صفة واحوال  الامام علي (عليه السلام):

كان شديد الأدمة، عظيم العينين، أصلع، عظيم اللحية، كثير شعر الصدر، مائلاً إِلى القصر، حسن الوجه، لا يغير شيبه، كثير التبسم.

وكان حاجبه قنبر مولاه وصاحب شرطته نعثل بن قيس الرباحي، وكان قاضيه شريح، وكان قد ولاه عمر قضاء الكوفة، ولم يزل قاضياً بها إِلى أيام الحجاج بن يوسف، وأول زوجة تزوج بها علي (عليه السلام)، فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، ولم يتزوج غيرها في حياتها، وولد له منها الحسن والحسين ومحسن(عليه السلام) ، ومات صغيراً، وزينب وأم كلثوم التي تزوجها عمر بن الخطاب، ثم بعد موت فاطمة تزوج أم البنين بنت حزام الكلابية، فولد له منها العباس وجعفر وعبد الله وعثمان، قتل هؤلاء الأربعة مع أخيهم الحسين(عليه السلام)، ولم يعقب منهم غير العباس، وتزوج ليلى بنت مسعود ابن خالد النهشلي التميمي، وولد له منها عبيد الله، وأبو بكر قتلا مع الحسين أيضاً، وتزوج أسماء بنت عميس، وولد له منها محمد الأصغر ويحيى، ولا عقب لهما، وولد له من الصهباء بنت ربيعة التغلبية وهي من السبي الذي أغار عليهم خالد ابن الوليد بعين التمر عمر ورقية، وعاش عمر المذكور حتى بلغ من العمر خمساً وثمانين سنة، وجاز نصف ميراث أبيه علي(عليه السلام)؛ ومات بينبع وله عقب، وتزوج علي(عليه السلام) أيضاً أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولد له منها محمد الأوسط، ولا عقب له، وولد له من خولة بنت جعفر الحنفية محمد الأكبر المعروف بابن الحنفية، وله عقب، وكان له بنات من أمهات شتى، منهن: أم حسن ورملة الكبرى من أم سعيد بنت عروة، ومن بناته أم هاني وميمونة وزينب الصغرى ورملة الصغرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة، فجمع بنيه الذكور أربعة عشر، لم يعقب منهم إِلا خمسة الحسن والحسين(عليهما السلام) ومحمد بن الحنفية والعباس وعمر.

شيء من فضائله:

من ذلك مشاهده المشهورة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، وأخوة رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، وسبق إِسلامه، وقول رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم: " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وقول رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم فيه في غزوة حنين: لأبعثن الراية غداً مع رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وقوله صلى الله عليه و[آله و]سلم له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " وقال صلى الله عليه و[آله و]سلم " أقضاكم علي " والقضاء يستدعي معرفة أبواب الفقه كلها، بخلاف قوله: " أفرضكم زيد " ، وأقرأكم أبي، ولم يبن علي بناء أصلاً، وكان قد ضاع لعلي(عليهما السلام)  درع فوجده مع نصراني، فأقبل به إِلى شريح القاضي وجلس إِلى جانبه وقال: لو كان خصمي مسلماً لساويته، وقال: هذه درعي، فقال النصراني ما هي إلا درعي فقال شريح لعلي(عليهما السلام): ألك بينة؟ فقال علي(عليهما السلام) لا، وهو يضحك. فأخذ النصراني الدرع ومشى يسيراً ثم عاد وقال: أشهد أن هذه أحكام الأنبياء، ثم أسلم واعترف أن الدرع سقطت من علي(عليهما السلام)  عند مسيره إِلى صفين، ففرح علي(عليهما السلام) بإسلامه ووهبه الدرع وفرساً. وشهد مع علي(عليهما السلام) قتال الخوارج، فقتل رحمه الله تعالى.

وحمل علي(عليهما السلام)  في ملحفته تمراً اشتراه بدرهم، فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك، فقال: أبو العيال أحق بحمله.

وكان يقسم ما في بيت المال كل جمعة، حتى لا يترك فيه شيئاً، ودخل مرة إلى بيت المال فوجد الذهب والفضة، فقال: يا صفراء اصفري ويا بيضاء ابيضي وأغري غيري، لا حاجة لي فيك.

وقصده أخوه لأبيه وأمه عقيل بن أبي طالب يسترفده، فلم يجد عنده ما يطلب، ففارقه ولحق بمعاوية حباً للدنيا، وكان مع معاوية يوم صفين، فقال له معاوية يمازحه: يا أبا يزيد أنت اليوم معنا. فقال عقيل: ويوم بدر كنت أيضاً معكم، وكان عقيل يوم بدر مع المشركين هو وعمه العباس.