جينات مستضدات التوافق النسيجي HLA genes

‏توجد جينات مستضدات الصنف الأول من معقد التوافق النسيجي الكبير على الذراع القصيرة للكروموسوم 6 ‏حيث تشفر الجينات الثلاثة A-HLAو B-HLAو C-HLAللصنف الأول من معقد التوافق النسيجي الكبير MHC I ، بينما تشفر مجموعة جينات D-HLAلمستضدات الصنف الثاني مــــــــــــــــن معقد التوافق النسيجي الكبير  MHC II وتشمل الجينات DR-HLAو DQ-HLAو DP-HLA، وتعبر جميع جينات HLA بنمط رجحان مشترك codominant أي أنه في الشخص المختلف اللواقح تعبر كل الجينات بشكل متساوي ، فلو فرضمنا أن شخصا ما مختلف اللواقح بالنسبة للمواقع الجينية الثلاثة للصنف الأول من معقد التوافق النسيجي ، يعني أنه يحمل ستة أليلات alleles مختلفة لجينات MHC I [ثلاثة من الأب وثلاثة من الأم] وبالتالي ستة أشكال مختلفة من جزيئات الصنف الأول من معقد التوافق النسيجي الكبير ، ونفس الأمر بالنسبة لـ MHC II .

‏ويعتبر حوض مورثات جينات HLA البشري كبيرا جدا إذ يوجد بين البشر أكثر من ٤٧ ‏أليل allele مختلف على الأقل للمورثة HLA-A و 88 ‏أليل مختلف للمورثة HLA-B و 29 ‏أليل مختلف للمورثة HLA-C ، ‏بينما يوجد لمجموعة جينات HLA-D 300 ‏أليل مختلف تقريبا ، ‏وبما أن تعبير هذه الجينات يتم بنمط رجحان مشترك ، ‏و أي شخص يحمل ستة نسخ من جينات كل من الصنف الأول والثاني من معقد التوافق النسيجي ، ‏فيمكن لشخص ما أن يحمل ستة أشكال مختلفة من الصنف الأول وستة أشكال أخرى من الصنف الثاني من معقد التوافق النسيجي بافتراض أن ذات الشخص مختلف اللواقح بالنسبة لجميع المواقع الجينية الستة ، ‏ولهذا حسنة تكمن في أن أية جزيئة MHC وإن كانت قادرة على الارتباط بعدد كبير من التسلسلات الببتيدية ، ‏إلأ أنها لا تستطيع الارتباط بكل تسلسل ببتيدي ممكن بألفة عالية ، ‏فوجود أشكال مختلفة من معقد التوافق النسيجي يضمن تمكنها معا من عرض أي ببتيد غريب ليتعامل معه جهاز المناعة المكتسبة بصورة فعالة .

‏أما التنوع الهائل في حوض مورثات HLA البشري - الذي لا يوازيه في هذا التنوع أي حوض مورثة بشرية أخر- فذو أهمية كبيرة ، ‏فمثلا إذا ظهرت سلالة جديدة من عامل ممرض شديد الضراوة فلن يكون بمقدور ، ‏القضاء على جميع السكان حيث سيمتلك بعض الأفراد حتما جزيئات معقد توافق نسيجي لها ألفة عالية High affinity للارتباط بـ ببتيد ذاك العامل الممرض وبالتالي إحداث استجابة مناعية نوعية قوية قادرة على القضاء على العامل الممرض قبل استفحال العدوى ، ‏أي أنه دوما سيمتلك بعض الأفراد مناعة وراثية للعامل الممرض ، ‏وقد وجد في الدراسات على الفنران أن بعضها قادر على الاستجابة لمستضد معين بشكل جيد فيما ستجابة بعضها ضعيفة مع أنها لا تختلف عن بعضها جينيا إلا في مورثات معقدات التوافق النسيجي ، ‏مما يبرهن على أن ألفة ببتيد ما لمعقد التوافق النسيجي يختلف بالاختلاف النمط الأليلي allotype لجزينة معقد التوافق النسيجي الكبير .