المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18706 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



هل التفسير توقيف ؟  
  
2225   06:25 مساءاً   التاريخ: 15-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص26-30 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

 ربما كان بعض السلف يحتشم عن القول في القرآن ، خشية ان يكون قولا على اللّه بغير علم ، او تفسيرا برايه الممنوع شرعا وتبعهم على ذلك بعض الخلف ، فامسكوا عن تفسير القرآن ، سوى ما ورد فيه اثر صحيح ونقل صريح . فقد اخرج الطبري بإسناده الى ابي معمر ، قال : قال ابو بكر : (اي ارض تقلني واى سما تظلني اذا قلت في القرآن ما لا اعلم ) ، وفي رواية اخرى ايضا عنه : (اذا قلت في القرآن برايي ) (1) .

وهذا عند ما سئل عن (الاب ) في قوله تعالى : {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } [عبس : 31، 32] ، فقد اخرج السيوطي بإسناده الى ابراهيم التميمي ، قال : سئل ابو بكر عن قوله تعالى : (و ابا) ، فقال : (اى سما تظلني واى ارض تقلني اذا قلت في كتاب اللّه ما لا اعلم ) (2) .

وهكذا روي عن عمر انه جعل التكلم في الاية تكلفا يجب تركه وايكاله الى اللّه ، اخرج السيوطي بعدة اسانيدان عمر قرا على المنبر : (فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا ـ الى قوله ـ وابا) قال : كل هذا قد عرفناه ، فما الاب ؟ ثم رفض عصا كانت في يده ، فقال : هذا لعمرو اللّه هو التكلف ، فما عليك ان لا تدري ما الاب ، اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه الى ربه (3) .

وعن عبيد اللّه بن عمر قال : لقد ادركت فقها المدينة ، وانهم ليعظمون القول في التفسير ، منهم سالم بن عبداللّه ، والقاسم بن محمد ، وسعيد بن المسيب ، ونافع وعن يحيى بن سعيد ، قال : سمعت رجلا يسال سعيد بن المسيب عن آية من القرآن ، فقال : لا اقول في القرآن شيئا وفي رواية اخرى : انه كان اذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال : انا لا اقول في القرآن شيئا ، وكان لا يتكلم الا في المعلوم من القرآن قال يزيد : واذا سألنا سعيدا عن تفسير آية من القرآن ، سكت كان لم يسمع .

وعن ابن سيرين ، قال : سالت عبيدة السلماني عن آية ، قال : عليك بالسداد ، فقد ذهب الذين علموا فيم انزل القرآن .

وجاء طلق بن حبيب الى جندب بن عبد اللّه ، فساله عن آية من القرآن ، فقال له : احرج عليك ان كنت مسلما ، لما قمت عني ، او قال : ان تجالسني .

وروي عن الشعبي ، قال : ثلاث لا اقول فيهن حتى اموت : القرآن ، والروح ، والراي ، وكان يقول : واللّه ما من آية الا قد سالت عنها ، ولكنها الرواية عن اللّه .

وروي عنه انه قال : ادركتهم ـ اي الاوائل ـ وما شيء ابغض اليهم ان يسالوا عنه ولاهم له اهيب ، من القرآن ذكره صاحب كتاب المباني .

ورووا في ذلك بطريق ضعيف عن عائشة ، قالت : ما كان النبي (صلى الله عليه واله)يفسر شيئا من القرآن الا آيا تعد ، علمهن اياه جبريل (4) ، اي انه (صلى الله عليه واله)لم يكن يفسر الا القلائل من الآيات ، تلك القلائل ايضا كان بوحي وتوقيف ، ولم يكن عن فهمه .

وروي عن ابراهيم ، قال : كان اصحابنا يتقون التفسير ويهابونه .

قال ابن كثير : فهذه الاثار الصحيحة وما شاكلها عن ائمة السلف ، محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم فيه فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه ، ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم اقوال في التفسير ، ولا منافاة ، لانهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه وهذا هو الواجب على كل واحد ، فانه كما يجب السكوت عما لا علم به ، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه ، لقوله تعالى : (لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) (5) .

وبعين ذلك ذكر ابن تيمية في مقدمته (6) .

وقال ابن جرير الطبري : ان معنى (احجام ) من احجم عن القيل في تأويل القرآن وتفسيره من علما السلف ، انما كان احجامه عنه حذرا ان لا يبلغ ادا ما كلف من اصابة صواب القول فيه ، لا على ان تأويل ذلك محجوب عن علما الامة ، غير موجود بين اظهرهم (7) .

قلت : والدليل على صحة ذلك ان من تحرج من القول في معاني القرآن من السلف ، كانوا هم القلة القليلة من الاصحاب والتابعين ، اما الاكثرية الساحقة من علما الامة ونبها الصحابة فقد عنوا بتفسير القرآن وتأويله عناية بالغة ، كانت الوفرة الوفيرة من رصيدنا اليوم في التفسير.

قال ابن عطية : وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه ، وهم ابقى على المسلمين في ذلك .

فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن ابي طالب (عليه السلام) ، ويتلوه عبد اللّه ابن عباس ، وهو تجرد للأمر وكمله ، وتبعه العلماء عليه ، كمجاهد ، وسعيد بن جبير ، وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك اكثر من المحفوظ عن على بن ابي طالب .

وقال ابن عباس : ما اخذت من تفسير القرآن فعن على بن ابي طالب .

وكان على بن ابي طالب يثني على تفسير ابن عباس ، ويحض على الاخذ عنه وكان عبد اللّه بن مسعود يقول : نعم ترجمان القرآن عبد اللّه بن عباس .

وهو الذي قال فيه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : (اللهم فقهه في الدين ) ، وحسبك بهذه الدعوة وقال عنه على بن ابي طالب (عليه السلام) : (ابن عباس كأنما ينظر الى الغيب من ستر رقيق ).

ويتلوه عبد اللّه بن مسعود ، وابى بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعبد اللّه بن عمرو بن العاص .

قال : وكل ما اخذ عن الصحابة فحسن متقدم (8) .

واما حديث عائشة ـ فضلا عن تكلم ابن جرير وابن عطية وغيرهما في تأويله وضعف سنده ـ فالأرجح في تأويله : انه (صلى الله عليه واله)كان يفسر لهم القرآن اعدادا فأعدادا ، كل فترة عددا خاصا حسبما كان جبرئيل يعلمه عن اللّه ـجل جلاله ـ ولم يكن التعليم فوضى من غير انتظام وسيوافيك حديث ابن مسعود في ذلك : كان الرجل منا اذا تعلم عشر آيات ، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن .

قال صاحب كتاب المباني : واما ما روي عن عائشة ، فان ذلك يدل على انه (عليه السلام)كان يحتاج مع ما انزل عليه من القرآن الى تفسير آيات يعلمهن اياه جبريل (عليه السلام)و تلك آيات معدودة قد اجملت فيها احكام الشريعة ، بحيث لا يوقف عليه الا ببيان الرسول عن اللّه تعالى .

واما ما ذكروه من امتناع من امتنع من القول في التفسير ، فان ذلك بمنزلة من امتنع منهم عن الرواية عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)الا فيما لم يجد فيه بدا.

ولذلك قلت روايات رجال من اكابر الصحابة ، مثل عثمان وطلحة والزبير وغيرهم روى عامر بن عبد اللّه بن الزبير عن ابيه قال : قلت للزبير : ما لي لا اسمعك تحدث عن رسول اللّه ، كما اسمع ابن مسعود وفلانا وفلانا؟ فقال : اما اني لم افارقه منذ اسلمت ، ولكني سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)يقول : (من كذب على متعمدا فليتبوا مقعده من النار).

وقيل لربيعة : انا لنجد عند غيرك من الحديث ما لا نجد عندك منه ، ولكني سمعت رجلا من آل الهدير يقول : صحبت طلحة وما سمعته يحدث عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)الا حديثا واحدا.

قال : وهذا عبد اللّه بن عباس ، لم يدع آية في القرآن الا وقد ذكر من تفسيرها ، على ما روت عنه الرواة ، ولذلك قيل : ابن عباس ترجمان القرآن .

وروي عن ابي مليكة قال : رأيت مجاهدا يسال ابن عباس في تفسير القرآن ومعه الواحه ، فيقول ابن عباس : اكتبه ، حتى سأله عن التفسير كله .

وروي عن سعيد بن جبير انه قال : من قرا القرآن ولم يفسره كان كالأعمى او كالاعرابي .

وروى مسلم عن مسروق بن الاجدع قال : كان عبد اللّه يقرا علينا السورة ثم يحدثنا فيها ، ويفسرها عامة النهار.

وعن ابي عبد الرحمان قال : حدثونا الذين كانوا يقرئوننا : انهم كانوا يستقرئون من النبي ، فكانوا اذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا ما فيها من العمل ، فيعلموا القرآن والعمل جميعا.

وعن ابن مسعود : كان الرجل منا اذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن (9) .

وبعد ، فقد ذكر الراغب الاصبهاني هنا شرائط يجب توفرها في المفسر ، حتى لا يكون تفسيره تفسيرا بالراي الممنوع شرعا والمقبوح عقلا ، نذكره بتفصيله ، فان فيه الفائدة المتوخاة في هذا الباب .
______________________
1- تفسير الطبري ، ج1 ، ص 27.

2- الدر المنثور ، ج6 ، ص 317.

3- المصدر نفسه ، والطبري ، ج30 ، ص 38 ـ 39.

4- الطبري ، في التفسير ، ج1 ، ص 29 ومقدمة كتاب المباني في نظم المعاني ، ص 183 ـ 184.

5- تفسير ابن كثير ، ج1 ، ص 6 وآل عمران / 187.

6- مقدمته في اصول التفسير ، ص 55.

7- الطبري ـ التفسيرـ ج1 ، ص 30.

8- مقدمة ابن عطية لتفسيره الجامع المحرر ، المطبوعة مع مقدمة المباني ، ص 262 ـ 263.

108- مقدمة كتاب المباني ، ص 191 ـ 193.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .