أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2018
1801
التاريخ: 26-6-2019
1692
التاريخ: 12-2-2021
1856
التاريخ: 1-12-2019
1865
|
وإليك هذا الغيض من فيض معاجزه التي لا تحصى، كل ذلك بفضل رعاية الله تعالى له.
1- منها: خروجه (صلى الله عليه وآله وسلم) من داره ليلة هجرته مرورا من بين كفار قريش المحيطين بداره للانقضاض عليه. وقتله، تاليا الآية الشريفة: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 9] إلى الغار الذي التجأ إليه حيث نسج العنكبوت شراكه، وبعث الله حمامتين وحشيتين بنت عشهما بفم الغار.
2- ومنها: قدوم فتيان قريش من كل بطن بعصيهم وسيوفهم يتتبعون آثار أقدامه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى وصلوا باب الغار فوجدوا نسيج العنكبوت وعش الحمام الوحشي فرجعوا خائبين وكفاه الله شرهم (1).
3- ومنها: أنه أطعم من القليل الجمع الغفير من أعمامه في يوم الدار حينما أراد أن ينذرهم برسالته ويبشرهم.
4 - ومنها: حديث سراقة حين أدركه عند توجهه مهاجرا إلى يثرب ليتقرب إلى قريش بأخذه وقتله، فلما ظن أنه نال غرضه دعا عليه فساخت قوائم فرسه في الأرض حتى تغيبت بأجمعها وهو بموضع جدب وقاع صفصف، فقال: يا محمد ادع ربك يطلق قوائم فرسي ولك ذمة الله علي أن لا أدل عليك أحدا، فدعا له فوثب كأنما أفلت من أنشوطة وكان رجلا ذا هيئة، علم أنه سيكون له شأن فطلب منه أمانا.
5- ومنها: حديث شاة أم معبد لما هاجر بطريقه إلى يثرب (المدينة) فطلبوا ما يشربون فلم يجدوه، وقالت أم معبد: إنا مرملون. فرأى (صلى الله عليه وآله وسلم) شاة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: خلفها الجهد (2) عن الغنم. قال: هل بها لبن؟ فقالت: هي أجهد من ذلك. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أتأذنين في أن أحلبها؟
فقالت: نعم بأبي أنت وأمي أن رأيت بها حلبا فاحلبها. فدعا بها ومسح على ضرعها وقال: اللهم بارك لها في شاتها، فتفاجأت ودرت، ودعا بإناء لها فسقاها فشربت حتى رويت، ثم سقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرب هو آخرهم، وقال: ساقي القوم آخرهم شربا، وشربوا جميعا عللا بعد نهل، ثم حلب ثانيا عودا على بدء فملأ الإناء وأعطاها إياها ثم غادر من عندها، فجاء زوجها أبو معبد ومعه أعنز عجاف، فرأى اللبن فقال: من أين لكم هذا ولا حلوب لكم والشاة عازب؟ فقالت: إنه مر بنا رجل مبارك من حديثه كيت وكيت، وحدثته بما جرى. نقل الزمخشري في كتابه (ربيع الأبرار) عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيمة خالتها أم معبد، فقام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومج (3) في عوسجة إلى جانب الخيمة، فأصبحنا وهي كأعظم دوحة (4)، وجاءت بثمر كأعظم ما يكون في لون الورس (5) ورائحة العنبر وطعم الشهد، ما أكل منها جائع إلا وشبع، ولا ظمآن إلا روى، ولا سقيم إلا برئ، وما أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا در لبنها، وكنا نسميها المباركة، وينتابنا من البوادي من يستشفي بورقها ويتزود منها، حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها، واصفر ورقها، ففزعنا فما راعنا إلا نعي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوكة، من أسفلها إلى أعلاها، وبعدها تساقط ثمرها فذهب، فما شعرنا إلا بمقتل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، فما أثمرت بعد ذلك، وكنا ننتفع بورقها.
ثم أصبحنا وإذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط، وقد ذبل ورقها، فبينا نحن فزعون مهمومون إذ أتانا خبر مقتل الحسين (عليه السلام)، ويبست الشجرة على أثر ذلك وذهبت. أقول: والعجب كيف لم يشتهر أمر هذه الشجرة كما اشتهر أمر الشاة في قصة هي من أعلام القصص؟ والراوي الزمخشري وهو من أعلام أهل السنة - نعم التعصب الأعمى أخفاها -.
6- ومنها: مجئ الشجرة إليه، وقد ذكرها أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته القاصفة حين قال له الكفار: إن دعوتها فجاءت آمنا، فقال: أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر، وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله، فجاءت ولها دوي شديد، الحديث بتمامه فقالوا: ساحر كذاب.
7- ومنها: خروج الماء من بين أصابعه، وذلك حين كان في سفر وشكى أصحابه العطش وكانوا بمعرض التلف، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): كلا أن معي ربي عليه توكلت، ثم دعا بركوة فصب فيها ماء ما كان يروى إنسانا واحدا، وجعل يده فنبع الماء من بين أصابعه، فصيح في الناس: اشربوا، فشربوا، وسقوا حتى نهلوا وعلوا.
8- ومنها: الذراع المسموم الذي كلمه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إني مسموم، وذلك حين أهدته اليهودية، وقصته معروفة ومشهورة.
9- ومنها: حينما شكا إليه قوم ملوحة بئرهم وقلة مائها، وأنهم يجدون من الظمأ شدة، فتفل فيها فغزر ماؤها وطاب وعذب، وكان أهلها يفخرون بها ويتوارثونها (6).
10- ومنها: كلام الذئب، وذلك أن رجلا كان في غنمه فأخذ منه الذئب شاة فأقبل يعدو خلفه فطرحها، وقال بلسان عربي فصيح: تمنعني رزقا ساقه الله إلي، فقال الراعي: يا عجبا للذئب يتكلم. قال: أنتم أعجب في شأنكم عبرة للمعتبرين، هذا محمد يدعو إلى الحق ببطن مكة وأنتم عنه لاهون، فأبصر الرجل رشده وهداه الله وأقبل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبقى لعقبه شرفا وكانوا يعرفون ببني مكلم الذئب (7).
11- ومنها: حديث الاستسقاء، وذلك حين شكا إليه أهل المدينة العطش فدعا الله فمطروا، حتى اشفقوا من خراب دورها فسألوه في كشفه، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فاستدار حتى صار كالإكليل والشمس طالعة في المدينة والمطر يهطل على ما حولها، يرى ذلك مؤمنهم وكافرهم، فتبسم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا رسول الله كأنك تريد قوله:
وأبيــض يستسقى الغمــام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يطوف على الهلاك من آل هاشم *** فهم عـــنده في نعمة وفواضل
12- ومنها: انشقاق القمر بأمره، وقصته معروفة، وغيرها وغيرها من إخباره بالمغيبات والكائنات مما هو مدون ومشهور في كتب السير والتاريخ، ولو تتبعت ذلك وجمعته لاحتجت إلى عدة مجلدات، بل ولتعذر جمعه والإحاطة به، وكيف يمكن أن يصف اللسان أو القلم فضله وشرفه، وهو خلاصة الوجود؟ أما أخلاقه: فقد مدحه الجليل في محكم كتابه المجيد بقوله { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم: 4] (8) فقد عجز نعت الناعتين عن بعض صفاته الحميدة، من كرمه، وشجاعته، وفصاحته، وبلاغته، وأمانته، وذكره، وشكره، وعبادته، وكرم عشرته، وشفقته، وأدبه، ورفقه وتجاوزه، وبأسه، ونجدته، وعزمه، وهمته، وعلمه، وحكمته، وزهده، وورعه، وصبره، ورضاه، وسخائه، وجوده، إلى غير ذلك فحدث ولا حرج.
__________
(1) وفي ذلك يقول السيد الحميري (رحمه الله):
حتى إذا قصدوا الباب مغارة * ألفوا عليه مثل نسيج العناكب صنع الإله لهم فقال فريقهم * ما في المفازة لطالب من مطلب ميلوا وصدهم المليك ومن يرد * عنه الدفاع مليكه لم يعطب (*)
(2) أي: هزال.
(3) مج: أي قذف الماء من فمه، والعوسجة: من شجر البادية.
(4) الدوحة: الشجرة العظيمة المثمرة.
(5) الورس: نبات حبه كالسمسم أصفر اللون يصبغ به كالزعفران.
(6) لما ادعى مسيلمة الكذاب النبوة أتته امرأة وطلبت منه أن يدعو الله لمائها ونخلها كما دعى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأولئك القوم في بئرهم، ففعل مسيلمة مثل ما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتفل في البئر، فغار ماؤها ويبس نخلها.
(7) وفي رواية ابن شهرآشوب أن ذلك الرجل كان (جندب بن جنادة) أبو ذر الغفاري (رحمه الله).
(8) القلم الآية: 4.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|