أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
777
التاريخ: 13-11-2016
680
التاريخ: 13-11-2016
723
التاريخ: 13-11-2016
812
|
البتراء:
تعد البتراء واحدة من أشهر مدن العالم القديم، كانت عاصمة لأدوم ، ثم صارت لمؤاب(1)، ومن بعدهم أصبحت عاصمة للأنباط، وتقع إلى الشرق من وادي عربة، في منتصف المسافة تقريبا بين رأس خليج العقبة والبحر الميت، أو على مبعدة خمسين ميلا إلى الجنوب من البحر الميت(2).
والبتراء: كلمة يونانية تعني الصخر(3)، ولعلها ترجمة للكلمة العبرانية "سلع" التي جاءت في التوراة(4)، والتي كانت تطلق على البتراء من قبل(5).
كما تعني كذلك "الشق في الصخر"، وربما كانت التسمية العبرية أكثر دقة؛ لأن مدخل البتراء يتسم بوجود أخدود عميق بين جبلين يعرف باسم "السيق"، ولعله لفظ نبطي متوارث، حرفه الناس عن "الشق" في السبئية القديمة(6)، وعلى أي حال، فإن العرب قد عرفوا هذه التسمية كذلك، وقد ذكر ياقوت بأن "سلع" حصن بوادي موسى عليه السلام بقرب بيت المقدس(7).
وأما الاسم العربي للبتراء فهو "الرقيم"، وربما هو اسم ثان للبتراء كان الإغريق يعرفونها به هو "Arke" فحرفه العرب إلى الرقيم، وربما أرادوا بالرقيم "خزانة فرعون" بالذات)8(، وأما اسمها الحديث فوادي موسى(9).
ونقرأ في التوراة أن "أمصيا" "800-783ق. م" قد خلف أباه "يهواش" على عرش يهوذا، وأنه حاول أن يسترد أدوم وسلع، وقد نجح في الاستيلاء على الأخيرة، ومن ثم فقد أطلق عليها اسم "يقتئيل" بمعنى "الخاضع لله"(10).
وقد وصف "سترابو" البتراء بأنها عاصمة الأنباط، ولا تبعد عن أريحا إلا بأربعة أيام، وعن غابة النخيل بخمسة أيام، وهي موضع غني بالمياه، بل ربما كانت هي البقعة الوحيدة بين نهر الأردن وأواسط بلاد العرب، التي كان يوجد فيها الماء الصافي بكثرة، هذا ويشير سترابو كذلك إلى سكنى بعض الأجانب في المدينة، ومنهم جمع من الروم(11).
ولقد ازدهرت البتراء في أخريات القرن الرابع ق. م، واستمرت كذلك حوالي أربعة قرون، كانت تشغل في أثنائها مركزا خطيرا على طريق القوافل، الذي يقطع الصحراء واصلا بين سبأ في الجنوب، وثغور بحر الروم في الشمال(12)، ويبدو أن ملوك الأنباط في أخريات أيام دولتهم قد أقاموا في أكثر الأحايين في "بصرى"، ثم جاء الغزو الروماني للمدينة في عام 105م "أو106م"، فنقل مركز الثقل بصفة نهائية إلى بصرى، وسرعان ما أخذت أهمية المدينة تتضاءل شيئا فشيئا، حتى أصبحت في ذمة التاريخ، وأخيرا كشف عنها "بوركهارت" في عام 1812م(13).
ولعل أهم آثار البتراء "خزانة فرعون" المنحوتة في الصخر، ومعبد ربما بني في القرن الأول قبل الميلاد، ويشبه إلى حد ما الكعبة في الجاهلية، حيث كان يضم عدة أصنام على رأسها "دوشرا" "ذو الشرى"، وكان يعبد على شكل حجر أسود مستطيل، ويعتبر إله الكرمة، وقد جيء به إلى أرض الأنباط في الحقبة الهلينية فاكتسب صفات "ديونيسوس"، أما سيدة الآلهات عندهم فهي "اللات" التي اعتبرها "هيرودوت" "أفروديت"، هذا وهناك كذلك "النجر" وهو جبل مقدس، تمتد على مقربة منه مذابح لتقديم القرابين(14).
وأخيرا، فلعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن مولانا وسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حينما خرج في السنة السادسة من الهجرة لغزو بني لحيان، سار على غراب "جبل بناحية المدينة على طريق الشام" ثم على مخيض ثم على "البتراء"(15)، هذا فضلا عن أن ابن إسحاق قد ذكر من بين مساجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مسجد بطرف البتراء(16).
____________________________
(1) قاموس الكتاب المقدس 1/ 528.
(2) جواد علي 3/ 53.
(3) PLINY, 2, P.447
(4) أشعياء 16: 1، 42: 11.
(5) انظر: كتابنا إسرائيل ص344.
(6) عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص244، لا نكستر هاردنج: آثار الأردن ص117.
(7) ياقوت 2/ 236.
(8) جرجي زيدان: المرجع السابق ص73.
(9) ياقوت 5/ 346.
(10) ملوك ثان 14/ 1-7، وكذا A.B.W. KENNEDY, OP. CIT., P.78
وكذا A. LODS, OP. CIT., P.385-6 وكذا J. HASTINGS, OP. CIT., P.853
وكذا F. ALTHEIM AND R. STIEHL, OP. CIT., P.283
(11) محمد مبروك نافع: المرجع السابق ص87، جواد علي 3/ 54
وكذا STRABO, 16, 779 وكذا A. KAMMERER, OP. CIT., P.510
وكذا F. ALTHEIM AND R. STIEHL, OP. CIT., P.285
(12) P.K. HITTI, OP. CIT., P.67
(13) انظر: J.L. BURCKHARDT, TRAVELS IN SYRIA AND THE HOLY LAND, P.418-34, "LONDON, 1822"
(14) THE QUARTERLY OF THE DEPARTMENT OF ANTIQUITIES IN PALESTINE, VII, 1938, P1. 1
وكذا P.K. HITTI, OP. CIT., P.72. وانظر كذلك: المشرق، الجزء 21 عام 1905 ص965 وما بعدها، فيليب حتى: المرجع السابق ص428-429، محمد مبروك نافع: المرجع السابق ص89
وكذا HERODOTUS, BK. III, CH.8
(15) تاريخ الطبري 2/ 595، البكري 1/ 224، ياقوت 1/ 335.
(16) البكري 1/ 224، ياقوت 1/ 335.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|