المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Reinher of Paderborn
25-10-2015
vocoid (n.)
2023-12-05
The metallic structures of Period 3 Elements
30-3-2019
معنى «البدن»
21-10-2014
هبة اللّه بن سعيد الراوندي
21-8-2016
DIRECT EVIDENCE OF MOMENTUM: THE STERN GERLACH EXP ERIMENT
9-3-2016


آليات التنشئة الاجتماعية  
  
16948   11:48 صباحاً   التاريخ: 21-12-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص73-77
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 26325
التاريخ: 29-1-2018 2720
التاريخ: 2023-03-02 1292
التاريخ: 20-4-2017 2785

ـ الاسرة والعوامل التي تعوقها عن أداء دورها في تنشئة الطفل :

الأسرة هي الخلية الأولى أو الأساس الذي يقوم عليه كيان المجتمع. لأنها البيئة الطبيعية الأولى التي يولد فيها الطفل وينمو ويكبر حتى يدرك شؤون الحياة ويشق طريقه فيها والاسرة تشترك مع المدرسة والمجتمع في عملية التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل وهي الجماعة الأولى التي يتعامل معها ويعيش فيها السنوات الأولى من حياته (الخمس سنوات الأولى) قبل أن يلتحق بالمدرسة، هذه السنوات التي يؤكد علماء النفس والتربية أنها لها أكبر الاثر في تشكيل شخصية الطفل وطباعه، تشكيلاً يبقى معه مدى الحياة، وفي سائر نواحيه الجسمية، والعقلية، والوجدانية، والنفسية .

فمرحلة الطفولة المبكرة (الخمس سنوات الأولى) تعتبر اهم مرحلة في حياة الانسان اذ هي الاساس الذي يعتمد عليه نمو الطفل في جميع مناحي شخصيته في المراحل التالية وذلك لما تمتاز به هذه المرحلة من المرونة وقابلية الطفل بالتأثر بكل ما يحيط به والتشكل به ايضا .

ويرى علماء الاجتماع ان الاسرة هي اصلح بيئة للتربية وتكوين النشء وخصوصا في سنوات عمره الأولى.. ذلك ان الصلة بين الوالدين والابن تكون أمتن العلاقات التي يمكن أن توجد بين الأفراد أو الجماعات ومن هنا كانت نشأة الطفل بين والديه خير فرصة لنموه الجسمي والعقلي والخلقي والاجتماعي كما انها خير ضمان لتهذيب انفعالاته ووجدانه وخير واسطة للسمو بسلوكه العام(1) كما يضع علماء التربية والاخلاق بدورهم الاسرة والمنزل في المقام الأول حين يتحدثون عن بناء المجتمع ويدللون على اهميتها في صنع اخلاق النشء وتهذيبها وتوجيهها.

فالحياة الاسرية بما فيها من صلات وارتباطات وما تحويه من سلوكيات ومعاملات، وما تدين به من مثل ومعتقدات، تؤثر تأثيرا كبيرا في تكوين ميول الطفل ونزعاته، كما تؤثر في تكوين شخصيته ـ ومن هنا تنشأ الأخلاق الفاضلة أو الرديئة التي يتصف بها الافراد وبالتالي تنعكس على المجتمع لان المجتمع يتكون من مجموعة من الافراد.

ومن هنا فإن أول تدريب اجتماعي يتلقاه الطفل يكون من خلال الوالدين، وإن استثنينا بعض الاطفال الذين لم يخبروا مثل هذه الرعاية الوالدية أو أي نوع من الرعاية الاسرية حيث يحدث لهم التطبيع الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية من خلال مؤسسات اجتماعية اخرى.

ويكاد علماء النفس يجمعون على أن المكونات الاساسية للشخصية تتشكل ببلوغ الطفل الخامسة من عمره فيتعلم استجابات عقلية وبدنية وعاطفية الى جانب بعض المهارات الأولية وهكذا يتضح ان المتطلبات القبلية للحياة الاجتماعية التي سيواجهها الطفل تتحكم فيها الى حد ما الحياة الاسرية وان جزءا كبيرا من مستقبل الطفل ونوع الحياة وفرصها يتوقف على نوع الاسرة التي ينشأ فيها.

حيث يعتبر الوالدان ومن يحتك بهم الطفل في المحيط الاسري شيئا محببا بالنسبة له، لذا فهم الذين يساعدونه على انماء كوامنه، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى نجد ان انماء كوامن الطفل يعتمد بالقطع على وجود متغيرات اجتماعية مناسبة لإثارة تلك الكوامن وان كان من الصعوبة ان نحدد على وجه الدقة أياً من المثيرات اكثر ملائمة لإنماء تلك الكوامن اذ من الصعب عزلها

عن بقية المثيرات الاخرى التي يواجهها الطفل (2).

ومن المسلّم به ان الشعور بالانتماء العاطفي يعتبر شيئا جوهرياً، ومن ثم فان أنماط التفاعل التي تتم بالاتفاق والامان العاطفي شيء مطلوب وان كانت معظم الدراسات قد أوضحت انه بغض النظر عن المتطلبات الاساسية كالغذاء والماء والملبس والمأوى فإن الأطفال في حاجة الى العاطفة وفرص اللعب والتشجيع على الممارسات اللغوية واستثارة المحادثة والاتصالات الرمزية مع الوالدين ومع من هم في سنهم من الاطفال حتى تتم عملية التفاعل الرمزي واللفظي والاجتماعي للطفل في محيطه الاسري.

وذلك يعني أنه كلما اتسع مجال اختلاط الطفل بالآخرين من خلال الالتقاء بهم والمعيشة معهم، فإن ذلك يرسخ لديه الشعور نفسيا بانه محل عطف ومحبة ورعاية واحترام وهذا ما تعرض له فارمر(Farmer) حينما تكلم عن اهمية الاسرة كعامل اساسي في عملية التطبيع بقوله:

إن الاطفال ذوي النمو الأفضل هم على الأرجح أولئك الذين ينالون حبا ابويا متسقا الى جانب التدريب والتشجيع على ضبط النفس وان المعاملة غريبة الاطوار تسبب القلق وعدم الامان.

ومن هنا يتضح لنا ان الاسرة تلعب دورا هاما في عملية التنشئة الاجتماعية فالأم لاتزال صاحبة الدور الفعال اذ تقضي مع الطفل معظم وقتها كما انها النموذج الطبيعي الاكثر اهمية بالنسبة له وعلى هذا فعزل الطفل أو حرمانه من امه وخاصة في السنوات الخمس الأولى قد ينعكس اثره عليه سلبا وربما كان هذا هو السبب في منح الام دون الاب حق رعاية الطفل في حالات الطلاق كما ان اهمية الام في حياة الطفل هي التي دفعت علماء النفس على استمرار تأكيد اهمية العلاقة الطبيعية بين الام والطفل وذلك على الرغم مما قدمه علماء الانثروبولوجيا من امثلة حيث يرون ان النموذج الاكثر استقرارا لتربية الطفل هي الام الحقيقية وليست البديلة ان الاطفال الذين تربيهم امهاتهم في الظروف العائلية السوية ينمون نموا احسن عن اقرانهم الاطفال الذين ينمون في ظروف الايداع بالمؤسسات التي لا تقوم على العلاقات الاجتماعية الشخصية ان الحرمان الانفعالي الذي يعاني منه الطفل الذي يوضع في مؤسسة يعني نقص أو انعدام التبادل الانفعالي الموجب بين الطفل وشخص اخر يحتاج اليه ليرعى نموه ولأهمية الاسرة في عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي يؤكد (حامد عمار) على دور الأسرة بوصفها المعلم الأول: ليس المقصود بالمعلم الأول هنا ما شاع لدى المشتغلين بالفلسفة من اعتبار أرسطو المعلم الأول ولقد كان كذلك بالنسبة لأهل الحضارات الأوروبية ولكن معلمنا الأول ونحن نتحدث عن التنشئة الاجتماعية وبناء الانسان العربي انما هو الاسرة التي يولد فيها الطفل ويتولى والداه تنشئته ورعايته على مر السنين حتى يغدو رجلا أو امرأة وعندئذ يقوم هو أو هي بتكوين أسرة جديدة ولما كانت الأسرة هي البيئة أو المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تستقبل الطفل وتحرص على نموه فقد استحقت ان نطلق عليها مسمى المعلم الأول.

ـ البيئة الاسرية والتنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية :

فإذا اخذنا هذا الاتجاه من الدراسة في الاعتبار الى جانب حقيقة مهمة وهي ان التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة انما تكون في الأسرة فإن تناول البيئة الأسرية من ناحية تكوينها ومحتواها واثر ذلك على التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية يكون متسقاً مع كل ما ذكرناه.

فإذا كان الموقف هو تنظيم لمجموعة من المثيرات خارجة عن الكائن الحي وتؤثر فيه وترتبط كل منها بالمثيرات الاخرى بنوع من الارتباط واذا كان من الممكن دراسة الموقف من ناحية التكوين والحركة والمحتوى فإننا سندرس الأسرة على أساس هذين المفهومين فنتناولها من ناحية التكوين ومن ناحية الحركة ومن ناحية المحتوى واثر ذلك كله على عملية التنشئة الاجتماعية لهذا الطفل.

ودراسة المواقف الاسرية لها اهمية كبرى في عملية التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة بصفة عامة وفي عملية التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية بصفة خاصة وذلك لسببين رئيسيين هما:

1ـ الاهمية العظمى لهذه المواقف الاسرية في تحديد انماط السلوك لهذا الطفل.

2ـ وأهميتها الأولية في تحقيق اهداف البحث والتحليل العلمي.

فمن الناحية الأولى اصبح من المسلمات الاساسية في جميع العلوم الاجتماعية التي تعنى بدراسة السلوك الانساني التأكيد على اهمية المواقف الاسرية في تشكيل الشخصية الانسانية فالأسرة مجتمع متكامل بكل صفات المجتمع وهي المجتمع الأول الذي يولد فيه الطفل وينشأ فيه ويتعامل معه وهذا المجتمع هو اقوى المؤسسات الاجتماعية التي تحول الطبيعة الانسانية الاصلية الى شخصية اجتماعية متكيفة.

وتأكيد اهمية الاسرة في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل ليس معناه ان تشكيل الشخصية الانسانية للفرد الانساني يحدث في كليته وبصورة نهائية في السنوات الأولى من الحياة يقول برأون في كتابه: (علم النفس الاجتماعي) ان اهمية خبرات الطفولة الأولى في حد ذاتها قد اكدت كثيرا على ان الفرد الانساني- بدلا من أن يكون نتيجة هذه الخبرات وحدها - هو ايضا نتيجة خبرات المراهقة وخبرات البلوغ والشباب وما تحدثه هذه الخبرات من تأثير في خبرات الطفولة.

السبب الثاني بشأن اهمية الاسرة في تحقيق اهداف البحث العلمي والتحليل العلمي فالمواقف الاسرية بسيطة نسبيا وهي من الناحية العددية مثلا تتضمن عددا قليلا من الافراد خاصة في الاسرة المعاصرة والمواقف الاسرية كذلك لها طبيعة متكررة مستمرة فالأفراد الذين يستجيبون لمطالب الطفل لا يتغيرون كثيرا على الاقل لفترة مقبولة من الزمن فكثير من علاقات هؤلاء الافراد بعضهم ببعض وكذلك مميزاتهم تبقى مستقرة نسبيا وكذلك نجد ان العلاقات في المواقف الاسرية تكون عادة صريحة الى حد كبير خاصة شخصية وعاطفية. ومن هنا كانت هذه المواقف الاسرية وسيلة فريدة للتعبير الحر الصريح عن الشخصية الانسانية وهذا كله يساعد ويسهل عملية الدراسة العلمية للمواقف الأسرية.

______________

1ـ السيد عبد القادر شريف : الاصول الفلسفية والاجتماعية للتربية ، مرجع سابق ، ص151-152.

2ـ مصطفى عبد الواحد : الاسرة في الاسلام ، القاهرة ، مكتبة المتنبي ،1992، ص11-14.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.