المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عصمة إبراهيم الخليل (عليه السلام) والمسائل الثلاث
27-09-2015
  سانجر    F.sanger  
9-3-2016
العالم الحقيقي والعالم المسقط
30-4-2018
تعريف بمحصول الباذنجان وأهميته
20-9-2020
التربية والمراقبة
20-4-2017
علل خمس في بيان الإضطرار الى الحجة
21-4-2018


انتبه لحالتك المزاجية  
  
2066   12:44 مساءً   التاريخ: 27-3-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص84-85
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-25 1154
التاريخ: 12-1-2016 1870
التاريخ: 2024-11-04 202
التاريخ: 6-4-2022 1815

بمجرد أن ترزق بأطفال فإنك تصبح جزءا من عائلة، ولا تعد حراً في التصرف كما تشاء، كزوج وزوجة تتصرفان كما يحلو لكما. لقد صرتم عائلة، وهذا يعني ان الحالة المزاجية لكل فرد في العائلة تؤثر على الاخرين. بالطبع هناك اشخاص يستطيعون الاحتفاظ بمزاجهم حتى ان اصابت الحيرة والتخبط من حولهم، بيد ان معظمنا يجد ان الحالة المزاجية لأي منها تتأثر بشدة بالحالة المزاجية لمن حوله.

ولكونك تتبع قواعد التربية السليمة، فانت بحاجة لمعرفة انك انت المسؤول عن الحالة المزاجية العامة في العائلة. ولا اعني بهذا ان شعور احد افراد العائلة بالضيق او الحزن هو خطؤك انت ـ بل اعني انه لو كان جميع من حولك يشعرون بالضيق او اذا ما بدأتم بالصراخ في وجوه بعضكم، فليس من المفيد ان يتمنى احدكم لو ان واحدا من الاخرين توقف عن العويل او الصراخ او العبوس او الشكوى او الشجار، فاذا ما شعرت انه على احدكم ان ينهي تلك الحالة، فيجدر أن تكون انت.

إن الاطفال لا يفهمون ان الحالة المزاجية لشخص قد تؤثر على الاخر؛ فهم لا يدركون ان السبب وراء ازعاجك لهم هو انهم انفسهم قد ظلوا يزعجونك طوال اليوم. بالطبع فانك سوف تبدأ في تعليمهم، لكن الامر قد يستغرق سنوات قبل أن يتمكنوا من فعل شيء حيال هذا الامر، فبمجرد شعورهم بالضيق سيبدؤون في التصرف معك بصورة سيئة كي يعاقبوك، حتى لو علموا ان هذا بدوره سوف يسبب لك الضيق؛ فهم سيفكرون في انفسهم قائلين: (حسنا، سوف يعلمهم درسا)، وبالطبع يحتاج الامر لشخص بالغ لكي يكسر هذا النمط المتكرر. وهذا الشخص هو انت، كما قلت. إن احد اطفالي تحديدا (لكني لن احدده بالاسم) كان معتادا على الشجار معي عندما كان اصغر سنا. واكثر ما كان يثير جنوني في هذا انه لم يكن ليتراجع، حتى لو فقدت اعصابي معه، وفي النهاية قامت زوجتي، بعد اختيارها للوقت المناسب، بتوضيح ان السبب وراء ذلك على الاغلب هو انني انا نفسي لم اكن مستعدا للتراجع أيضاً. ان المثال الذي كنت ارسيه امامه كان مثالا للطريقة غير الفعالة في حل الخلافات.

إن الحقائق التي سأقولها لك الان قد لا تكون مبهجة، لكن اليك بها : ان الاباء الذين يصرخون في ابنائهم، غالبا ما سيكبر ابناؤهم وهم معتادون على الصراخ بدورهم. والاباء الذين يعبسون دوما يشجعون ابنائهم على العبوس. ومن يشكون، سيكون اطفالهم شاكين كذلك. قد لا يحدث ذلك على الدوام، لكنه سيحدث، بصورة اكبر مما لو لم يكن اباؤهم كذلك. كما قد يحدث بدلا من ذلك، وهذا اعتمادا على شخصياتهم، ان يتصرفوا على النقيض، وبدلا من ان يغضبوا (كما تقول)، فسوف يتضايقون اذا ما غضب أي ممن حولهم، او على الاقل، اذا احسوا بمشاعر سلبية حيال موضوع الغضب، فاذا كنت تتوقع من اطفالك ان يتعاملوا بحكمة مع حالاتهم المزاجية، فلابد ان تتعامل انت بحكمة مع حالاتك المزاجية اولا. وبالطبع هذا هو الجانب الايجابي الاضافي. يمكنك التأثير على الحالات المزاجية لأطفالك ـ والطريقة التي يتصرفون بها حيالها ـ وتغييرها الى الافضل. وهذا يخلق دوما ايجابية لدى الجميع.

إن الحقائق التي سأقولها لك الان قد لا تكون مبهجة، لكن اليك بها : ان الاباء الذين يصرخون في وجه ابنائهم، غالبا ما سيكبر ابناؤهم وهم معتادون على الصراخ بدورهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.