تخطيط وانشاء مزارع انتاج الالبان

قد يكون من الواجب قبل معرفة كيفية تخطيط وانشاء مزارع الالبان، معرفة النظم المختلفة لتربية الابقار، وذلك حتى يتم وضع تخطيط مناسب لنظام الانتاج ويكون نظام المزرعة موافقا لنظام الانتاج المناسب لهذه المنطقة.

* نظم الانتاج ومحدداتها:

تتحدد نظم الانتاج الى درجة كبيرة بواسطة عوامل بيئية كثيرة اهمها:

1- توافر الاعلاف بالكمية والنوعية المناسبة لغذاء الحيوان.

2- توافر المياه بالكمية والنوعية المناسبتين لسقي الحيوانات ولأداء كافة العمليات المزرعية.

3- القدرة على وقاية الحيوانات من الامراض.

4- الخبرة اللازمة للتعامل مع الوسائل التكنولوجية.

5- التركيب الوراثي للحيوان.

6- توافر القدرات التمويلية.

7- كفاءة الخدمات المتاحة للمربين.

8- درجة استيعاب الاسواق وانماطها الاستهلاكية.

تعريف بنظم الانتاج وعناصرها:

1- نظام الانتاج الرأسي (التكثيفي):

يهدف هذا النظام الى زيادة انتاجية وحدة الانتاج راسيا، عن طريق زيادة الاستثمارات واستعمال وسائل التقنية الحديثة لرفع معدلات الاداء.

وعادة ما يتبع هذا النظام انماط التربية والرعاية المتطورة في المزارع الكبيرة بصفة اساسية، والمدخلات الرئيسية لهذا النظام – الى جانب عناصر البيئة الطبيعية – هي: الميكنة، والوسائل المتطورة المبنية على نتائج بحثية في التربية والرعاية والتغذية، واستخدام العمالة الفنية المدربة. وتتعدد منتجات هذا النظام وتتراوح (من الالبان الخام والحيوانات الحية الى منتجات الالبان واللحوم المصنعة).

وتتميز الحيوانات التي تربى تحت هذا النظام بارتفاع معدلات خصوبتها وانتاجها، وعظم احتياجاتها الغذائية التي تستمدها من مصادر مختلفة تبعا لنظم متعددة من التغذية مثل:

* التغذية على الاعلاف الخضراء المصنعة لزيادة قيمتها الغذائية.

* التغذية على الاعلاف الخضراء اساسا، مع استكمال الاحتياجات الغذائية المركزة ذات المحتوى الغذائي العالي.

* التغذية على العليقة المتكاملة والجيدة الخلط (الكل في واحد all in one).

وتتراوح طرق تجهيز غذاء الحيوان من طرق الخلط البسيطة الى الطرق المعقدة، لتكوين وتصنيع العلائق الاقل تكلفة، والتي تستعمل فيها مواد العلف التقليدية وغير التقليدية بطريقة تكفل ترشيد الانفاق.

ويلاحظ انه يجب توافر درجة عالية من التخصص في هذا النظام، وان انسياب مدخلاته ومخرجاته يستدعي وجود روابط قوية بين مكونات النظام، فاعتماد المزارع على مصانع الاعلاف من جهة وعلى معامل تصنيع الالبان واللحوم وتسويقها من جهة اخرى، يجعل منها حلقة في سلسلة متصلة، هدفها الاول تحقيق عائد مجز.

2- نظام الانتاج الافقي (الانتشاري):

يقوم هذا النظام على استغلال مساحات واسعة من الارض في تربية اعداد من الحيوانات ذات الكفاءة الانتاجية المحدودة باقل نفقات واقل درجة من التقنية، وينتشر هذا النظام في المجتمعات البدوية وشبه البدوية وبعض البلاد النامية، والمدخلات الرئيسية لهذا النظام هي عناصر البيئة الطبيعية، من مناخ ومواد العلف الخام والماشية الحية. وتتميز الحيوانات التي تربى تحت هذا النظام بانخفاض معدلات خصوبتها وانتاجها وقلة احتياجاتها الغذائية، واستهلاكها لمواد خشنة في الاغلب ذات محتوى غذائي منخفض، وينعكس ذلك بطبيعة الحال على قلة عوائدها.

كيف تنجح في تخطيط مشروع انتاج اللبن؟

يتوقف نجاح مشاريع تربية ابقار انتاج اللبن على عدة عوامل اهمها العوامل الاتية:

1- راس المال:

توافر راس المال الكافي لإقامة الحظائر وشراء القطيع واستمرار عمليات العمل في المزرعة، هو العامل الاساسي لنجاح المشروع، مع الوضع في الاعتبار هل راس المال المستخدم هو راس مال حر من اصحاب المزرعة ام سوف يؤخذ من البنوك؟  وبالتالي سوف يكون عليه فوائد تؤخذ من الارباح.

2- توافر صفات المربي الناجح في القائم بالعمل:

يجب ان يتوافر في القائم بالعمل في مزارع الالبان الصفات الاتية:

- الخبرة الفنية الكافية للقيام بتربية ورعاية حيوانات اللبن وتسويقها وتسويق منتجاتها.

- الالمام بطرق زراعة المحاصيل، لتدبير ما يلزم للحيوانات من علائق.

- الكفاءة الادارية: فعلاوة على الخبرة الفنية يلزم ان يكون المربي قادرا على تقدير التكاليف وعدد العمال اللازمين للمشروع، مدركا للصور التي سيتم على اساسها تسويق انتاجه، كما يجب ان يكون على بينة ببعض النواحي مثل:

- كفاءة العمال وعددهم بالنسبة لمقدار اللبن الناتج.

- الدخل الناتج بالنسبة لثمن الاعلاف المستهلكة، وما يمكن ان يحققه راس المال المستثمر من الربح.

- التفرغ والمثابرة: اذ يستلزم العمل بمزارع الالبان مباشرة يومية في مواعيد منتظمة.

3- موقع المزرعة وحجمها:

قرب المزراعة من مراكز الاستهلاك عامل مهم في نجاح المشروع، فيجب الا تكون المزرعة بعيدة عنها، وذلك حتى يمكن نقل اللبن دون مشقة كبيرة في حفظة، كما يجب ان تكون ارض المزرعة رخيصة الثمن، او ذات ايجار منخفض، ويفضل ان يكون موقع المزرعة قريبا من مراكز تصنيع المنتجات الحيوانية ومنتجات الالبان. ويراعي في حجم المزرعة ان تكون مساحتها كافية وحجم القطيع كافيا من اجل مراعاة السعة الاستيعابية للسوق.

4- مواد العلف:

امكانية الحصول على المواد الغذائية اللازمة لليحوانات من ناتج المزرعة، او المصانع القريبة منها باثمان مناسبة، من الامور المهمة التي يجب دراستها بدقة قبل القيام بالمشروع، وذلك لان تكاليف التغذية تمثل الجانب الاكبر من مصروفات المزرعة.

5- تربية حيوانات متخصصة في انتاج اللبن:

مثل الابقار الفريزيان والهولشتاين، وبعض المربين يفضلون الجاموس، لأنه اكثر تحملا للظروف غير الملائمة واغزر انتاجا، ولبنة اعلى في نسبة الدهن، كما انه اكثر مقاومة للأمراض، ولكن لا تنجح تربيته الا اذا كانت البيئة مناسبة (وجود بيئة مائية مثل الترع والبحيرات العذبة).

6- تربية الحيوانات ذات الادرار العالي:

تعود الحيوانات العالية الادرار بربح اكبر بالنسبة لتكاليف الغذاء عن الحيوانات المنخفضة الانتاج، وهذا صحيح بالنسبة للقطعان وكذلك بالنسبة لكل حيوان على حدة، وعلى ذلك يجب على المربى حتى يحقق ربحا من قطيعة ان يعمل على:

- اقتناء الابقار الفريزيان والهولشتاين عالية الادرار، وعلى المربي ان يستبعد من قطيعه الحيوانات قليلة الادرار.

- اقتناء الجاموس العالي الادرار فقط.

- في حالة الابقار المحلية نقتني الابقار المصرية المنتجة، الممتازة في صفاتها الاقتصادية خاصة في ادرار اللبن ونسبة الدهن.

7- ضرورة ولادة الحيوانات سنويا:

لا تعود الحيوانات التي لا تلد سنويا بربح على المربى، لان تكاليف رعاية الحيوانات عالية، فيجب عليه ملاحظة دورة الشبق في الحيوانات وتلقيحها، حتى تلد سنويا بانتظام، وان يستبعد من قطيعه على الفور الحيوانات غير المنتظمة في الادرار.

وكقاعدة عامة يجب ان تنحصر تربية العجلات التي ستنضم الى القطيع في بنات الاناث المعروفة بانتظام ولادتها.

8- المحافظة على صحة الحيوانات:

من العوامل التي تؤدي الى نجاح مشاريع حيوانات اللبن: تغذيتها تغذية متزنة حسب انتاج كل حيوانات، مع اتباع وسائل الوقاية والكشف عن الامراض والعلاج.

9- استبعاد الحيوانات غير المناسبة والقليلة الانتاج اولا بأول.

10- حساب المصروفات والايرادات:

مشروع تربية حيوانات اللبن كغيره من المشروعات، يرفع الربح الناتج منها خفض ابواب المصروفات وتنمية ابواب الايرادات.

* ابواب المصروفات هي:

أ- مصروفات اساسية.

ب- مصروفات تشغيلية وتنقسم الى:

1. مصروفات رئيسية.
2. مصروفات ثانوية.

* ابواب الايرادات هي:

أ- ايرادات نقدية.

ب- ايرادات غير نقدية وتنقسم الى:

1- زيادة اعداد العجول والعجلات وزيادة القطيع.

2- استهلاك منتجات ومصنعات الالبان.

* توزيع المصروفات الاساسية:

                        النسبة من التكاليف الاستثمارية

الارض والمنشات                     45%

قيمة الحيوانات                        30%

الآلات والمعدات                      25%

* كيفية تحسين اوجه الصرف الاساسية:

ويلاحظ ان الاستثمار في المنشات يجب ان يوجه الى المنشات التي تساهم في حماية الحيوانات، وتسهيل العمل وتوفير الجهد والوقت، وبحيث يتلاءم تصميمها وسعة كل جزء من مكوناتها، مع عمر واحتياجات الحيوانات في مراحل عمرها المختلفة، وكذلك مع اعداد كل فئة من فئات القطيع، والتي تحددها المعدلات الخاصة بديناميكية القطيع، ونظم التربية المستعملة في المزرعة. اما الاستثمار في الآلات والمعدات فيجب ان يوجه اساسا الى زيادة الانتاج ورفع قيمته وتوفير الجهد والوقت المبذول في العمليات المزرعية. ويلاحظ انه يمكن توفير جزء كبير من وقت العمل، بإيجاد مراكز للخدمة (الحلابة – التغذية – النظافة)، وعمل مسار دائري للعمليات المزرعية، واختيار نظام للحلب يتناسب مع حجم القطيع وانتاجيته، وادخال نظم الميكنة في عمليات توزيع الغذاء وازالة المخلفات.

* توزيع المصروفات التشغيلية:

يجب التحكم في المصروفات التشغيلية دون ان يكون لذلك تأثير على مستوى الانتاج، بل توجه حيث تدر عائدا اكبر.

1- المصروفات الرئيسية:

• تكاليف العليقة، وتشكل حوالي 60% من المصروفات.
• تكاليف العمالة، وتشكل حوالي 20% من المصروفات.
• استهلاكات المباني (5% سنويا) والآلات والمعدات (10% سنويا) والادوات البسيطة (100% سنويا).

2- المصروفات الثانوية (حوالي 10% من المصروفات):

• تكاليف الادوية والتلقيح الصناعي.
• تكاليف المياه والكهرباء والوقود والصيانة.
• الضرائب وفوائد القروض.

ابواب الايرادات:

أ- الايرادات النقدية:

• ايرادات اللبن وتشكل 70% من جملة الايرادات.
• ايرادات العجول، وتشكل حوالي 10-15% من جملة الايرادات.
• ايرادات من بيع الحيوانات الزائدة عن حاجة القطيع، والسماد العضوي الناتج من المزرعة، وتشكل حوالي 15-20% من جملة الايرادات.

ب- الايرادات غير النقدية:

مثل الزيادة في اعداد الحيوانات وقيمتها نتيجة لتطور القطيع واستهلاك الالبان ومنتجاتها في المزرعة او المنزل.

ويلاحظ ان الاهمية النسبية لكل من اوجه الايرادات تتغير تبعا لتغير اسعار منتجات المزرعة، والصورة التي تباع عليها سواء كانت منتجات خام (كاللبن السائل الطازج او الحيوانات الحية) او مصنعة (كمنتجات الالبان واللحوم).