من اميز الخصائص الجغرافية الطبيعية لقارة اوربا محدودية المساحات التي تشغلها السلاسل الجبلية والهضاب عالية المنسوب جدا والتي يكاد يقتصر توزيعها الجغرافي على نطاقات من جنوبي ووسط وشرقي وشمالي القارة، فاذا اضفنا الى ذلك محدودية ارتفاعات النطاقات عالية المنسوب فوق مستوى سطح البحر عند مقارنتها بمثيلتها في القارات الأخرى وخاصة اسيا وامريكا الشمالية نجد تفسيرا لاحتلال اوربا المركز الأخير بين القارات من حيثا ارتفاع المنسوب اذ لم يتجاوز المتوسط العام لمنسوب أراضيها 980 قدم فوق مستوى سطح البحر، في حين بلغ هذا المتوسط ست الاف قدم في انتاركتيكا، ثلاثة الاف قدم في اسيا، الفي قدم في أمريكا الشمالية، انتاركتيكا، ثلاثة الاف قدم في اسيا، الفي قدم في  استراليا.

وتعد قمة البروس في جورجيا بنطاق مرتفعات القوقاز في اقصى الجنوب الشرقي اعلى بقاع القارة الاوربية منسوبا حيث يبلغ ارتفاعها نحو 18481 قدم (5633 مترا) فوق مستوى سطح البحر، في حين د حوض بحر قزوين اخفض نطاقات القارة منسوبا حيث يبلغ 92 قدما (28 مترا) فوق مستوى سطح البحر وانعكس الوقع الفلكي لقارة اوربا في حوالي 35 دائرة عرضية (بين دائرتي عرض 71،36 شمالا)، الى جانب مساحة القارة وشكل سواحلها على مدى تباين ملامح البيئة الطبيعية في اقاليمها المختلفة وخاصة فيما يتعلق بخصائص عناصر المناخ فبينما يسود المناخ القطبي البارد النطاقات الشمالية لاوربا يسود مناخ البحر المتوسط المعتدل الدفيء نطاقاتها الجنوبية، وهو تنوع مناخي محدود وخاصة اذا قيس بمثيله في كل من اسيا وامريكا اللاتينية.

وتعد درجة الحرارة والتساقط هما اميز عناصر المناخ التي يمكن الاعتماد عليها في التمييز بين نطاقات اوربا المختلفة التي تتباين حراريا بشكل غير حاد بين منخفض الوادي الكبير في اقصى الجنوب الغربي والذي يعد احر جهات القارة (متوسط درجة حرارة شهر يوليو فيه 30درجة مئوية تقريبا) (1) وجزيرة سبتزبرجن النرويجية في اقصى الشمال والتي تعد ابرد جهات اوربا (متوسط درجة حرارة شهر يناير _18درجة مئوية) (2).

ويتباين التساقط على مستوى أقاليم القارة من حيث الشكل والكمية والفصلية حيث يكون التساقط في شكل ثلوج بالأقاليم الشمالية طول العام تقريبا، ومعظم جهات القارة خلال شهور الشاء وخاصة في الغرب والوسط، وتسقط الامطار طول العام تقريبا في معظم أقاليم اوربا حيث تتفق قمتها مع فصلي الشتاء والخريف في الغرب، ومع فصل الصيف في الشرق والوسط، وتغزر الامطار في الغرب وتقل كمياتها بالاتجاه شرقا بعيدا عن المحيط الأطلسي مصدر بخار الماء وأيضا بالاتجاه شمالا حيث الانخفاض الواضع لدرجات الحرارة، ويقتصر سقوط الامطار على شهور الصيف في الشرق، وعلى شهور الشتاء في الجنوب وان أسهمت بعض الملامح البيئية وخاصة ما يتعلق بمنسوب سطح الأرض في وجود بعض الاختلافات المكانية الواضحة. واسهمت الملامح الرئيسية السابق الإشارة اليها في خلو اوربا تقريبا من البيئات الجغرافية المنعزلة من الناحيتين الطبيعية والبشرية والتي تتواجد عادة في الكتل القارية عظيمة المساحة، متباينة الخصائص الجغرافية كما في اسيا وامريكا اللاتينية على وجه الخصوص.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سجلت اعلى درجة حرارة في اوربا بمقاطعة سيفيلي بجنوب غربي اسبانيا، وقد بلغت 51درجة مئوية (124ف).

(2) سجلت ادنى درجة حرارة في قاة اوربا بمنطقة في روسيا الاتحادية، وقد بلغت _19,5درجة مئوية (_67ف).