المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



فضل الحائر الحسيني  
  
2568   05:46 مساءً   التاريخ: 12-6-2019
المؤلف : السيد تحسين آل شبيب .
الكتاب أو المصدر : مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص78-82.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019 3041
التاريخ: 7/9/2022 2496
التاريخ: 3-04-2015 5090
التاريخ: 6-4-2016 4749

بعد أن تطرقنا إلى فضل كربلاء بشكل عام، وبينا ما لها من الفضل والتشريف على بقاع الدنيا، فلا بد أن يكون للموضع الذي حوى الجسد الطاهر للحسين السبط (عليه السلام) من حرمة وتشريف على أرض كربلاء بشكل عام.

إذا كانت كربلاء قد كرمت على بقاع العالم، فالحائر الذي ضم جدث الحسين قد فاق بالشرف والقدسية على كربلاء، التي شرفها الله سبحانه وتعالى على بقاع الأرض قاطبة.

لقد جاءت هذه المنزلة التي خصها الله تعالى لموضع قبر الحسين (عليه السلام) (الحائر) على لسان الإمام الصادق (عليه السلام) كما جاء في رواية ابن قولويه، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " موضع الحسين (عليه السلام) منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة، وفي رواية قال: موضع قبر الحسين (عليه السلام) ترعة من ترع الجنة ".

وعنه (عليه السلام) قال: " إن لموضع قبر الحسين (عليه السلام) حرمة معلومة من عرفها واستجار بها أجير، ثم قال وقبره منذ يوم دخل روضة من رياض الجنة، ومنها يعرج فيه بأعمال زواره (عليه السلام) إلى السماء، وليس ملك ولا نبي في السماوات إلا ويسألون الله أن يأذن لهم لزيارة الحسين (عليه السلام) ففوج ينزل وفوج يعرج ".

نستلخص من الروايات المذكورة فضل موضع قبر الحسين (عليه السلام) الذي أطلق على هذا الموضع بالحائر، وقد حدد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) موضع الحائر وحث شيعته على زيارته منذ انقراض دولة بني أمية، وزوال الخوف الذي كان يراود الشيعة في زمن دولتهم، وقبل أن ينحرف بنو العباس عن نهج الثورة التي بواسطتها أسقط النظام الأموي عام ١٣٢ ه‍ وفي أثناء تلك الفترة أزداد التشيع بشكل ملحوظ، وأخذت الشيعة تتطلع إلى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) بعدما أدى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) دورا فعالا في توجيههم نحو القيم والمثل العليا التي يتحلون بها، ومنها الادمان على زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وكان للإمام الصادق (عليه السلام) دور بارز في هذا المجال، وقد قام بتحديد أبعاد الحائر الحسيني كما جاء في رواية ابن قولويه، عنه (عليه السلام) قال: " قبر الحسين (عليه السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة ".

إذن حدد الإمام أبعاد الحائر المقدس في أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني من الهجرة، وبناء على ذلك فإن تحديد الحائر يرجع إلى عهد أول بناء وضع حول المشهد المقدس كما جاء في تحديد محمد بن أحمد بن إدريس الحلي للحائر، فقال: " المراد من الحائر ما دار سور المشهد والمسجد عليه، لأن ذلك هو الحائر حقيقة، لأن الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن الذي يحار فيه أما الحرم فهو أوسع من الحائر بكثير كما جاء في رواية عن الصادق (عليه السلام) قال: " حريم قبر الحسين (عليه السلام) خمس فراسخ من جانب القبر ".

وفي رواية أخرى قال (عليه السلام): " حرمة قبر الحسين فرسخ في فرسخ في أربعة جوانب القبر ". من هنا جاء التمييز بين الحائر والحرم، وربما جاءت مساحة الحرم التي حددها الإمام الصادق (عليه السلام) بخمس فراسخ من جوانب القبر أو في فرسخ من جهاته الأربعة، ضمن الأراضي التي ابتاعها الحسين (عليه السلام) أثناء نزوله بكربلاء بقيمة ستين ألف درهم من أصحابها سكان الغاضرية ونينوى، وكانت مساحتها أربعة أميال في أربعة أميال وتصدق عليهم، وشرط أن يرشدوا إلى قبره وأن يضيفوا من زواره ثلاثة أيام، وقد أكد الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الرواية حيث قال: " حرم الحسين (عليه السلام) الذي اشترى أربعة أميال في أربعة أميال فهو حلال لولده ومواليه، حرام على غيرهم ممن خالفهم، وفيه البركة ".

أما الحائر فقد وردت فيه روايات مرفوعة إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، بأن له حرمة وفضلا عند الله سبحانه وتعالى، ففي رواية إسماعيل بن جابر، مرفوعة إلى الإمام الصادق (عليه السلام) قال: " تتم الصلاة في أربعة مواضع: في المسجد الحرام، وفي مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي مسجد الكوفة، وفي حائر الحسين (عليه السلام) ".

وروى أبو زياد القندي، قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): " أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي، تتم الصلاة في الحرمين، وبالكوفة، وعند حرم الحسين ".

وروي أبو حذيفة بن منصور قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " تتم الصلاة في المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين "، وفي خبر آخر وفي حرم الله وحرم رسوله، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين.

لقد حاز الحائر الحسيني هذه الفضيلة العظيمة بإتمام الصلاة فيه كما تتم الصلاة في الحرمين، ومسجد الكوفة، لكن الإمام الصادق (عليه السلام) في روايته السالفة تجاوز الحائر حتى شمل الحرم جميعه بإتمام الصلاة فيه، وهذا دليل على أن الحرم الحسيني هو مستقر لعامة المسلمين، كما أصبح الحرمين مستقرا لهم، ومن هذه الحالة تتم الصلاة فيهما.

وكان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يعلمون ما للحائر الحسيني من فضل عظيم وهو بقعة مطهرة، فكانوا (عليهم السلام) عند ضنك الحياة يلجأون إلى الحائر الحسيني بالدعاء والتوسل إلى الله تعالى، فلعمري إذا كان موضع قبر الحسين روضة من رياض الجنة، وتتم الصلاة فيه فإنه حري على الله وهو يحب أن يدعى فيه والدعاء فيه مقبول، ويضاعف فيه الأجر والثواب.

ففي رواية ابن قولويه، عن أبي هاشم الجعفري قال: " بعث إلي أبو الحسن (عليه السلام) في مرضه، وإلى محمد بن حمزة، فسبقني إليه محمد بن حمزة، وأخبرني أنه ما زال يقول: ابعثوا إلى الحائر [ابعثوا إلى الحائر]، فقلت لمحمد: ألا قلت: أنا أذهب إلى الحائر؟! ثم دخلت عليه فقلت: جعلت فداك أنا ذاهب إلى الحائر؟ فقال: انظروا في ذلك، ثم قال: إن محمدا ليس له سر من زيد بن علي، وأنا أكره أن يسمع ذلك قال: فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر!

فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي: اجلس (أردت القيام)، فلما رأيته أنس بي وذكرت قول علي بن بلال، فقال لي: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر، وحرمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله أن يقف بعرفة، وإنما هي مواطن يذكر فيها، فأنا أحب أن يدعى لي حيث يحب الله أن يدعى فيها، والحائر من تلك المواضع ".

وفي رواية أخرى عن أبي هاشم الجعفري قال: " دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليه (أي الحسن العسكري) نعوده وهو عليل، فقال: لنا وجهوا قوما إلى الحائر من مالي، فلما خرجنا من عنده، قال لي محمد بن حمزة: أنسير بوجهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر. قال: فعدت إليه فأخبرته، فقال لي: ليس هو هكذا (إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها، وحائر الحسين من تلك المواضع) ".

وعنه أيضا قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) وهو محموم عليل فقال لي: يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا يدعو الله لي، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي، وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج، فقال: السمع والطاعة، ولكني أقول: إنه أفضل من الحائر، إذ كان بمنزلة من في الحائر، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعاءنا له بالحائر.. فأعلمته (عليه السلام) بما قال، فقال لي: قل له: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وإن لله بقاعا يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها.

نستلخص من هذه الرواية وإن تعددت أساليب الرواة، أن الحائر من البقاع المطهرة، وأن الله تعالى يحب أن يذكر فيه، ويقبل الدعاء من هذا الموضع الشريف.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.