المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قاعدة « حرمة أخذ الاجرة على الواجبات‌»
16-9-2016
محمد وسر عظمته
5-3-2022
kinetic (adj.)
2023-09-29
البورصات العالمية
23-8-2018
ترجمة أبي عبد الله الشديد
2024-09-21
التمييز بين المساهمة الأصلية والمساهمة التبعية في الجريمة
22-3-2016


المعتقدات – تغيير طريقة التفكير  
  
1981   01:42 مساءاً   التاريخ: 24-11-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص 78-80
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2023 1088
التاريخ: 20-4-2022 1692
التاريخ: 9-1-2022 1994
التاريخ: 19-4-2016 12441

ـ المعتقدات – حكاية المدينتين :

مر أحد المسافرين ذات مرة بمدينة كبيرة – فوجد امرأة تجلس بجوار الطريق فسألها قائلا : (ما هي اخلاق وطباع اهل هذه المدينة؟)، فردت عليه بسؤال مماثل : (وماذا كانت طباع واخلاق من تركتهم؟). فرد عليها قائلاً : (انهم لا يحتملون، فهم بخلاء لا يوثق بهم وكل اخلاقهم ذميمة). فقالت المرأة (وهذا هو حال اهل هذه المدينة) وبعد ان مضى المسافر الأول لحال سبيله بوقت قصير، اتى مسافر آخر وتوقف امام المدينة سائلاً السيدة العجوز عن طباع واخلاق أهل

هذه المدينة. فسألته هو الاخر عن طباع واخلاق من تركهم؟! فرد عليها المسافر قائلا :

(لقد كانوا اناسا طيبين نشيطين، وكرماء الى اقصى الحدود، واني في غاية الاسف لفراقهم. فقالت له المرأة الحكيمة ردا على ذلك : اذا سوف تجدهم ايضا في هذه المدينة.

ـ المعتقدات – تغيير طريقة التفكير :

منذ زمن بعيد، كان هناك قرية صغيرة في احدى التلال. انتشر بين سكانها حالة من الخوف، كان الأهالي يخافون التنين الذي شاهدوه في حقولهم، الامر الذي حال بينهم وبين التوجه للحقول وحصاد المحاصيل. وذات يوم مر بالقرية احد الرحالة مناشدا اياهم ان يطعموه، فقالوا له انه لا يوجد طعام واوضحوا له السبب. كان أحد الرحالة شجاعا فعرض عليهم ان يقتل التنين، وعندما  توجه الى الحقل، لم ير اثرا للتنين، وكل ما شاهده هو بطيخة كبيرة، فعاد الى القرية وقال : لا تخافوا فليس هناك أي تنين، هناك فقط بطيخة عملاقة. غضب الاهالي من رفضه لتفهم مخاوفهم وقطعوه إربا إربا...

بعد عدة اسابيع مر رحالة اخر، وعندما طلب الطعام اخبروه عن التنين، وما كان هو الاخر شجاعا فعرض عليهم قتل التنين، وسعد المواطنون بهذا العرض وعندما توجه الرحالة الى الحقول شاهد بطيخة عملاقة فعاد الى القرية ليقول لهم ما وجد وانهم مخطئون بشأن التنين، وان ما يخافونه ليس الا هذه البطيخة، وما كان منهم الى ان قطعوه إربا مثل الرحالة الأول.

مرت الأيام وزاد الأمر صعوبة وغلب اليأس على الأهالي. وفي احد الأيام مر رحالة ثالث ولاحظ ما هم عليه من يأس وسألهم عن السبب فاخبروه، ووعدهم بانه سيقتل التنين حتى يستطيعوا ان يتوجهوا الى حقولهم ويحصدوا محاصيلهم، وعندما توجه الرحالة الى الحقول شاهد البطيخة العملاقة فتكسرت وتحولت الى قطع صغيرة. عاد الرحالة الى القرية واخبر الفلاحين بانه قد قتل التنين فعمتهم الفرحة، وبقى الرحالة في القرية لعدة شهور تالية كانت كافية لكي يعلم الأهل الفرق بين التنين والبطيخ.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.