سلالة اور الأولى :

يرجع حكم ملوكها لأخريات النصف الأول من الالف الثالث حوالي عام 2650 ق.م. ونستطيع ان نميز من بين ملوكها لبعض الاسماء التي كشف عنها مجموعة المقابر الضخمة بالجبانة الملكية لمدينة أور وكذا بعض انجازاتهم.

ومن هؤلاء الملوك، او بالأحرى الحكام، مس انى بادا وابنه انى بدا وحفيده مس كيا جنونا بنائين للعديد من المعابد للآلهة المعبودة. فقام الأول ببناء معبد الالهة ننخور ساج (اي سيدة الجبل) في مدينة العبيد وهو المعبد الذي اكمل تشييده ولده وحفيده. كما شاد بعض الابنية بمعبد انليل في نيبور في حين جدد ولده وحفيده معبد انليل بمدينة نفر.

ولقد بلغت سطوتهم على المناطق المجاورة مبلغا كبيرا، اذ كفل لقب (ملك كيش)، الذي حمله مس انى بادا، له سطوه على الاراضي الممتدة من جنوبي العراق وحتى شمال مدينة نفر. وهي المدينة التي حظيت بأهمية استمدتها من قيمة الهها المعبود انليل، حيث عدت كعاصمة دينية اذت أهمية بالغة القداسة ولعل هذا ما يفسر سر اهتمام ملوك سلالة اور بها.

وجدير بالذكر الاشارة إلى أهمية اللقى الاثرية التي اكتشفت في الجبانة الملكية باور والتي تعكس ثراء لا بأس به لها. وان كان من اهم القطع قاطبة تلك اللوحة المشهورة باسم (شعار أور) او (سارى اور) والتي يصور احد وجوهها مقرته خاصة غمارها المشاه والعربات ينتظمون في ثلاث صفوف. في حين اظهرت الصفوف الثلاثة في وجه اللوحة الاخر عن مشاهد احتفال بالنصر على الاعداء؟ والتي صاحبها عزف للموسيقى وتبادل نخب النصر. وان كانت بالطبع لا تشير إلى طبيعة تلك المعركة وأولئك الاعداء. بما يقلل من أهميتها التاريخية.

وعلى أية حال، فقد فقدت اور سطوتها على المنطقة بعد ظهورها بما يربو على القرن من الزمان نتيجة لتعرض جزء من بلاد سومر لهجوم اجنبي من قبائل العيلاميين وبعض القبائل الاخرى بالمنطقة لتصيغ بهذا الهجوم حلقة من سلسلة الصراع بين العراق وعيلام والذي امتد لحوالي ألفي عام.

بيد ان هذا الهجوم العيلامي في هذه المرحلة كان قد نجح في القضاء على حكم سلالة أور الأولى وتقسيم البلاد لقسمين. بيد انه بعد عدة أحداث متداخلة نجح حكام سلالة كيش الثانية في تحرير البلاد من يد العيلاميين وأشتهر من بين ملوك هذه السلالة الملك ميسليم الذي مد نفوذه شرقاً حتى لجش، كما حدد الحدود بينه وبين او ما (على الفرات الداخلي). ثم تداعت أحوال البلاد على عهد خلفاؤه، في الوقت الذي بدأ يبزغ نجم سلالة حاكمة جديدة هي اسرة لجش الأولى.