أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
1001
التاريخ: 23-11-2016
886
التاريخ: 23-11-2016
698
التاريخ: 2023-05-08
1210
|
أقام موسى عند الوليد أربعين يوما، ثم إن الوليد هلك. ذكر اختلاف الناقلين في صنع سليمان بموسى قالوا: لما استخلف سليمان بعد أخيه الوليد، فكان أحنق الناس على الحجاج وموسى بن نصير، وكان يحلف لئن ظفر بهما ليصلبنهما، وكان حنقه عليهما لأمر يطول ذكره. قال: فأرسل سليمان إلى عمر بن عبد العزيز فأتاه، فقال: إني صالب غدا موسى بن نصير، فبعث عمر إلى موسى فأتاه. فقال له يا بن نصير، إني أحبك لأربع. الواحدة: بعد أثرك في سبيل الله، وجهادك لعدو الله. والثانية: حبك لآل محمد صلى الله عليه و[آله و]سلم. والثالثة. حبك عياض بن عقبة لما تعلم من حسن رأي فيه، وكان عياض من عباد الله الصالحين، والرابعة: أن لابي عندك يدا وصنيعة، وأنا أحب أن تتم يده وصنيعته حيث كانت، وقد سمعت أمير المؤمنين يذكر أنه صالبك غدا، فأحدث عهدك (1)، وانظر فيما أنت فيه ناظر من أمرك، فقال له موسى: قد فعلت، وأسندت ذلك إليك. فقال له عمر: لو قبلت ذلك من
أحد قبلت منك، ولكن أسند إلى من أحببت. فانصرف، فلما أصبح اغتسل وتحنط وراح، ولم يشك في الصلب. فلما انتصف النهار، واشتد الحر، وذلك في حمارة الصيف: دعا سليمان موسى: فأدخل عليه متبعا، وكان بادنا جسيما، به نسمة لا تزال تعرض (2). فلما وقف بين يديه: شتمه وخوفه وتوعده، فقال له موسى: أما والله يا أمير المؤمنين ما هذا بلائي، ولا قدر جزائي، إني لبعيد الاثر في سبيل الله العظيم الغناء عن المسلمين، مع قدمة (3) آبائي مع آبائك، ونصيحتي لهم. قال: فيقول له سليمان: كذبت، قتلني الله إن لم أقتلك. فلما أكثر على موسى قال له: أما والله لمن في بطن الارض أحب إلي ممن على ظهرها. فقال سليمان: ومن أولئك واستطير (4). فقال له موسى: مروان، وعبد الملك والوليد أخوك، وعبد العزيز عمك. قال: فكاد سليمان ينكسر. ثم يقول: قتلني الله إن لم أقتلك. فيقول له موسى: ما أنت بفاعل يا أمير المؤمنين ؟ فيقول: ولم ؟ لا أم لك. فيقول له موسى: إني لأرجو ألا يكرم موسى بهوان أمير المؤمنين وموسى حينئذ قائم في الشمس، قد ارتفع نفسه، وعظم بهره (5)، ثم التفت سليمان إلى عمر بن عبد العزيز، فقال: ما أرى يميني إلا قد برئت يا عمر (6). قال عمر: فاغتنمتها منه، ولم أبال أن يحنث بإحياء رجل من المسلمين. فقلت: أجل يا أمير المؤمنين، امرؤ كبرت سنه، وكثر لحمه، وبه نسمة وبهر وسقم. فما أراه إلا ميتا. قال: ثم التفت سليمان إلى جلسائه فقال: من يأخذ هذا الشيخ، فيستخرج منه هذه الاموال ؟ فقال يزيد بن المهلب: أنا يا أمير المؤمنين قال: فخذه ولا تمسه، وضع العذاب على ابنيه مروان، وعبد الاعلى، فخرج به يزيد فحمله على دابة ابنه، ثم انصرف به إلى منزله، فأكرمه وبره. وقال له: أطع أمرى، وأجب أمير المؤمنين إلى مقاضاته عن نفسك وعن ابنيك، وحملني كل ما قاضيته عليه. فقال له موسى: أما إذا كنت أنت صاحب هذا الشأن، فأنا غير مخبرك فيما ضمنت لأمير المؤمنين، وايم الله لو أمر سواك بي، وأمره بالبسط علي، لكان أحب إلي أن ألقى الله عز وجل، وأقرب إلي من أن يأخذوا مني دينارا واحدا، ولكن أديا يا ابني عن أنفسكما وعن أبيكما، فقالا: نعم، فغدا يزيد بن المهلب إلى سليمان، فأعلمه بذلك، وبرضا موسى بمقاضاته، فأدخله سليمان عليه. فقال موسى: أرأيت لو لم أقاضك ما كنت فاعلا فقال سليمان: أضع العذاب عليك وعلى ابنيك حتى أبلغ ما أريد، أو آتى على أنفسكم. فقال موسى: الآن طابت نفسك يا أمير المؤمنين فأعطني أربع خصال، ولك ما دعوتني إليه من هذا المال. فقال: وما هن ؟ قال: لا تعزل عبد الله بن موسى عن أفريقية وجميع عمله سنتين، وأن كل ما جباه عبد الله بأفريقية، وعبد العزيز بالأندلس، فهو لي فيما قاضيت عليه أمير المؤمنين، وأن تدفع إلي طارقا مولا، وأكون أملا به عينا وبماله. فقال له سليمان: أما ما سألت من إقرار عبد العزيز وعبد الله على مكانهما فذلك لك. وأما ما سألت من دفع طارق إليك فتكون أملا عينا به وبماله، فليس هذا جزاء أهل النصيحة لأمير المؤمنين، فلست بفاعل، ولا مخل بينك وبين عقوبته، ولا اخذ ماله، فقاضاه موسى على مال، فأجله في ذلك، وخلى سبيله. نسخة القضية هذا ما قاضى عليه عبد الله سليمان أمير المؤمنين موسى بن نصير، قاضاه على أربعة آلاف ألف دينار، وثلاثين ألف دينار، وخمسين دينارا ذهبا طيبة وازنة يؤديها إلى أمير المؤمنين، وقد قبض منها أمير المؤمنين مئة ألف، وبقى على موسى سائر ذلك، أجله أمير المؤمنين إلى سير رسول أمير المؤمنين إلى ابني موسى الذي بالأندلس، والذي بإفريقية، يمكث شهرا بالأندلس، وليس له أن يمكث وراء ذلك يوما واحدا، حتى يقفل راجعا بالمال، إلى ما كان من أفريقية وما دونها، وليس لموسى أن يتكثر بشئ مما كان عليه من العمل، منذ استخلف الله أمير المؤمنين من ذمة أو فئ أو أمانة، فهو لأمير المؤمنين يأخذه ويقتضيه، ولا يحسبه موسى من غرامته، فإن أدى موسى الذي سمى أمير المؤمنين في كتابه هذا من المال، إلى ما قد سمى أمير المؤمنين من الاجل، فقد برئ موسى وبنوه وأهله ومواليه، وليست عليهم تبعة ولا طلبة في المال ولا في العمل، يقرون حيث شاءوا، وما كان قبض موسى أو بنوه من عمال موسى إلى قدوم رسول أمير المؤمنين أفريقية، فهو من الذي على موسى من المال، يحسب له من الذي عليه، ما لم يقبض قبل وصول رسول أمير المؤمنين، فليس منه في شئ، وقد خلى أمير المؤمنين بين موسى وبين أهله ومواليه، ليس له ظلم أحد منهم، غير أن أمير المؤمنين لا يدفع إليه طارقا مولاه، ولا شيئا من الذي قد أباه عليه أول يوم. شهد أيوب ابن أمير المؤمنين، وداود بن أمير المؤمنين، وعمر بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن فهو لي فيما قاضيت عليه أمير المؤمنين، وأن تدفع إلي طارقا مولاى، وأكون أملا به عينا وبماله. فقال له سليمان: أما ما سألت من إقرار عبد العزيز وعبد الله على مكانهما فذلك لك. وأما ما سألت من دفع طارق إليك فتكون أملا عينا به وبماله، فليس هذا جزاء أهل النصيحة لأمير المؤمنين، فلست بفاعل، ولا مخل بينك وبين عقوبته، ولا اخذ ماله، فقاضاه موسى على مال، فأجله في ذلك، وخلى سبيله. نسخة القضية هذا ما قاضى عليه عبد الله سليمان أمير المؤمنين موسى بن نصير، قاضاه على أربعة آلاف ألف دينار، وثلاثين ألف دينار، وخمسين دينارا ذهبا طيبة وازنة يؤديها إلى أمير المؤمنين، وقد قبض منها أمير المؤمنين مئة ألف، وبقى على موسى سائر ذلك، أجله أمير المؤمنين إلى سير رسول أمير المؤمنين إلى ابني موسى الذي بالأندلس، والذي بإفريقية، يمكث شهرا بالأندلس، وليس له أن يمكث وراء ذلك يوما واحدا، حتى يقفل راجعا بالمال، إلى ما كان من أفريقية وما دونها، وليس لموسى أن يتكثر بشئ مما كان عليه من العمل، منذ استخلف الله أمير المؤمنين من ذمة أو فئ أو أمانة، فهو لأمير المؤمنين يأخذه ويقتضيه، ولا يحسبه موسى من غرامته، فإن أدى موسى الذي سمى أمير المؤمنين في كتابه هذا من المال، إلى ما قد سمى أمير المؤمنين من الاجل، فقد برئ موسى وبنوه وأهله ومواليه، وليست عليهم تبعة ولا طلبة في المال ولا في العمل، يقرون حيث شاءوا، وما كان قبض موسى أو بنوه من عمال موسى إلى قدوم رسول أمير المؤمنين أفريقية، فهو من الذي على موسى من المال، يحسب له من الذي عليه، ما لم يقبض قبل وصول رسول أمير المؤمنين، فليس منه في شئ، وقد خلى أمير المؤمنين بين موسى وبين أهله ومواليه، ليس له ظلم أحد منهم، غير أن أمير المؤمنين لا يدفع إليه طارقا مولاه، ولا شيئا من الذي قد أباه عليه أول يوم.
___________
(1) أحدث عهدك: أكتب وصيتك حتى إذا مت كنت قد رتبت أمورك على ما تحب.
(2) البادن: السمين كبير الجسم. والنسمة: الربو وقد مر ذكرهما. (*)
(3) القدمة: السابقة أي مع سابقة آبائي مع آبائك من حيث قيام آبائي بأعمال جليلة لآبائك.
(4) استطير: ذعر وخاف.
(5) بهره: انقطاع نفسه من الاعياء والتعب.
(6) برئت: أي نفذت يمينى وكان قد حلف ليصلبنه. (*)
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|