أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
312
التاريخ: 14-11-2016
409
التاريخ: 14-11-2016
338
التاريخ: 14-11-2016
390
|
يذكر ابن خلدون ان الكنديين كان لهم الملك على بادية الحجاز من بني عدنان ولذلك كانت دولتهم تعرف (بكندة الملوك).
نسب كندة وموقعها الجغرافي:
تنسب قبيلة كندة الى ثور بن عفير الذي يتصل نسبه بكهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وكندة كان لقب ثور بن عفير.
ويذكر الاخباريون ان بلاد كندة كانت في البداية تقع في شرق بلاد اليمن مما يلي حضرموت وكانت مدينة (دمون) عاصمتهم.
ثم نزح الكنديون الى ارض معد بنجد واستقروا بها وقد اختلف الاخباريون في تعليل نزوح الكنديين الى الشمال، فيذكر اليعقوبي ان ذلك كان نتيجة لوقوع حرب طويلة الامد بين قبائل حضرموت وكندة.
ويرجح فريق من الاخبارين سبب نزوح الكنديين الى نجد، الى وجود قرابة بين تبع ملك حمير حجر بن عمرو زعيم كندة، وفي ذلك الوقت كان سلطان تبع يشمل نجد والحجاز وجهات اخرى من بلاد العرب فولى حسان بن تبع حجرا على قبائل معد كلها ليعمل على اخضاعها.
ملوك كندة:
يذكر ا ن اول ملوك كندة كان مرتع بن معاوية بن ثور الذي دام ملكه عشرين سنة ثم خلفه ابنه ثور بن مرتع الذي مات بعد قليل وخلفه الحارث بن معاوية الذي دام ملكه اربعين سنة ثم آل الملك الى رهب بن الحارث لمدة عشرين سنة وكان اشهر ملوك كندة بعد انتقالهم الى نجد كالتالي:
حجر آكل المرار بن عمرو(460- 480م تقريبا):
وهو حجر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية حسب رواية حمزة الاصفهاني، او حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الاصفر بن معاوية بن الحارث الاكبر بن معاوية بن كندة حسب رواية الطبري.
وتبعا لمعظم الروايات فان حجر بن عمرو هو اول ملوك كنده منذ نزولها ببطن عاقل في نجد.
ويذكر ابن الاثير ان السبب في تنصيب حجر بن عمرو ملكا في نجد ان سفهاء بكر فيها(كانوا قد غلبوا على عقلائها(1) وغلبوهم على الامر واكل القوي الضعيف فنظر العقلاء في امرهم فرؤا ان يملكوا عليهم ملكا يأخذ للضعيف من القوي، فنهاهم العرب وعلموا ان هذا لا يستقيم بأن يكون الملك منهم لانه يطيعه قوم ويخالفه اخرون فساروا الى بعض تبابعة اليمن وكانوا للعرب بمنزلة الخلفاء للمسلمين وطلبوا منه ان يملك عليهم ملكا فملك عليهم حجر بن عمرو آكل المرار فقدم عليهم ونزل ببطن عاقل واغار ببكر فأنتزعه عامة ما كان بأيدي اللخميين من ارض اللخميين من ارض بكر وبقي كذلك الى ان مات فدفن ببطن عاقل فلما مات صار عمرو بن حجر آكل المرار وهو المقصور ملكا بعد ابيه).
وكان حجر يعرف عند الاخباريين (بآكل المرار) وينسبون هذه التسمية الى حادث مفاده ان احد امراء غسان انتهز فرصة غياب حجر بن عمرو في بعض غزواته(فأكتسح له مالا وسبي(2) له جارية واوغلوا بالجارية يديرون المال خوف التبع فأقبلت الجارية تلفت، فقيل لها ما تلفتك؟ فقالت كأني بحجر قد كربكم فاعرافاه كانه جمل آكل المرار فلم يعتم ان لحق على تلك الهيئة فسمي آكل المرار).
ويذكر ابن الوردي ان امراته قالت عنه( قد آكل المرار(3) بغضا له فغلب عليه لقبا).
ويبدو ان حجر بن عمرو كان له ثلاث زوجات هن، هند بنت ظالم بن وهب وان اناس بنت عوف بن ملحم الشيباني والزوجة الثالثة من حمير وبهذه الزيجان يغلب على الظن انه قد تمكن من توسيع سلطانه في بلاد العرب.
وغير معروف على وجه الدقة تاريخ وفاة حجر بن عمرو ويعتقد ان وفاته كانت في السنوات العشرة الاخيرة من القرن الخامس الميلادي.
عمرو المقصور(480- 495م):
هو عمرو بن حجر وتولى الملك بعد ابيه حجر.
وسبب تلقبه بالمقصور انه اقتصر على ملك ابيه كما يذكر ان ربيعة جعلته يقتصر على ملك ابيه. وكان لعمرو اخ يدعى معاوية ويعرف بالجون، وتولى حكم اليمامة بينما اقتصر حكم عمرو على منطقة نجد.
ولم يكن عمرو ملكا قويا مما دعى الاخباريين الى تسمية بالمقصور ويبدو انه كان مجرد عامل لتبابعة في كندة فكان يخدم حسان بن تبع فلما قتل عمرو بن تبع اخاه حسان قرب اليه عمر بن حجر وزوجه من ابنة اخيه حسان فأنجبت له الحارث بن عمرو.
وكانت علاقة عمرو المقصور باللخميين علاقة مودة وحسن جوار انتهت بزواج الاسود بن المنذر ملك الحيرة، من ابنة عمرو وانجبت له النعمان بن الاسود واما علاقة عمرو المقصور بالغساسنة فكانت عدائية وكان يكثر من الاغارة على بلاد الغساسنة وفي احدى هذه الغارات تمكن الحارث بن ابي شمر الغساني من هزيمته وقتله.
الحارث بن عمرو بن حجر الكندي(495- 528م):
وهو اكبر ابناء عمرو المقصور من ابنه حسان بن تبع.
وكان الحارث بن عمرو اقوى ملوك كندة، واشدهم بأسا واكثرهم طموحا وهذا قد جعل قبائل معد تقبل به ملكا عليها بعد ان لمست قوته ومقدرته.
وخلال الفترة من عام 524الى 528م، تمكن الحارث بن عمرو ومن مد نفوذ كندة حتى الحيرة وذلك بموافقة كسرى قباذ ويذكر حمزة الاصفهاني ان سبب ذلك هو رفض النذر بن ماء السماء ملك الحيرة قبول مذهب المزدكية الذي اعتنقه قباذ وعرضه على المنذر بن ماء السماء فعزله قباذ، ونصب مكانه الحارث بن عمرو الذي قبل الزندقة المزدكية.
ويضيف حمزة الاصفهاني قائلا:
(فعظم لذلك سلطانه وفخم امره، وانتشر ولده(4) فملكهم على بكر وتميم وقيس تغلب واسد وكان من حل نجدا من احياء نزار تحت سلطان الحارث دون من نأى منهم عن نجد، وبقي الحارث ملكا على قبائل معد حتى ملك انوشروان).
وقد طمع الحارث بن عمرو في التوسع في العراق على حساب الفرس بعد ان لمس حالة الضعف عند كسرى قباذ، فطمع في ضم اقليم السواد فيما وراء نهر الفرات وقام جنده بشن الغارة على ذلك الاقليم فمنحه قباذ ستة(طساسيج) مجاورة للحيرة بقصد استرضائه.
ولكن الحارث بن عمرو استضعف قباذ وتطلع الى ضم المزيد من بلاد الفرس فبعث الى تبع ملك اليمن يغريه بالتوسع على حساب الفرس. وعلى اثر ذلك نزل الحيرة تبع واخوه شمر وقاما بمحاربة كسرى قباذ وتغلبا عليه.
وبعد وفاة قباذ خلفه كسرى انوشروان فتخلص من (مزدك) واعاد المنذر بن ماء السماء الى عرشه بالحيرة وطرد منها الحارث بن عمرو فخرج هاربا ومعه اصحابه وولده وامواله.
ويذكر ان نفر من قبيلة تغلب طاردوا الحارث بن عمرو ونهبوا امواله واسروا ثمانية واربعين من افراد بيت حجر آكل المرار بينهم اثنان من ولد الحارث بن عمرو ومالك وقادوهم الى المنذر بن ماء السماء الذي ضرب رقابهم في ديار بني مرين ويصف امرؤ القيس بن حجر هذه النكبة قائلا:
الا يعين بكــــى لـــــــي شيئا(5) ... وبكى لي الملوك الذاهبينا
ملوك من بني حجر بن عمرو ... يساقــون العشيــــة يقتلونا
فلـــــــو فــــي معركة اصيبوا ... ولكنه في الدمــاء مرملينا
تظـــل الطير عــــــاكفة عليهم ... وتنزع الحواجـب والعيونا
وقد اختلف الاخباريون في مصير الحارث بن عمرو فيذكر حمزة الاصفهاني انه هرب من العراق(وتبعته خيل المنذر(6) فأدركوا ابنا له فجأة فقتلوه ونجا الحارث هاربا لا يعرج على شيء فوقع عليه بنو كلب بمسحلان فقتلوه).
ويذكر ابن الاثير ان الحارث بن عمرو خرج للصيد وهو بمسحلان( فتتبع تيسا من الظباء واقسم(7) ان يأكل كبده فلما ظفر به شواه وتناول فلذه من كبده حاره فمات) .
وكان الحارث بن عمرو قد قسم مملكته في حياته بين اولاده الاربعة فولى ابنه الاكبر حجرا على بني اسد وكنانة وبنى خزيمة وغطفان وملك ابنه شرحبيل على بكر بن وائل وبني حنظلة وولى لبنه معد يكرب الذي يعرف بغلفاء على قيس عيلان وابنه الاصغر سلمه اقامة على تغلب والنمر بن قاسط.
حجر بن الحارث بن عمرو:
وهو والد امرئ القيس وكان اكثر ابناء الحارث بن عمرو ذكرا عند الاخباريين. وكان ابوه قد ولاه على اسد وكنانة المضريتين وكان يقيم في تهامة ورفض ان يقيم في منازل اسد وكنانة لانه يشعر ببغضهم له وسعيهم للتخلص منه لسوء سيرته فيهم.
وفي كل عام كان حجر بن الحارث يبعث رسله الى بني اسد وكنانة لتحصيل الاتاوة منهم ولما مات ابوه الحارث اعتزم بنو اسد القضاء على حجر وامتنعوا عن دفع الاتاوة السنوية وضربوا رسله وطرودهم.
وعلى اثر ذلك سار اليهم حجر بن الحارث بجند من ربيعة وقيس وكنانة وقتل سادتهم واسر عددا منهم ارسلهم الى تهامة وحبس جماعة من اشرافهم من بينهم الشاعر ابن الابرص الذي قال شعرا يستعطف فيه حجرا حتى رق له وامر بإطلاق سراحهم وردهم اليه وفي الصباح وهم في الطريق اليه وبتأثير كاهنهم عوف بن ربيعة بن عامر الاسدي انقلبوا عليه ولما بلغوا معسكره هجموا عليه في قبته وقتلوه وقام بقتله علباء بن الحارث الكاهلي انتقاما لقتل حجر لابيه من قبل. فلما قتل حجر قالت بنو اسد(يا معشر كنانة وقيس(8) انتم اخواننا وبنو عمنا والرجل بعيد النسب منا ومنكم وقد رأيتم سيرته وما كان يصنع بكم وهو وقومه فانتهبوهم).
وعقب ذلك انضمت كنانة وقيس الى اسد وهجموا على معسكر حجر ونهبوه ثم وضعوا جثته في (ربطة بيضاء والقوه على الطريق). ويذكر ان بني اسد اشتبكوا مع حجر في معركة ضارية انتهت بهزيمة كندة ومصرع حجر ورثاه امرؤ القيس بشعر جاء فيه:
بنو اسد قتلوا ربهم ... الا كل شيء سواه جلل
شرحبيل وسلمة ابني الحارث والصراع فيما بينهما:
كان الحارث بن عمرو قد جعل شرحبيل ملكا على بكر بن وائل وحنظلة بن مالك وبني اسد الرباب من بني مضر في القسم الشرقي من املاكه .
اما سلمه فقد الحارث ملكا على تغلب والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة وكانت ديارهم مجاورة لديار مضر وربيعة . وكان المنذر ملك الحيرة قد حاول التفريق والدس بين اولاد الحارث بن عمرو بعد لن عجزت في القضاء عليهم.
وقد استمر المنذر في تحريض شرحبيل وسلمة على محاربة بعضهما البعض حتى نشبت الحرب بينهما وزحف شرحبيل بجيوشه لمحاربة اخيه الذي اقبل ومعه قواته واشتبكت قوات الاخوين في قتال شديد اسفر عن هزيمة قوات شرحبيل من بني حنظلة وعمرو بن تميم والرباب وفر شرحبيل من ميدان المعركة وتتبعه من اراد قتيلا، وقيل ان ذا السنينة التغلبي هو الذي قتله وفي رأي اخر انه صيم بن النعمان بن مالك التغلبي هو الذي قام بقتله.
ويذكر ان سلمه قد جزع لمقتل اخيه وتبين له ان المنذر قد اراد ان يقتل بعضهم بعضا.
وبعد ذلك، اخرجت تغلب سامه عنها فلجأ الى بكر بن وائل فأذعنت له ولكن المنذر دعاهم الى طاعته فأبوا ذلك، وتمسكوا برئاسة سلمى لهم فأقسم المنذر ان يسير اليهم(فان ظفر بهم فليذبحهم على قمة جبل أوراه حتى يبلغ الدم الحضيض ثم زحف اليهم بجموعه وهزمهم وقتل منهم على جبل أرواه خلقا كثيرين ويعرف هذا اليوم بيوم أرواه الاول)(9).
اما سلمة فقد ذكر ابن خلدون انه اصيب بالفالج ومات.
معد يكرب بن الحارث:
وقد ولاه ابوه الحارث بن عمرو على قيس وعيلان وذكر انه شن غارة على جنوب الشام في حوالي عام 205م في عهد والده كان من نتائجها عقد صلح بين الامبراطور الروماني انسطاسيوس والحارث بن عمرو.
وبعد مقتل شرحبيل وحجر وموت سلمه قضى معد يكرب ايامه الاخيرة حزينا على فقد اخوته وهو على راس قيس وعيلان وقد استبد به الحزن( حتى اعترته وسواس هلك به)(10).
امرؤ القيس بن حجر:
وابوه حجر بن الحارث وامه فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير اخت كليب بن وائل والمهلهل التغلبين.
ويذكر ان اباه حجر لم يكن راضيا عن قوله الشعر وخاصة تعزله بالنساء بشكل بعيد عن البراءة فطرد واخذ يتجول في بلاد العرب واقبل على شرب الخمر والصيد حتى اتاه خبر مقتل ابيه وكان مقيما في دمون من ارض حضرموت ولما سمع بمقتل ابيه قال:
تطاول الليل علينا دمون ... دمون انا معشر يمانون
واننا لقومنا محبون
ثم قال عن ابيه( ضيفي صغيرا وحمله دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا امر)(11).
وبعد ذلك رحل امرؤ القيس الى بكر وتغلب وسألهم ان ينصروه على بني اسد الذين قتلوا اباه حجرا فأجابوه الى مطلبه.
وقد علم امرؤ القيس عن طريق عيونه الذين بعثهم الى بني اسد ان هؤلاء قد لجأوا الى بني كنانه فسار بمن معه من بكر وتغلب الى كنانه وباغتهم بالهجوم وهو يظن ان بني اسد بينهم فقالوا له(ابيت اللعن لسنا لك بثأر نحن بنو كنانه فدونك ثأرك فاطلبهم فان الفوم قد ساروا بالأمس).
وكلن بني اسد قد رحلوا عن منازل بني كنانة بعد ام ادركوا ان عيون امرئ القيس تتعقبهم. وعلى لثر ذلك اخذ امرؤ الفيس يتعقب بني اسد حتى ادركهم ظهر اليوم التالي وقد انهكت خيوله من طول الطريق وارهق العطش رجاله واشتبك مع بني اسد وقتل اعدادا كبيرة منهم وتمكن الباقون من الفرار.
وبعد ذلك امتنعت بكر وتغلب عن متابعة امرئ القيس بحجة انه قد اصاب ثأره فرحل الى اليمن في طلب مناصرته على بني اسد فأمده مرثد الخير بن ذي يزن جدن الحميري بخمسمائة رجل من حمير وبعد وفاته زوده قرمل الذي خلف مرثد بكل ما يلزمه وسار امرؤ القيس بهذا الجيش وبمن استأجرهم من قبائل اليمن الى بني اسد ونال مأربه ومنهم وقيل انه (قتل الاشقر بن عمرو وسيد بني اسد وشرب في قحف رأسه)(12).
ويبدوا ان بنوا اسد قد طلبوا حماية المنذر بن ماء السماء مبك الحيرة فلما ظفر بهم امرؤ القيس اراد المنذر ان يثأر منه وسير الجيوش في طلبه ولما بلغ امرؤ القيس ذلك اراد الرجوع الى اليمن ولكنه خاف من اهل حضرموت وطلب الثأر منه بنو اسد وقبائل معد وتخلى عنه من كانوا معه من حمير وغيرهم فنزل هو وجماعة من اهله على الحارث بن شهاب الب ربوعي وكان معه خمسة ادرع كان بنو حجر اكل المرار بن عمرو يتوارثونها ملك فعلم المنذر بنزول امرئ القيس عند بني يربوع بن حنظلة فأرسل الى الحارث بن شهاب وتوعده اذا امتنع عن تسليمهم اليه فأضطر الى تسليم جماعة منهم ونجا امرؤ القيس ومعه ابنته هند ويزيد بن معاوية بين الحارث ودروعه وسلاحه وماله ونزل على سعد بن الضباب وكان عاملا لكسرى على بعض مناطق العراق فأختبأ عنده لفترة حتى مات سعد بن الضباب فخرج الى منازل طيء ثم اخذ ينتقل من مكانه لأخر.
واخيرا نزل امرؤ القيس على السمؤال بن عادياة بتيماء، فأكرمه واقام عند امرؤ القيس حينا، ثم طلب منه ان يكتب الى الحارث بن ابي شمر الغساني يوصيه بأن يوصله الى قيصر(جستنيان) وعزم على الرحيل وسار الى الحارث الغساني بعد ان اودع اهله ودرعه عند السمؤال.
وبعد ذلك رحل امرؤ القيس الى القسطنطينية ووصل الى قيصر الذي اكرمه ولم يلب ثان نشأت علاقة غراميه بينه وبين ابنة قيصر التي اعجبت به وبلغ ذلك بني اسد، فأرسلوا احد رجالهم يدعى الطماح بين قيس الاسدي، كان امرؤ القيس قد قتل اخاه، فدخل الطماح على قيصر واخبره ان امرئ القيس غوي وعاهر وانه على صلة بأبنته وقال فيها اشعار انتشرت عند العرب فغضب قيصر واعتزم الانتقام منه.
وفي ذلك الوقت كان قد سير قيصر امرئ القيس على راس جيش كثيف، ومعه جماعه من ابناء البطارقة، فبعث اليه قيصر بحلة منسوجه بالذهب مسمومة، وكتب اليه انه ارسل هذه الحلة الخاصة تكريما وتقديرا لشخصه وامره ان يلبسها وان يكتب اليه بأخباره من مكان لأخر.
وقد سر امرؤ القيس من مبالغة القيصر في اكرامه ولبس الحلة التي ارسلها اليه فدخل السم الى جسمه وتساقط جلده.
ولم يلبث ان اكتشف امرؤ القيس حقيقة هذه الحلة والمكيدة التي دبرت له
فقال في ذلك:
لقد طمع الطماح من نحو ارضه ... ليلبسني مما يلبسه بؤسا
فلـــو انهـــــــا نفس تموت سوية ... ولكنها نفس تساقط انفسا
وعندما وصل امرؤ القبس الى انقره في بلاد الروم وافته المنية ودفن هناك(13).
ولما مات امرؤ القيس سار الحارث بن ابي شمر الغساني الى السمؤال بن عادياة وطلب تسليمه ادرع امرئ القيس، فأمتنع عن تسليمها اليه فأخذ الحارث احد ايناء السمؤال وهدد بقتله لذا لم يسلم الادرع اليه ولما لبى السمؤال ان يعطيها له اقدم الحارث على قتل ابنه.
وقد سجل السمؤال هذه الواقعة في شعره قائلا:
وفيت بأدرع الكنـــدي اني ... اذا ما ذم اقوام وفيت
واوصى عاديا يوما بان لا ... تهدم يا سمؤال ما بنيت
بني عـــاديا حصنا حصينا... وماء كلما شئت استقيت.
نهاية دولة كندة:
بعد موت اولاد الحارث بن عمرو انهارت دولة كندة، ولم يبقى من الكنديين سوى جماعة من احفاد حجر آكل المرار احتفظوا بالرئاسة في البحريين وحضر موت وكان منهم الاشعث بن قيس وهو اخر الملوك الكنديين من بني معاوية الجون اخرى عمرو المقصور.
وقد توجه الاشعث بن قيس الى النبي [صلى الله عليه وآله] ومعه سبعون من اشراف كنده فأسلموا ثم ارتدوا بعد ذلك وقاتلوا المسلمين في حروب الردة بعد وفاة الرسول الكريم.
وبعد ان ارتد عم الاسلام لجأ الاشعث الى حصن منيع قرب حضرموت يطلق عليه (النجير) فحاصره زياد بن لبيد البياضي والمهاجر بن ابي امية لحق بها عكرمة بن ابي جهل وتم فتح النجير ونزل الاشعث عن الحكم واسره.
_______
(1) ابن الاثير: كتاب الكامل في التاريخ، ج1، ص304
(2) ابن الفقيه بن الهمزاني: مختصر كتاب البلدان. ص86
(3) ابن الوردي(زيد الدين عمر بن مظفر): تاريخ ابن الوردي، ج1، ص84.
(4) حمزة الاصفهاني: تاريخ سني ملوك الارض والانبياء، ص92-93.
(5) ابن الوردي _زين الدين عمر بن مظفر) تاريخ ابن الوردي، ج1، ص84.
(6) حمزة الاصفهاني: تاريخ سني ملوك الارض والانبياء. ص93.
(7) ابن الاثير: كتاب الكامل في التاريخ ، ج1. ص305.
(8) السيد عبد العزيز سالم: تاريخ العرب في عصر الجاهلية. ص322
(9) اليعقوبي(احمد بن يعقوب): تاريخ اليعقوبي، ج1.ص433.
(10) ابن خلدون(عبد الرحمن بن محمد): كتاب العبر وديوان المبتدأ او الخبر،ج2،ص472.
(11) ابن الاثير (علي بن احمد بن ابي الكرم): الكامل في التاريخ- ج1. ص307.
(12) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي-ج1، ص179.
(13) ابن الاثير: الكامل في التاريخ، ج1،ص309
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|