أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017
20368
التاريخ: 2023-08-28
896
التاريخ: 8-11-2016
7706
التاريخ: 26-1-2017
26707
|
التجارية الداخلية واهم مراكزها:
لما كانت الجزيرة العربية تتمتع بموقعها المتوسط بين قارات العالم المعروف وقتذاك، لذلك صارت سبيلا للصلة بين الشرق والغرب(1). كما ان اشرافها على سواحل البحر الأحمر (القلزم) والخليج العربي وبحر العرب هيأ لها نشاطا تجاريا مرموقا لارتباطها بأفريقيا عن طريق باب المندب، وفارس والجزر الاسيوية وأوروبا عن طريق البحر المتوسط (الروم) وقد ازدهرت حركة القوافل التجارية في ظل الجو الصحراوي الجاف والأمان والحرية(2)، والجدب الزراعي.
نشاة التجارة في بلاد العرب نشاة طبيعية تتوافق مع الحاجات البشرية، فقام العرب بتبادل السلع الفائضة عن حاجتهم بأخرى يحتاجون اليها، فكان فائض القمح في اليمامة يستبدل به مصنوعات يثرب من سلاح وحلى وثياب وخمور وغيرها.
ازدهرت الحركة التجارية في بلاد العرب قبل الإسلام بعد تحقيق المكاسب والثروات، مما شجع على تنمية المال واستثماره فيها، وقد عبر عن ذلك كعب ابن لؤي في قوله: ((صلوا ارحامكم واحفظوا اصهاركم واوفوا بعهودكم وثمروا اموالكم فأنها قوام مروءتكم وتصونوها عما يجب عليكم))(3).
اشتهرت مكة بمكانتها التجارية في الجزيرة العربية فقد حباها الله سبحانه وتعالى بالموقع الفريد عند ملتقى طرق التجارة الداخلية والخارجية وبالبيت العتيق قبلة الحجيج من ارجاء المعمورة، فضلا عن قيام زعماء قريش بتنظيم التجارة وترتيب قوافلها وتأمينها بعقد العقود وتوثيق المواثيق مع العشائر الضاربة على طرقها(4). فعظمت تجارتها وصارت مضرب الامثال، ذكر
اليعقوبي ان القافلة الواحدة كانت تضم الفا وخمسمائة جمل تحمل ما قيمته خمسون الف دينار(5) ولا شك ان ذكر تجارة قريش في القران الكريم(6)، انما يدل على مدى مكانتها وشهرتها التي جابت الافاق.
لم يقتصر اهتمام اهل مكة على التجارة الداخلية بل اشتغل زعماء قريش بالتجارة الخارجية وبخاصة بعد ان فقدت اليمن مكانتها التجارية اثر تعرضها للغزو الحبشي ثم الفارسي منذ أوائل القرن السادس الميلادي فأخذت مكة مكانها واضطلعت بالتجارة العالمية(7).
على الرغم من اشتغال اهل يثرب بالزراعة لوقوعها في منطقة خصيبة تكثر فيها الوديان(8) الا انه كان هناك حركة تجارية نشطة لارتباطها بالزراعة ومنتجاتها ولوفرة المصنوعات الدقيقة التي اشتهر بها يثرب.
كذللك كان للدويلات الجنوبية دور هام في التجارة الداخلية حيث كانت السلع المجلوبة من الأقاليم البعيدة عن الجزيرة العربية يتم نقلها بريا الى الداخل بالقوافل عبر الصحراء الى مدن الحجاز واسواقها المختلفة(9).
كان هناك تنظيم محكم للقوافل وللمساهمين في تمويلها، فكان أبو العاص يخرج تاجرا الى بلاد الشام بماله واموال رجال قريش(10)، وكانت العشائر تخرج لتوديع القافلة، واستقبالها فرحين مستبشرين بعودتها، وبمجرد وصول القافلة، كان رئيسها يجتمع الرهط ويقومون بتوزيع الأرباح وإعطاء كل ذي حق حقه منها(11).
كانت اهم السلع الرئيسية للتجارة القريشية هي الزبيب والصمغ والطيب والادم والحرير والبرد اليمنية والثياب العدنية والأسلحة والمصنوعات الحريرية والمعادن وكل ما يحتاجه موسم الحج(12).
نشطت الحركة التجارية في الجزيرة العربية نشاطا كبيرا فكانت القوافل العربية تجوب الطرق والدروب والمسالك المنتشرة في بلاد العرب، وكان مما زاد في انتعاش التجارة معرفة العرب منازل النجوم الثابتة والسيارة ومنازل القمر وتحركات السحاب والرياح(13)، فكانوا يخرجون قوافلهم التجارية في اكثر الأوقات ملاءمة صيفا وشتاء. وقد جاء في القران الكريم من الآيات ما يدل على معرفتهم بالكواكب والنجوم ومنازلها وحركتها فقال تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 97] (14)، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [يونس: 5] (15).
كما ان بعض الطرق التجارية تزدان بأشجار وارفة فتمد ظلالها على القوافل، وكانت الجبال والاودية تنبت السمرات العالية في الطرق من مكة الى يثرب، فضلا عن وجود ابار في منازل معروفة لدى ادلاء القوافل(16)، لذلك كانت القوافل تخرج في مناخ مفعم بالزمان المعيشي والنفسي.
كان الطريق الرئيسي لحركة القوافل التجارية يمتد من الشمال الى الجنوب بمحاذاة ساحل البحر الأحمر (القلزم) ويتفرع منه طريق يتجه الى بلاد الشام واخر نحو مصر. وفي الجنوب يمتد هذا الطريق موازيا لساحل حضرموت. وكان من اشهر الطرق التجارية أيضا، الطريق الذي يخترق بلاد العرب ويمتد من البحر الأحمر الى الخليج العربي مارا بمكة(17)، ويتفرع منه طريق اخر يتجه الى شط العرب، وطريق يسير مع الخليج العربي مارا بظفار ثم يتجه غربا الى بلاد الشام(18)، كما يتفرع من الطريق العرضي الرئيسي طريق من حنين والطائف الى اوطاس، وطريق يبدا من خيبر الى وادي القرى، واخر منها الى دومة الجندل وفدك وهناك طريق اخر يبدا من يثرب الى كل من نجد والبحرين. وفضلا عن ذلك كان هناك الطرق التي تربط مخاليف اليمن بعضها ببعض وما يتفرع منها من طرق ثانوية.
كانت اشهر الطرق البرية التي كان يسلكها المسافرون والقوافل على حد سواء في داخل ارجاء الجزيرة العربية هي الطريق الغربي الذي كان يمتد من جنوبي الجزيرة حتى ايلة مارا ببدر، ويتفرع من بدر طريق يصل الى يثرب، يثرب حتى يصل الى بلاد الشام، وكان الطريق الواصل بين البصرة ويثرب يمر أيضا بمكة ويتحد مع جادة الكوفة في معدن النقرة وكان طريق عمان يمتد الى الشحر ثم يميل الى حضر موت وشرقي عدن، وكان هناك طريق اخر يبدا من عمان ثم يتجه الى مارب فمكة فالبتراء ومن هناك يصل الى مصر والشام.
وكان هناك أيضا الطريق الجنوبي الشرقي الذي يمتد من اليمن بمحاذاة ساحل البحر العربي ثم الخليج العربي فيتجه الى البحرين ثم الى البصرة والعراق، والطريق الواصل بين نجد والعراق، وطريق البصرة اليمامة، والطريق المباشر بين العراق والشام الذي كان يمر بالموصل وشمال الجزيرة(19)، فضلا عن الطريق الذي يبدا من يثرب ويتجه الى كل من الشجرة والمعرس ببطن وادي العقيق وهو اقرب للمعرس(20)، كذلك كان يخرج من يثرب عدة طرق فرعية أخرى تتجه الى رومة والزبدة وهما يلتقيان مع طرق القوافل الرئيسية وكان الموضع المسمى برومة عبارة عن بئر يقع في الطريق المنتهى ببلاد الروم.
ويمتد طريق الربذة فيصل الى الكوفة في احد فروعه بينما ينتهي بمكة في الفرع الاخر مارا بمعدن بني سليم وافاعية وغمرة وذات العروق. وكان طريق الكوفة. الربذة يعرف بطريق البادية(21).
كذلك كان طريقا مكة الطائف من اشهر الطرق التي كان يسلكها المتنقلون. وكان احدهما يبدا من مكة يتجه الى بئر اين المرتفع ومنها الى قرن المنازل ثم ينتهي بالطائف. والأخر يتجه الى عرفات ثم بطن نعمان السحاب ثم عقبة منه التي تشرف على الطائف.
ومن ناحية أخرى كان الطريق الواصل بين يثرب ودمشق يمر بوادي القرى فالحجر فالجنينة فالمحدثة ثم تبوك ومنها الى ذات المنازل ثم الى دمشق. وكان طريق اليمامة البصرة يعرف بطريق العنصلين ويضرب به المثل لمن ضل الطريق(22)، اما طريق اليمن/ مكة فكان يعرف بطريق الفتق حيث تتفرع منه ثلاثة طرق تمر جميعها ببستان ابن عامر.
وكان يربط الجبال الشمالية للجزيرة وصحراء البادية طريق الحجاز/ الاحساء وطريق يمتد من يثرب الى ذي الحليفة وهو طريق كان يسير بمحاذاة حرق الوبرة ويم ببئر عروة. وطريق اخر يمتد من اليمامة الى قلب الجزيرة ويمر بالخرج والهفوف والظهران.
وكان طريق عدن مكة، يمر بمخلاف عك ثم الحردة ثم مخالف الحكم ثم عثر فمرسى ضنكان، فالسرين، فأغيار فالهرجاب ثم الشعبية فمنزل فجدة ثم ينتهي بمكة(23).
وقصاري القول ان الله تبارك وتعالى قد امتن على بلاد العرب يسبل لا تحصى ولا تعد، كان يمثلها الطرق والمسالك والدروب فضلا عن الاودية والبطاح، وهي نعمة عظيمة للإنسان في حله وترحاله، سفره وانتقاله، كما امتن الله تعالى على الانسان العربي بوسائل الانتقال والهمه معالم الطريق، ومعرفة الافلاك ومنازل الكواكب حتى يهتدي بها في ظلمات البر والبحر. ومنحهم الأمان في رحلتهم فقال عز من قائل: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ} [سبأ: 18] (24).
كانت التجارة الداخلية في بلاد العرب مركزها الأسواق فكان العرب يجتمعون في أسواق عامة للبيع والشراء والتبادل السلعي في أوقات معينة وأماكن محددة معروفة لرواد هذه الأسواق يعرف ابن خلدون الأسواق بقوله له: ((اعلم ان الأسواق كلها تشتمل على حاجة الناس فمنها الضروري وهي أسواق الاقوات من الحنطة وما في معناها كالباقلاء والبصل والثوم واشباهه، ومنها الكمالي والحاجي مثل الادم والفواكه والملابس والماعون والمراكب وسائر المصانع والمباني))(25).
اقام العرب اسواقا تجارية كبرى في نواحي الجزيرة العربية في أوقات مختلفة تتبادلها الأسواق حتى صارت الحركة التجارية مستمرة طوال العام وكانت الأسواق تتميز بوجود الخيام الخاصة بإقامة المترددين عليها، والوكلاء الذين كانوا يقومون باستطلاع أسعار السلع المختلفة قبيل وصول القوافل(26). وقد عبر عن ذلك طريف بن تميم العنبري بقوله:
او كلما وردت عكاظ قبيلة
بعثوا الى عريفهم يتوسم
كانت الأسواق تضم الوزانين، الذين كانوا يقومون بحسم النزاع بين الناس ويزنون الاثمان من فضة او ذهب او قمح(27). كما تضم السماسرة والادلاء الذين اتخذوا من اطراف الأسواق موضعا لهم يتلقون فيه بأصحاب السلع قبيل وصولهم الى قلب السوق، ويقومون بالوساطة مقابل بعض المغانم(28). كذلك انتشر العملاء ووكلاء التجار في الأسواق، وهم الذين كانوا يتنقلون بين المدن والقرى قبيل انعقاد الأسواق، وذلك لجلب السلع اللازمة لسادتهم من كبار التجار. وكانت الأسواق الكبرى تتميز بروادها من كبار التجار. وكانت الأسواق الكبرى تتميز بروادها من كبار الشعراء والادباء وزعماء القبائل والعشائر المختلفة، فلم تقتصر على البيع والشراء بل كان يعقد فيها حلقات الشعر ومجالس الصلح والتحكيم فصارت بعض الأسواق الكبرى بمثابة المجتمعات السياسية والمؤتمرات العامة التي تحسم فيها شتى الأمور(29). وكانت القبائل تنتهز فرصة انعقاد السوق لتصفية النزاعات بمعرفة المحكمين، وتقديم الديات وإعلان الخلع والخطوبة والزواج. ومن ناحية أخرى أقيمت الانصاب في بعض جهاتها، حتى يتسنى لروادها ذبح الذبائح والطواف حولها(30)، ولا شك ان الترتيبات التي وضعتها قبيلة قريش لتنظيم الأسواق والاشراف الدقيق عليها ومرقبة مرتاديها، وتحريم حمل السلاح خلال انعقادها، اضفى جوا من الزمان كان له الفضل في تحقيق اقصى استفادة للبائعين والمشترين والمشرفين عليها جميعا.
على الرغم من انتشار الأسواق في ارجاء الجزيرة العربية وتعدد نوعيتها من حيث طبيعتها الاشراف(31) والسلع التي يتم الاتجار فيها وتوقيتات انعقادها الا ان اشهرها واعظمها تلك التي كانت تقام بالقرب من مكة ومنها سوق عكاظ الذي كان يقام فيما بين مكة والطائف وكان يقام في الأشهر الحرم(32) مما اضفى عليها قدسية وشهرة كبيرة جابت الافاق، فجذبت اليها الناس من كل صوب وحدب.
كانت سوق عكاظ تعقد في الفترة من اول ذي القعدة الى العشرين منه(33)، غير انه لم تكن تخلوا الا في ذي الحجة فقد كانت بعض روادها يتخلفون خلال العشر الأوائل من هذا الشهر واشتهرت عكاظ بإقامة المنتديات الاجتماعية والأدبية الى جانب التبادل السلعي والبيع والشراء، فقد كان بها القضاة من بني تميم، والمحكمون لجودة الشعر ومنهم النابغة الذبياني، وكانت الديات تحمل اليها لتدفع على اعين الناس، فكانت هوازن تحمل اتاوتها الى عكاظ لتدفعها الى زهير بن جذيمة العبسي(34)، كما اعتاد حي من الازد حمل اتاوتهم الى عبد الله بن جعد في موسم انعقادها(35).
لم تقتصر سوق عكاظ على النشاط التجاري لقبيلة قريش وحلفائها بل كان يفد اليها بطون وعشائر هوازن وغطفان وخزاعة وعضل والمصطلق، فضلا عن القوافل التجارية المرسلة من قبل ملوك اليمن وامراء الحيرة والغساسنة. وكان لكل قبيلة منزل بالسوق وراية وكانت مسئولية الامن وارشاد القبائل الى مواضعها تقع على عاتق قيس عيلان وبطونها(36).
كان سوق مجنة يقع على نحو عشرة اميال شمالي مكة(37)، فيما بين جبلي شاقة وطفيل، وفيها النخيل والماء وكان يفد اليها كثير من قبائل العرب. وكانت الحركة التجاري تنتقل اليه بعد عكاظ، ففي العشرين من ذي القعدة يبدا تقاطر التجار حيث تنشط حركة البيع والشراء لمدة عشر أيام.
وفي أوائل ذي الحجة تقام سوق ذي المجاز، التي عرفت بذلك لإجازة الحاج منها، وكانت تظل منعقدة حتى يوم التروية فيحمل الحجاج الماء من هذا السوق الى عرفة حيث لا يوجد فيها ماء. وكان ذو المجاز يعد اخر الأسواق قبل أداء مناسك الحج(38).
ومن ناحية أخرى كانت تقام سوق حباشة جنوبي مكة على نحو ست مراحل في ديار بارق نحو قنونا الى جهة اليمن، وموعد انعقادها شهر رجب(39).
لم يقتصر إقامة الأسواق على مكة وما حولها بل كانت تعقد عدة أسواق في يثرب حيث شهدت حركة تجارية نشيطة بين أهلها وبين جيرانهم من البادية، فضلا عن المعاملات التجارية الخارجية لما اشتهرت به يثرب من اتقان لبعض الصناعات الحرفية من حلى واسلحة والات زراعية وغيرها(40)، واهم أسواق يثرب كان سوق بني قينقاع الذي كان يقام عند جسر وادي بطحان وكان سوقا كبيرا يكثر فيه الصباح وتسمع منه ضجة البيع والشراء والتعامل(41).
كذلك كان هناك سوق الزوراء بالقرب من الموضع الذي أقيم عليه المسجد النبوي بعد الهجرة النبوية الشريفة، وسوق زبالة شمالي غرب يثرب(42)، وسوق العصبة بالقرب من قباء، وسوق مزاحم في منطقة نفوذ عبد الله بن ابي، وسوق بقيع الخيل، التي عرفت بذلك لقيام بني سليم بجلب الخيل والابل والغنم اليها، فكان اكثر ما يباع فيها الحيوانات(43). فضلا عن السمن والحطب الذي كان الحطابون يجلبونه من الغابات والبادية واشجار يثرب.
وفي شمالي نجد اقام العرب أسواق البتراء ودومة الجندل، وخيبر، وفي الشرق سوق الحجر باليمامة والحيرة في الشمال الشرقي، كما كانت تعقد أسواق صحا ودبا بعمان، وسوق المشقر بهجر، وسوق الشحر، وفي الجنوب أسواق حضرموت وصنعاء وعدن ونجران، وعل سوق ايلة كانت من اشهر الأسواق الثغورية حيث كان يتوسط مصر وفلسطين والجزيرة العربية فكان
ملتقى القوافل وكان سوق بصري يعد محطة انتهائية لتجارة القوافل القادمة من الحجاز الى الشام، وكان يشرف عليها الرومان وحلفاؤهم من الغساسنة(44).
اما سوق البتراء فكان ملتقى قوافل الشرق والغرب وكان يقع في وادي موسى على مسيرة سبعين ميلا من العقبة واهم ما يجلب اليه تجارة الشام من الزبيب والحنطة والشعير والزيت وغيرها(45).
وكان سوق دومة الجندل بتميز بانعقاده في أوائل شهر ربيع الأول ويستمر حتى نهاية الشهر، فكان سوقا موسميا مثله في ذلك مثل عكاظ، وكان يتبادل رئاسته والاشراف عليه شيوخ قبيلتي كلب والسكون من غسان، وذلك من اجل الاستيلاء على العشور وقد اشتهر هذا السوق بالمباني الفخمة، والتي كان من بينها قصر السموءل بن عاديا كما كانت تباع فيه المنتجات المحلية وتشتري.
كان رواد الأسواق ينتقلون بعد سوق دومة الجندل الى سوق هجر بالبحرين حيث كان يقام طوال شهر ربيع الاخر، ومنها ينتقلون الى سوق المشقر الذي ينتسب لاسم حصن كان مملوكا لعبد القيس بالبحرين، وكان المشقر سوقا موسميا أيضا يبدا في أواخر شهر ربيع الاخر حتى أوائل شهر جمادي الأولى. وكانت رئاسته والاشراف عليه لبني تميم، واشتهر بالاتجار في تجارات الشرق المجلوبة من بلاد قارس(46).
اما سوق صحار بعمان فكانت تقام في أوائل شهر رجب، وتتميز بتجارة الهند والسند والصين وكان يراسها الجلندي(47)، وصحار هي قصبة عمان مما يلي الجبل(48).
كانت سوق الشحر التي تقع بين عدن وعمان، تعقد في منتصف شهر شعبان وجل تجارتها الغنم واللبان فضلا عن الادم والكندر والصبر، وكانت هذه السوق تقام في سفح جبل مهرة. وبعد انتهاء هذه السوق كان التجار ينتقلون الى سوق عدن ابين، الذي ينتسب الى ابين، اول من استوطن هذا الموضع، الذي يقع جنوبي باب المندب نحو الشرق، وكانت تمر به سفن الهند ومصر والحجاز(49)، وكانت حراستها لبني تميم وتعقد في أواخر شهر شعبان والعشر الأوائل من شهر رمضان ويحمل العشور الى ملك حمير، والابناء من الفرس بعد غزوهم اليمن. وكانت سوق عدن تتميز بتجارة الحبشة فضلا عن الاتجار في المنتجات الإقليمية من البرد والادم وبخاصة المعافرية(50).
اما سوق صنعاء فكانت تعقد في العاشر من شهر رمضان وحتى نهايته وكانت سوقا كبيرة يباع فيها البرد والادم المجلوب من معافر فضلا عن الرقيق المجلوب من النوبة والعاج والتبر وغيرها من السلع المجلوبة من خارج الجزيرة العربية(51).
وكانت سوق الرابية الجنوبية التي تقام بحضرموت تعقد في شهر شوال وكانت حراستها لكندة، بينما كان سوق حضرموت الرئيسية تعقد في ذي القعدة واغلب روادها من اهل الجنوب، وقلما كان يرتادها اهل الشمال لانعقاد سوق عكاظ في الوقت نفسه، وكان الادلاء من بني اكل المرار من كندة يرشدون الناس الى موضعها، بينما كانوا يسيرون اليها في حراسة ال مسروق بن وائل الحضرمي الذين اشتهروا بالاتجار في النعال الحضرمية(52)، فضلا عن أنواع السع التقليدية.
وفي بلاد اليمامة كانت تقام سوق الفلج وهي سوق الماشية والمنسوجات والحبوب والتوابل، وسوق حجر وكان بها منازل بني حنيفة ومضر، وكانت تعقد في موضع به نخيل وماء. ومنها زرقاء اليمامة، وكانت تقام في شهر المحرم(53).
اما سوق الحيرة فكان يقع شمالي الكوفة، وكانت مسكنا لتجار العرب، وكانت تخرج منها لطائم الفرس الى عكاظ كما ترد اليها قوافل قريش وهي ملتقى بضائع الشرق من الهند والسند القادمة من عمان الى بلاد الشام وكانت حراستها لربيعة وقضاعة(54)، وتجارتها وافرة فمنها الادم والعطر والبرد والجواهر والخيل والخمر والسجاجيد المزخرفة فضلا عن سائر البضائع المجلوبة من شتى الأقطار المجاورة، وما يحمله اعراب البادية من منتجاتهم. وكان المناذرة يحصلون على عشورها، وقد استفادوا منها وحصلوا على أموال وفيرة لان حجم التعامل في هذا السوق كان عظيما(55).
ليس ادل على ازدهار التجار الداخلية والخارجية في الممالك الجنوبية من الجزيرة العربية من ان ملوك قتبان اصدروا عدة أوامر لتنظيم التجار وجباية المكس عن البضائع التي تباع في الأسواق، فضلا عن العقوبات التي تفرض على المخالفين وعلى المتهربين من دفع الضرائب. كما حددت القواعد التي يسمح بموجبها للغرباء في الاتجار بأسواق مملكة قتبان. والنظم التي يسمح بموجبها لأهل المملكة التعامل في الأسواق الخارجية. فقد اصدر الملك شهر هلل بن يدع اب نصا في تنظيم التجارة وضوابطها، وقد نشر على شكل اعلان موجه الى التجار من اهل المملكة، ومن الغرباء الوافدين عليها: ((عربونا الى تمنع والساكنين خارج المدينة تمنع عاصمة قتبان)) عليهم ان يقدموا ((عربونا الى تمنع، وان يقيموا بشمر، وعليهم ان يشتروا من شمر ويمكنهم الابتياع من أسواق قتبان، وهم ملزمون بأخبار (عهر شمر) وذلك لتسوية المشكلات الناجمة عن المعاملات التجارية)). وقد تطرق النص الى كيفية متاجرة الناس بعضهم مع بعض وكيفية دفعهم حصة الملوك(56)......
المعاملات التجارية والمالية:
لم تكن المعاملات في انحاء الجزيرة العربية موحدة، ففي المدن شاع استعمال النقود المعدنية من الدنانير والدراهم، بينما اعتمد عرب البادية على المقايضة في معاملاتهم التجارية.
كان العرب يتعاملون بالدنانير الذهبية المضروبة في بلاد الروم والدراهم الفضية الساسانية، وكانت العملة الذهبية تعرف عندهم بالدينار او التبر او العين بينما الفضية كانت تعرف بالدرهم او الورق. وكانوا يتعاملون بوزن الدراهم التي كانت الكثر شيوعا في الاستعمال اليومي فاطلقت على النقود عامة، فكان الثمن اذا ذكر دون تمييز فهو يعني القيمة بالدراهم. وكانت الدنانير توزن بصنج زجاجية بيزنطية.
استخدمت الحنطة ثمنا لبعض السلع المتداولة مثلها في ذلك مثل النقود في الحجاز كما استخدمت الذرة لنفس الغرض في الجنوب(57)، وكانت الدنانير والدراهم تقيم بالحبوب فكان الدينار بخمس وستين حبة.
كان الدرهم الساساني من الفضة الخالصة ويساوي ستة دوائق(58)، بينما كان الدرهم الطبري يساوي أربعة دوانق والمغربي ثلاثة، وكان الدرهم يوزن بستين شعيرة وعلى النقيض اذا ما كثرت الدراهم كانت توزن بالأوقية التي كانت تساوي أربعين درهما وبالنش وهو نصف الاوقية(59)، وبالنواة التي كانت توزن بخمسة دراهم.
والى جانب الدنانير والدراهم استعمل العرب الفلوس، وهي عملات نحاسية محدودة القيمة تساعد على اجراء العمليات التجارية البسيطة(60)، وتيسير التعامل في السلع القليلة الثمن.
ارتبطت المعاملات المالية بالصيرفة، ففي المراكز التجارية والأسواق ظهرت طائفة من المتخصصين في وزن النقود وفرزها، وكان اليعاقبة في بلاد مذحج باليمن ونجران واهل ثقيف بالطائف يقومون باعمال الصيرفة(61)، وكان الصيارفة في مكة وضواحيها يزنون السبائك والنقود الفارسية والحميرية(62)، ويعدون الدنانير الرومية(63)، كما كان هناك طائفة بيثرب يحترفون الصيرفة ويعتبرونها نوعا من الاعمال التجارية فيتعاملون بالذهب والفضة واستبدال مثيلاتها وكسورها بها وتحويلها الى النقود المساعدة عند الحاجة اليها(64).
ومما يجدر ذكره ان المقايضة استخدمت في الأسواق الكبيرة والصغيرة على السواء ولم يقتصر استعمالها على بادية الحجاز وذلك ان العرب كانوا قد اشتهروا بفراستهم في تقييم أنواع السلع المختلفة ومقابلتها بنظائرها، كما ان المقايضة كانت تدر عليهم أرباحا اكثر من الشراء بالنقد والبيع، فضلا عن اختزال دور الوسطاء لان المقايضة علاقة تجارية مباشرة بين طرفين يستغنى كل منهما عما يفيض عن حاجاته الأساسية. كما ان السلعة ذاتها تعتبر نقودا للقيمة الاقتصادية الكامنة في مادتها، ولها قوة النقد الشرائية(65)، والمقايضة هي الثمن الذي بعد ترجمة نقدية لقيمة المبادلة(66). ولا شك ان المقايضة قد سبقت التعامل النقدي وهي الأكثر انتشارا والاسهل في التعامل التجاري.
كان الربا من وسائل التعامل المالي في المجتمع العربي، وكان من أسباب الثروة عند كبار رجال المال، وكان المرابون يغالون في تقدير فوائد قروضهم للمحتاجين حتى بلغت اضعاف الدين مما كان يتسبب عنه ضياع أموال الناس وحريتهم. وكان احيحة بن الجراح احد زعماء الاوس قد اشتط في الربا المتعامل به مع قومه حتى كاد يحيط بأموالهم(67). وكان الربا منتشرا في ارجاء الجزيرة العربية وبخاصة في المدن. وقد نهى الإسلام عن التعامل به، ثم امر الله تعالى بتحريمه تحريما قاطعا لأثاره المدمرة على حياة الناس ومعايشهم.
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [آل عمران: 130] (68)، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة: 275، 276] (69).
كذلك كان السرار من وسائل التعامل التجارية عند العرب قبل الإسلام وذلك ان المتعاملين كانا يتفقان على ثمن للبيع فان اختلفا يفرض الثمن الذي يحدده احدهما شريطة ان يخرج خاتمه قبل الاخر، فيقول ((ان أخرجت خاتمي قبلك فهو بيع بكذا، وان أخرجت خاتمك قبل فبكذا، فان اخرجاه معا عادا في الإخراج))، وقد اشتهرت عكاظ بهذا النوع من التعامل(70).
كما تعامل عرب البادية في الأسواق ببيع الجزاف، وكان التاجر يشتري الحبوب او التمر على هيئته دون ان توزن او تكال وكانوا اذا تبايعوا او ابتاعوا لحما او سمنا او غيره لم يبايعوه الا جزافا، وكذلك الحال يتبايعون العسل والزبد واللبن وعامة الرطب انما يبتاع في سلال جزافا(71)، ويرتبط ببيع الجزاف الثنيا، وذلك ببيع السلعة كاملة على حالتها باستثناء جزء مجهول منها يحدده البائع بعد إتمام البيع، وقد نهي عنه الرسول[صلى الله عليه وآله](72).
عرف نظام البيع بالمزايدة في بلاد العرب فكان الرجل يأتي بسلعته يعرضها للبيع في مزاد، فيتنافس طلابها برفع السعر ويأخذها صاحب اكبر ثمن(73). كما اشتهر بينهم بيع المعاومة، وهو بيع تمر النخيل لسنوات قادمة، وقد نهى عه الإسلام لانه بيع مجهول غير مقدور، وكذلك كان هناك بيع المشروط، وذلك ان الرجل كان يبيع الشئ مع فرض شرط يكون جزءا من الصفقة كان يقول بعتك الثوب شريطة ان اخيطه لك او اصبغه. وقد نهى الإسلام عنه(74)، لانه كان يفقد المشتري سيطرته على السلعة بعد شرائها. فقد كان البائع يشترط في بعض الأحيان عدم بيع السلعة او هبتها للغير، او يشترط البائع الحصول على سلعة من المشتري دون ارادته.
كما اشتهر بين العرب التعامل بضرب الحصى فكان المشتري يعترض القطيع من الغنم فيأخذ حصاة ويرمي بها، فأي شاة اصابتها الحصاة كانت له(75)، وهذا النوع من التعامل كان فيه غبن بالبائع والمشتري على السواء، فان اصابت الحصاة شاة ثمينة كان الغبن على البائع، وان اصابت عجفاء كان على المشتري. ومن ناحية أخرى كان الرج يشتري ارضا بمبلغ من المال ويحددها بنهاية ما تصل اليه الحصاة التي يقذف بها، كما كان البائع يبيع السلعة بعدد من الدراهم يحدد وفق ما يقع في قبضته من الحصى ثم يقبض على حفنة من حصباء الأرض(76).
وكان العربان يعني شراء السلعة بدفع جزء من ثمنها مقدما، فان لم يرجع المشتري في الاجل المحدد لاستكمال باقي الثمن صار البائع في حل من بيع السلعة ويكون له العربان. وكان الكالي بالكالي مشابها للربا، وهو مأخوذ من كلئ الدين اذا تأخر، فكان الرجل يشتري السلعة الى اجل فاذا حل الاجل ولم يجد ما يقضي به فيقول باجل اخر بزيادة شيء فيبيعه ولا يجري بينهما تقايض(77).
اما التعامل بالمنابذة فكان الرجل ينبذ ثوبه ونبذ الاخر اليه ثوبه فيتم البيع من غير نظر ولا تراض(78)، والمزابنة هي بيع التمر بالكيل ان زاد فلاحد المتعاملين وان نقص كان عليه، تحت العجز والزيادة. ومنه أيضا بيع التمر بالتمر في رؤوس النخيل(79)، والثمار في اشجارها وهو ما يعرف بالمخاضرة.
وكان هناك أيضا بيع المضامين والملاقيح وحبل الحبلة، والمضامين ما في ظهور الجمال، والملاقيح وهو ما في بطون الأناث، وحبل الحبلة الجنين في بطن الدابة. وقد نهى الرسول [صلى الله عليه وآله]عن المزابنة والمخاضرة والمضامين والملاقيح لان تعامل بالغش(80).
كما نهى الإسلام عن بيع المصراة والنجش وتلقى الركبان، والتصرية هي ربط اخلاف الشاة او الناقة وترك حلبها حتى يجتمع لبنها فيكثر، حتى يخدع المشتري بان ذلك عادتها فيزيد في ثمنها، وصربت اللبن في الضرع اذا جمعته. والنجش ان يحضر الرجل الى السوق ويوهم الناس انه يريد شراء الشئ وهو لا يريد فيقتدي به الناء فيزيد في ثمنها حتى يزداد الى اكثر من قيمتها الحقيقية فهو تضليل عن الثمن المستحق. وكان تلقى الركبان بان يعترض الرجل طريق الباعة من البدو قبل ان يصلوا الى السوق فيوهمهم بسعر اقل مما تستحقه سلعهم ويعرض عليهم شراء السلعة ويوفر عليهم ما بقي من الطريق وبهذا يظفر بسعر اقل، مما يعرض أصحابها الى خسارة مادية. وقد نهى الرسول [صلى الله عليه وآله]عن المناجشة فقال [صلى الله عليه وآله]: ((لا تناجشوا)). كما نهى عن تلقي الركبان فقال [صلى الله عليه وآله]: ((لا تلقوا السلع))(81)، وقال [صلى الله عليه وآله]: ((لا يتلقى الجلب))(82)، أي المجلوب من بلد الى اخر للتجارة.
كانت المضاربة من وسائل التعامل التجاري عند العرب قبل الإسلام، فكانت المضاربة عندهم حول ارتفاع اثمان بعض أنواع السلع وانخفاضها، وحول القوافل وصولها وتأخرها، وحول الزروع وثمارها وقد أدت المضاربات الى اضطرار عبد الله بن جدعان احد اثرياء مكة الى عدم ايفاء ديونه بعد ان كان يرسل المنادين لدعوة الناس الى ولائمه(83)، وكان حكيم بن حزام يعقد الصفقات في المحاصيل قبل نضجها اعتمادا على مهارته في تقدير ما سوف تكون عليه اثمانها عند انعقاد الأسواق وقد نهى الرسول [صلى الله عليه وآله] عن ذلك(84)، وعن كل وسيلة من وسائل التعامل المالي والتجاري التي قد تجر ضررا على الناس كما نهى [صلى الله عليه وآله] عن الغش ووسائله وكافة اشكاله، فقال [صلى الله عليه وآله]: ((من غشنا فليس منا))(85).
_____________
(1) طه أبو العلا: جغرافية شبه جزيرة العرب، جـ1، ص229.
(2) علي عبد الرسول: المبادئ الاقتصادية في الإسلام، ص197.
(3) البلاذري: انساب الاشراف، جـ1، ص51.
(4) عبد العزيز سالم: دراسات في تاريخ العرب، جـ1، ص307.
(5) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، جـ1، ص202.
(6) سورة قريش.
(7) الالوسي: بلوغ الارب، جـ3، ص385.
(8) السمهودي: وفاء الوفا، جـ2، ص219.
(9) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ8، ص91.
(10) الطبري: تاريخ الرسل والملوك، جـ2، ص292.
(11) جواد علي: المرجع السابق، جـ8، ص151.
(12) ابن الاثير: اسد الغابة، جـ1، ص258.
(13) كارلو الفونسو: علم الفلك، ص106.
(14) سورة الانعام، اية (115).
(15) سورة يونس: اية (5).
(16) ابن هشام: السيرة النبوية، جـ2، ص329.
(17) حتى: تاريخ العرب، ص64 – 65.
(18) احمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، جـ1، ص130.
(19) O'Leary: Arabia before Muhammad. p, 182 .
(20) القسطلاني: ارشاد الساري، جـ3، ص252.
(21) ابن خرداذبة: المسالك والمماليك، ص125.
(22) الميداني: مجمع الامثال، جـ1، ص61.
(23) ابن خرداذبة: المسالك والممالك، ص192.
(24) سورة سبا: اية (18).
(25) ابن خلدون: المقدمة، ص225.
(26) القرطبي: الجامع لاحكام القران، جـ3، ص43.
(27) الشوكاني: نيل الاوطار، جـ2، ص118.
(28) درمنجم: حياة محمد، 43.
(29) إبراهيم العدوي: التاريخ الإسلامي، ص54.
(30) البكري: معجم ما استعجم، جـ2، ص77.
(31) كانت هناك أسواق عربية كبرى أقامها العرب واشرفوا عليها، كما كان هناك أسواق أقامها الفرس والروم في مناطق عربية واشرفوا عليها، وفرضوا على روادها الضرائب فمن بينها سوق الحيرة وسوق لقة وسوق الابلة، وسوق الانبار وسوق بصري وسوق اذرعات وسوق ايلة وغيرها.
سعيد الافغاني: أسواق العرب، ص212 – 213.
(32) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، جـ1، ص227.
(33) الازهري: قصص عكاظ، ص15.
(34) ابن عبد ربه: العقد الفريد، جـ1، ص135.
(35) الاصفهاني: كتاب الأغاني، جـ5، ص24.
(36) سعيد الافغاني: أسواق العرب، ص279.
(37) محمد حسين هيكل: في منزل الوحي، ص383 – 384.
(38) درمنجم: حياة محمد، ص54.
(39) الرافعي: تاريخ اداب العرب، جـ1، ص87.
(40) السمهودي: وفاء الوفا، جـ1، ص541.
(41) الاصفهاني: كتاب الأغاني، جـ21، ص62.
(42) السمهودي: وفاء الوفا، جـ1، ص541.
(43) السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص544 – 545.
(44) سعيد الافغاني: أسواق العرب، ص371.
(45) الصنعاني: سبل السلام، جـ3، ص51.
(46) الازهري: قصص عكاظ، ص127 – 128.
(47) الجلندي: لقب معناه المتكبر.
(48) وليم سن: سحار عبر التاريخ، ص9 – 10.
(49) الرافعي: تاريخ اداب العرب، جـ1، ص87 – 88.
(50) سعيد الافغاني: أسواق العرب، ص267 – 270.
(51) لوبون: حضارة العرب، ص554.
(52) سعيد الافغاني: المصدر السابق، ص276.
(53) الهمداني: صفة جزيرة العرب، ص161 – 162.
(54) سعيد الافغاني: المرجع السابق، ص378 – 382.
(55) البكري: معجم ما استعجم: جـ2، ص478.
(56) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ8، ص140 – 144.
(57) الشافعي: الام، جـ3، ص86.
(58) الدانق: عملة نحاسية قيمتها سدس درهم.
(59) lammcns: la mecque, p. 128 .
(60) عبد الرحمن فهمي: النقود العربية، ص11.
(61) الخربوطلي: تاريخ العراق، ص363.
(62) الفاسي: التراتيب الإدارية، جـ1، ص414 – 415.
(63) درمنجم: حياة محمد، ص42.
(64) الخزاعي: الدلالات السمعية، ص644.
(65) عيسى عبده: النقود والمصارف، ص39.
(66) سعيد النجار: نظرية الثمن، ص11.
(67) الاصفهاني: كتاب الأغاني، جـ13، ص18.
(68) سورة ال عمران: اية (131).
(69) سورة البقرة: اية (275 – 276).
(70) سعيد الافغاني: أسواق العرب، ص54.
(71) الشافعي: الام، جـ3، ص13.
(72) ناصف: التاج الجامع للأصول، جـ2، ص126.
(73) مسلم: صحيح مسلم، جـ3، ص174.
(74) الشوكاني: نيل الاوطار، جـ5، ص203.
(75) ابن القيم الجوزية: زاد المعاد، جـ4، ص266.
(76) ابن ماجة: سنن ابن ماجة، جـ2، ص739.
(77) الصنعاني: سبل السلام، جـ3، ص54.
(78) ناصف: التاج الجامع للأصول، جـ2، ص232.
(79) الشافعي: الام، جـ3، ص306.
(80) السمهودي: وفاء الوفا، جـ1، ص546.
(81) الشافعي: المصدر السابق، جـ3، ص82.
(82) الشوكاني: نيل الاوطار، جـ5، ص188.
(83) درمنجم: حياة محمد، ص44.
(84) الشافعي: المصدر السابق، جـ3، ص83.
(85) ابن القيم الجوزية: زاد المعاد، جـ4، ص239.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|