أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-12
719
التاريخ: 1-12-2016
1911
التاريخ: 2024-02-07
1181
التاريخ: 27-8-2022
1472
|
التواصل حاجة ملحة تنشدها النفس لتأنس وتستوي بها الحياة. منذ ولادة الإنسان ينطق ويصرخ، يفرح ويغضب ، يحب ويكره ، وتتطور هذه المشاعر المجسدة مع مرور الوقت لتزداد المقدرة على التعبير مع تقدم العمر والخبرة والنضج والعمق ولكي نتواصل هناك اولا لغة اللسان الذي يحكي ويصيغ الكلمات بسلاسة وهي الوسيلة الأسهل للتعبير مع انها يعيبها انحصار استيعابها على أصحاب اللغة التي تنطق بها فان تحدثت بالعربية لا يفهمك من يتحدث الفرنسية وهكذا الهوية والثقافة تتحكم في الأشخاص الذين تتمكن من التواصل معهم باللغة واللكنة التي تجيدها باستثناء الأصوات المتشابهة كالضحك والبكاء .
ثم تأتي لغة الجسد والإشارات فكل إيماءة وحركة من أطرافك تشكل لغة بحد ذاتها ويكفي أن تراقب شخصا ما لتفهم من حركات رأسه وأصابعه ما يريد أن يقول وتعرف من طريقة جلوسه وملامح وجهه حالته النفسية . لعل لغة الجسد علم يحتاج للدراسة يتخصص به البعض لمساعدة الصم والبكم أو للتحليل النفسي لكنه بتلقائية يستطيع أن يفسره أي انسان بالفراسة والإدراك دون تعمق في الأمور النفسية .
ويأتي دور الكتابة ففي العصور القديمة كان الإنسان يلجأ لنقش ما يجيش في صدره على الحجر أو يحفره على الرمال ولا يأبه للرياح التي تمحو ما حفر لأنه قد داخله إحساس بالراحة في لحظة تمكن فيها من البوح بطريقته ، ثم جاء القلم لتنشأ بيننا وبينه علاقة فريدة ويصبح الأداة التي تعزف بين أناملنا سيمفونيات المشاعر والأفكار التي يخطها على الورق لتكون رسول التواصل بيننا . واليوم اقتحمت حياتنا لغة جديدة للحوار ألا وهي لغة الإنترنت وإن صح التعبير فهي لغة الكيبورد (لوحة المفاتيح) ، فالكيبورد هنا يحاول أن يسرق دور القلم ليعلن عن وسيلة جديدة لصياغة الحروف ، ومع انها لغة وليدة لم يتعد عمرها السنوات إلا أنها شاعت وانتشرت وصادقت الأنامل .
واليوم ها هي تصادق الأنامل وتقتحم عالمنا العربي العاشق للحبر والورق.
وها هي الصفحات الإنترنتية تثبت تواجدها وتقف بمواجهة المطبوعات الورقية لتثري المنافسة وتفتح مجالات جديدة بوسائل حديثة تصب كلها في مصلحة اللغات الإنسانية للتواصل والتخاطب وتعطينا مساحة أكبر للبوح وتعلمنا لغة الحوار البناء المباشر التي نتمنى أن نعتاد عليها ونجيدها لنواكب العصر والتطور التكنلوجي بطريقة حضارية راقية .
وتبقى لغة أخيره هي اعذب اللغات وأصدقها ، ألا وهي لغة العيون ، فصمتها حروف تنطق وبريقها بالحب يشع ، وبالسعادة يتراقص ، وبالحزن والألم يخبو وينكسر . وحدها العيون تتخطى كل اللغات وتغزو كل الحصون فتلتقي في لحظة لتحكي بلمحة ما يعجز عنه اللسان وتتسلل إلى أعماق النفس لتقول كلماتها الخاصة جدا والصادقة جدا ، فهي لغة لا تعرف الكذب ولا الرياء . لغة ليست بلغة لكنها مرآة صافية تعكس مباشرة كل المشاعر وتبوح بالأسرار .
نجاحنا يكمن في تواصلنا الإنساني ـ التواصل الإنساني ركن مهم من أركان الحياة البشرية منذ ان وجد الإنسان فوق الأرض التي نعيش عليها، واذا كان الإنسان القديم قد تعامل بالإشارات وتعابير الوجه والتمتمات الغامضة ، فإن التواصل الإنساني أخذ يتطور بشكل مطرد مع الزمن، وهو اليوم علم من العلوم الإنسانية المهمة , مما يجعل الضرورة ماسة للتعمق في دراساته والتعريف والتثقيف بها .
إن الإنسان في هذا المكان أو ذاك ، كان ولا يزال يتواصل مع الآخرين بشكل فطري ، مما لا يمكنه من الإيصال بالشكل والقدر اللذين يرومهما من التعبير ، ومن هنا تأتي أهمية توعية القارئ بمبادئ التواصل وأشكاله وطرائقه وأهدافه ومشكلاته على نحو يزيد من مهاراته التواصلية بما يسهل له إشباع حاجاته وتحقيق النجاح والسعادة في حياته .
وإذا كان التواصل الجيد والسليم يمكن أن يؤدي إلى تقوية الروابط الاجتماعية ، واثراء العلاقات ومعرفة الذات وحسن تقديرها وتعميق الحس الديمقراطي والنجاح في الحياة وتحسين الصحة النفسية والجسمية وجعل الحياة أكثر متعة وجمالا . إذا كان التواصل كذلك ، فإنه من جانب آخر يتطلب مستلزمات مهمة قد يوحي ذكرها مجردة بأنها محض بديهيات , ولكن التأمل فيها والتوقف عند بعض مفاصلها ، يكشف شيئا من أبعادها التربوية والإنسانية ، التي ينبغي اخذها بنظر الاعتبار في المجالين التربوي والنفسي .
وعلى سبيل المثال ، فإن المؤلف عندما يتحدث عن الاستماع كعنصر أساسي ومهم من عناصر التواصل ، يفرد له عشرات الصفحات ليتحدث عن جوانب قد تبدو معروفة في الظاهر ، ولكنه يثير من خلالها نقاطا محددة ومركزة تكاد تغيب بعض دلالاتها وتأثيراتها لدى كثير من الأفراد والأسر . وهو اذ يتحدث في البداية عن اهمية الصوت ، وكوننا نعيش في عالم صامت , وكيف ان الصم يواصلون حياتهم بسبل تعويضية مختلفة ، يرى أن غياب الأصوات من حياتنا يغلق نافذة أساسية من نوافذنا الحسية التي نطل منها على العالم ، وحتى نقدر أهميتها فما علينا إلا أن نحاول كتابة كل الأصوات التي سمعناها في يوم ما ، ونحاول كذلك تصور حياتنا لو كنا غير قادرين على الاستماع إليها ، وسندرك أي مهرجان صوتي ذاك الذي نعيش في وسطه ، وكم هو مهرجان حيوي بالنسبة لنا .
وبما أن عملية الاستماع الفعال ، هي عملية معقدة ذات جوانب عديدة ، فإن بالإمكان تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : قبل الاستماع , وفي اثنائه ، وبعده ، مع مراعاة ان هناك قدرا كبيرا من التداخل الواقعي بين هذه الأقسام ، وفي اطار الربط الجدلي بين المتحدث والمستمع يرى الدكتور الجيوسي ان المتحدث الذي ينبغي أن يؤدي دوره بشكل جيد ، هو مسؤول ايضا عن المستمع ، فالمتحدث يستطيع أن يحقق كثيرا من الشروط التي تجعل الاستماع له ميسرا وممتعا وفعالا ، عبر توفيره البيئة المادية ، والعرض المنطقي لرسالته , وتمكنه من مهارات العرض والتحدث .
وإذ يلعب التعاطف بين المتحدث والمستمع دوره المهم ، نجد المؤلف يقصد بالتعاطف أن نضع انفسنا في مكان المتكلم ، ونرى ما يتحدث عنه من وجهة نظره ، إذ المطلوب اولا هو أن نفهم ما يريد أن يقوله ، لا أن نفهم ما نريده نحن وينطوي هذا التعاطف على اقرار – أولي- بالتعددية ، واحترام للمتحدث , ومنحه فرصة واسعة لقول ما يريده . ويتطلب التعاطف احساسا عميقا بالديمقراطية وقدرة عالية على الصبر , كما يتطلب التحلي بمرونة كافية وثقة بالنفس .
أما الديمقراطية فلأنها تعني – من جملة ما تعنيه – الاقرار بحق الآخر في التعبير عن وجهة نظره واحترام هذا الحق ، لذلك فإن المتعصب أو المتسلط لا يتقن فن الاستماع لأنه لا يؤمن بمثل هذا الحق للآخرين . وبعد أن نتحدث بدقة وتركيز عن اهمية وضرورة عدم المقاطعة والانتباه والتركيز وطبيعة الفهم الجيد ، نتناول الادراك الاجتماعي ، مبتدئين لذلك بالحديث عن الإدراك الحسي ، والإدراك الجواني أو الذاتي والإدراك المتجاوز للحس . ويقصد بالإدراك الاجتماعي ، ادراكنا لسلوك الناس اللفظي كما تعبر عنه اللغة ، وغير اللفظي كما يتبدى في حركات الجسم والوجه وتعبيراتهما الثرية , وعمق الصوت وحدته وخصائصه الأخرى وسمات المكان . وهذا السلوك بكل تجلياته المختلفة يمثل رسائل تحمل معلومات ومعاني تؤثر على المستقبل بسبل متنوعة .
إن هذا الادراك الاجتماعي يوفر مصدراً معرفيا اجتماعيا مهما في معلومات تفيد في اشباع دوافعه وتحقيق أهدافه وتفادي الضرر والأذى والتكيف مع الآخرين كما ان الادراك الاجتماعي يعمل كمحفز يستنهض في الإنسان تغيرات معرفية وسلوكية وانفعالية ، قد تكون إيجابية أو سلبية ، إذ قد توحي له نظرة بسيطة من احد الحاضرين بان ثمة سرا يحاول الآخرون اخفاءه عنه أو قد يفسر نظرة أخرى على أنها نظرة اعجاب تبعث فيه الزهو والغرور ، ويمكن أن يفسر ابتسامته على أنها تحمل سخرية مبطنة مما يدفعه للقيام بسلوك عدواني تجاه صاحبها .
إن نجاحنا في تحقيق أهدافنا يكمن – فيما يكمن في دقة ادراكاتنا الاجتماعية سواء أكانت اشارات عابرة غير لفظية أم تلميحات لغوية أو مؤثرات صوتية وان سرعة التقاطنا لهذه الادراكات ودقة تفسيرنا لها مسألة مهمة للتصرف ازاءها على نحو فعال . فالعلاقة بين اللغة والتواصل تكاد تشبه العلاقة بين المثلث وزواياها أو بين المربع وأضلاعه ، كونها علاقة منطقية يصعب فصلها ، مما يجعل اللغة اللفظية حاضرة حضورا قويا في كل جنبات التواصل، إذ إن حتى تصوراتنا عن ذواتنا التي تؤثر في التواصل هي مرتبطة باللغة ، واننا حتى عندما نتحدث عن اللغة غير اللفظية كما تتبدى في تعبيرات الوجه وحركات الجسم ، فإننا نفعل ذلك محاولين ترجمة اللغة غير اللفظية إلى مفردات لفظية .
ولتأكيد مدى شيوع التواصل اللفظي واهميته ، نوضح ان ليس علينا إلا أن نتصور انفسنا نتحدث دون ان يبدو على وجوهنا أي تغيير ودون أن نشير بأيدينا ودون أن نحرك أجسامنا وبالمثل فحتى نتبين مدى خسارتنا إذا تجاهلنا التواصل اللفظي فليس علينا سوى أن نتصور انفسنا نستمع إلى اناس لا نراهم ونتجاهل خصائص أصواتهم .
وتكتمل الصورة التي تكاد تكون مستحيلة حين نمتنع عن استنتاج أي معلومات يمكن أن تتضمنها خصائص المكان أو الألوان أو الملابس أو.. ، ومن هنا فإن الإشارة غير اللفظية والكلمة اللفظية صنوان مترابطان يسهم كلاهما في توصيل رسالة متكاملة تحفل بالمعنى والحياة. ولما كان التواصل يهدف في احدى أكثر وظائفه اهمية إلى التأثير الذي يأخذ أبرز اشكاله في الإقناع فإن نؤكد هنا حقيقة ان الاقناع هو جعل الآخر يقبل بوجهة نظر المتحدث مختارا وليس مرغما , وذلك من خلال استخدامه لجملة حجج ووسائل متنوعة ، ومن الواضح ان الناس ينخرطون يوميا في محاولات اقناع بأمور صغيرة وكبيرة ويتعرضون يوميا – بالمثل – لمحاولات اقناع من الآخرين ، وتمتد هذه المحاولات على مساحة الحياة الاجتماعية: في البيت والمدرسة والعمل... الخ . وتعتبر القدرة على الاقناع مهارة تواصلية بارزة ، تفيد من يتمتعون بها على مساحة الحياة الاجتماعية ايضا .
ونحن نتحدث عن التواصل يبرز امامنا بوضوح ان الذكاء والأخلاق هما من العناصر الأساسية لتحقيق التفاعل الخلاق وتعزيزه ، فما من مجال من مجالات الحياة الإنسانية إلا وتبرز قضية الأخلاق فيه , وتثير اسئلة شتى . فقد دار جدل طويل عن علاقة الأخلاق بالفن والعلم والسياسة والتجارة والرياضة. الخ . وعلة الحاح هذا الهاجس الأخلاقي في كل هذه الميادين واضحة بينة: إن الأخلاق وهي ضمانة استمرار الحياة الاجتماعية الإنسانية ، وضمانة محافظة هذه الميادين على ذاتها ، بل على الإنسان ايضا . وفي ضوء ما سبق يمكن تلخيص بينة التواصل كما يلي (الجيوسي 2002) .
1ـ مكونات التواصل :
• الأطراف: المرسل والمستقبل .
• العناصر: الرسالة والمعلومات .
• القناة .
• المعنى .
2ـ أشكال التواصل :
• ذاتي .
• ثنائي .
• فرد / جماعة صغيرة .
• لفظي . غير لفظي .
• مقصود غير مقصود .
3ـ خصائص التواصل :
• مستمر .
• شائع .
• معقد .
• تفاعلي .
• دينامي : متغير متعمد .
• متزامن ومتعاقب .
• غير قابل للعكس .
• مؤثر .
• كلي .
• أخلاقي .
4ـ وظائف التواصل :
• التعلم .
• إشباع الحاجات .
• التأثير.
• المتعة .
• المساعدة .
5ـ عوامل تؤثر في التواصل :
• الكفاية .
• الضجة : وهي أنواع اهمها : الضجة البيئية ، الاعاقة العضوية ، مشكلات المعنى ، اللغة الفنية ، الإبهام ، المشكلات النحوية ، الالتباس التنظيمي ، الضجة الاجتماعية ، الضجة النفسية.
• السياق .
• التغذية الراجعة .
• التغذية المتقدمة .
• الخبرة المشتركة .
• مفهوم الذات : وهنا ذات المرسل وذات المستقبل .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|