أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-14
474
التاريخ: 8-11-2016
1683
التاريخ: 19-2-2021
2036
التاريخ: 2023-12-20
919
|
الوثنية:
تطورت عبادة قوى الطبيعة عند العرب قبل الإسلام فصارت عبادة الاصنام التي كانت تمثلها من قلل، فبعد ان اتخذوها صورا ورموزا للقوى الخفية التي تؤثر في حياتهم، عبدوها على صورتها المادية بعد ان مضى زمن طويل تحولت في الصور والرموز الى أصول تعبد من دون الله.
وصار الأساس في اعتقادهم ان الله قد اتخذ اولياءهم الالهة ومنحهم فيضا من قدراته على شفاء الناس والتوفيق في الزواج والذرية الصالحة وابعاد الشر وجلب السعادة. وهي ما لا يمكن ان يناله الانسان الا بإرضاء هذه الالهة التي يعبدونها وتقديم القرابين لها حتى تقربهم الى الله زلفى. قال الله تبارك وتعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3] (1).
الاصنام:
ويرى الاخباريون ان اول من غير دين إسماعيل عليه السلام، واتخذ الاصنام هو عمرو بن لحي الخزاعي، الذي كانت له السيادة على الكعبة في مكة. ذلك انه لما مرض عمرو قيل له: ان بالبلقاء من الشام حمة – وهو مكان يستحم فيه – ان اتيتها برات فاتها، فاستحم بها، فبرئ، ووجد أهلها يعبدون الاصنام، فقال لهم: ما هذه الاوثان التي اراكم تعبدون؟ قالوا نستسقي بها المطر، ونستنصر بها على العدو فسالهم ان يعوه منها، فأعطوه صنما يقال له هبل، فقدم به مكة ونصبه عند الكعبة(2). وصار عمرو بن لحي يوزع الاصنام على القبائل، فشاعت عبادة الاصنام بين العرب وانتشرت انتشارا عظيما في جزيرة العرب، فلما فتح رسول الله [صلى الله عليه وآله] مكة سنة 8هـ راى فيها ستين وثلاثمائة صنم، فامر بها فكسرت(3).
كانت الاصنام تمثل في معتقد عابديها قوى عليا يجب تقديسها، لذلك كانت توضع على اشكال مختلفة طبقا لمدلولها عندهم، وكان صانعوها يحاولون اعطاءها اشكالا اسطورية مؤثرة، ويحرصون على صنعها من الأشجار المقدسة او اتخاذها من الحجارة الطبيعية المتوارثة عن الأجداد وبخاصة التي كانت من حجارة البراكين او من النيازك لظنهم انها مرسلة اليهم بفعل قوى خفية خارقة. يقول ابن سعد: ((لما حج ادم وضع الحجر الأسود على ابي قبيس، فكان يضئ لأهل مكة ليالي الظلم كما يضئ القمر، فلما كان قبيل الإسلام بأربع سنين انزلته قريش من ابي قبيس(4).
هبل:
كان الصنم هبل هو اول صنم جاء بن عمرو من ماب باعمال البلقاء(5)، وامر الناس بعبادته، فكان الرجل اذا قدم من سفر طاف حول البيت، ثم حلق راسه عنده قبل العودة الى اهله وكان هبل من خرز العقيق على صورة انسان، وكانت يده اليمنى مكسورة، فجعلت له قريش فيما بعد يدا من ذهب وكانت له خزانة للقربان، تسع مائة بعير، وله حاجب يقوم بخدمته(6). وكان في جوف الكعبة امامه سبعة اقداح مكتوب في أولها صريح والأخر ملصق فاذا شكوا في مولود اهدوا اليه هدية ثم ضربوا بالقداح فان خرج صريح الحقوه، وان خرج ملصق دفعوه، وقدح على الميت وقدح على الزواج، والثلاثة الأخرى يضربونها اذا اختصموا في امر او أرادوا سفرا او عملا فما خرج عملوا به وانتهوا اليه(7). ويقول ابن هشام: ((فاذا أرادوا ان يختنوا غلاما، او ينكحوا منكحا، او يدفنوا ميتا، او شكوا في نسب احدهم، ذهبوا به الى هبل وبمائة درهم وجزروا فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها، ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون، ثم قالوا: يا الهنا هذا فلان ابن فلان قد اردنا به كذا وكذا، فاخرج الحق فيه. ثم يقولون لصاحب القداح: اضرب، فان خرج عليه (منكم) كان منهم وسبطا، وان خرج عليه (من غيركم) كان حليفا، وان خرج عليه (ملصق) كان على منزلته فيهم، لا نسب له ولا حلف، وان خرج فيه شيء مما سوى هذا مما يعلمون به (نعم) عملوا به، وان خرج (لا) اخروه عاما وذلك حتى يأتوه به مرة أخرى، ينتهون في امورهم الى ذلك مما خرجت به القداح(8))).
ولعل من اشهر ما رواه الاخباريون عن الضرب بالقداح من اجل الوفاء بالنذور، نذر عبد المطلب جد النبي [صلى الله عليه وآله]، الذي نذره قائلا: لئن ولد لي عشرة أبناء ثم شبوا واصبحوا بحيث يمنعونني لانحرن احدهم عند الكعبة، فلما حقق الله تبارك وتعالى امنيته أراد ان يفي بنذره، فجمع ابناءه العشرة عند الصنم هبل، وطلب من سادته ضرب القداح عليهم، وأعطى كل واحد منهم قدحا فيه اسمه، فلما ضرب صاحب القداح، خرج قدح اصغر أبنائه عبد الله بن عبد المطلب (نعم)، واراد عبد المطلب التضحية بابنه عبد الله على كره منه، اذ كان يؤثره على سائر أبنائه، فحالت قريش بينه وبين ما أراد وأشاروا عليه بالمسير الى عرافة خيبر، فان امرته بذبحه فعل، وان اشارت بغير ذلك عمل بمشورتها، فلما قص عبد المطلب الى العرافة خبر ابنه قالت له: كم الدية فيكم؟ قال: عشر من الابل قالت: فارجعوا الى بلادكم ثم قربوا صاحبكم، وقربوا عشرا من الابل ثم اضربوا عليه وعليها بالقداح، فان خرجت على صاحبكم فزيدوا من الابل حتى يرضى ربكم. فاذا خرجت على الابل فانحروها عنه فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم، فعاد عبد المطلب الى مكة ولجا الى صاحب القداح، فكان كلما ضرب بقدح خرج على عبد الله، فزاد عشرا من الابل، فخرج القدح على عبد الله أيضا. واخذ عبد المطلب يزيد الفداء عشرا فعشرا حتى بلغ المائة، فخرج القداح على الابل فنحرت ثم تركت لا يمنع عنها انسان ولا سبع(9).
على الرغم من علو مكانة هبل في نفوس الوثنيين الا ان اشهر الاصنام التي حظيت بالتعظيم والتقديس من قبل أكثرية القبائل العربية هي التي ورد ذكرها في القران الكريم، في قوله تبارك وتعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: 19 - 22] (10).
اللات:
كانت عبادة الصنم اللات شائعة بين العرب جميعا في شمال جزيرة العرب وفي جنوبها، وهو عبارة عن صخرة مربعة بيضاء بالطائف اقامت عليها ثقيف(11) بيتا جعلت فيه حرما يقصده الناس، يتقربون اليها ويقدمون لها الذبائح. ويذكر الاخباريون ان اللات كان رجلا من ثقيف يلت السويق للحجيج على صخرة هناك، فلما مات قال لهم عمرو بن لحي: لم يمت، ولكن دخل في الصخرة ثم امرهم بعبادتها وان يبنوا عليها بنيانا يسمى اللات، فاتخذتها ثقيف طاغوتا وبنت لها بيتا وجعلت له سدنة وعظمته وطافت به، وبه كانت تسمى قبائل زيد اللات وتيم اللات، وظلت اللات تعبد من دون الله حتى اسلمت ثقيف. فبعث رسول الله [صلى الله عليه وآله]، المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار، وقال: شداد بن عارض الجشمي حين هدمت واحرقت ينهى ثقيفا عن العود اليها:
لا تنصروا اللات ان الله بهلكها
وكيف نصركم من ليس ينتصر؟(12)
العزى:
اما العزى فكانت شجرة بوادي نخلة الى الشرق من مكة عندها وثن تعبده غطفان، وسدنتها من بني صرمة بن مرة، وكان الذي اتخذها ظالم بن اسعد وبني لها بيتا ولها منحر، ينحرون فيه هداياهم يقال له الغبغب(13)، وكانت العزى اعظم الاصنام عند قريش، يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبائح. كما عبدتها غني وباهلة وخزاعة وجميع مصر وبنو كنانة وعطفان من القبائل العربية. وكانت العرب اذا فرغوا من حجهم وطوافهم حول الكعبة لم يحلوا حتى يأتوا العزى، فيطوفون بها ويعكفون عندها يوما(14).
وظلت العزى تعبد من دون الله حتى بعث رسول الله [صلى الله عليه وآله]، خالد بن الوليد بعد فتح مكة وامره بهدمها، فقطع الشجرة وهدم البيت وكسر الوثن، وهو يقول:
يا عز كفرانك لا سبحانك
اني رايJت الله قد اهانك (15)
مناة:
كانت مناة صخرة اقيم لها معبد في قديد على ساحل البحر بين مكة ويثرب، وكانت مقدسة عند هبل وخزاعة والعرب جميعا وبخاصة الاوس والخزرج، يقول الكلبي فكانوا (الاوس والخزرج) يحجون ويقفون مع الناس المواقف كلها ولا يحلقون رؤوسهم الا عنده، وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما الا بذلك(16)، وكان لسعة انتشار عبادة الصنم مناة ان تسمت به عدد غير قليل من القبائل، منها عبد مناة وزيد مناة، وبقي هذا الصنم يعبد على هذا النحو حتى تم هدمة بيد على بن ابي طالب [عليه السلام] سنة 8هـ بأمر رسول الله [صلى الله عليه وآله] (17).
ومن اقدم الاصنام التي امتدت عبادتها من أيام نوح عليه السلام، وقدستها القبائل العربية واتخذتها اربابا من دون الله. تلك التي ورد ذكرها في القران الكريم في قوله تعالى: { قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} [نوح: 21 - 24] (18).
ود:
فاتخذت قبيلة كلب من قضاعة الصنم ودا معبودا لها، وكان عوف بن عذرة بن زيد اللات سيد القبيلة هو الذي حمله الى وادي القرى ونصبه بدومة الجندل ودعا قومه الى عبادته، وسمى ابنه باسمه ((عبد ود)). وجعل ابنه عامر الاجدار سادنا له، وكان ود تمثالا لفارس محارب، يقول الكلبي: تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال، قد دثر عليه (نقش عليه) حلتان، متزر بحلة، ومرتد باخري عليه سيف قد تنكب قوسا وبين يديه حرة فيها لواء ووفض (جعبة) فيها نبل))(19). وقد بقي ود قائما في مكانه الى ان بعث رسول الله [صلى الله عليه وآله]، خالد بن الوليد الى دومة الجندل فهدم الصنم وكسره(20).
سواع:
وكان سواع عبارة عن حجر عبده بنو هذيل بن مدركة في رهاط من ارض ينبع على مقربة من يثرب وكان بنو لحيان سدنته الذين يقومون على رعايته(21)، وقد تم هدمه على يد عمرو بن العاص(22).
يغوث :
اما يغوث فقد نصبه انعم بن عمرو المرادي بارض مذحج باليمن، فعبدته مذحج ومن والاها واهل جرش، غير انه حدث نزاع على هذا الصنم بين بني انعم وبني مراد الذين أرادوا ان يكون فيهم وسدانته لهم، فهرب بنو انعم بصنمهم الى بني الحارس بن كعب واحتفظوا به بعد ان وقعت الهزيمة في مراد(23).
يعوق:
وكان يعوق صنم همدان وخولان، ذلك ان مالك بن مرئد بن جشم من همدان كان قد وضعه في موضع يعرف بخيوان من صنعاء(24)، فعبدته همدان وخولان ومن والاهما.
نسر:
اما نسر فقد اتخذته حمير وكان موضعه بلخع من ارض سبا(25)، وكان على هيئة الطائر المسمى باسمه، ولم تقتصر عبادته على العرب الجنوبيين، بل انتشرت عبادته في شمال جزيرة العرب فقد وجدت اصنام على صورة نسر منحوته على الصخور خاصة في أعالي الحجاز(26)، وظلت حمير ومن والاها تتعبد للنسر حتى تهودت على أيام ذي نواس(27). وقد وصف لنا القرطبي الاصنام الخمسة التي اخذتها القبائل العربية عن قوم نوح في ايجاز بليغ فقال: ((كان ود على صورة رجل وسواع على صورة امراة ويغوث على صورة اسد ويعوق على صورة فرس ونسر على صورة نسر من الطير))(28).
رضاء:
وكان الصنم رضاء من بين الاصنام التي انتشرت بين العرب الشماليين بعد ان توارثوا عبادتها عن قوم ثمود، فقد ورد اسمه في كتارات ثمودية عديدة(29) واختصت كل من قبائل تميم وطئ بعبادته، وظل الحال على ذلك حتى هدمه عمرو بن ربيعة بن كعب من تميم بعد اسلامه(30)، وقال في ذلك:
لقد شددت على رضاء شدة
فتركتهــا قفرا بقــاع اسحما
كثرى والمنطبق:
كما امتدت عبادة الصنم كثرى من أيام طسم وجديس حتى كسره نهشل ابن الربيس بن عرعرة في عهد رسول الله [صلى الله عليه وآله](31). وكان المنطبق أيضا صنما لعك والسلف والاشعريين وهو من نحاس، فلما كسرت الاصنام وجدوا في جوفه سيفا، فاصطفاه رسول الله [صلى الله عليه وآله] (32).
اساف ونائلة:
كذلك كان للقبائل العربية عدة اصنام اختصتها بالرعاية والتقديس فمنها اساف ونائلة، وترجع عبادتهما الى اعتقاد القريشيين ان اساف كان رجلا يقال له اساف بن بعلي ونائلة بنت زيد وكلاهما من جرهم، وكان اساف يتعشق نائلة بارض اليمن، فاقبلا حاجين فدخلا الكعبة فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت ففجر بها في البيت فمسخا. فاصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدتهما قريش وخزاعة ومن حج البيت بعد من العرب(33).
وكان اساف ملاصقا للكعبة ونائلة في موضع زمزم، وكانوا ينحرون ويذبحون عندهما ويطوفون حولهما فكان العربي يبدا طوافه بأساف ويتمسح به ثم يفعل بنائلة ويختم طوافه بأساف....، وقد كسرهما رسول الله [صلى الله عليه وآله] يوم الفتح فيما كسر من الاصنام(34).
مناف:
وكان مناف من اصنام العرب وبه كانت قريش تسمى عبد مناف وكان الاله مناف على هيئة رجل لا لحية له، ينحدر على عارضيه شعر راسه، وحول جفنيه وحدقتيه خطان ناعمان وعلى صدره طيات ردائه، ويرى رف طيلسانه الإلهي الذي ينعطف من كتفه الايسر فيتصل الى الأيمن ويعقد به، وقد عثر على كتابة في حوران ورد فيها اسم مناف مع اله اخر(35).
ذو الخلصة:
اما الصنم ذو الخلصة فكان موضعه بتباله بين مكة واليمن(36) وله بيت تحج اليه قبائل خثم وبجيلة وباهلة ودوس وازد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن، وكان ذو الخالصة على هيئة مروة بيضاء، منقوشة عليها كهيئة للتاج، وقد سمي بذلك لان عباده الطائفين به كانوا من الخلصة، وكان له ثلاثة اقداح: الامر والناهي والمتربعي. يأتي الناس اليه للاستقسام فضلا عن طوافهم به وقد لبسوا القلائد، كما كانوا يهدون اليه الشعير والحنطة ويصبون عليها اللبن ويذبحون له، ويعلقون عليه بيض النعام(37)، وقد احرقه جرير بن عبد الله البجلي بأمر رسول الله [صلى الله عليه وآله](38).
ذو الشرى:
اشتهر ذو الشرى بمعبده الضخم الذي أقيم في سلع(39) (برا)، حيث تقدم اليه القرابين، فكان النبط يحتلقون بذي الشرى في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام، وكان هذا الصنم عبارة عن حجر اسود غير مصقول يبلغ ارتفاعه أربعة اقدام وعرضه قدمين، ويستند الصنم الى قاعدة مكسوة بالذهب. وبالرسوم التي توضح تقديم القرابين اليه، وقد شاعت عبادته بين عرب أعالي الحجاز قبيل الإسلام وبخاصة عند بني الحارث بن يشكر بن مبشر من الازد(40).
سعد:
اتخذت قبائل بني مالك وملكان بن كنانة صنما بساحل جده اسمه سعد وهو عبارة عن صخرة طويلة(41) يتبركون بها، ولما اقبل رجل من بني مالك بابله ليستبرك بهذا الصنم نفرت منه وتفرقت، فذهبت في كل وجه، فاسف الرجل وتناول حجرا رماه به وقال: ((لا بارك الله فيك الها انفرت على ابلي)) ثم خرج في طلبها حتى جمعها، وانصرف عنه وهو يقول:
اتينا الى سعد ليجمع شملنا
فتشتتنا سعـــد فــــلا نحن من سعد
وهل سعد الا صخرة بتنوفة
من الأرض لا تدعو لغي ولا رضد(42)
ذي الكفين:
وكان لبني مهنب بن دوس صنم يعرف بذي الكفين وهو من الخشب، فقد احرقه الطفيل بن عمرو الدوسي بالنار وهو يقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا اكبر من ميلادكا
اني حشوت النار في فؤادكا(43)
ذو الرجل:
كان ذو الرجل من اصنام اهل الحجاز(44). اما قضاعة ولخم وجزام وعاملة وعطفان فقد عبدت الاقيصر، وكانوا يحجون اليه ويحلقون رؤوسهم عنده وورد ذكره في كثير من اشعارهم(45).
سعيد و الجلس و الجلسد:
وكان لعنزه صنم يقال له سعيد يحجون اليه ويطوفون حوله وينحرون له الذبائح(46).
اما الجلس فكان صنم كندة وحضرموت، وسدنته بنو شكامة بن شبيب بن السكون، من كندة، وكان للصنم حمي اذا دخلته الغنم، حرمت على اربابها وصارت ملكا للصنم، وكان الجلسد على هيئة رجل ضخم من صخرة بيضاء فيه صورة وجه الانسان. وكان عباده يتقربون اليه بذبح الذبائح وتلطيخه بدمائها. وقد سقط هذا الصنم وكسرت عنقه يوم بعث النبي [صلى الله عليه وآله] (47).
المحرق وايال:
وكان المحرق صنم لبكر بن وائل وسائر ربيعة، وقد جعلوا في كل حي من ربيعة صنما من أولاد المحرق، فكان بلج بن المحرق في عنزة، وعمرو بن المحرق في عمرو بن ربيعة. وكان لبكر وتغلب صنم اخر يقال له اوال او ايال(48). وكان سدنة المحرق، أولاد الأسود، من بني عجلان(49).
شمس:
ومن اشهر الاصنام التي عبدتها قبائل اد، الصنم شمس، فعبدته ضبة وتميم وعدي وثور عكل. واقاموا له بيتا، عينوا لسدانته بني اوس بن فحاش، من تميم. وتسمى به بعض العرب الشماليين، فمنهم، عبد شمس، وعمرو شمس. وقد كسره هند بن ابي هالة وصفوان بن اسد بن الحلاحل(50). وكان لبني تميم صنم اخر يقال له تيم، فسموا به عبد تيم، وتيم الله(51).
الفلس و اليعبوب وباجر:
وكان الفلس صنم قبائل طئ وموضعه وسط جبل اجا وهو تمثال على هيئة انسان لونه اسود، وكانوا يعيدونه ويهدون اليه، ولا يأتيه خائف الا امن عنده ولا يطرد احد طريدة فيلجا بها اليه الا تركت له. وكان سدنته من بني بولان، وقد تم هدمه بيد على بن ابي طالب[عليه السلام](52)، وفضلا عن الفلس اتخذت طئ من اليعبوب وباجر اصناما لهم يعبدونها من دون الله(53).
محرب وذريح:
كان محرب صنم لحضرموت وبه سمي ذو محرب سادن الصنم(54) كما كان ذريح لكندة بالنجير من اليمن ناحية حضرموت وله بيت يقصده مريدوه، وعبادة الصنمين لم تكن منتشرة خارج حدود الجهات الجنوبية من جزيرة العرب.
مجاور الريح ومطعم الريح:
اما الصنمان مجاور الريح ومطعم الطير، فقد وضعهما عمرو بن لحي عند الصفا والمروة(55)، فكان الناس يحجون اليهما في مواسم الحج.
____________
(1) سورة الزمر: اية (3).
(2) الكلبي: الاصنام، ص60، الصنم: كان يتخذ من الصخر ونحوه، والوثن: ما كان من غير صخر.
(3) ابن الاثير: الكامل في التاريخ، جـ2، ص168.
(4) ابن سعد: الطبقات الكبير، جـ1، ص12.
(5) ابن هشام: السيرة النبوية، جـ1، ص63.
(6) الازرقي: اخبار مكة، جـ1، ص68 – 70.
(7) الكلبي: الاصنام، ص28.
(8) ابن هشام: السيرة النبوية، جـ1، ص158.
(9) ابن هشام: السيرة النبوية، جـ1، ص157 – 161.
(10) سورة النجم: اية (19).
(11) الكلبي: الاصنام، ص16.
(12) الكلبي: المصدر السابق، ص16.
(13) الكلبي: الاصنام، ص18.
(14) الازرقي: اخبار مكة، جـ1، ص74.
(15) ياقوت: معجم البلدان، جـ1، ص185.
(16) الكلبي: المصدر السابق، ص14.
(17) ياقوت: المصدر السابق، جـ5، ص204 – 205.
(18) سورة نوح: الآيات (21 – 24).
(19) الكلبي: الاصنام، ص56.
(20) ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص368.
(21) ياقوت: المصدر السابق، جـ3، ص276.
(22) الكلبي: المصدر السابق، ص57.
(23) ياقوت: المصدر السابق، جـ5، ص439.
(24) ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص438.
(25) الالوسي: بلوغ الارب، جـ2، ص21.
(26) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ5، ص88.
(27) الكلبي: الاصنام، ص57.
(28) القربي: الجامع لاحكام القران، جـ18، ص309.
(29) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ5، ص105.
(30) الكلبي: المصدر السابق، ص30.
(31) الكلبي: المصدر السابق، ص110.
(32) ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص212.
(33) ابن هشام: السيرة النبوية، جـ1، ص87.
(34) ياقوت: المصدر السابق، جـ1، ص170.
(35) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ5، ص106.
(36) الكلبي: الاصنام، ص34.
(37) الازرقي: اخبار مكة، جـ1، ص73.
(38) ياقوت: معجم البلدان، جـ2، ص383 – 384.
(39) الكلبي: الاصنام، ص37.
(40) الالوسي: بلوغ الارب، جـ2، ص209.
(41) الكلبي: المصدر السابق، ص36.
(42) ياقوت: معجم البلدان، جـ3، ص221.
(43) الكلبي: الاصنام، ص37.
(44) الكلبي: المصدر السابق، ص109.
(45) الالوسي: بلوغ الارب، جـ2، ص209.
(46) ياقوت: المصدر السابق، جـ3، ص221.
(47) ياقوت: المصدر السابق، جـ2، ص151 – 152.
(48) الكلبي: الاصنام، ص107.
(49) ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص61.
(50) ياقوت: المصدر السابق، جـ3، ص362.
(51) الاصفهاني: الأغاني، جـ18، ص178.
(52) الكلبي: المصدر السابق، ص59 – 61.
(53) الالوسي: بلوغ الارب، جـ2، ص211.
(54) الكلبي: المصدر السابق، ص111.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|