المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أمير المؤمنين (عليه السلام) يدفن سرا
18-01-2015
البروتينات المثيرة للأمراض النباتية Phytopathogenic Elicitor Proteins
18-8-2019
زكاة الغلات
2023-09-10
آداب السير / التمهّل في السير.
2023-04-03
مراحل تربية ديدان الحرير
28-11-2015
byname (n.)
2023-06-21


[الثورة ضد ظلم عثمان]  
  
3720   10:04 صباحاً   التاريخ: 20-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص380-381.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كانت الثورة نتيجة للنضج الاجتماعي وإصلاحية إلى حدّ كبير كما يقول العلائلي فقد شاع التذمّر وعم السخط وأخذت المجالس والأندية تتحدّث عن مظالم عثمان واستبداده بشؤون المسلمين وتنكيله بخيار المسلمين وقد اجتمع أهل الحلّ والعقد فراسلوا جميع الأمصار يستنجدون بهم ويطالبونهم بإرسال الجيوش للقيام بقلب الحكم القائم وهذا نص مذكّرتهم لأهل مصر : من المهاجرين الأوّلين وبقية الشورى إلى مَن بمصر من الصحابة والتابعين ؛ أمّا بعد أن تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل أن يسلبها أهلها فإن كتاب الله قد بدّل وسنّة رسوله قد غيّرت وأحكام الخليفتين قد بدّلت فننشد الله مَن قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول الله والتابعين بإحسان إلاّ أقبل إلينا وأقيموا الحقّ على المنهاج الواضح الذي فارقتم عليه نبيّكم وفارقكم عليه الخلفاء غلبنا على حقّنا واستولى على فيئنا وحيل بيننا وبين أمرنا وكانت الخلافة بعد نبينا خلافة نبوة ورحمة وهي اليوم ملك عضوض مَن غلب على شيء أكله .

حفلت هذه المذكرة بذكر الأحداث الخطيرة التي ارتكبتها حكومة عثمان وهي :

1 ـ تبديل كتاب الله وإلغاء أحكامه ونبذ نصوصه.

2 ـ تغيير سنّة النبي (صلّى الله عليه وآله) وإهمال تشريعاته الاقتصادية والاجتماعية.

3 ـ تبديل أحكام الخليفتين.

4 ـ استئثار السلطة بالفيء وإنفاقها على رغباتها ومصالحها الخاصة.

5 ـ صرف الخلافة الإسلاميّة عن مفاهيمها الخيّرة إلى ملك عضوض لا يعني بأهداف الاُمّة.

وتحفّز الأخيار والمصلحون إلى إرسال الوفود إلى يثرب للاطلاع على أوضاع الخليفة والتعرّف على شؤونه.

وأرسلت الجبهة المعارضة مذكّرة اُخرى للمرابطين في الثغور من الصحابة يطالبونهم بالقدوم إلى يثرب للإطاحة بالحكم القائم وهذا نصّها : إنكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ تطلبون دين محمد (صلّى الله عليه وآله) فإنّ دين محمد قد أفسده خليفتكم فأقيموه .

وألهبت هذه المذكرة القلوب وتركت النفوس تغلي كالمرجل غيظاً وغضباً على عثمان.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.