أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-10
236
التاريخ: 21-10-2020
3117
التاريخ: 2024-09-04
270
التاريخ: 2024-10-06
165
|
وصفها وتوزيعها الجغرافي : تعتبر السفانا المظهر النباتي الرئيسي في الأقاليم المدارية الحارة ، التي تسقط كل أمطارها تقريبا في فترة يتراوح طولها بين 4 و 6 أشهر في نصف السنة الصيفى ، ولكنها لا تكون كافية لنمو الغابات ، وهى تتمثل بصفة خاصة في قارة إفريقية ، حيث يتكون منها نطاقان عظيمان يشملان معظم الأجزاء الداخلية للقارة ، ويمتد أحدهما إلى الشمال من الغابات المدارية ، بينما يمتد الثاني إلى الجنوب منها ويتصل النطاقان عبر الهضبة الشرقية الاستوائية ، التي لا تساعد ظروفها على نمو الغابات الكثيفة قلة أمطارها بسبب بالنسبة للأقاليم الاستوائية الأخرى ، التي تمتد إلى الغرب منها والتي تتمثل بصفة خاصة في حوض الكنغو .
وتظهر السفانا كذلك في أمريكا الجنوبية فى منطقتين تشمل الأولى منهما معظم هضبة البرازيل إلى الجنوب مباشرة من نطاق الغابات المدارية المطيرة في حوض الأمزون ، وتشتهر السفانا هنا باسم الكامبوس Campos ، أما المنطقة الثانية فتوجد إلى الشمال من نطاق الغابات وتشمل حوض الأورينوكو ومعظم مرتفعات جيانا وهذه المنطقة هي التي تشتهر باسم اللانوس Llanos ، وتوجد السقانا فضلا عن ذلك في استراليا حيث تشمل نطاقا يفصل بين إقليم الغابات الموسمية في الشمال والأقاليم الصحراوية في الوسط ، كما أنها تنمو في بعض جهات هضبة الدكن وجنوب شرق آسيا ، وتتكون السفانا عموما من أعشاب كثيفة تنمو بها أشجار قصيرة متفرقة تتزايد كلما اقتربنا من خط الاستواء تبعا لتزايد كمية الأمطار وطول الفصل المطير ، ولهذا فان الانتقال بين الغابات المدارية والسفانا يكون غالبا تدريجيا أنه ليصعب ايجاد حد فاصل بينهما ، وعلى العكس من ذلك تتضاءل الحشائش وتتناقص الأشجار كلما بعدنا عن خط الاستواء تبعا لتناقص الأمطار وتناقص طول الفصل المطير ، حتى نصل إلى نطاق شبه صحراوى لاتنمو فيه إلا حشائش قصيرة من نوع الاستبس ، ولا تكاد تنمو به أشجار تذكر، وأخيرا نصل إلى النطاق الصحراوى الجاف الذي تمثله الصحراء الكبرى في شمال إفريقية وصحراء كلهاري وناميبيا في جنوبها .
وحتى حشائش السفانا في جملتها من الأنواع الخشنة ذات الأوراق النصلية الطويلة ، وهى تبدأ في النمو بسرعة عظيمة بمجرد أن يبدأ الفصل المطير، وقد يصل ارتفاعها في هذا الفصل إلى 7 أمتار في بعض الجهات ، ولو أنه يتراوح في الغالب مابين مترين وأربعة ، ويكون اختراق المنطقة عندئذ امرا غاية في الصعوبة ، أما في فصل الجفاف فيختلف الحال عن ذلك تماما لأن الحشائش سرعان ما تذبل وتجف بمجرد انقطاع الأمطار ، ويتحول مسطح الأرض إلى مساحات شاسعة جرداء تغطيها طبقة من الحشائش الجافة ويستمر الحال على ذلك حتى يبدأ موسم المطر من جديد.
والأشجار التي تنمو فى أقاليم السفانا معظمها من النوع النفضى ، وكثير منها يتميز بأوراقه الشوكية التي تساعده على تحمل الجفاف وقد توجد كذلك أشجار قليلة دائمة الخضرة تتغطى أوراقها بطبقة جلدية غير مسامية كما تغلف جذوعها بقشور سميكة والصفة الغالبة على الأشجار هي أنها تكون أشبه بالمظلات وربما كان ذلك راجعا إلى تباعدها وتعرض هذه الأقاليم لهيوب الرياح التجارية التي تهب بقوة في معظم شهور السنة ، مما يعاكس نمو الفروع إلى أن الشجرة التي تأخذ شكل المظلة تكون غالبا على قدرأعلى فضلا عن مواجهة الرياح القوية من غيرها.
الحياة الحيوانية : تختلف حيوانات السفانا عن حيوانات الغابات المدارية المطيرة من بعض الوجوه ، فبينما تتكون معظم الحياة الحيوانية في الغابات المطيرة من أنواع لها القدرة على التسلق وتقضى كل حياتها تقريبا فوق الأشجار وتتغذى على ثمارها نجد أن حيوا وانات السفانا معظمها من الأنواع البرية التي تتغذى على الحشائش ، ومن أهمها الجاموس والبقر الوحشى Antelope والحمار الوحشى Zebra والخرتيت Rhinoceros والزراف والغزال والفيل ، ثم الكانجارو الذي لا يوجد إلا في أستراليا ، وهناك كذلك بعض الحيوانات المفترسة مثل الأسد والنمر والفهد وهي تتغذى على لحوم غيرها من الحيوانات الأضعف منها . ويلاحظ أن معظم هذه الحيوانات كثير التنقل عن الماء والغذاء ، فالحيوانات التي تتغذى على الحشائش تضطر في كثير من الأحيان للهجرة في فصل انقطاع الأمطار إلى نطاق الغابات بسبب جفاف حشائش السفانا فتنتقل ورائها الحيوانات الأخرى المفترسة .
وتعيش في السفانا كذلك كثير من الحشرات والديدان التي تكثر بصفة خاصة فى الفصل المطير ، كما توجد بعض الحيوانات القارضة التي تعيش في مساكن تحفرها لنفسها في الأرض ولا تخرج منها إلا ليلا لكي تتفادى الحيوانات المفترسة ، وتعيش هنا أيضا بعض الطيور المتوطنة التي لا تعرف الهجرة والانتقال ، وهى تتغذى على الحشرات والسحالى، وتعتبر النعامة من أهم هذه الطيور ، ولكن يلاحظ أنها فقدت القدرة على الطيران بعد أن تطورت أجنحتها وأصبحت صغيرة بدرجة لا تتناسب مع حجم جسمها ، ولكنها تتميز في نفس الوقت بسرعة العدو ، ويساعدها على ذلك قوة سيقانها .
المستقبل الاقتصادي للسفانا : لبس من شك في أن حرفة الرعى هى أوسع الحرف انتشارا في الوقت الحاضر فى أقاليم السفانا ، حيث يقوم السكان بتربية قطعان عظيمة من الأبقار ، ولكنهم لا يتبعون في تربيتها أساليبا علمية منظمة ، ولهذا فان اللحوم التي تنتج هنا معظمها من الأنواع الرديئة التي ليست لها قيمة كبيرة في التجارة العالمية ، الا أن الدول الاستعمارية بدات تهتم اهتماما كبيرا باستغلال هذه الأقاليم ، سواء بتنظيم حرفة الرعى فيها أو بتحويل بعض أراضيها إلى حقول لإنتاج الغلات المدارية التي يمكن أن تجود فيها مثل الذرة والفول السوداني والقطن وقصب السكر ، وقد استطاعت كل من انجلترا وفرنسا أن تستغل بالفعل مساحات كبيرة من السفانا الإفريقية لإنتاج هذه الغلات ، ولاتزال توجد رغم ذلك بعض العقبات التي تحول دون سرعة التوسع في هذا الاستغلال ، ومن أهمها قلة الأيدى العاملة وصعوبة المواصلات . وإلى جانب الرعى والزراعة يقوم سكان السفانا كذلك بصيد الحيوانات المختلفة التي تعيش فيها مثل الفيل الذى يتجرون فى . سنه ، ثم النمور والقطط المتوجشة وغيرها من الحيوانات التي لجلودها بعض الأهمية التجارية ، وقد ترتب على نشاط عمليات الصيد في هذه المناطق وتحويل كثير من أراضيها للزراعة أن أخذت أعداد الخيوانات البرية فيها فى التناقص مما حدى ببعض الدول الواقعة في مناطق السفانا والغابات المدارية إلى أن تحدد مناطق خاصة تحيا فيها الحيوانات البرية حياتها الطبيعية ويقيد فيها صيدها ، وتوجد بعض هذه المناطق في السودان وكينيا وغيرها من الدول الافريقية وهذه هي المناطق التي تعرف باسم Game.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|