المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



المكافأة بمنح الانتباه  
  
2128   01:00 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : د. جانيت هول
الكتاب أو المصدر : ولدي يخاف ماذا أفعل؟
الجزء والصفحة : ص33-36
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 1813
التاريخ: 20-4-2016 2206
التاريخ: 3-2-2018 2198
التاريخ: 18-1-2016 2023

ينص المبدأ السيكولوجي للمكافاة على ان العاقبة التي تشجع على تكرار سلوك ما تسمى مكافاة او ثوابا. على سبيل المثال، اذا كانت طفلة تبكي اثناء الليل فتأتي الام الى غرفتها وتمضي معها بعض الوقت وتظهر لها محبتها وتسألها عما يشغل بالها، تكون هذه الام تكافئ بالحسنى طفلتها الباكية. وقد تعود الطفلة الى البكاء في الليلة التالية على امل ان يسترعي بكاؤها الانتباه عينه كما في الليلة السابقة.

أعلم ان بعض الاهل يصعب عليهم تقبل هذا. انتم تعتقدون انكم تقومون بأفضل ما يمكن اذ تذهبون الى الطفل الباكي، ولا شك ان الطفل الذي يعاني من خوف حقيقي يستحق ان يلقى بعض الدعم والمؤاساة.. لكن في هذا تناقض واضح. كيف يمكن للأهل ان يعرفوا ما اذا كان الطفل خائفاً حقا او انه يحاول خداعهم؟

بما انه من الصعوبة بمكان ان تتأكد حقا فقد يكون من الافضل ان تطمئن الطفل ببعض الكلمات وأن تؤمن له مقومات الأمان الذي يحتاج اليه حتى يخلد الى النوم. وليستغرق هذا أقل ما يمكن من الوقت، لكن احرص على تكرار الحديث المطمئن نفسه في اليوم التالي.

يستمر الرهاب (الخوف المرضي غير المبرر من شيء ما (phobia لأن هناك قدرا من المكافاة يتلقاه الطفل من جراء تجنب الحالة التي تسبب له هذا الرهاب، كما هو الامر في الحالة التالية.

ـ دراسة حالة :

لم تكن سالي البالغة من العمر خمس سنوات قد اصيبت باي صدمة معينة، ولم يكن واضحا من اين تعلمت ان تخاف الكلاب. الامر الوحيد المؤكد هو ان ردة فعل سالي تجاه الكلاب كانت مبالغاً فيها. لم يكن بمستطاع اسرة سالي ان تذهب في نزهة او لزيارة الجيران ولا حتى كان بإمكانها ان تذهب الى الشاطئ في الصيف لأن المكان مكتظ بالكلاب.

كانت سالي كلما صادفت كلبا تقطع الطريق الى الجهة المقابلة او تطلب من امها ان تحملها. كانت قد بلغت وزنا يصعب على امها رفعه، فأصرت الام على ان تكمل سالي سيرها. لم تكن الام مستعدة لردة الفعل المتطرفة التي تلقتها.

رمت سالي نفسها على الارض وراحت ترفس وتصرخ واصابتها نوبة غضب عارم، ثم راحت تقفز صارخة محاولة ان تتعلق بعنق امها.

مع كل الازعاج والاحراج اللذين سببهما هذا الانفجار العاطفي طمأنت الام سالي انهما لن تمرا بالقرب من الكلب، وعادتا معا الى البيت.

لقد تجنبت سالي المرور بالقرب من الكلب عبر القيام بهذا الاتفاق.

أرأيتم كيف ان سلوك سالي السلبي كان لصالحها وجلب لها المكافاة؟ لقد كافأت جيني ابنتها على نوبة الغضب وسلوكها الذي يتسم بالخوف عبر تراجعها وعودتها مع سالي الى البيت. لسوء الحظ، من المرجح ان تقع سالي في نوبة غضب اكبر من هذه عندما تلقى كلبا في المرة القادمة.

ـ كيف يربي الأهل الخوف ويعززونه ؟

في بعض الاحيان يمكن للخوف ان يكون مفيدا لا للشخص المصاب فحسب بل لشخص اخر من

افراد الاسرة.. وربما لاحد الوالدين. تأملوا في هذه القصة :

كانت مونيك قد بدأت تخاف من الظلام وهي في الثالثة من عمرها. كانت تينا تسمح لمونيك ان تنام معها كل ليلة في سريرها الذي يتسع لشخصين. كان الاب قد ترك العائلة عندما كانت مونيك في شهرها السادس. وكانت الوالدة سعيدة بوجود مونيك في سريرها الى ان التقت برجل ارادت ان تعيش معه وكانت مونيك قد بلغت الثامنة من عمرها. قد لا يفاجئكم ان الرجل لم يكن يرغب بوجود الابنة في السرير معه.

اخذت الام ابنتها لإجراء استشارة نفسية حتى تتمكن من النوم في سريرها الخاص ليلا. تم وضع برنامج يتطلب من تينا ان تنتهج منهجا صلبا يقضي بالامتناع عن مساعدة ابنتها حتى ولو نادتها الطفلة الصغيرة وبكت في سريرها.

مرت اسابيع ثلاثة ولم تترك مونيك سرير امها ابدا.

عندما سأل المستشار النفسي عن السبب قالت تينا انهما افترقا مباشرة بعد ان بدا برنامج الطفلة الخاص بالتغلب على الخوف. لم تعد الام تشعر بالحاجة الى تعويد طفلتها على النوم في سرير منفصل.

في هذه الحالة، من المثير ان نفكر في السبب الحقيقي الذي دفع الام الى ابقاء ابنتها في السرير معها. لقد عززت الام حاجة الطفلة للنوم في سرير الاهل وذلك لان وجود ابنتها بالقرب منها اثناء الليل يخفف من مشاعر الوحدة لديها. لسوء الحظ كانت الام تكافئ خوف الطفلة من الظلام عبر اعدادها للنوم بهذا الشكل مما لا يترك أي فرصة امام الطفلة للتغلب على خوفها ولان تتعلم ان تنام لوحدها في سريرها الخاص. لم تكن مونيك قادرة على القيام بالأشياء العادية التي يقوم بها سائر الاطفال كالنوم لدى احدى صديقاتها او المشاركة في مخيم مدرسي، ذلك انها كانت تعتمد على النوم جانب امها لكي تشعر بالأمان اثناء الليل.

في هذه الحالة تلقت كل من الأم والطفلة مكافأة نتيجة ارتباطهما الواحدة بالأخرى. فحصلت الام على صحبة الطفلة كمكافاة، وكوفئت الطفلة بحاجة امها اليها. هذا ينتج علاقات غير صحية تتسم بالارتباط المتبادل وهذا ليس بالأمر الجيد!.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.