المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الحاجة الى التفسير  
  
4933   07:21 مساءاً   التاريخ: 14-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص​18-21 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2015 1826
التاريخ: 25-04-2015 1765
التاريخ: 15-11-2014 2306
التاريخ: 27-09-2015 1996

ما وجه الحاجة الى تفسير القرآن ، وقد انزله اللّه نورا وهدى وبصائر للناس وتبيانا لكل شيء ، (1) كما انه جاء ليكون بنفسه احسن تفسيرا (2) ، فهل هناك حاجة الى تفسير؟.

 نعم انزل اللّه الكتاب ليكون بذاته بيانا للناس عامة وتفصيلا لكل شيء ، (3) غير ان بواعث الابهام امر عارض ، ولعله كان من طبيعة البيان القرآني ، جاء تشريعا للأصول والمباني ، واجمل في البيان ايكالا الى تبيين النبي (صلى الله عليه واله)ليبين للناس تفاصيل ما نزل اليهم (4) .

قال الامام الصادق (عليه السلام) : (ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله)نزلت عليه الصلاة ولم يسم لهم ثلاثا ولا اربعا ، حتى كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله)هو الذي فسر لهم ذلك ) (5) .

هذا جانب من الاجمال (الابهام ) الحاصل في وجه لفيف من آيات الاحكام ، ولعله طبيعي في مثل البيان القرآني ، كما نبهنا.

وجانب آخر اهم : احتوا القرآن على معان دقيقة ومفاهيم رقيقة ، تنبؤك عن كمون الخليقة واسرار الوجود ، هي تعاليم وحكم راقية جاء بها القرآن ، وكانت فوق مستوى البشرية آنذاك ، ليقوم النبي (صلى الله عليه واله)بتبيينها وشرح تفاصيلها ، وكذا صحابته العلماء {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ *وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الجمعة : 2، 3] .

وذلك في مثل صفاته تعالى ـ الجلال والجمال ـ ، ومعرفة وجود الانسان ، وسر خلقته ، ومقدار تصرفه في الحياة ، والهدف من الخلق والايجاد ، ومسائل المبدأ والمعاد.

كل ذلك جاء في القرآن في اشارات عابرة ، وفي الفاظ وتعابير كنائية ، واستعارة ومجاز ، فكان حلها والكشف عن معانيها بحاجة الى فقه ودراسة وتدبر ، وامعان نظر وتفكير.

وايضا فان في القرآن إلماعات الى حوادث غابرة وامم خالية ، جاء ذكرها لأجل العظة والاعتبار ، الى جنب عادات جاهلية كانت معاصرة ، عارضها وشدد النكير عليها ، في مثل مسالة النسي ، وانها {زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة : 37] ونهيه عن دخول البيوت من ظهورها {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا } [البقرة : 189] ونحو ذلك ، فاستنكرها عليهم وعنفهم عليها حتى ابادها ، وقطع من جذورها فلم يبق منها سوى اشارات عابرة ، لولا الوقوف عليها ، لما امكن فهم معاني تلكم الآيات .

كما تعرض لأمور اتى عليها من وجه كليها واهمل جانب تعيينها ، فجات مجملة هي بحاجة الى شرح وبيان ، في مثل الدابة التي تخرج من الارض فتكلم الناس ، {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل : 82] والبرهان الذي عصم يوسف من ارتكاب الاثم { بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف : 24] .

هذا مضافا الى غرائب اللغة التي جات في القرآن على افصحها وابلغها ، وان كان صعبا فهمها على عامة الناس ، لولا الشرح والبيان .

قال الراغب : فالتفسير اما ان يستعمل في غريب الالفاظ ، نحو (البحيرة ) و(السائبة ) و(الوصيلة ) او في وجيز كلام يبين ويشرح ، كقوله : (و اقيموا الصلاة وآتوا الزكوة ) (6) او في كلام مضم ن بقصة لا يمكن تصوره الا بمعرفتها ، نحو قوله تعالى : {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة : 37] وقوله : {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا } [البقرة : 189].

قال الامام بدر الدين الزركشي : التفسير علم يعرف به فهم كتاب اللّه ، وبيان معانيه ، واستخراج احكامه وحكمه ، وان اللّه انما خاطب خلقه بما يفهمونه ، ولذلك ارسل كل رسول بلسان قومه ، وانزل كتابه على لغتهم .

والقرآن انما انزل بلسان عربي مبين في زمن افصح العرب ، وكانوا يعلمون ظواهره واحكامه ، وانما احتيج الى التفسير ، لما فيه من دقائق باطنة لا تظهر الا بعد البحث والنظر ، مع سؤال النبي (صلى الله عليه واله)عنها في الاكثر ، كسؤالهم لما نزل : {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام : 82] ، فقالوا : اينا لم يظلم نفسه (7) ، وكسؤال عائشة عن الحساب اليسير (8) ، فقال : (ذلك العرض ، ومن نوقش الحساب عذب ) (9) ، وكقصة عدي بن حاتم في الخيط الذي وضعه تحت راسه ، (10) وغير ذلك مما سألوه عن آحاد منه (11) .

قال : ولم ينقل الينا عنهم تفسير القرآن وتأويله بجملته ، فنحن نحتاج الى ما كانوا يحتاجون اليه وزيادة ، لقصورنا عن مدارك احكام اللغة بغير تعلم ، فنحن اشد الناس احتياجا الى التفسير.

قال : ومعلوم ان تفسير القرآن يكون بعضه من قبيل بسط الالفاظ الوجيزة وكشف معانيها ، وبعضه من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض ، لبلاغته ولطف معانيه ، ولهذا لا يستغنى عن قانون عام يعول في تفسيره عليه ، ويرجع في تفسيره اليه ، من معرفة مفردات الفاظه ومركباتها ، وسياقه ، وظاهره وباطنه ، وغير ذلك ممالا يدخل تحت الوهم ، ويدق عنه الفهم .

بين اقداحهم حديث قصير ـــــ هو سحر ، وما سواه كلام .

و في هذا تتفاوت الاذهان ، وتتسابق في النظر اليه مسابقة الرهان فمن سابق بفهمه ، وراشق كبد الرمية بسهمه ، وآخر رمى فاشوى (11) وخبط في النظر خبط عشوا ، كما قيل : واين الرقيق من الركيك ، واين الزلال من الزعاق (12) .
____________________________________

1- قال تعالى : (يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا) النسا/174. (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين )آل عمران / 138. (هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون ) الجاثية / 20. (و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )النحل / 89.

2- (و لا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا) الفرقان / 33 ، اي احسن بيانا وتوضيحا.

3- (و هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا) الانعام / 114 ، (و تفصيل الكتاب لاريب فيه )يونس / 37 .

4- (و انزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون ) النحل / 44.

5- الكافي الشريف ، ج1 ، ص 286.

6- المائدة / 103 قال الراغب : البحيرة هي الناقة اذا ولدت عشرة ابطن ، شقوا اذنها وتركوها ، فلا تركب ولا يحمل عليها والسائبة ، اذا ولدت خمسة ابطن ، تسيبت في المرعى ، فلا تردعن حوض ولا كلا والوصيلة ، اذا ولدت الشاة توأمين ذكرا وانثى ، فلا يذبح الذكر ، ويقال : وصلت اخاها ، فيتركونه لأجلها والحام : الفحل اذا ضرب عشرة ابطن ، كان يقال : حمي ظهره فلا يركب .

7- لقمان / 13.

8- في قوله تعالى : (فأما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا)الانشقاق / 7 ـ8.

9- تفسير الطبري ، ج30 ، ص 74.

10- تفسير الطبري ، ج2 ، ص 100.

11- سوف نذكر نماذج من تفاسير مأثورة عن النبي (صلى الله عليه واله)عند الكلام عن التفسير في عهد الرسالة .

12- البرهان في علوم القرآن ، ج1 ، ص 13 ـ 15 والزعاق : الما المر ، لا يطاق شربه .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .