المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الجهاد والشهادة من عوامل دخول الجنة
24-11-2015
اعتبارات هامه في إطار التنمية المستدامة
2023-06-10
حقوق الزوجة
13-1-2016
Sir William Rowan Hamilton
5-11-2016
قبول التوبة
21-7-2016
معنى كملة مشى‌
3-1-2016


نهج البلاغة ليس كتابا لعلي بن ابي طالب  
  
878   07:39 صباحاً   التاريخ: 15-11-2016
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج7
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) /

الجواب :

أولاً: إن علماء الأمة الصالحين، قد تصدوا لرد هذه الشبهة، التي أطلقها أناس لا يخافون الله. وقد أظهروا رضوان الله تعالى عليهم وقدّس أسرارهم؛ بما لا يقبل الشك أن ما نقله السيد الشريف الرضي في كتاب «نهج البلاغة»، قد رواه علماء عاشوا قبل عهده رحمه الله، في مؤلفاتهم، ومجاميعهم الحديثية، والتاريخية، والأدبية، وغيرها..

وكتاب: «مصادر نهج البلاغة»، للعلامة السيد عبد الزهراء الخطيب، شاهد صدق على ذلك..

كما أن نصوص هذه الخطب، والكتب، والأقوال، قد رواها معاصرون، ولاحقون للشريف الرضي، بنحو يظهر منه: أنهم أخذوها عن غيره رحمه الله..

ثانياً: إن المدعى هو أن ما في نهج البلاغة قد اختاره الشريف الرضي من روايات ذكرها العلماء في مؤلفاتهم تذكر هذا الكلام لأمير المؤمنين عليه السلام، ولم يدَّع أحد أنه عين كلامه عليه السلام، من دون زيادة حرف أو نقيصة حرف..

فحال كتاب نهج البلاغة من هذه الناحية، حال أي كتاب روائي آخر، فلا يمكن تنزيه الناقل عن السهو، أو النسيان، أو الخطأ، كما لا يمكن تنزيه الراوي أو الرواة الآخرين عن ذلك.

كما أن التعامل معه في مقام الاستدلال إنما يكون وفق الموازين المعمول بها في البحوث العلمية، في مختلف القضايا المتشابهة..

ثالثاً: لو صح قولهم إن الشريف الرضي هو الذي أنشأ ما في نهج البلاغة من الخطب التي حاولوا التشكيك فيها ـ أو التشكيك في نهج البلاغة لأجلها، مثل الخطبة «الشقشقية» وغيرها مما وجدوا فيه إدانة لخلفائهم، ولنهجهم، وله مساس بعقائدهم فيهم ـ لو صح ذلك ـ فلا بد من اعتبار الشريف أعظم من خلقه الله من عمالقة البلاغة في التاريخ، وأنه حالة فريدة لا يدانيها في مزاياها مخلوق، فيما عدا الأنبياء، والأئمة الأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم..

ولكان من المتوقع أن نجده رحمه الله يدَّعي لنفسه مقامات جليلة، وعظيمة، تناسب هذا المستوى من الوعي، وهذه القدرات الهائلة..

رابعاً: لقد كان يجب أن نجد لتلك الخطب والمقطوعات الرائعة، نظائر في مؤلفات الشريف الرضي ـ رحمه الله ـ الأخرى، وأن لا يقتصر ذلك على ما أورده في كتاب «نهج البلاغة»..

وإذا كانت هذه المنشآت المعجزة، بمثابة بيضة الديك، فلماذا آثر الشريف أن ينحلها لغيره، ولم ينسب منها شيئاً ـ ولو ضئيلاً ـ لنفسه؟!

_________________

(1) راجع: ج3 ص129..

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.