ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك حصر عمر الشورى بالستة كان ترشيحا خاضعا للقبول و الرفض من الأمة |
837
08:21 صباحاً
التاريخ: 13-11-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
866
التاريخ: 12-4-2017
326
التاريخ: 23-1-2017
571
التاريخ: 12-4-2017
373
|
نص الشبهة :
قال الدكتور عبد الله البغدادي [ لا ندري فيما إذا كان هذا الاسم له وجود واقعي أو هو اسم مستعار آخر لصاحب النشرة ! ؛ اي نشرة الشورى وصاحبها احمد الكاتب ] .
ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك استخلاف عمر للستة كان ترشيحا خاضعا للقبول أو الرفض من الأمة.
الرد على الشبهة :
أقول: ان قوله هذا رأىٌ شاذ وافقه عليه بعض السنة .
قال الماوردي:" و أما انعقاد الإمامة بعهد من قبله، فهو مما انعقد الإجماع على جوازه، و وقع الاتفاق على صحته، لأمرين عمل المسلمون بهما و لم يتناكروهما:
أحدهما: ان أبا بكر عهد بها إلى عمر فاثبت المسلمون إمامته بعهده.
والثاني: ان عمر عهد بها إلى أهل الشورى فقبلت الجماعة دخولهم فيها و خرج باقي الصحابة منها فان لم يكن ولدا و لا والدا جاز ان ينفرد بعقد البيعة له و بتفويض العهد إليه و ان لم يستشر فيه أحدا من أهل الاختيار لكن اختلفوا هل يكون ظهور الرضا منهم شرطا في انعقاد بيعته أولا؟
فذهب بعض علماء أهل البصرة إلى ان رضا أهل الاختيار شرط في لزومها للامة ..
والصحيح ان بيعته منعقدة، و ان الرضا بها غير معتبر لان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة (1) .
وقال النووي و غيره:" اجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف، و على انعقادها بأهل الحل و العقد لإنسان حيث لا يكون هناك استخلاف غيره(2).
وقصة الشورى و استخلاف عثمان صريحة في أنها كانت بيعة من عبد الرحمن لعثمان بعد ما فوضه الأربعة ان يكون الأمر أمره، و من هنا قال عبد الرحمن لعلي بايع و إلّا ضربت عنقك(3).
ونحن نورد فقرات من رواية مفصلة رواها الطبري عن عمر بن شبة بأسانيده إلى عمرو بن ميمون.
قصة الشورى :
قال عمرو بن ميمون :
ان عمر لما طُعِنَ قيل له يا أمير المؤمنين لو استخلفت! قال: من استخلف؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته فان سألني ربي قلت: سمعت نبيك يقول (انه أمين هذه الأمة) (4).
ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته فان سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول (ان سالما شديد الحب لله) (5).
فقال له رجل أدلك عليه، عبد الله بن عمر قال بحسب آل عمر ان يحاسب منهم رجل واحد .. ان استخلفت فقد استخلف من هو خير مني، و ان اترك فقد ترك من هو خير مني، و لن يضيع الله دينه.
فخرجوا ثمّ رجعوا فقالوا يا أمير المؤمنين لو عهدت عهدا، فقال كنت عزمت بعد مقالتي لكم ان انظر فأولي رجلا أمركم، هو أحراكم ان يحملكم على الحق و أشار إلى علي(6) فما أريد ان أتحملها حيا و ميتاً(7).
عليكم بهؤلاء الرهط الذين قال رسول الله (صلى الله عليه واله) (انهم من أهل الجنة) علي و عثمان و عبد الرحمن و سعد و طلحة و الزبير فليختاروا رجلا. ثمّ دعا بهم و قال لهم إني نظرت فوجدتكم رؤساءهم و قادتهم و لا يكون هذا الأمر إلّا فيكم.
وقال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار ، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم، فان اجتمع خمسة و رضوا رجلا و أبى واحد فاشدخ رأسه، و ان اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم و أبى اثنان فاضرب رءوسهما، فان رضي ثلاثة رجلا منهم و ثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم، فان لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف و اقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس(8).
واستشار عبد الرحمن الناس(9) فقال له عمار بن ياسر ان أردت ان لا يختلف المسلمون فبايع عليا، فقال المقداد بن الأسود صدق عمار ان بايعت عليا قلنا سمعنا و اطعنا.
وقال ابن أبي سرح ان أردت إلا تختلف قريش فبايع عثمان، فقال عبد الله بن أبي ربيعة صدق ان بايعت عثمان قلنا سمعنا و اطعنا.
وقال عمار: أيها الناس ان الله عز و جل أكرمنا بنبيه و أعزنا بدينه فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم.
فقال رجل من بني مخزوم لقد عدوت طورك يا ابن سمية و ما أنت و تأمير قريش لأنفسها(10).
فقال سعد بن أبي وقاص: يا عبد الرحمن افرغ قبل ان يفتتن الناس.
و دعا عبد الرحمن عليا فقال له عليك عهد الله و ميثاقه لتعملن بكتاب الله و سنة رسوله و سيرة الخليفتين من بعده.
قال أرجو ان افعل و اعمل بمبلغ علمي و طاقتي(11).
ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي، فقال نعم فبايعه(12).
فقال علي: حبوته حبو دهر، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون، و الله ما وليت عثمان إلّا ليرد الأمر إليك(13).
فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا فأني قد نظرت و شاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان.
فقال المقداد: ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم، إني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا لا أقول ان أحداً اعلم و لا أقضى منه بالعدل أما و الله لو أجد عليه أعوانا(14).
فقال عبد الرحمن يا مقداد اتق الله فإني خائف عليك الفتنة"(15).
أقول ان هذه الرواية لا تدع شكا في ان حصر عمر الأمر في الستة على ان يبايعوا أحدهم لم يكن مجرد ترشيح و لو كان كذلك فما الداعي إلى الأمر بقتل الواحد إذا خالف الخمسة و الاثنين إذا خالفا الأربعة؟
ان التأمل في الفقرات التي أوردناها تلفت نظر القارئ إلى ان السلطة كانت بيد قريش و ان المسلمين كانوا مغلوبين على أمرهم، و ان مثل عمار بن ياسر الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) (ان عمارا ملئ أيمانا إلى أخمص قدميه) (من ابغض عمار ابغضه الله تعالى) (16) كان يقال له حين هتف باسم علي ما أنت و تأمير قريش لأنفسها).
ومن هنا قال المقداد(17) قوله أما و الله لو أجد عليه أعوانا" الآنف الذكر.
علي (عليه السلام) يتظلم من قريش:
وقد نبَّه علي (عليه السلام) في أحاديثه مرارا إلى هذه الحقيقة المرة في تغلب قريش بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه واله) على الأمر كما في قوله:" اللهم إني أستعديك على قريش و من أعانهم، فانهم قطعوا رحمي، و صغرّوا عظيم منزلتي، و اكفأوا إنائي، و اجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري، و قالوا إلا ان في الحق ان تأخذه، و في الحق ان تُمنعه، فاصبر مغموما، أو مُت متأسفا، فنظرت فإذا ليس لي رافد و لا ذاب و لا مساعد إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن المنية، فاغضيت على القذى، و جرعت ريقي على الشجا، و صبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم، و آلم للقلب من حز الشفار"(18).
وقوله (عليه السلام):" فجزى قريشا عني الجوازي فانهم ظلموني حقي و اغتصبوني سلطان ابن امي"(19).
وقوله:" لقد أخافتني قريش صغيرا، و انصبتني كبيرا، حتى قبض الله رسوله فكانت الطامة الكبرى"(20).
وقوله في رسالته لأخية عقيل:" فان قريشا قد اجتمعت على حرب اخيك اجتماعها على حرب رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل اليوم، و جهلوا حقي، و جحدوا فضلي، و نصبوا لي الحرب، و جدُّوا في اطفاء نور الله، اللهم فاجزِ قريشا عني بفعالها، قد قطعت رحمي و ظاهرت عليَّ "(21).
وقوله:" أما و الله لقد تقمصها(22) فلان (23) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل و لا يرقى إلي الطير،(24) فسدلت دونها ثوبا، و طويت عنها كشحا(25)، وطفقت ارتئي بين ان أصول بيد جذاء(26)، أو أصبر على طخية عمياء(27) فرأيت الصبر على هاتا احجى أ حتى إذا مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده أ فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لَشَدَّ ما تشطرا ضرعيها، فصيّرها في حوزة خشناء، يغلظ كَلْمُها فصبرت على طول المدة، و شدة المحنة (28) ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة، زعم أني أحدهم، فيا لله و للشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت اقرن إلى هذه النظائر، و لكني أسففت إذ أسفوا، و طرت إذ طاروا(29)، فصغا رجل(30) منهم لضغنه، ومال(31) الآخر لصهره، مع هن وهن (32)، إلى ان قام ثالث (33) القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه، و قام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى ان انتكث فتله، و أجهز عليه عمله، و كبت به بِطنته.
فما راعني إلا وانثيال الناس كعرف الضبع (34) إليَّ ينثالون عليَّ من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان، و شق عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلما نهضت بالأَمر نكثت طائفة(35) و مرقت أخرى(36) و قسط آخرون(37) أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجة بوجود الناصر، و ما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كِظَّةِ ظالم، و لا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غار بها، و لسقيت آخرها بكأس أولها، و لألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز"(38).
ومن الواضح ان الأنصار و اغلب المهاجرين بعد ان انفلتوا من سلطان قريش(39) و عادت إليهم حريتهم تهافتوا على علي (عليه السلام) كتهافت الفراش يطلبون منه البيعة بصفته الشخص الذي دعا الكتاب و السنة إلى بيعته أما في زمن أبي بكر و عمر فلم تكن لهم حرية ان يبايعوا من أرادوا و أراده الكتاب و السنة إذ بايع خمسة أشخاص أبا بكر و هم عمر و أبو عبيدة و سالم من المهاجرين و اسيد بن حضير و بشير بن سعد و من تبعهما من الأنصار ممن كان حاضرا و لبّس الأمر على طائفة من الأنصار بسبب العصبية القبلية و أُجبِر الباقي على البيعة بشكل أو باخر الحرية في إحدى خطبه بقوله و لئن رُدَّ عليكم أمركم أنكم، و قد أشار علي (عليه السلام) إلى هذه لسعداء لبَّسته عليكم" (40)...
_________________
( 1) الأحكام السلطانية: 10.
( 2) فتح الباري ج 334: 16.
( 3) انساب الأشراف ج 508: 4. و اللفظ في صحيح البخاري ج 98: 9( فلا تجعل على نفسك سبيلا).
( 4) مما لا شك فيه ان هذا الحديث من الموضوعات و قد وضع في قبال ما عرف عن علي(عليه السلام) و الأئمة من ولده أنهم أمناء الله في أرضه و حججه على عباده، و توجد زيارة لقبر علي(عليه السلام) معروفة بزيارة أمين الله.
( 5) انظر أيضا في طبقات عمر بن سعد ج 343: 3 و تاريخ المدينة لابن شبة 922 و مسند احمد بن حنبل ج 20: 1 و مختصر تاريخ بن عساكر ج 4319 و قد كان أبو عبيدة و سالم أول من حضر من المهاجرين أمر السقيفة( الأحكام السلطانية ص 7) قال في الاستيعاب: 568 في ترجمة سالم( و كان سالم من أهل فارس معدودا من المهاجرين لانه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة و تبناه أبو حذيفة و قد روي انه هاجر مع عمر و نفر من الصحابة من مكة و كان يؤمهم إذا سافر معهم و قد كان عمر يفرط في الثناء عليه، و قد روي عنه انه قال لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى و ذلك بعد ما طعن فجعلها شورى) أقول و الحديث من الموضوعات و لو تنزلنا و سلمنا به فان من الغريب ان يخضع أبو حفص لقول النبي(صلى الله عليه واله) في سالم( ان سالم شديد الحب لله) و لا يخضع لقول النبي(صلى الله عليه واله) في علي يوم خيبر( لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرار غير فرار يفتح الله على يده) ثمّ دعا عليا(عليه السلام) و هو ارمد فأعطاه الراية و كان الفتح على يده.
( 6) انظر أيضا طبقات ابن سعد ج 342: 3 و في انساب الاشراف ج 103: 3 قال عمر لئن ولوها الاجيلح ليركبن بهم الطريق، و انظر ايضا المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 446: 5، و في الرياض النضرة لمحب الدين الطبري( ت 694) ط 2 بمصر 373، ج 95: 2 قال عمر لله درهم ان ولوها الأصلع كيف يحملهم على الحق و ان كان السيف على عنقه قال محمد بن كعب فقلت أتعلم ذلك منه و لا توليه فقال ان تركتهم فقد تركهم من هو خير مني.
( 7) و في رواية البلاذري 501: 4 قال( اكره ان أتحملها حيا و ميتا) قلت( بل تحمل أبو حفص حيا و ميتا مسئولية إبعاد علي (عليه السلام) عن موقعه الذي وضعه الله و رسوله فيه، اما تحمله لذلك حيّاً فقد تبين حين شدَّ عن وسطه و ذبَّ عن بيعة أبي بكر و فرضها على المسلمين بكل وسيلة ممكنة حتى لو ادى ذلك إحراق باب فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه واله) كما مر تفصيله في جواب الشبهة 11، و أما تحمله للأمر ميتا فقد تبيَّن حين ابتكر الشورى السداسية و عيَّن أفرادها و فرض على علي(عليه السلام) ان يكون أحدهم ليضمن ثلاثة أمور الأول: ان لا يبايَع علي(عليه السلام) إذ ليس له من أصوات الخمسة الآخرين الا صوت الزبير في قبال عثمان الذي له اربعة اصوات هذا مضافا الى شرط جديد في البيعة و هو العمل بسيرة الشيخين و هو يعلم جيدا ان عليا سوف يرفض مثل هذا الشرط. الثاني: ان تُضمن بيعة علي لعثمان و لو كرها قبل ان يخرجوا من البيت و هو يعلم من تجربة السقيفة ان عليا سوف يمتنع من البيعة و يطالب المسلمين بنصرته و انه اذا بايع و لو كرها امنوا من تحركه ضدهم. الثالث: ان تخلق الانداد لعلي(عليه السلام) كالزبير الذي كان بالامس جنديا لعلي(عليه السلام) يدافع عنه في قصة السقيفة ثمّ صار بعد قتل عثمان نِدّاً له ينافسه على الامر و يقاتله عليه. و تذكر المصادر التاريخية ان عمر كان على يقين من ان الشورى السداسية ستكون لصالح عثمان. قال ابن سعد في طبقاته بترجمة سعيد بن العاص ما خلاصته:" ان سعيد بن العاص اتى الخليفة عمر يستزيده في الأرض ليوسع داره فوعده الخليفة بعد صلاة الغداة و ذهب معه الى داره قال سعيد فزادني و خط لي برجليه فقلت يا امير المؤمنين زدني فانه نَبَتَتْ لي نابتة من ولد و اهل فقال حسبك و اختبئ عندك انه سيلي الامر من بعدي من يصل رحمك و يقضي حاجتك قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان ... فوصلني و احسن و قضى حاجتي و اشركني في امانته. و سعيد بن العاص هو من اقرباء عثمان فهو سعيد بن العاص بن سعيد بن احيحة بن امية و عثمان هو ابن عفان بن ابي العاص بن امية.
قال العلامة العسكري و يتضح من هذه المحاورة ان امر تولية عثمان الخلافة كان قد بُتَّ فيه في حياة الخليفة عمر و تعيين الستة في الشورى كان من اجل تمرير هذا الامر .." معالم المدرستين ج 1/ 183.
( 8) في طبقات بن سعد بسنده عن سماك ان عمر قال للانصار ادخلوهم بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا و الّا فأدخلوا عليهم فاضربوا اعناقهم ج 342: 3، و في انساب الأشراف للبلاذري 503: 4 قال عمر ليتبع الاقل الاكثر فمن خالفكم فاضربوا عنقه و مثله في كنز العمال 681: 12.
( 9) و في صحيح البخاري ج 97: 9 قال عبد الرحمن لاهل الشورى لست بالذي انافسكم على هذا الامر و لكنكم ان شئتم اخترت منكم فجعلوا ذلك الى عبد الرحمن و مال الناس على عبد الرحمن يشاورونه و في ج 22: 5 قال عبد الرحمن لاهل الشورى اجعلوا امركم الى ثلاثة منكم فقال الزبير جعلت امري الى علي فقال طلحة جعلت امري الى عثمان و قال سعد قد جعلت امري الى عبد الرحمن بن عوف ثمّ قال عبد الرحمن لعلي و عثمان اجعلوه اليّ و الله عليّ ان لآلوا عن افضلكم.
( 10) انظر ايضا انساب الاشراف تحقيق المحمودي ج 144: 2 خبر 142
( 11) و في تاريخ اليعقوبي 162: 1 ان عليا(عليه السلام) قال لعبد الرحمن لما عرض عليه البيعة على كتاب الله و سنة النبي و سيرة ابي بكر و عمر قال: ان كتاب الله و سنة نبيه لا يحتاج معهما الى اجّيري أحد والإجيري بالكسر و التشديد: العادة و الطريقة.
( 12) و في صحيح البخاري: ابايعك على سنة الله و سنة رسوله و الخليفتين من بعده فبايعه عبد الرحمن و بايعه الناس المهاجرون و الانصار و امراء الأجناد و المسلمون.
( 13) و في تاريخ اليعقوبي 162: 1 قال علي(عليه السلام) لعبد الرحمن بن عوف انت مجتهد ان تزوي هذا الامر عني.
( 14) جاء في تاريخ اليعقوبي ج 163: 2 قول المقداد: وا عجبا لقريش و دفعهم هذا الامر عن اهل بيت نبيهم. و في مروج الذهب ج 343: 2 قال المقداد: يا عبد الرحمن اعجب من قريش انما تطولهم على الناس بفضل اهل هذا البيت قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله(صلى الله عليه واله) بعده من ايديهم، اما و ايم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش انصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي عليه الصلاة و السلام يوم بدر).
قال المسعودي و جرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابنا أخبار الزمان في أخبار الشورى و الدار).
قلت قد أورد الكلام مفصلا ابن أبي الحديد في شرح النهج( ج 56: 9) نقلا عن سقيفة الجوهري:
قال عوانة قال إسماعيل قال الشعبي فحدثني عبد الرحمن بن جندب عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي قال كنت جالسا بالمدينة حيث بويع عثمان فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو فسمعته يقول ... اما و الله لو ان لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر و أحد فقال عبد الرحمن ثكلتك أمك لا يسمعن هذا الكلام الناس فإني أخاف ان تكون صاحب فتنة و فرقة.
قال المقداد ان من دعا إلى الحق و أهله و ولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة و لكن من أقحم الناس في الباطل و آثر الهوى على الحق فذلك صاحب الفتنة و الفرقة. قال فتربد وجه عبد الرحمن ثمّ قال لو اعلم انك إياي تعنى لكان لي و لك شأن. قال المقداد إياي تهدد يا بن أم عبد الرحمن ثمّ قام عن عبد الرحمن فانصرف. قال جندب بن عبد الله فاتبعته و قلت له يا عبد الله أنا من أعوانك، فقال رحمك الله ان هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان و لا الثلاثة، قال فدخلت من فوري ذلك على علي(عليه السلام) فلما جلست إليه قلت يا أبا الحسن و الله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك فقال صبر جميل و الله المستعان. فقلت و الله انك لصبور قال فان لم اصبر فما ذا اصنع، قلت إني جلست إلى المقداد بن عمرو آنفا وعبد الرحمن بن عوف فقالا كذا و كذا ثمّ قام المقداد فاتبعته فقلت له كذا فقال لي كذا فقال علي (عليه السلام) لقد صدق المقداد، فما ذا اصنع؟ فقلت تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك و بخبرهم انك أولى بالنبي (صلى الله عليه واله)، و تسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك فإذا أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين، فان دانوا لك فذاك و إلا قاتلتهم و كنت أولى بالعذر قتلت أو بقيت، و كنت أعلى عند الله حجة، فقال(عليه السلام): أترجو يا جندب ان يبايعني من كل عشرة واحد؟ قلت ارجو ذلك، قال لكني لا ارجو ذلك، لا والله ولا من المائة واحد وسأخبرك ان الناس ينظرون إلى قريش فيقولون هم قوم محمد و قبيله و أما قريش بينها تقول ان آل محمد يرون لهم على الناس بنبوته فضلا و يرون انهم اولياء هذا الأمر دون قريش و دون غيرهم من الناس و هم ان وَلَوْه لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبدا و متى كان في غيرهم تداولته قريش بينها لا و الله لا يدفع الناس إلينا هذا الأمر طائعين أبدا. فقلت جعلت فداك يا بن عم رسول الله لقد صدعت قلبي بهذا القول ا فلا ارجع إلى المصر فأوذن الناس بمقالتك و أدعو الناس إليك فقال يا جندب ليس هذا زمان ذاك. قال فانصرفت إلى العراق فكنت اذكر فضل علي على الناس فلا اعدم رجلا يقول لي ما اكره و احسن ما اسمعه قول من يقول دع عنك هذا و خذ فيما ينفعك فأقول ان هذا مما ينفعني و ينفعك فيقوم عني و يدعني.
وزاد أبو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري حتى رُفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبة أيام وَلِيَنا فبعث إليَّ فحبسني حتى كُلم فيَّ فخلى سبيلي.
وروى الجوهري قال نادى عمار بن ياسر ذلك اليوم يا معشر المسلمين أنا قد كنا ما كنا نستطيع الكلام قلة و ذلة فأعزنا الله بدينه وأكرمنا برسوله فالحمد لله رب العالمين يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مرة و هاهنا مرة ما أنا آمن ان ينزعه الله منكم و يضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله و وضعتموه في غير أهله.
فقال له هشام بن الوليد بن المغيرة يا بن سمية لقد عدوت طورك و ما عرفت قدرك ما أنت و ما رأت قريش لأنفسها انك لست في شيء من أمرها و إماراتها فتنح عنها. و تكلمت قريش بأجمعها فصاحوا بعمار و انتهروه فقال الحمد لله رب العالمين ما زال أعوان الحق أذلاء ثمّ قام فانصرف.
( 15) تاريخ الطبري ج 224: 4 عن عمر بن شبة عن علي بن محمد( المدائني) عن وكيع عن الاعمش عن ابراهيم( التيمي) و محمد بن عبد الله الانصاري عن ابن ابي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب، و ابي مخنف عن يوسف بن يزيد عن عباس بن سهل، و مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر و يونس بن ابي اسحاق عن عمر و بن ميمون الاودي، و في تاريخ المدينة المطبوع لابن شبة ج 3 ص 924 سقط من الرواية نحو من ثلاث ورقات من اولها مع الاسانيد. و قد روى الرواية ايضا ابن عبد ربه في العقد الفريد ج 2802744 روى القسم الاول منها عن يونس عن الحسن و هشام بن عروة عن ابيه، و من هذا القسم قول عمر لابي طلحة و قم على رءوسهم( اي الستة اهل الشورى) فان اجتمع خمسة على رأي واحد و ابي واحد فاشدخ رأسه بالسيف .." و روى القسم الثاني( و منه قول المقداد و اختلاف بني امية و بني هاشم) عن ابي الحسن المدائني و كلا القسمين لم ينسبهما الى عمرو بن ميمون. و قد حاول يحيى ليحيى في رسالته للماجستير( مرويات ابي مخنف) ط الرياض 1410 ان يجعل متن الرواية بقسميها على انها رواية ابي مخنف و ان قصة الشورى في الطبري انما هي تلفيق بين متون رواية ابراهيم التيمي و شهر بن حوشب و ابي مخنف، و لا دليل له على ذلك اذ لو كان الطبري قد صنع ذلك لاشار اليه كما هو ديدنه( نظير ما صنعه في المورد الذي رواه في ج 213 4،، و ج 4: 891 و غيرها) و لو كان ابن شبة صنعه لاشار اليه و لو اشار اليه لذكره الطبري عنه لان روايته انما هي رواية ابن شبة باسانيدها التي ذكرها و لم يضف اليها شيئا آخر. و قد حاول مؤلف رسالة الماجستير ايضا تضعيف رواية ابن سعد في الطبقات ج 342: 3 بسنده الى سماك بن حرب التي تفيد ان عمر امر بادخال اهل الشورى بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا و الا فلتضرب اعناقهم. بدعوى ان سليمان بن حرب ضعيف و نقل ذلك عن التقريب لابن حجر غير ان المؤلف لم ينقل للقارئ بأمانة ما وجده في المصدر اذ قال ابن حجر في التقريب( ان سماك بن حرب صدوق و روايته عن عكرمة خاصة مضطربة)، و هذا التخصيص قد قال به ابن المدائني قبل ابن حجر، و في ميزان الاعتدال للذهبي قال في ترجمة سماك( صدوق صالح من اوعية العلم مشهور و قال يعقوب بن شيبة هو في عكرمة غير صالح).
( 16) الاستيعاب: 1138 ترجمة عمار.
( 17) قال في الاستيعاب: 1480 في ترجمته: كان قديم الاسلام و هو من السبعة الاوائل الذين اظهروا الاسلام بمكة و قد شهد مشاهد النبي(صلى الله عليه واله) كلها.
( 18) كلام: 217 نهج البلاغة الخطبة: 172.
( 19) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج 306: 9.
( 20) شرح النهج ج 54: 9 و مروج الذهب ج 12: 3.
( 21) الامامة و السياسة ج 56: 1 انساب الاشراف ج 75: 2 الاغاني ج 46: 15 نهج البلاغة ج 68: 3 جمهرة رسائل العرب ج 595: 1.
( 22) الضمير يرجع الى الخلافة و الامرة.
( 23) يريد ابا بكر.
( 24) أي لا يضاهيه في منزلته في زمانه احد.
( 25) الكشح بين الخاصرة و الجنب و طويت عنها كشحا كناية عن تركها.
( 26) الجذاء المقطوعة.
( 27) الطخية هي الظلمة و نسبة العمى اليها مجاز عقلي و انما يعمى القائمون فيها اذ لا يهتدون الى الحق، و المعنى فكرت في حالين حال القيام و ليس من ناصر الا اهل بيتي و افراد قلائل و هم لا يكفون للنصرة او الصبر على ظلمة و بعد عن الحق و عودة الى الجاهلية باسم الاسلام و هي ظلمة يهرم فيها الكبير و يشيب فيها الصغير كناية عن شدتها و طولها. ثمّ رأى(عليه السلام) ان الصبر على الحال الاخيرة احجى أي الزم و اجدر عقلا و شرعا.
( 28) استمرت هذه المحنة التي اشار اليها(عليه السلام) خمسا و عشرين سنة و تمثلت بالانقلاب على الاعقاب و كان ابرز مظاهره اضافة الى العدول عمن نصبه الله و رسوله حجة يهتدون بهديه و يحتكمون اليه لا الى غيره احياء بعض الاعراف الجاهلية( انظر جواب الشبهة 15 من هذا الكتاب) و المنع من نشر احاديث النبي(صلى الله عليه واله) و بخاصة تلك التي ترتبط بالتعريف بأهل بيته(عليه السلام) انظر مصادر ذلك في الهامش رقم 161، من و قد نتج عن هذه السياسة جهل صغار الصحابة فضلا عن اهل البلاد المفتوحة شرقا و غربا بمنزلة اهل البيت(عليه السلام) و قد اشار إلى ذلك(عليه السلام) في كلام يتحدث فيه عن حال قريش ايام حكم الثلاثة حيث الفتوح بقيادتها و ارتفاع ذكرها في تلك الأيام و خمول ذكره(عليه السلام) ( فكنا ممن خمل ذكره و خبت ناره و انقطع صوبه وصيته حتى اكل الدهر علينا و شرب) شرح النهج 299: 2.
( 29) اسف الطائر دنا من الارض. والمعنى انه (عليه السلام) سالمهم فدنا منهم و اقترب حين كانوا يرغبون بذلك و ابتعد عنهم حين كانوا يرغبون بذلك و ابتعد عنهم حين يجد رغبتهم في ذلك.
( 30) يشير الى سعد بن ابي وقاص قال الشيخ محمد عبده في شرحه للنهج و كان في نفسه( أي سعد) شيء من علي كرم الله وجهه من قبل اخواله لان امه حمنة بنت سفيان بن امية بن عبد شمس و لعلي في قبل صناديدهم ما هو معروف و مشهور.
( 31) يشير الى عبد الرحمن بن عوف فقد كان صهرا لعثمان لان زوجته ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط كانت اختا لعثمان من امه.
( 32) يشير الى اغلاض اخرى كره ذكرها.
( 33) يشير الى عثمان و قوله نافجا حضنيه أي رافعا لهما و الحضن ما بين الابط و الكشح و يقال للمتكبر جاء نافجا حضنيه. و النثيل الروث و الخضم: الاكل باقصى الاضراس او مليء الفم بالمأكول. والبطنة البطر و الاشر.
( 34) عرف الضبع: ما كثر على عنقها من الشعر و يضرب به المثل في الكثرة و الازدحام. و ينثالون يتتابعون مزدحمين.
( 35) يشير إلى طلحة و الزبير و أتباعهما.
( 36) يشير إلى أهل النهروان.
( 37) يشير إلى أهل صفين.
( 38) الخطبة: 3. وهذه الخطبة هي المعروفة بالشقشقية و قد ذكروا في سبب تسميتها بذلك انه(عليه السلام) لما بلغ كلامه إلى الموضع الانف الذكر قام اليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فاقبل ينظر فيه فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس يا امير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيت فقال هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثمّ قرت.
قال ابن عباس فوالله ما اسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام الا يكون امير المؤمنين بلغ منه حيث اراد.
قال ابن ابي الحديد حدثني شيخي ابو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث و ستمائة، قال: قرأت على الشيخ ابي محمد عبد الله بن احمد المعروف يا ابن الخشاب هذه الخطبة، فلما انتهيت الى هذا الموضع، قال لي: لو سمعت ابن عباس يقول هذا لقلت له: و هل بقي في نفس ابن عمك امر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف الا يكون بلغ كلامه ما اراد و الله ما رجع عن الاولين و لا عن الآخرين، و لا بقي في نفسه احد لم يذكره الا رسول الله(صلى الله عليه واله).
قال مصدق: و كان ابن الخشاب صاحب دعابة و هزل. قال: فقلت له: أتقول انها منحولة! فقال: لا و الله، و اني لأعلم انها كلامه، كما اعلم انك مصدق. قال: فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضي رحمه الله تعالى فقال انى للرضي و لغير الرضي هذا النفس و هذا الاسلوب! قد وقفنا على رسائل الرضي، و عرفنا طريقته و فنه في الكلام المنثور، و ما يقع مع هذا الكلام في خل و لا خمر. ثمّ قال: و الله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنفَت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنة، و لقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها، و اعرف خطوط من هو من العلماء و اهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي.
قال ابن ابي الحديد: و قد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي امام البغداديين من المعتزلة، و كان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة. و وجدت ايضا كثيرا منها في كتاب ابي جعفر بن قبة احد متكلمي الامامية و هو الكتاب المشهور المعروف بكتاب( الانصاف) و كان ابو جعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى، و مات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا. شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج 203: 2061.
( 39) كان ذلك بسبب عوامل عدة اهمها اختلاف قريش مع عثمان بسبب ايثاره بالولايات والاموال بني امية دون غيرهم من قبائل قريش.
( 40) خطبة: 178.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|