أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2016
1155
التاريخ: 20-5-2019
1647
التاريخ: 1-11-2016
3678
التاريخ: 1-11-2016
1690
|
التسمية:
تعد لجش (Lagaš) من المدن السومرية القديمة(1)، والتي ورد ذكرها منذ العصور المبكرة فقد كتب أسمها في النصوص المسمارية بالمقاطع الآتية: (شار – بور – لا - كي) (Šir-bur-laki)(2) إذ وضعت العلامة (Ki) للدلالة على أسماء الأماكن والمدن، وتتكون لفظة لجش (Lagaš) من أكثر من مقطع واحد(3) (La-gaš). وتكون (Lagaš) هي القراءة الحديثة لـ (شار – بور- لا) ويرجح أن معنى (شار – بور - لا) تعني (طائر الغراب) ويحتمل أن يكون رمزا للجماعة أو القبيلة(4) كما وردت تسمية أخرى إلى لجش وهي (أورو – كوﮔك) (Uru – ku - og) أي (المدينة المقدسة) وهي صفة لها(5).
وتعد عاصمة دولة لجش ذات ميزة عن المدن الرئيسة في المجمع الواسع لدولة لجش المتضمن جيرسو (Girsu) وسرغل (نينا) (Nina) ومدينة لجش التي سميت باسمها السلالة الحاكمة في لجش والمعروفة بقاياها بـ تلول الهبه (Al-Habba)(6)، إذ أن هذه المناطق كانت تحظى بالحماية الإلهية(7)، وقد كان يظن في السابق أن مدينة لجش هي تلو (Tello) إلا أن التنقيبات المتأخرة أثبتت أن تلو هي مدينة كيرسو (Girsi)(8) ومن المرجح أن معظم أسماء المدن القديمة في بلاد سومر وأكد والتي أسست أصلا في فترة العبيد تحمل أسماء غير سومرية(9) منها اسم لجش (شار – بو -لا) وأور (UR) وأوروك (Uruk) الوركاء إذ ترجع إلى الموروث اللغوي الذي تركه الفراتيون الأوائل(10). كما كتب اسم لجش عند بعض المختصين باسم لكاشو (Lagašu)(11).
وعلى الأغلب فأن تسمية بعض المدن قد تتفق مع رمز طقس معين يعود إلى طوطم قديم(12). وقد أطلق أحد الباحثين الألمان على عصر فجر السلالات اصطلاح (عصر لجش) نسبة إلى دولة لجش السومرية الشهيرة. كما أطلق عليه (عصر ما قبل سرجون)(13).
الموقع:
تقع دولة لجش في القسم الجنوبي الشرقي من بلاد سومر منتصف المسافة ما بين دجلة والفرات في منطقة أثرية واسعة في ناحية الدواية(14) الحالية، وتبعد مسافة (24 كم)إلى الشرق من قضاء الشطرة(15) وهي واحدة من الدويلات المهمة في بلاد سومر كانت قائمة إلى جانب بعضها البعض(16) هي أور، الوركاء، كيش(17)، أدب(18)، اكشاك(19)، ولجش.
وتقع لجش على خط عرض 32 وبدرجة حرارة 35صيفا و12شتاءا(20) ومن الصعوبة تحديد الحدود للرقعة الجغرافية لدولة لجش وذلك لأن الحدود في العصور القديمة تخضع للتغير المستمر بحسب تغيير موازين القوى السياسية الخارجية من جهة، وقوتها وضعفها في الداخل من جهة أخرى(21)، فتجاورها من جهة الشمال أوما (Uma) ومن جهة الجنوب الغربي الوركاء (Uruk) اما من جهة الشرق فتجاورها عيلام (Elam)، وكانت دولة لجش تتألف من عدة مدن وقرى وأراضي زراعية تشمل منطقتي الشطرة والغراف(22).
وتتميز دولة لجش بخصوبة أراضيها ووفرة مياهها إذ تتخلها قنوات الري الكثيرة التي تربطها بنهري دجلة والفرات(23)، ويحتمل ان شط الغراف الحالي أو احد المجاري القريبة منه كان يمثل قناة انتيمينا (Entemena)(24)، وفي حدود الالف الثالث ق.م. كان نهر دجلة يمر بمدينة لجش القديمة أو بالقرب منها باتجاه شط الغراف في طريقه إلى الخليج العربي(25)، وقد أفادت المدينة من هذه الممرات المائية فازدهرت تجارتها النهرية وانتعش اقتصادها الأمر الذي انعكس في زيادة الاستقرار ونشوء سلالة حاكمة فيها حكمت لستة أجيال تقريبا(26) إذ يعزى ازدهار دولة لجش إلى كونها ميناء نهري مثل مدينة أور(27).
والملاحظ أن المدن الرئيسية لدولة لجش تقع على خط واحد يبدأ من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي على مجرى نهر قديم يروي أراضيها ما بين نهر دجلة شرقا ونهر الفرات غربا(28).
وتعد لجش من أماكن الاستيطان القديمة في بلاد الرافدين(29)، مثلها مثل الوركاء واور وأريدو(30) وتل العبيد(31)، وقد كان لموقع لجش دور مهم في أن تكون ذات شهرة واسعة في عصر فجر السلالات(32) وان يكون لها دور بارز في حضارة وادي الرافدين، كما كان لموقع لجش تأثير مهم في صد غزوات العيلاميين المستمرة على بلاد سومر(33)، وقد أعطى هذا الموقع إلى لجش أهمية في ان تكون مركز إشعاع حضاري لم تضاهيها دولة أخرى في العصر السومري القديم والحديث.
تغطي أطلال دولة لجش مساحة اختلف المختصون في تقديرها فمنهم من يرى أن مساحة دولة لجش تقدر حسب نسبة الأراضي الصالحة للزراعة المملوكة للمعبد وعليه تكون مساحة دولة لجش نحو (366 كم2 ثلاثة مائة وستة وستون كيلو متر مربع)(34)، اما الرأي الأخر فيرى أن المساحة الواقعية لدولة لجش تقدر بنحو (ثلاثة الآلاف كم2)(35) في عصر سلالة لجش الاولى بعد أن فقدت دولة لجش أكثر من 50% من أراضيها في نهاية حكم أورواينمكينا(36) (Uru animkena). ويرى أحد المختصين أن الأرقام التي وصلت من كتابات أنتيمينا واورانيمكينا وجوديا مبالغ فيها إذ أن المدن السومرية لم تكن كبيرة(37)، كما أن ليس هناك أي سور مكتشف لحد الان(38).
أن التنقيبات الأثرية أثبتت أن اقدم خارطة لتحديد مساحة الأراضي كان قد رسمها العراقيون، تعود إلى نهاية الالف الثالث ق.م. جاءت من مدينة أوما إذ حدد فيها أرضا زراعية، والخارطة الثانية جاءت من دولة لجش قد قسمها الرسام إلى أشكال هندسية(39).
_________________
(1) طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، (بغداد، دار البيان، 1973). ج1، ص 271. وينظر كذلك: ملرش، ابج-أي-ايل، قصة الحضارة في سومر وبابل، ترجمة: عطا البكري (بغداد، مطبعة الرشاد، 1971)، ص20.
(2) كوركيس عواد، "أثار العراق في نظر الكتاب العرب الأقدمين"، مجلة (سومر)، ج1، م 15، (بغداد دائرة الآثار والتراث،1949)، ص78.
(3)Sollberge, E. Le., System Verbal Dans les Inscription, “Royals” Presargoniques de Lagaš, Geneve, 1952, pp. 16, 72.
(4)Animal Symbolism in Mesopotamian, A contextual Approach Chikake. Watnabe woo, band 1. In stitut fur oriente listik de Universitat Wein, 2002, P 29.
(5) طه باقر، المقدمة، ج، المصدر السابق، ص 312،. ينظر كذلك: دروثي مكاي، مدن العراق القديمة، ترجمة: يوسف يعقوب مسكوني، (بغداد، 1961)، ص92.
(6) طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص 213. وينظر كذلك: سيتون لويد، أثار بلاد الرافدين، ترجمة: سامي سعيد الاحمد (بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1980) ص123.
(7) Leonard W. King, Lirr. D., F.S.A., A History of Babylon from the Foundation of the Monarchy to the Persian Conquest, (London, 1916), p.p 154-155.
(8) طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص271. وينظر كذلك
Andre Parrot, Tello, Vingt campagnes de foiulles (1877-1933), Paris, 1948, p.9.
(9) هاري ساكز، عظمة بابل، ترجمة عامر سليمان (الموصل، مطبعة الجامعة، 1979)، ص51.
(10) الفراتيون الأوائل: أقوام نزحت من شبه الجزيرة العربية ويرجح أنهم جاءوا قبل السومريين والاكديين إلى العراق وأستقروا في القسم الجنوبي من العراق على أطراف نهر الفرات وقد أطلق عليهم (الفراتيون الأوائل) وكان لهم تراث لغوي ضم كثيرا من الأسماء والمفردات الدخيلة على اللغة السومرية والاكدية. وقد كان لانديزبيركير (Landsberger) أول باحث آثاري بحث في هذا الموضوع وسمى اولئك القوم بالفراتين الاوائل. ينظر: طه باقر، المقدمة، ج1، ص 75-76. وينظر كذلك: عامر سليمان، اللغة الاكدية (البابلية والاشورية)، (الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، 1991)، ص ص 24-25.
(11) طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص 75-76.
(12) سامي سعيد الاحمد، العراق القديم، (بغداد، مطبعة الجامعة، 1978) ج1، ص231.
(13) صبحي انور رشيد، محاضرات في التاريخ والفن السومري – الاكدي، (بغداد، طباعة يدوية، 1967) ص4. وينظر كذلك:
Genuoillacv, H., Fouilles de Telloh, Tome 1, Paris, 1934, p. 70.
(14) قحطان رشيد صالح، الكشاف الاثري في العراق، (بغداد، دار الكتب للطباعة والنشر، 1987)، ص 261-263.
(15) طه باقر، المقدمة، ج1، ص 271. ينظر كذلك:
D. P. Hansen, Lagaš, B. Archaeologisch, RLA, Band (6), (1980-1983), p.422.
(16) المصدر نفسه، ص371.
(17) حول تعاريف هذه المدن وعلاقتها مع دولة لجش ينظر الفصل الرابع.
(18) ادب:
(19) أكشاك: مدينة تقع على نهر دجلة تسمى (تل عمر) أو سلوقية قرب المدائن وقد كانت فيها الملوكية قبل الطوفان. ينظر: صموئيل نوح كريمر، السومريون، تراثهم، حضارتهم، خصائصهم، ترجمة، فيصل الوائلي، (الكويت، دار غريب للطباعة، 1973)، ص 69-74. ينظر كذلك: سامي سعيد الأحمد، العراق القديم، ج1، المصدر السابق، ص272.
(20) أجناس فيليب، تباين البيئة بين إبلا في شمالي سوريا ولاجاش في جنوبي العراق، ضمن كتاب أضواء جديدة على تاريخ واثار بلاد الشام، مجموعة من كبار علماء التاريخ والاثار، ترجمة: قاسم طوير، (دمشق، مطبعة عكرمة، 1989)، ص42 وما بعدها.
(21) احمد مالك الفتيان، نظام الحكم في العصر الأشوري الحديث، أطروحة دكتوراه غير منشورة (جامعة بغداد، كلية الاداب، قسم الاثار، 1991)، ص10.
(22) كريمر، السومريون، المصدر السابق، ص 74.
(23) سامي سعيد الاحمد، العراق القديم، (بغداد، مطبعة الجامعة، 1983) ج 2، ص261. وينظر كذلك:
Delaporte, Mesopotamia the Babylon and Assyrian Civilization, London, 1970, p. 12.
(24) جعفر الساكني، نافذة جديدة على تاريخ الفراتيين في ضوء الدلائل الجيولوجية والمكتشفات الاثارية، (بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1993)، ص44.
(25) أحمد سوسة، ري سامراء، (بغداد، دار الحرية للطباعة والنشر، ) ص429. وينظر كذلك: عامر سليمان واحمد مالك الفتيان، محاضرات في التاريخ القديم، (الموصل، مطبعة الجامعة، 1978)، ص78.
(26) هاري ساكز، عظمة بابل، ترجمة عامر سليمان (الموصل، مطبعة الجامعة، 1979) ص63. وينظر كذلك: عامر سليمان واحمد مالك الفتيان، محاضرات في التاريخ القديم، المصدر السابق، ص78.
(27) طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص312. وينظر كذلك: كوردن هستد، الأسس الطبيعية لجغرافية العراق، ترجمة: جاسم محمد الخلف (بغداد، المطبعة العربية، 1948) ص51.
(28) طه باقر، وآخرون، تاريخ العراق القديم، (بغداد، مطبعة الجامعة،1980) ج1، ص130-131. وينظر:
Donald P. Hansen, AL-Hiba, (1968-1969) Apreliminary report. Artibus Asia, Vol. 32, No. 4, 1970, p. 243. FF.
(29) قحطان رشيد صالح، الكشاف الاثري في العراق، (الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، 1987) ص 261-263.
(30) أريدو: تقع على بعد (40 كم) إلى الغرب من مدينة الناصرية. ينظر: فوزي رشيد، الشرائع العراقية القديمة، ط3، (بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1987)، ص 242. وينظر: شريف يوسف، مدن العراق القديمة، مجلة (أفاق عربية، عدد 26، 1986)، ص ص75-76.
(31) تل العبيد: يقع على بعد (6 كم) شمال غرب أور بجوار الناصرية. ينظر: طه باقر، المقدمة، ج1، ص 223.
(32) المصدر نفسه، ص371، ينظر كذلك:
(33) مديرية الاثار العامة، مواطن الآثار في جنوب العراق، (بغداد، مطبعة الحكومة، 1968)،ص9.
(34) أجناس فيليب، تباين البيئة بين أبلا في شمالي سوريا ولاجاش في جنوبي العراق، المصدر السابق، ص ص42-51. وينظر كذلك: جين بوترو وأخرون، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ترجمة عامر سليمان (الموصل، مديرية الكتب للطباعة والنشر، 1986،) ص ص 87-88.
(35) كريمر، السومريون، المصدر السابق، ص103.
(36) --------------- جماعة من علماء الاثار السوفيت، العراق القديم، ترجمة سليم طه التكريتي، (بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، أفاق عربية، 1986) ص264.
(37) سامي سعيد الاحمد، العراق القديم، ج1، المصدر السابق، ص334.
(38) Alezabeth Karter, "A surface Survey of Lagash, AL-Hiba, 1984", Sumer, No. 46, 1984, p. 62.
(39) سامي سعيد الاحمد، حضارات الوطن العربي القديمة أساسا للحضارة اليونانية، (بغداد، بيت الحكمة، 2003) ص 79.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|