أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-3-2017
![]()
التاريخ: 1-3-2017
![]()
التاريخ: 13-2-2017
![]()
التاريخ: 10-5-2017
![]() |
قال تعالى : {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 78، 79].
{ومنهم} يعني ومن هؤلاء اليهود الذين قص الله قصصهم في هذه الآيات وقطع الطمع عن إيمانهم {أميون} أي غير عالمين بمعاني الكتاب يعلمونها حفظا وتلاوة لا رعاية ودراية وفهما لما فيه عن ابن عباس وقتادة وقال أبو عبيدة الأميون هم الأمم الذين لم ينزل عليهم كتاب والنبي الأمي الذي لا يكتب وأنشد لتبع :
له أمة سميت في الزبور
أمية هي خير الأمم وقوله {لا يعلمون الكتاب} أي لا يعلمون ما في الكتاب الذي أنزل الله عز وجل ولا يدرون ما أودعه الله إياه من الحدود والأحكام والفرائض فهم كهيئة البهائم مقلدة لا يعرفون ما يقولون والكتاب المعنى به التوراة أدخل عليه لام التعريف {إلا} بمعنى لكن {أماني} أي قولا يقولونه بأفواههم كذبا عن ابن عباس وقيل أحاديث يحدثهم بها علماؤهم عن الكلبي وقيل تلاوة يتلونها ولا يدرونها عن الكسائي والفراء وقيل أماني يتمنون على الله الرحمة ويخطر الشيطان ببالهم أن لهم عند الله خيرا ويتمنون ذهاب الإسلام بموت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعود الرياسة إليهم وقيل أماني يتخرصون الكذب ويقولون الباطل والتمني في هذا الموضع هو تخلق الكذب وتخرصه ويقوي ذلك قوله {وإن هم إلا يظنون} فبين أنهم يختلقون ما يختلقون من الكذب ظنا لا يقينا ولوكان المعنى أنهم يتلونه لما كانوا ظانين وكذلك لو كانوا يتمنونه لأن الذي يتلوه إذا تدبره علمه ولا يقال للمتمني في حال وجود تمنيه أنه يظن تمنيه ولا أنه شاك فيما هو عالم به واليهود الذين عاصروا النبي لم يشكوا في أن التوراة من عند الله وقوله {وإن هم إلا يظنون} ومعناه أنهم يشكون وفي هذه الآية دلالة على أن التقليد في معاني الكتاب وفيما طريقه العلم غير جائز وأن الاقتصار على الظن في أبواب الديانات لا يجوز وأن الحجة بالكتاب قائمة على جميع الخلق وإن لم يكونوا عالمين إذا تمكنوا من العلم به وإن من الواجب أن يكون التعويل على معرفة معاني الكتاب لا على مجرد تلاوته .
ثم عاد سبحانه إلى ذكر علماء اليهود فقال {فويل للذين يكتبون الكتاب} قال ابن عباس الويل في الآية العذاب وقيل جبل في النار وروى الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره والأصل فيه ما ذكرناه من أنه كلمة التحسر والتفجع والتلهف والتوجع يقولها كل مكروب هالك وفي التنزيل يا ويلتنا ما لهذا الكتاب وقوله {للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} معناه يتولون كتابته ثم يضيفونه إلى الله سبحانه كقوله سبحانه {مما علمت أيدينا} أي نحن تولينا ذلك لم نكله إلى أحد من عبادنا ومثله خلقت بيدي ويقال رأيته بعيني وسمعته بإذني ولقيته بنفسي والمعنى في جميع ذلك التأكيد وأيضا فقد يضيف الإنسان الكتاب إلى نفسه وقد أمر غيره بالكتابة عنه فيقول أنا كتبت إلى فلان وهذا كتابي إلى فلان وكقوله سبحانه {يذبح أبناءهم} وإنما أمر به فأعلمنا الله سبحانه أنهم يكتبونه بأيديهم ويقولون هومن عند الله وقد علموا يقينا أنه ليس من عنده وقيل معناه أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم كالرجل إذا اخترع مذهبا أو قولا لم يسبق إليه يقال له هذا مذهبك وهذا قولك وأن كان جميع ما يؤخذ عنه من الأقوال قوله والمراد أن هذا من تلقاء نفسك وأنك لم تسبق إليه وقيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ليوقعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود وهو المروي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وعن جماعة من أهل التفسير وقيل كانت صفته في التوراة أسمر ربعة فجعلوه آدم طويلا وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال إن أحبار اليهود وجدوا صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مكتوبة في التوراة أكحل أعين ربعة حسن الوجه فمحوه من التوراة حسدا وبغيا فأتاهم نفر من قريش فقالوا أ تجدون في التوراة نبيا منا قالوا نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر ذكره الواحدي بإسناده في الوسيط وقيل المراد بالآية كاتب كان يكتب للنبي فيغير ما يملى عليه ثم ارتد ومات فلفظته الأرض والأول أوجه لأنه أليق بنسق الكلام وقوله {ليشتروا به ثمنا قليلا} يريد ليأخذوا به ما كانوا يأخذونه من عوامهم من الأموال وإنما ذكر لفظ الاشتراء توسعا والمراد أنهم تركوا الحق وأظهروا الباطل ليأخذوا على ذلك شيئا كمن يشتري السلعة بما يعطيه والفائدة في قوله {ثمنا قليلا} أن كل ثمن له لا يكون إلا قليلا وللعرب في ذلك طريقة معروفة يعرفها من تصفح كلامهم وقيل إنما بالقلة لأنه عرض الدنيا وهو قليل المدة كقوله تعالى {قل متاع الدنيا قليل} عن أبي العالية وقيل إنما قال قليل لأنه حرام وقوله {فويل لهم مما كتبت أيديهم} أي عذاب لهم وخزي لهم وقبح لهم مما فعلوا من تحريف الكتاب {وويل لهم مما يكسبون} من المعاصي وقيل مما يجمعون من المال الحرام والرشى التي يأخذونها عن العوام .
___________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص276-280.
{ومِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ } . أي ان من اليهود جماعة أميين لا يعرفون شيئا من دين اللَّه ، وان قصارى أمرهم التخرص والظن دون أن يعتمدوا على علم .
وبديهة ان هذا الوصف وان ورد في حق أولئك اليهود ، ولكن الذم عام يشمل كل جاهل يتسم بسمة أهل العلم ، ويتصدى إلى ما ليس له بأهل ، لأن المورد لا يخصص الوارد ، كما قيل .
______________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص134.
قوله تعالى : ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني، الأمي من لا يقرأ ولا يكتب منسوب إلى الأم لأن عطوفة الأم وشفقتها كانت تمنعها أن ترسل ولدها إلى المعلم وتسلمه إلى تربيته، فكان يكتفي بتربية الأم، والأماني جمع أمنية، وهي الأكاذيب، فمحصل المعنى أنهم بين من يقرأ الكتاب ويكتبه فيحرفه وبين من لا يقرأ ولا يكتب ولا يعلم من الكتاب إلا أكاذيب المحرفين.
قوله تعالى: فويل للذين يكتبون، الويل هو الهلكة والعذاب الشديد والحزن والخزي والهوان وكل ما يحذره الإنسان أشد الحذر والاشتراء هو الابتياع.
قوله تعالى: فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم إلخ، الضمائر إما راجعة إلى بني إسرائيل أو لخصوص المحرفين منهم ولكل وجه وعلى الأول يثبت الويل للأميين منهم أيضا.
______________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج1 ، ص181-182.
خطّة اليهود في استغلال الجهلة!
بعد الحديث عن انحرافات اليهود في الآيات السابقة قسّمت هاتان الآيتان اليهود على مجموعتين: أُميين وعلماء ماكرين، (هناك طبعاً أقلية من علمائهم آمنت والتحقت بصفوف المسلمين).
عن المجموعة الاُولى يقول تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ}.
والأُميّون جمع أُمّيّ، والأُمّيّ غير الدارس. وسمّوا بذلك لأنهم في معلوماتهم كما ولدتهم امهاتهم، أو لشدّة تعلق اُمّهاتهم بهم، صعب عليهنّ فراقهم جهلا، ومنعنهم من الذهاب إلى المدرسة (2).
والأماني جمع اُمنية، ولعل الآية تشير هنا إلى الإِمتيازات الموهومة التي كان ينسبها اليهود لأنفسهم، كقولهم: {حْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [المائدة: 18] ، و كقولهم: { لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [آل عمران: 24].
ومن المحتمل أيضاً أن يكون المقصود من الأماني الآيات المحرفة التي كان علماء اليهود يشيعونها بين الاُميين من الناس، وهذا المعنى ينسجم أكثر مع قوله تعالى: {لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيِّ}.
وعلى أي حال عبارة: {إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} دلالة واضحة على بطلان اتّباع الظن في فهم أُصول الدين ومعرفة مدرسة الوحي، ولابدّ من التتبع والتحقيق في هذا الأمر.
ثمّة مجموعة اُخرى من العلماء كانت تحرف الحقائق لتحقيق مصالحها، وإلى هؤلاء يشير القرآن: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بَأَيْدِيِهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ ...}.
{فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ...}.
{وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ...}.
ومن العبارة الأخيرة نفهم الهدف الدنيء لهؤلاء، وكذلك عاقبتهم الوخيمة.
وقد أورد بعض المفسرين حديثاً عن الإِمام الصادق(عليه السلام) في تفسير هذه الآية حديث فيه ملاحظات هامة:
قال رجل للصادق(عليه السلام): إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب إلاّ بما يسمعونه من علمائهم، فكيف ذمّهم بتقليدهم والقبول من علمائهم؟ وهل عوام اليهود إلاّ كعوامنا، يقلّدون علماءهم ـ إلى أن قال ـ فقال(عليه السلام): «بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة، وتسوية من جهة، أمّا من حيث الاستواء فإنّ اللّه ذمّ عوامنا بتقليدهم علماءهم، كما ذمّ عوامهم، وأمّا من حيث افترقوا فإنّ عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح، وأكل الحرام، والرشاء وتغيير الأحكام، واضطرّوا بقلوبهم إلى أنّ من فعل ذلك فهو فاسق، لا يجوز أن يصدّق على الله، ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله، فلذلك ذمّهم، وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر، والعصبيّة الشديدة، والتكالب على الدُنيا وحرامها، فمن قلّد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الذين ذمّهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم، فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه، وذلك لا يكون إلاّ بعض فقهاء الشيعة لا كلّهم، فإنَّ من ركب من القبائح والفواحش مراكب علماء العامة، فلا تقبلوا منهم عنّا شيئاً، ولا كرامة، وإنمّا كثر التخليط فيما يتحمّل عنّا أهل البيت لذلك، لأنَّ الفسقة يتحمّلون عنّا فيحرّفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلّة معرفتهم وآخرون يتعمّدون الكذب علينا»(3)
واضح أن هذا الحديث لا يدور حول التقليد التعبدي في الأحكام، بل يشير إلى اتباع العلماء من أجل تعلم أُصول الدين، لأن الحديث يتناول معرفة النّبي، وهذه المعرفة من أُصول الدين، ولا يجوز فيها التقليد التعبدي.
______________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص228-230.
2- معنى «الأُمّي» بحث بشكل أوفى في تفسير الآية 157 من سورة الأعراف، راجع المجلد الخامس.
3 ـ وسائل الشيعة، ج 18، ص 94، كتاب القضاء، باب 10.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|