أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
5057
التاريخ: 24-3-2016
3651
التاريخ: 24-3-2016
32632
التاريخ: 17-4-2017
2641
|
نتناول أولاً في هذ الموضوع مفهوم التصنيف ثم نبين اهم التصنيفات الموجوده على نطاق علم الأجرام .
أولاً : مفهوم التصنيف : -
التصنيف يعني وضع قوالب معينه يندرج تحتها المجرمون بحسب أوصافهم وحالتهم الصحية والنفسية والظروف الاجتماعيه والبيئة المحيطة بهم ، بحيث يعتمد عليه كأساس للمعاملة بعد وقوع الجريمة ليستوي في ذلك أن تتخذ هذه المعاملة صورة عقوبة أم تدبير احترازي منفردين أم مجتمعين(1) . ويعزى للمدرسة الإيطالية الوضعية الفضل في وضع أسس هذا الموضوع وإبرازه من منطلق عنايتها بالانسان المجرم بوصفه كائناً مفكراً منفعلاً نشطاً ينبغي ايضاً أن يلقى نصيبه من العناية في تفسير الظاهرة وفي مواجهتها معاً ، وإحلاله محل الواقعة الإجرامية بوصفها فكرة ساكنة(2) . والحاجة الى التصنيف ترجع الى التفاوت في مقدار الخطورة الإجرامية للمجرم ومدى استشراء الانحراف فيه مما يستلزم بدوره ضرورة الأخذ بقدر مماثل من التنوع في المعاملة العقابية يتناسب تماماً مع ذلك القدر من التفاوت في درجة خطورته ، ولقد تنوعت الأجتهادات الخاصة بتقسيم المجرمين ومحاولة تصنيفهم حسب زاوية النظر اليهم ، ووفقاً لاختيار عامل بذاته والنظر اليه باعتباره الأولى بالأهتمام عن غيره من العوامل، إلا أن تصنيف الجناة ينبغي أن يقوم على أسس علمية سليمة مع مراعاة للاعتبارات العلمية بحيث يمكن الاعتماد عليه بوصفه أساساً صالحاً لإخضاع كل صنف من الجناة للمعاملة التي تناسبه بحسب الظروف الفردية والبيئية معاً والهدف الخاص بكل تصنيف(3) . وينبغي الأشارة هنا الى الخلاف الذي ثار حول الرابطة التي يجب أن تتوافر بين تصنيفات علم الأجرام وتصنيفات علم العقاب(4) الذي انتهى الى أن هناك صله عميقة بين التصنيفين لأن هدفهما المشترك هو مقاومة السلوك الاجرامي عن طريق اصلح الطرق العلمية وبالتالي فأن التصنيف الذي يحقق الوصول الى التفسير الصحيح للجريمة عند وقوعها ينبغي أن يكون هو الاساس الصحيح الذي تستمد منه التصنيفات التي تهدف الى معاملة المحكوم عليهم بعد ثبوت ادانتهم بالفعل ، وهو ما ينتهي بنا الى ضرورة أن نهتدي الى تصنيف معقول يقوم على أسس علمية تحقق نجاح خطى التشريع وتقود السلطات التقديرية لكل من القضاء والسلطات القائمة على تنفيذ الأحكام الجزائية(5) .وقد تطورت عملية التصنيف بحيث اتسمت في مراحلها الأولى بالطابع الشخصي الذي يركز على خصائص شخصية المجرم ، ثم مرت بعد ذلك بمرحلة كان التركيز فيها على ابراز الخصائص البنائية والوظيفية للنمو الاجرامي نفسه ، والذي يحدد شخصية المجرم ، ثم تطــور التصنيف بعد ذلك بصورة تقربه من الفهم الاجتماعي لشخصية المجرم ، وما وراء سلوكه من دوافع كامنة بحيث أصبح يقوم على أساس من طبيعة الفعل من ناحية أخرى ، ورد فعل المجتمع تجاهه من ناحية ثالثة(6) . وهنا يجب أن يكون ماثلاً في الاذهان انه لا يمكن الزعم بأمكان التوصل الى نظم نهائية للتصنيف نظراً لان دراسة المجرمين علمياً كانت ولا تزال في حركة دائمه ومتطورة ، وهو ما يقطع بأن أي نظام للتصنيف لا يمكن أن يكون جامعاً مانعاً ، وإنما ينبغي النظر اليه على انه نظام مؤقت قابل للتعديل والتغيير في ظل حقيقة تؤكد امكانية وضع انظمة مختلفة للتصنيف تختلف بأختلاف الزاوية التي ينظر الى المجرم من خلالها أو الاغراض المتوخاة من هذا التصنيف(7) . هذا وقد شهد علم الأجرام فيضاً غزيراً من المحاولات العديدة المتنوعة لتصنيف المجرمين ، سوف نعرض للنماذج البارزه منها .
ثانياً : اهم تصنيفات المجرمين في الفقه :-
تعددت التصنيفات بتعدد الأساس الذي تعتمد عليه من عوامل وراثية أو بيئية أو نفسية ، وأول التصنيفات هو ذلك القائم على أساس من الوراثة أو توفر العوامل البيولوجية والذي يرجع الفضل فيه الى العالم الإيطالي (سيزاري لامبروزو) ، على أن هذا التصنيف لم يكن التصنيف الوحيد الموجود بالنسبة للمجرمين ، بل أن هناك العديد من التصنيفات وضعها العلماء للمجرمين والتي سنتناول أهمها فيما يأتي :-
كما أسلفنا فأن هذا التصنيف هو الأهم من بين التصنيفات التي وضعت للمجرمين ، وذلك باعتباره أول من استخدم المنهج التجريبي في دراسة شخصية المجرم ، بقصد اكتشاف العوامل التي دفعته الى الأجرام ، وقد اعتمد في تصنيفه ، على الفارق في درجة الأجرام بين كل صنف وآخر من الاصناف الخمسة التي تضمنها تصنيفه ، وذلك على أساس تفاوت النماذج العضوية والنفسية بمقدار ما هو مستجد من المؤثرات الخارجية(8) . وقد قسم (لومبروزو) المجرمين الى خمسة أقسام هي :-
هـ) المجرم بالعاطفة : يتميز بازدياد درجة حساسيته وحدة تأثره بالانفعالات والعواطف ، مما يجعله يستجيب لها بشكل مبالغ فيه فيرجع سلوكه الاجرامي الى أسباب عاطفية ، كالحماس والغيره والدفاع عن الشرف ، واغلب جرائمه اعتداء على الاشخاص أو جرائم سياسية .
ذهب ( كاروفالو ) في تصنيفه الى الربط ما بين السلوك الاجرامي والصفات النفسية والعقوبة ، كما اهتم بفكرة الشذوذ النفسي أو الخلقي ، وفي الوقت نفسه لم ينكر اثر العوامل الاجتماعية في الأجرام .هذا وقد قسم (كاروفالو ) المجرمين الى اربع طوائف هي : القاتل والمجرم بالعنف واللص والمجرم الشهواني(12) .
يعد العالم ( بينيتو دي توليو ) من أبرز الجنائيين الايطاليين الذين حاولوا التعمق في فهم شخصية الجاني على أساس أن هذه الشخصية هي المصدر الأول للسلوك الاجرامي ، حيث أن الجريمة لديه تمثل في جوهرها سلوكاً فردياً واجتماعياً وبيولوجياً في وقت واحد ، لذلك أن الانسان السليم العقل والنفس والجسد بمقدوره أن يهذب ميوله ويتحاشى مغريات الجريمة ، وان يكبح جماح نزوات الانانية لديه(13) . ويعد تصنيف (دي توليو) من ابرز التصنيفات في علم الأجرام المعاصر ، وهو يقوم بصفة أساسية على وجود ثلاث طوائف من المجرمين هي(14) :-
المجرم العرضي ، والمجرم بالتكوين ، والمجرم المجنون . وان كانت الطائفة الأولى هي مثار اهتمامه لتغلب دور الظروف البيئية والاجتماعية لديها .
قسم العالم الفرنسي (بيناتيل) المجرمين الى فئتين هما(15) :-
الفئة الأولى : تضم نماذج محددة لا ربعة انواع من المجرمين هم : -
أما الفئة الثانية : فتضم نماذج غير محددة لصنفين من المجرمين هما : -
1- المجرمون المحترفون
2- والمجرمون العرضيون
_________________
1- د- رمضان السيد الألفي، نظرية الخطورة الإجرامية، رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة، 1966، ص 176 .
2- د- رؤوف عبيد، أصول علمي الأجرام والعقاب، الطبعة السادسة، دار الفكر العربي، 1958، ص 530 .
3- احمد ضياء الدين محمد خليل ، الظاهرة الإجرامية بين الفهم والتحليل ، القاهره ، مطابع التويجي التجارية 1993 ، ص 259 .
4- د- رمضان السيد الألفي ، المرجع السابق ، ص 177 .
5- د- رؤوف عبيد ، المرجع السابق ، ص 513 وما بعدها .
6- د- أحمد ضياء الدين محمد خليل، الظاهرة الإجرامية بين الفهم والتحليل، القاهرة، مطابع التويجي التجارية، 1993، ص 260 - 261 .
7- د- رمضان السيد الألفي ، المرجع السابق ، ص 178 .
8- راجع في ذلك : د- احمد ضياء الدين محمد خليل ، المرجع السابق ، ص 266 .
وكذلك د- رؤوف عبيد ، المرجع السابق ، ص 534 .
9- د- رمضان السيد الألفي ، المرجع السابق ، ص 179 .
10- د- جلال ثروت ، و د- محمد زكي ابو عامر ، المرجع السابق ، ص 113 .
11- د- رمضان السيد الألفي ، المرجع السابق ، ص 180 .
12- د- يسر أنور علي وآمال عبد الرحيم عثمان ، علم الأجرام وعلم العقاب 1970 ، ص 20 .
13- د- رؤوف عبيد ، المرجع السابق ، ص 313 - 314 .
14- د- رمضان السيد الألفي ، المرجع السابق ، ص 182 .
15- انظر كل من : د- يسر أنور على و د- آمال عبد الرحيم عثمان ، المرجع السابق ، ص 283 وما بعدها .
وكذلك د- رمضان السيد الألفي ، المرجع السابق ، ص 183 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|