أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
2491
التاريخ: 21-12-2017
16927
التاريخ: 24-4-2017
2387
التاريخ: 21-4-2017
2261
|
نظراً لأهمية عمل المدرسة والمربي لا بد من القيام بخطوات نحو تفعيلهما وجعلهما هادفين، وتتركز تلك الخطوات على الأمور التالية :
1ـ المعلم والمربي :
قلنا ان للمعلم تأثيراً كبيراً على الطفل، وهو الذي يمكنه ان يجعل من المدرسة والصف مقراً لإصلاح الطفل وتربيته. ولا بد ان يكون المعلم و المربي نفسه فرداً معداً وذا تربية صالحة. أن يكون مدركاً لأهداف التربية وغاياتها، وأن يكون واعياً للطريق والاسلوب في العمل.
إننا نعتقد ان التمكن من الدرس والبرنامج لا يكفي لإعداد الطفل، بل إن شخصية الاستاذ وفكره وروحيته يجب أن تكون معدة أيضاً وحاضرة.
وهذا الأمر لقي تأييداً كاملاً من قبل علماء النفس.
يجب ان يمتلك المعلم الجرأة الكافية للقيام بتقييم نفسه والتعرف إليها، فيحدد بذلك نقاط ضعفه وقوته، ويعرف ما هي ثغراته ومشاكله، ومستوى سيطرته على نفسه، والى حد يمكنه من إدارة نفسه وغيره، وكيف يمكنه ان يزيد من قدرته تلك لصالح التلميذ ؟
فالمعلم الذي ينوي تأهيل الآخرين، عليه ان يقوم بتأهيل نفسه في مجال الأخلاق والمعلومات والتجارب، وأن يجهز نفسه في شتى المجالات.
فالحياة اليومية مصحوبة دوماً بالأخطاء والزلات، فإذا لم يقم يومياً بتقييم نفسه ومراقبتها وإصلاحها، فسيتخلف ويتراجع.
2ـ النظام والتربية :
إن النظام التربوي السابق كان نظاماً مغلوطاً، كان نظاماً يسوق الأفراد دون حق نحو :
- الترويج للتهتك والتحلل ليشغل الناس بما يخدرهم، ويعجزوا عن التفكير بجدية بالأمور الأساسية.
- سلب جانب التفكير الحر لدى الأفراد، لئلا يتمكنوا من التفكير بشؤونهم ومستقبلهم.
- شغل الأطفال بحفظ وحل المسائل المعقدة، لئلا يتمكنوا من متابعة القضايا الأساسية.
- واخيراً كان يتبع سياسة التزوير بظاهر خادع، وباطن يزرع اليأس، وإشغالهم بالحريات المتهتكة، والشهادات، والخبز والماء، لئلا يتمكنوا من إبداء اي مقاومة أو انتفاضة تجاه الملاحظات الأساسية.
من هنا لا بد من إعادة النظر في نظام التربية والتعليم، ليصبح طريق سعادة هذا الجيل مشرعاً امامهم، وتجري تغييرات أساسية في المحتوى والاسلوب والتعليم ويتم تحديد المبنى الإنساني للتربية على أساس الأهداف الجديدة.
3ـ إصلاح المحتوى :
يجب أن يخرج محتوى نظام التربية والتعليم من الحالة التخديرية، وأن يتعلم الطالب مسائل تبني لديه الشرف والإنسانية، وتوجهه نحو الأعمال المشرّفة والبرمجة والعيش الصحيح.
النصوص السابقة إن كانت قابلة للإصلاح يتم إصلاحها، والا يجب ان ترمى بعيداً، وأن تعد نصوص في النظام التعليمي ترسم حياة جديدة للأفراد، وتنظم حياتهم، وتؤمّن حاجة الفرد
والمجتمع، وتوجهه نحو الأهداف الإنسانية المطلوبة.
واخيراً لا بد ان يكون هناك تطابق بين المحتوى التربوي والحياة الاجتماعية، وأن تملأ الهوة العميقة القائمة بينهما، وهو ما لم يُفكّر به بشكل أساسي حتى الآن للأسف، حيث ما يزال الأطفال لا يجدون علاقة بين ما يقرؤونه في كتبهم الدراسية وبين ما يعيشونه في جوهم خارج الصف.
4ـ إصلاح الاسلوب :
من الإصلاحات الضرورية الأخرى في مجال المدرسة والاستاذ :
إصلاح الاسلوب التربوي. هذا الإصلاح يجب ان يكون في الجانب التعليمي وفي الجانب التربوي وفي الجانب التقييمي.
على المعلم والمدرسة ان يغيرا طريقتهما، وأن يغيرا اسلوب نقل المعلومات، لتنقل المعلومات الى الطفل وترد ذهنه بطريقة أسرع وأفضل وأجمل. وفي الجانب التربوي يجب ان تصبح سيرتهم وتصرفاتهم بطريقة تجعلهم أسوة وقدوة.
من ناحية أخرى يجب ان تكون المدرسة مكاناً يرى فيه الأطفال انهم يعيشون فيه حياتهم الفعلية بشكل كامل، ويصغون فيه للمستقبل، فإن الإهتمام بأحد هذين الزمانين دون الآخر يشكل خطراً محدقاً. يجب ان يتغير اسلوب تعامل المعلم والمدرسة مع التلميذ، وأن يأخذ منحى إنسانياً. فيجب ان يحصل الأطفال على الإطمئنان والثقة بأنه إذا بذل جهداً، وسار طبقاً للأسلوب المقترح من قبل المعلم فسينال التوفيق المطلوب، ولن يواجه التأنيب والانكسار والفشل.
يجب أن يعامل الطفل في المدرسة كفرد عزيز ومحترم، وأن يكون جل اهتمام المعلم موجه نحو بناء الطفل وإعداده. لذا يجب الامتناع عن إهانة الطفل وإهماله. لكن ذلك لا يعني إرضاء جميع رغبات الطفل واهوائه، بل الإهتمام بما يسعده وما فيه مصلحته.
5ـ التقييم :
إن اسلوب الامتحانات الحالي سيء تعليمياً ويحرف التلميذ عن الهدف، ولا بد من تغييره. فيجب ان يكون قياس مدى التقدم والفهم على أساس القياس مع السابق وليس مثالياً ولا بالقياس مع المستقبل المطلوب. وعلينا ان نرى مدى التغيير الطارئ على التلميذ قياساً بالأسبوع الماضي مثلاً.
يجب قياس المحصول الدراسي، وأن يكون هذا القياس على أساس موازين لا تولد في التلميذ العقد. فعندما يكون جهد المعلم سائراً في اتجاه غير مجد، أو تكون جدواه مصحوبة بعوارض سلبية؛ عندئذ ليس امامناً سوى تغيير الاسلوب وإصلاحه.
فمن الأمور التي لا بد ان يجري إصلاحها : أسئلة المعلم الصريحة للتلاميذ، سعيه للإيقاع بالتلاميذ، إبرازه لنقاط ضعفهم، دفع التلاميذ للإحساس بالحمق، تركيزه على الأسئلة المهمة التي تشكل انتقاماً منهم بدل ان تكون إرشاداً لهم، ملاحظة سلوك الطالب خلال العام الدراسي وإنقاص بعض العلامات ذلك مما يشكل ظلماً، وعشرات الأمور الأخرى.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|