كلتاهما في سنة 715 هـ وهما لواحد ، والثالثة كتبت عن نسخة بخط حفيد المؤلف أي أبي المظفر يحيى بن محمد بن الحسن الى غير ذلك ولمعرفة خصوصيات هذا الكتاب وزيادة الاطلاع عليه راجع كتابنا« الذريعة الى تصانيف الشيعة» ج 7 ص 214- 215.
(11) الأصل : عنوان يصدق على بعض كتب الحديث خاصة ، والأصول الاربعمائة هي : أربعمائة كتاب ألفت من جوابات الامام الصادق عليه السلام ، وقد تكلمنا عنها في غاية الوضوح والدقة في كتابنا(الذريعة الى تصانيف الشيعة) ج 1 ص 125- 135 فليراجعه طالب التفصيل.

(12) اشتبه الأمر على البحاثة المرحوم الحاج كاتب الجلبي في (كشف الظنون) ج 1 ص 312 وج 2 ص 385 فنسب (مجمع البيان) للشيخ الطوسي وقال : انه توفي سنة 561هـ .ثم قال : واختصر (الكشاف) وسماه (جوامع الجامع) وابتدأ بتأليفه في سنة 562 هـ وكأنه لم يميز بين الشيخ الطوسي المتوفى سنة 460 هـ والشيخ الطبرسي المتوفى سنة 548 هـ و(جوامع الجامع) هو للأخير ألفه بعد(مجمع البيان) وفرغ منه سنة 543 هـ كما فصلناه في(الذريعة) ج 5 ص 248- 249.
(13) ذكره البحاثة المفضال يوسف أسعد داغر في مصادر كتابه (مصادر الدراسة الأدبية) ج 1 ص 9 وذكر ان وفاة الشيخ في 465 هـ والصحيح 460 كما سيأتي وقال : انه في 283 ص والصحيح 383.
(14) كنا نظن انه نظام الدين الساوجي ، لكن المولى عبد اللّه الافندي صاحب(الرياض) قال : واحتمال كون نظام الدين هذا هو الساوجي تلميذ البهائي بعيد.
(15) هذه المكتبة تحتوي على أكثر من ألف مجلد كلها مخطوطة قديمة نادرة من مؤلفات أعلام القرون الأولى والوسطى ، ولها بين أهل العلم والأدب في ايران شهرة واسعة ، وقد رأيناها وضبطنا خصوصيات نوادرها ، وصاحبها الجليل من العلماء الأنذاذ ، وهو اليوم من أساتذة جامعة طهران على بزته الروحية وعمته الشريفة ، وهو من أصدقائنا ومن الآحاد الذين أجزناهم في الاجتهاد المطلق ورواية الحديث ، وقد أهدى هذه المكتبة العظيمة- التي خسر في سبيل جمعها ما ورثه من الاملاك- الى جامعة طهران ، فكان لذلك صدى ارتياح واستحسان. وقد اختارت الجامعة لتأليف فهرس لها فاضلين من أهل الفن والخبرة أحدهما ولدي الأرشد الأديب البحاثة الميرزا علي نقي المنزوي والثاني الفاضل البحاثة محمد تقي دانش پژوه وهما من خيرة تلامذة صاحب المكتبة السيد محمد المشكاة في-- كلية المعقول والمنقول وقد أخرج ولدي المحروس حتى الآن جزئين الأول خاص بالكتب المؤلفة في القرآن والدعاء طبع في سنة 1370 هـ فجاء في 275 صفحة ، والثاني خاص بكتب الأدب طبع عام 1372 هـ فجاء في 889 صفحة وقد صدره بتقريض جليل من أخينا في اللّه الحجة فقيد الإسلام ومفخرة الشيعة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه اللّه كتبه على الجزء الأول عند ما بعث نسخة منه الى مكتبته الموقوفة في النجف الأشرف وقد أخرج الفاضل الآخر بعد الجزء الثاني سلسلة وصلنا منها حتى كتابة هذه السطور 2072 صفحة ولها تتمة على ما يقال ، وهي في مختلف العلوم وفي فصول مختلفة.
(16) ان تواريخ وفيات أكثر مشايخ شيخ الطائفة مجهولة ، فمن لم نقف على تاريخ وفاته من أهل العراق نذكر له هذا التأريخ لأنه كان حياً فيه ، وذلك لأن ورود شيخ الطائفة الى العراق كان في سنة 408 هـ ، ولا شك انه استجازهم بعد وروده في تاريخ لا نعرفه ، ولذا فانا نثبت ما تيقناه راجين أن يوفق غيرنا لاكتشاف ما لم نوفق له.
(17) قال صاحب (الرياض) : المشهور ان أشناس بضم الهمزة ... لكن قد وجدت بخط بعض الأفاضل في الصحيفة المذكورة- الصحيفة السجادية التي يرويها هذا الشيخ- لفظ أشناس مضبوطاً بفتح الهمزة.
(18) الصحيح : أبي جعفر. كما مر عليك في أكثر من موضع.
(19) التأريخ خطأ كما سنبينه.
(20) قال شيخنا النوري في (المستدرك) في التعليق على هذا التأمل ما لفظه : وهو في محله فان وفاة المفيد سنة 413 هـ ولم أعثر على تأريخ وفاة أبي علي الا أنه يظهر من مواضع من (بشارة المصطفى) انه كان حياً في سنة 515 هـ فلو روى عنه لعد من المعمر بن الذين من رأيهم- أي المترجمين- الاشارة اليه.
أقول : هذا هو القول الفصل ، حيث يلزم من تصحيح روايته عن المفيد كونه يوم وفاة أستاذه ابن عشرين سنة على الأقل ، وعليه فيكون عمره في تأريخ سنة 515 هـ مائة واثنتان وعشرون سنة ، ولو كان كذلك لما فاتت مترجميه الاشارة الى ذلك.
(21) كتب لنا قبل مدة الدكتور بشر فارس عضو المجمع العلمي اللغوي في القاهرة يسألنا عن رأي علماء الشيعة في تصوير ذوات الأرواح فلم نزد على ما ذكرناه.
(22) ذكره الأستاذ البحاثة يوسف أسعد داغر في مآخذ كتابه(مصادر الدراسة الأدبية) ج 1 ص 12 وسماه (منتهى المقال). ولخص رأي مؤلفه بأن الثقات ممن ذكره(1328) والحسان(1445) والموثقون (641) والباقي أي 13268 ما بين ضعيف ومجهول ومهمل.
أقول : راجع ما ذكرناه في (الذريعة) ج 4 ص 466- 467 لتعرف رأي الشيخ المامقاني ومراده بالمجهول.|
(23) شيخ طوسى ، التبيان في تفسير القرآن - بيروت.
(24) هؤلاء الستة من أقطاب هذه الطائفة وعمدها وأركانها وحفظة آثارها ومآثرها ، ولهم على الشيعة الامامية فضل لا ينكر ومنة عظيمة ، وعلى كتبهم حتى يوم الناس هذا مدار العمل ، وتسمى مؤلفات المتقدمين بالكتب الأربعة ، ومؤلفات المتأخرين ، بالجوامع المتاخرة.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .