أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
1774
التاريخ: 27-09-2015
2116
التاريخ: 15-11-2014
2023
التاريخ: 2024-09-06
306
|
1. عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يوم أحد : «اللّهم العن أبا سفيان ... اللهم العن الحرث بن هشام. اللهم العن صفوان بن امية.» فنزلت { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ } [آل عمران : 128] فتاب عليهم فأسلموا فحسن اسلامهم . (1)
ومن الواضح أنّ هذا الحديث وضع لصالح الأمويين على لسان عمر بن الخطّاب؛ إذ لا يتّفق هذا الحديث مع الواقع التاريخي المعروف عن هؤلاء الأشخاص بعد إسلامهم في حياة النبي صلّى اللّه عليه وآله وبعدها. ولكن يبدو أنّ التزوير غير متقن؛ لأنّه يفرض صدور التوبة من اللّه قبل إسلامهم.
2. عن أبي بكر قال : كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فأنزلت عليه هذه الآية { مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء : 123] قلت يا رسول اللّه! بأبي أنت وأمّي أيّنا لم يعمل سوء وإنّا لمجزون بما عملنا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أمّا أنت يا أبا بكر والمؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتّى تلقوا اللّه وليس لكم ذنوب وأمّا الآخرون فيجمع لهم حتى يجزوا به يوم القيامة(2).
فهذا الحديث بالرغم من مخالفته لظهور كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة يحاول أن يبرّئ موتى المسلمين - كما ترى - من التبعات الاخروية لأعمالهم ليبقوا أولياء على كل حال في نظر الناس.
3. روى مسلم عن ابن عباس في رواية باذان : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خالد بن الوليد في سريّة إلى حيّ من أحياء العرب، وكان معه عمّار بن ياسر، فسار خالد حتّى إذا دنا من القوم عرّس لكي يصبحهم . فأتاهم النذير، فهربوا عن رجل قد كان أسلم فأمر أهله أن يتأهبوا للمسير. ثم انطلق حتى أتى عسكر خالد ودخل على عمّار فقال يا أبا اليقظان! إنّي منكم وإنّ قومي لمّا سمعوا بكم هربوا وأقمت لإسلامي أفنافعي ذلك، أو أهرب كما هرب قومي؟ فقال : أقم فإنّ ذلك نافعك وانصرف الرجل إلى أهله وأمرهم بالمقام، وأصبح خالد فغار على القوم فلم يجد غير ذلك الرجل فأخذه وأخذ ماله. فأتاه عمّار فقال : اخل سبيل الرجل فإنّه مسلم، وقد كنت آمنته فأمرته بالمقام. فقال خالد : أنت تجير علىّ وأنا الأمير ؟! فقال : نعم أنا اجير عليك وأنت الأمير. فكان في ذلك بينهما كلام. فانصرفوا إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله فأخبروه خبر الرجل فآمنه النبي صلّى اللّه عليه وآله وأجار أمان عمّار ونهاه أن يجير بعد ذلك على أمير بغير إذنه. قال : واستبّ عمّار وخالد بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فأغلظ عمّار لخالد. فغضب خالد وقال : يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أ تدع هذا العبد يشتمني فو الله لو لا أنت ما شتمني. وكان عمّار مولى لهاشم بن المغيرة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا خالد! كفّ عن عمّار فإنّه من يسبّ عمّارا يسبّه اللّه ومن يبغض عمّارا يبغضه اللّه.
فقام عمّار فتبعه خالد فأخذ بثوبه وسأله أن يرضى عنه فرضي عنه. فأنزل اللّه تعالى هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء : 59] وأمر بطاعة اولي الأمر . (3)
والتلفيق في هذه الرواية واضح؛ لما فيها من التناقض في الأحكام والمواقف بالشكل الذي لا ينسجم مع أوضاع أبطالها الثلاثة : رسول اللّه وعمّار وخالد. فلما ذا يحتاج هذا الرجل المسلم إلى أن يجيره شخص من السريّة ليكون آمنا ولا يكفيه الإسلام في ذلك حتّى يقع النزاع بين عمّار وخالد في من يجير؟! وكيف يسبّ عمّار خالدا بعد أن حقّق عمّار هدفه في الحصول على أمان للرجل من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وبعد نهي رسول اللّه له- كما تفرض الرواية - بمخالفة أمير السرية؟! ثمّ، كيف ينتصر النّبي لعمّار على خالد والرواية تظهر عمّارا كظالم لخالد؟! ثمّ كيف يترضّى خالد عمّارا بعد ظلمه له، وبعد أن تكشّف خالد عن نفسية جاهليّة تأبى عليه هذا الذل؟! وبعد كلّ هذا ألا يجوز لنا أن نحكم بتزوير هذه الرواية لمصلحة خالد بن الوليد على حساب الصحابيّ المجاهد المناهض للظلم عمّار بن ياسر؟.
_____________________
(1) انظر الترمذي ، ج 11، ص 131.
(2) الترمذي ، ج 11، ص 169- 170.
(3) انظر الواحدي، أسباب النزول ، ص 118.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|