إن اهم عامل يحرض الطفل على الفرار من رياض الاطفال هو عدم شعورهم بالأمان فعندما يرى الطفل امه سيصاب بحالة من الخوف، وستنعدم الرغبة عنده في المجيء الى هذا المكان ثانية، إلى أن وجد في رياض الاطفال فرداً يمكنه شد انتباهه إليه ويكون مأوى وملجأ له.

وقد يتذكر الطفل امه خلال اللعب او النشاط اليومي ويطلب رؤيتها، فما الواجب فعله في هذه الحالة؟ وكيف يمكن ان نغض الطرف عن شعوره الإنساني هذا، فالابتعاد عن الام وخاصة في مواقع الخطر ربما سبب بعض المشاكل العاطفية وحتى بعض الامراض، وكلما ازدادت مدة ابتعاده عن الاسرة زاد شعوره بعدم الامان.

وفي الواقع فإنه وبسبب الإحساس والشعور بعدم الامان يتشبث الطفل بأمه ويرفض تركها ويطلب المساعدة من الآخرين لكي لا يدع الام تفر من بين يديه، وقد يرفض الذهاب الى رياض الاطفال من دون امه لأنه لا يشعر بالحنان والعطف الحقيقيين فيها.

يشعر الطفل الذي يذهب الى رياض الاطفال بأن أمه لا تحبه ولا تهتم به بشكل كاف. ويتصور أن عدم وجود الام هنا ربما سبب له اخطار محدقة، وهكذا سيعتبر بأنه لا معنى للتضجيع والتحسين في غياب الام، وأن عليه ان يفكر بحياته هذه بشكل جدي.