أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-11-2018
1053
التاريخ: 29-3-2017
1126
التاريخ: 3-07-2015
1242
التاريخ: 3-07-2015
3543
|
قال الشيخ المفيد : صفات اللّه تعالى على ضربين :
أحدهما : منسوب إلى الذّات ، فيقال : صفات الذّات.
وثانيهما : منسوب إلى الأفعال ، فيقال : صفات الأفعال ، والمعنى في قولنا صفات الذّات : أنّ الذّات مستحقّة لمعناها استحقاقا لازما لا لمعنى سواها ، ومعنى صفات الأفعال : هو أنّها تجب بوجود الفعل ولا تجب قبل وجوده ، فصفات الذّات للّه تعالى هي الوصف له بأنّه حيّ ، قادر ، عالم ألا ترى أنّه لم يزل مستحقّا لهذه الصفات ولا يزال ، ووصفنا له تعالى بصفات الأفعال كقولنا خالق ، رازق ، محيي ، مميت ، مبدئ ، معيد ، ألا ترى أنّه قبل خلقه الخلق لا يصحّ وصفه بأنّه خالق وقبل إحيائه الأموات لا يقال إنّه محيي.
وكذلك القول فيما عدّدناه ، والفرق بين صفات الأفعال وصفات الذّات : أنّ صفات الذّات لا يصحّ لصاحبها الوصف بأضدادها ولا خلوّه منها ، وأوصاف الأفعال يصحّ الوصف لمستحقّها بأضدادها وخروجه عنها ، ألا ترى أنّه لا يصحّ وصف اللّه تعالى بأنّه يموت ، ولا بأنّه يعجز ، ولا بأنّه يجهل ولا يصحّ الوصف له بالخروج عن كونه حيّا عالما قادرا ، ويصحّ الوصف بأنّه غير خالق اليوم ، ولا رازق لزيد ، ولا محيي لميّت بعينه ، ولا مبدئ لشيء في هذه الحال ، ولا معيد له.
ويصحّ الوصف له جلّ وعز بأنّه يرزق ويمنع ويحيي ويميت ويبدئ ويعيد ويوجد ويعدم ، فثبتت العبرة في أوصاف الذّات وأوصاف الأفعال ، والفرق بينهما ما ذكرناه (1) .
من هنا يتّضح أن الصفات الحقيقية للّه تعالى التي هي عين الذات إنّما هي من النوع الأوّل ، وأما النوع الثاني ، والذي يستلزم تحققه لشيء آخر ، فلا يمكن أن تعتبر صفة لذاته أو عين ذاته تعالى ، فهي من صفات الأفعال.
فالصفات التي يتصف بها تعالى عن تحقق الخلقة ، مثل : الخالقية ، الربانية ، المحيي ، والمميت ، والرازق ، وأمثالها ، لم تكن عين ذاته ، بل زائدة على الذات وصفات للفعل.
والمقصود من صفات الفعل هو أن تتخذ معنى الصفة من الفعل لا من الذات ، مثل الخالقية ، أي يتصف بهذه الصفة بعد تحقق الخلقة للمخلوقات ، فهو قائم منذ قيامها ، أي موجود منذ وجودها ، ولا علاقة لها بذاته تعالى ، كي تتغير من حال إلى حال عند تحقق الصفة.
وتعتبر الشيعة صفتي الإرادة والكلام ، والذي يفهم من معنى اللفظ (الإرادة بمعنى الطلب ، والكلام بمعنى الكشف اللفظي عن المعنى) من صفات الفعل (2).
_______________
(1) تصحيح الاعتقادات الامامية / الشيخ المفيد : 41.
(2) انظر : الشيخ الطوسي / الاقتصاد في ما يتعلق بالاعتقاد : 64 ـ 65.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|