أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2016
3838
التاريخ: 23-10-2016
1469
التاريخ: 23-10-2016
2682
التاريخ: 23-10-2016
2050
|
( ويكونون لغويا وحضاريا الفرع الشرقي من اللغات السامية الشمالية اي الكتلة الواقعة غربي العراق) .
كان الاراميون الى الخلف في سوريا وبوادي الشام يسيطرون على نوع اخر من المؤاني هي محطات القوافل الواقعة على خطوط التجارة البرية القديمة وقد ذكرنا ان احدى عواصمهم الكبرى وهي مدينة حران كان معنى اسمها الطرق كما ان الموضع المسمى في التوراة فدان ارام معناه طريق ارام .
اما الدور السياسي الذي لعبة الاراميون في تاريخ العالم القديم فمحدود جدا كما ان مدة نشاطهم كأمة لها كيان مستقل قصيرة نسبيا لا تتجاوز اربعة قرون او خمسة .
يضاف الى ذلك ان هؤلاء الاراميين لم يقيموا لهم في اي وقت من الاوقات مملكة موحدة او امبراطورية شان غيرهم من الساميين بل عملوا منقسمين الى قبائل وعشائر بدوية لكل منها مدينة هي حكومتها وامارتها وكانت بعض هذه المدن تسمى نفسها ممالك وبالرغم من هذا القدر الضئيل من الاهمية السياسية والقدر المماثل له في الضالة من حيث الاهمية الدينية فان الاراميين يشدون اهتمام الباحث في التطور اللغوي والحضاري في هذه المنطقة، ان تاريخهم مكمل ضروري لتاريخ الاشوريين والعبريين وربما العرب ايضا .
هؤلاء الاراميون فيما يبدو كانوا في الصحراء السورية العربية منذ اقدم العصور – ففي غضون الالف الثالث قبل الميلاد نجح الاراميون في النزول في شمال العراق وفي اقامة حكم ذاتي لهم تحت سلطة ملك منهم كما يشهد بذلك نقش عثر عليه بالقرب من ديار بكر يخلد انتصارات الملك الاكادي نارام سين حوالي سنة 2500 ق.م على الاراميين دفاعا عن اقليم السوبارتو وهو اسم هذا الاقليم قديما.
والوثيقة من تل العمارنة القرن الرابع ق م وهي تذكر الاراميين باسم اخلامو، وعلى نحو يفهم منه انهم كانوا مجموعة من البشر لا يستهان بها تعيش بالقرب من الفرات.
وبالقرب من الفرات كان هؤلاء الاراميون في بداوتهم يعيشون من الرعي ومن السلب والنهب وقطع الطرق, مما دفع عددا من ملوك العراق الاقدمين الى القيام بحملات تأديبية ضدهم كما فعل الملك الاشوري اريك دين ايلو حوالي 1325-1311ق.م, واما الامبراطور الاشوري تغلات فالصر الاول 1116-1090ق.م, فيكتب في شانهم ( لقد عبرت نهر الفرات ثمانيا وعشرين مرة بواقع مرتين كل سنة وراء الاراميين اخلامو فحققت هزيمتهم في كل مكان ابتداء من مدينة تدمر التي في بلاد امورو ومدينة عانة التي في بلاد سوخي الى مدينة رابيقو التي في بلاد كردو نياش وقد احضرت معي الى عاصمتي في اشور غنائمهم وامتعتهم واملاكهم ).
ولكن البدو لا تؤثر فيهم هذه الهزائم ولذلك ظلوا يهاجمون المدن الاشورية وظل ملوك اشور يحاربونهم اجيالا بلا هوادة .
وهكذا وجد الاشوريون انفسهم محاصرين بالآراميين واخذوا يتحينون الفرص للوثوب عليهم وطردهم . وقد حانت الفرصة في غضون القرن العاشر قبل الميلاد عندما توقف التسلل الارامي الى العراق وبدات المنافسات والمنازعات بين القبائل الاراميين وعشائرهم .
وقد امتد الخطر الارامي الى بابل ايضا التي تسلل اليها فرع منهم اسمهم كلدو اي الكلدانيون, وقد نجحوا في غضون القرن التاسع قبل الميلاد في تكوين ست امارات في اقصى الجنوب من العراق هي : لاراك وبيت دكوري او بيت اديني وبيت شلاني وبيت شعلي وبيت يكيني, فوقعت دمشق في منطقة المطامع العراقية وراحت تتلقى الضربات العسكرية الاشورية ضمن الامارات المختلفة التي تعرضت لذلك في سوريا وفلسطين .ومع ذلك فان قوتها وتماسكها حالتا دون ان تكون الضحية الاولى وسبقتها الامارات الارامية الواقعة في العراق الى السقوط في ايدي الملوك الاشوريين : اشور دان الثاني 932-912 ق.م, وادد نيراري الثاني 911-890ق.م, ورتوكلني نينورتا الثاني 889-884 ق.م, واخيرا الطاغية الاشوري اشور ناصربال الثاني 883-859 ق.م.
اما في جنوب العراق فان الاراميين الذين يسمون كلدو لم يستسلموا للغزوات الاشورية والنقل الجماعي للسكان وهذا النقل الجماعي الى المنفى وصل ذروته في عهد سرجون الثاني الذي تقول النصوص انه اخذ من الاراميين الى المنفى سنه 703 ق. م جموعا يبلغ عددها 208000 وفي سنة 626ق.م, على اثر موت اشوربانيبال نجح نبو فالصر في تكتل البابليين ثم انه بالتعاون مع الميديين هاجم اشور ودمر نينوى نفسها سنة 612 ق.م, وبقيام هذه الدولة التي كانت تضم اكثر من عنصر من العناصر البشرية التي تسكن في العراق خضع لها الكلدانيون الاراميون العراقيون بالطرق السليمة واندمجوا في سائر السكان .
اختفى اذن الاراميون شيئا فشيئا من على مسرح السياسة في غضون القرن التاسع والثامن والسابع قبل الميلاد ومع ذلك فانهم استمروا قرونا عدة بعد ذلك كمجتمع وكثقافة .
وان الاراميين قد تركوا لهذا الشرق الاوسط ميراثا حضاريا قيما هو اللغة الارامية . فهذه اللغة من ابسط اللغات السامية واكثرها مرونة وملائمة للحياة الحضارية والعملية . وهكذا نلاحظ منذ اواخر القرن التاسع قبل الميلاد ان هناك غزوا لغويا اراميا ناجحا جدا . وقد انقسمت اللغة الارامية الى اللهجات التالية :
1- الارامية القديمة :
ارامية النقوش -ارامية الامبراطورية الفارسية - ارامية الكتاب المقدس- الارامية اليهودية – الارامية الفلسطينية المسيحية -الارامية النبطية - الارامية التدميرية- الارامية الشرقية.
2- ارامية التلمود البابلي – اللغة السريانية:
اللغة السريانية : وهي لهجة ارامية قديمة نشأت وترعرعت في الاقليم الي تقع فيه مدينة الرها وكانت تسمى عند الرومان اديسا واسمها الحالي اورفا .
واذا كانت لغة الرها منذ ما قبل المسيح قد سميت ارامية فانها بعد انتشار النصرانية بها قد بدات تسمى السريانية تمييزا لها عن الآراميات الوثنية او اليهودية لا سيما ان لفظ ارامي كان قد اتخذ في اذهان العامة في هذا الاقليم مدلولا يشبه لفظة جاهلي عند المسلمين اي لا يؤمن ويعبد الاصنام ).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|