المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مفهوم الشــــــــــــــــــــــرط
31-8-2016
Nonces, mistakes, and mountweazels
14-1-2022
ضرورة حضور الأب في الأسرة
11-1-2016
Simon Mayr
15-1-2016
هل هناك ندرة أو وفرة في الغذاء؟ بمعنى هل هناك أزمة غذاء؟
12-4-2021
«علم الجراحة»
9-05-2015


الله تعالى غير متّحد بغيره  
  
976   11:19 صباحاً   التاريخ: 29-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص136
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الجلالية ( السلبية ) /

والاتحاد عبارة عن صيرورة الشيئين شيئاً واحداً موجوداً، وهو محال، لأنّهما إنْ بقيا كما كانا فهما إثنان لا واحد، وإنْ عدما، فلا اتّحاد أيضاً، بل وجد ثالث، وإنْ عدم أحدهما فلا اتّحاد أيضاً، بل عُدم أحدهما، وبقي الآخر.

وقال بعض النصارى(1): باتّحاده بالمسيح، وتفصيل مذهبهم: أنّهم أجمعوا على‏ أنّه تعالى‏ واحد بالجوهر- أي بالذّات- ثلاث بالأُقنوميّة -أيْ بالصفات- ومعنى‏ لفظة أُقنوم: الصفة الشخصية ، ويعبّرون عن هذه الأقانيم بالأب- أعني الذات مع الوجود- وبالابن- أعني الذات مع العلم- ويطلقون عليه اسم الكلمة، ويخصونه بالاتحاد، وروح القدس: الذات مع الحياة.

وانفردت الملكانية  بقولهم: إنّ جزءاً من اللاهوت حلّ في الناسوت، واتّحد بجسد المسيح، وتدرّع به، ولا يسمّون العلم قبل تدرّعه ابناً، بل المسيح مع ما تدرّع به هو الابن، ويقولون: إنّ الكلمة مازجت الجسد ممازجة الخمرِ والماءِ اللبنَ، وقالوا: إنّ الجوهر غير الأقانيم، وصرّحوا بالتثليث، وإليه أشار تعالى‏ بقوله:

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ...} [المائدة: 73] ، وقالوا: إنّ المسيح ناسوت كلّيّ لا جزئيّ، وإنّ القتل والصلب وقع على الناسوت دون اللاهوت.

وانفردت اليعقوبيّة(2) بقولهم بإلهيّة المسيح، وأنّ الكلمة انقلبت لحماً ودماً، فصار المسيح‏ هو الإله، وأنّه ظاهر بجسده، وإليهم الإشارة بقوله تعالى‏: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ...} [المائدة: 17]، وزعموا أنّ الكلمة اتحدت بالإنسان الجزئيّ لا الكلّيّ، وقالوا: إنّ المسيح جوهر واحد، وأُقنوم واحد، إلّا أنّه من جوهرين، وربّما قالوا: طبيعة واحدة من طبيعتين.

وانفردت النسطوريّة بقولهم: إنّ اللاهوت أشرق على الناسوت، كإشراق الشمس على‏ بلّورة، فظهر فيه كظهور النقش على‏ خاتم، وقال بعضهم: حلول اللاهوت في الناسوت حلول العظمة والوقار، وهو بناسوت المسيح أتمّ وأكمل مّما عداه، ووافقوا الملكانيّة على‏ أن القتل وقع على المسيح من جهة ناسوته، ومرادهم بالناسوت الجسد، وباللاهوت الرّوح.

هذا تفصيل مذهبهم ذكرناه للتوقّف عليه.

______________

(1) هم أصحاب نسطور الحكيم الذي ذهب إلى: أنّ اللَّه تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة: الوجود والعلم والحياة، وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات، ولا هي هو، واتحدت الكلمة بجسد عيسى عليه السلام لا على طريق الامتزاج. راجع الملل والنحل 1: 205.

(2) هم أصحاب يعقوب قالوا بالأقانيم الثلاثة ... إلّا أنّهم قالوا: انقلبت الكلمة لحماً ودماً فصار الإله هو المسيح وهو الظاهر بجسده بل هو: هو. راجع الملل والنحل 1: 206.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.