أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
1000
التاريخ: 23-11-2016
902
التاريخ: 23-11-2016
886
التاريخ: 22-11-2016
795
|
كان من بين هؤلاء الأمراء الأمويين حفيد للخليفة هشام بن عبد الملك يدعى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام، ولد سنة 113 هـ / 731م، وفقد أباه صغيراً فتربى في كنف جده، هشام وكانت أمه جارية بربرية من قبيلة نفزة، وحينما سقطت دولة بني أمية كان يعيش في قرية الرصافة على ضفاف نهر الفرات، وأحاط جنود بني العباس بداره فخرج هارباً هو وأخ له أصغر منه واضطر إلى عبور النهر سباحة ورأى الجنود وهم يذبحون أخاه الصغير. ومضى بعد ذلك متخفياً لاجئاً من مكان إلى مكان من شمال الشام إلى فلسطين إلى مصر، ثم إلى شمال افريقيا في ملحمة أشبه بالأساطير، ولما وصل إلى أقصى المغرب لجأ إلى قبيلة أخواله نفزة في مدينة نكور الساحلية، فبسطوا عليه حمايتهم. وبدأ من هناك اتصاله بموالي بني أمية في الأندلس، وقد سبق أن ذكرنا أن كثيراً من طالعة بلج بن بشر الشامية كانوا من هؤلاء الموالي. وقام بالسفارة لعبد الرحمن في الأمر مولاه بدر الذي فاوض زعماء الموالي الشاميين وهم: عبد الله بن خالد وعبيد بن عثمان زعيما جند البيرة ويوسف بن بخت زعيم جند جيان ورأى هؤلاء أن يعرضوا الأمر على الصميل بن حاتم وزير يوسف الفهري، ولكنه تردد خشية أن يفقد مركزه السياسي المتميز. وحينئذ رأى أنصار عبد الرحمن أن يتجهوا إلى اليمنية الذين كانوا يتوقون للانتقام من القيسية أصحاب الصميل ويوسف الفهري فرحب زعماء اليمنية بذلك، وهكذا استقل عبد الرحمن مركباً حمله إلى ميناء المنكب (Almunicat)، وكان وصوله في ربيع الأول 138هـ /14 آب/ أغسطس سنة 755م. وكان يوسف الفهري يلي الأندلس منذ سنة 130هـ / 747م وحينما سقطت دولة بني أمية استمر حاكماً للأندلس مستقلاً بها، وساءه أن يأتي هذا الأمير الأموي المطالب بعرش أجداده، غير أنه أثر التفاوض معه فعرض عليه أن ينزله في قرطبة وأن يتزوج من ابنته ويعيش موسعاً عليه، ولكن بشرط ألا يقوم بأي نشاط سياسي، ورفض عبد الرحمن هذا العرض ولم يكن هناك بد من اشتعال الحرب. والتف حول عبد الرحمن موالي الأمويين من جند الشام اليمنية وقليل من القيسية وجماعات من البربر، والتقى الفريقان في المصارة (Al-Musara على ضفاف الوادي الكبير ((EI Guadalquivir بجوار أسوار قرطبة ودارت المعركة في 9 ذي الحجة 138هـ / 14 أيار / مايو 756م ، وهزم يوسف الفهري وصاحبه الصميل هزيمة ساحقة ودخل عبد الرحمن قرطبة وأعلن نفسه أميراً بها في تموز/ يوليو من السنة نفسها، وقنع بلقب الأمير ولم يدع لنفسه بالخلافة حتى لا يستفز الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور الذي اعتبر نفسه وارثاً لجميع الأقطار الإسلامية. وهكذا فقد كانت الأندلس أول قطر يعلن استقلاله وانفصاله عن الخلافة منذ هذا التاريخ. وشرع عبد الرحمن في تنظيم الدولة محاولاً تجنب ما وقع فيه أسلافه الخلفاء في المشرق، فرأى أن العصبيات العرقية والقبلية هي السبب الأول لما كان البلاد من الفوضى، فأعلن منذ البداية أنه لن يعترف بهذه العصبيات، وأنه سيقيم العدل والمساواة بين الجميع ولم يقع هذا الإعلان موقع الرضا من نفوس الكثيرين من الزعماء الذين تعودوا أن يقدموا مصالحهم الخاصة على كل شيء، ومن هنا تكررت الثورات في الأندلس من قبل عملاء الخلافة العباسيين، ويوسف الفهري والصميل اللذين عمدا إلى نكث العهود بعد أن أمنهما وزعماء اليمنية الذين كانوا يُدِلُّون بنصرتهم له، وزعماء البربر ،وغيرهم ولكن عبد الرحمن قضى على كل هذه الثورات في صرامة بالغة لم يكن هناك بد منها، وكان عبد الرحمن على جانب كبير من المقدرة الإدارية كما أنه كان يحسن اختيار رجال دولته فاعتمد على عدد من زعماء الموالي أثبتوا كفاءة سياسية وإدارية عظيمة وأصبحت بيوتهم عمادا للدولة الاموية الاندلسية حتى النهاية مثل بني مغث الرومي ،وبني أبي عبدة، وبني بخت،وبني خالد ،وبني عثمان ، وبني شهيد . وعامل أهل الذمة معاملة حسنة، وهكذا استطاع ان ينشر العدل بين الرعية وأن يعيد النظام الى بلد طالما مزقته الفتن والفوضى، وأن يحسن التصرف في الموارد المالية للبلاد ويقيم في النهاية دولة موجدة ومنظمة قوية. ولعل من أخطر ما تعرضت له الاندلس في أيام عبد الرحمن الداخل الغزوة التي قام بها شارلمان (Charlemagne) للاستيلاء على سرقسطة عاصمة الثغر الأعلى، ففي ربيع سنة 161هـ / 778م توجه الملك الفرنسي في جيش ضخم فعبر جبال البرتات من الشرق متوجهاً نحو سرقسطة، وكان قد سبق له الاتفاق البشكونس لكي ينضموا إليه كما تحالف معه زعيمان عربیان هما سليمان بن يقظان الأعرابي والحسين بن يحيى الأنصاري وأغرياه بأن يسلما إليه ،سرقسطة، غير أن الخلاف دب بعد ذلك بين الحلفاء وهب أهل الثغر الأعلى للدفاع عن بلدهم، فأخفق الملك الإفرنجي في الاستيلاء على سرقسطة بعد أن أطال ،حصارها فارتد راجعاً إلى بلاده، وحينما توسط عمر رنشفاله (Roncesvalles) في جبال البرتات انقض عليه البشكونس أيضاً، وتحالف المسلمون والبشكونس للإيقاع بمؤخرة الجيش الإفرنجي فمزقوها وقتلوا قائدها الفارس رولان الذي أصبح بطلاً للملحمة الشعبية الفرنسية (أنشودة رولان) (La Chanson de Roland) التي تعد من المعالم الحاسمة في تكوين اللغة الفرنسية. وكان لعبد الرحمن الداخل اهتمام كبير بالعمران بدا في اهتمامه بعمارة مسجد قرطبة الجامع سنة 168 هـ / 785م، وفي تجديده لقصر الإمارة في مواجهة المسجد الجامع وإنشاء قصره الريفي الذي سماه الرصافة في شمال غربي قرطبة (تشبيها له بقصر جده هشام على شاطئ الفرات). يُعد عبد الرحمن الداخل - وسمي بذلك لأنه أول من دخل من قومه الأمويين إلى الأندلس - من أعظم رجال الدولة، ويكفي تأمل سيرته، وتحوله من شريد إلى مجدد ملك ومؤسس دولة، وكذلك اللقب الذي أطلقه عليه عدوه اللدود أبو جعفر المنصور، لقب *صقر قريش*.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|