أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2016
2171
التاريخ: 19-10-2016
2144
التاريخ: 23-10-2016
2019
التاريخ: 23-9-2016
1790
|
بالنسبة للوازع الديني عند البابليين فلم يكن يتعدى تقديم القرابين للالهة وكهانها طبقا للمراسيم المعمول بها ، لان الانسان البابلي من اجل ذلك كان يعتقد ان مصدر كل خير ، انما يعود الى رض الاله عنه . ومن اجل ذلك ،كان اول واجب في الدين البابلي هو الخوف من الاله. وكان الواجب الثاني هو الدعاء والتضحية والصلاة. ومن مظاهر الديانة البابلية ، كثرة عدد الالهة . ولكن عندما توحدت البلاد في عهد حمورابي، اصبح الاله مردوك هو الاله الاعظم للإمبراطورية (1) . وكان يشرف على الاحتفالات الدينية والاعياد ويقود الجيوش .
اما بالنسبة للكهانة ، فقد كان الامير هو الكاهن الاكبر لاله المدينة ، وكان الملك هو الكاهن الاكبر للاله الوطني . ويعمل تحت الكاهن الاكبر، طبقات متعددة من الكهنة يطلق عليهم " سانجو " . وينقسم رجال الكهنوت الى ثلاث مراتب:
الطبقة الاولـى: طبقة السحرة وهم الذين يستعطفون الالهة ويبعدون الارواح الشريرة .
والطبقة الثانية:هم طبقة المنجمون الذين يتنبأون بالمستقبل .
والطبقة الثالثة: المنشدون الذين يرتلون الاناشيد الدينية .
وقد اعتمد الفكر الديني البابلي على الايمان بوجود قوى شريرة ، وقام بتقسيمها الى سبع مجموعات. واعتقد ان هذه القوى تتخذ من الاماكن الخالية مجالا لنشاطها (2) (مثل الصحارى والاماكن المقفرة والمقابر) ، التي تتربص بالإنسان المتجول وحده ، والالهة على حد سواء. كما اعتقد الانسان البابلي في وجود اشباح نتيجة الوفاة بجريمة مثلا . ولقد دفع به ذلك الى الاعتقاد في التمائم والتعاويذ والوسائل السحرية ، واعتقد في فاعليتها ، بإيقاف تلك القوى الشريرة وحمايتها، ولكونها تعاويذ دينية من ناحية. ولكونها متصلة بالقرى الالهية التي تستطيع التحكم في تلك القوى الخفية. وكانت التمائم تتخذ شكل القوى الشيطانية التي يخافها الانسان ، كما كانت
تلك التمائم تحمل نصوص التعاويذ التي تساعد في وقاية الانسان من تلك الشرور. وكان البابلي القديم يتحلى بهذه التمائم في الحياة الدنيوية حيث كانت تعلق كقلائد ، او تلبس حول معصم اليد او الرجل ، او فوق الحزام . وهذا بالاضافة الى احتفاظه ببعض التماثيل الصغيرة ذات الاشكال المختلفة ، التي اعتقد انها تعبر عن قوى الخير وتطرد القوى الشريرة . ووصل في تفكيره هذا الى حد توريث تلك التماثيل في الاسرة بفرض المحافظة عليها . وكانت تلك التماثيل توضع في صناديق ذات فتحات وتوضع تحت ارضية المنزل.
وبالإضافة الى اعتقاد الانسان البابلي القديم في فاعلية تلك التماثيل كقوى حامية ضد القوى الشريرة ، اعتقد كذلك في ان الاعتراف بالخطيئة عند ارتكاب المعصية ، يساعد في ابعاد تلك القوى الشريرة عنه.
وعلى ذلك ، فيمكن القول بأن الانسان البابلي القديم ، قد آمن بأن تلك القوى الخفية تقوم بمهمة الجزاء ضد الانسان بجانب القوى الالهية التي آمن بها . ومن تلك القوى الالهية ، اله المياه والحكمة " ايا " والهة النار " جيرا ".
ولم يكتف الانسان البابلي القديم بالوسائل الدينية السالفة الذكر في احاطة نفسه بالاطمئنان والحماية من الشرور ، بل زاد على ذلك بمحاولة الاطمئنان على مستقبله . ولقد دفع به ذلك الفكر الى ضرورة التنبؤ بالغيب مستحدثا التنجيم . وكان الكاهن الذي يقوم بالتنجيم يطلقون عليه لقب المنجم (3) كانت الكواكب والنجوم تكشف للمنجم عن احداث المستقبل .
ولقد ادى ذلك الى اهتمام البابليين بالعلوم الفلكية ، على اساس ان ذلك العام يجمع بين الفكر الديني من ناحية ، والنشاط العلمي من ناحية اخرى هذا بالإضافة الى الاعتقاد في الاحلام . فقد اعتقد البابليون في اتصال الالهة بالأتقياء من الناس لأخبارهم بالمستقبل عن طريق الاحلام . وكان يمهد بتفسير الاحلام الى كاهن خاص يطلق عليه " الشائيلو ". وانتشر في تلك المرحلة العرافون والمنجمون الذي كانوا يحاولون معرفة الغيب عن طريق دراسة الكبد والاواني. فقد كان الانسان البابلي القديم يقدم حيوان كتضحية ثم يحاول العراف ادراك الغيب عن طريق دراسة علامات قد يكشفها العراف في كبد الحيوان (4). ويوجد بالمتحف البريطاني كبد من الطين مقسم الى خمسين قسما تظهر بعض هذه العلامات المختلفة . وهكذا كان المنجمون والعرافون يشكلون الطبقة الثانية من رجال الدين . وكان اللجوء للعرافة يشمل بجانب الشؤون الخاصة، الشؤون العامة للدولة كذلك. وبجانب استقراء احداث المستقبل الاخرى مثل بعض التكهنات المعتمدة على أحاسيس التشاؤم والتفاؤل .
اما بالنسبة للعالم السفلى، فكان البابليون يعتقدون بأن الارواح تذهب الى مكان يقع تحت الارض اسموه ارالو او (دار العقاب) وقد تخيلوه مكانا مظلما. وبالنسبة للتحنيط فلم يكن معروفا لدى البابليين. وكان الميت يغسل ويطهر، كما كان يدفن في حوض مستطيل من الطوب، استبدل فيما بعد بإناءين كبيرين من الفخار ومعه بعض الاثاث الجنزي ، وتقدم له القرابين مرة كل شهر . ويذكر برستد (5) ان البابليين كانوا يدفنون موتاهم تحت ارضية المنازل التي كانوا يعيشون فيها .
اما عقيدة البابليين عن الدنيا الثانية ، فكان الانسان البابلي القديم يتجه الى الاعتقاد بأن الحياة الصالحة في الاخرة ، لا تدخل في الحساب وان جزاء الانسان عن الخير والشر فيما يقترفه من اعمال ، انما يكون في الحياة الدنيا . وعلى ذلك ، فإن التمسك بالدين لا يتطلب عند البابلي سوى اتباع شرائع الاله والسير على نهجه . والواقع ان هذا اللون من التفكر الذي ينكر وجود الجنة والنار او بمعنى آخر الثواب والعقاب ، لم يكن موجودا في تلك المرحلة . وهذا النوع من التفكير ، عكس ما اعتقده الانسان المصري القديم الذي آمن بفكرة الخلود واستمرار الحياة في العالم الاخر . ولذلك كان البابلي القديم يتلمس من آلهته ان يطيلوا في حياته خوفا من الموت .
__________
(1). Moscati, S., Op. Cit, P. 70.
(2). Mocati, S., Ibid., P. 71.
(3). جيمس هنري برستد ، المرجع السابق ، ص 194 .
(4). Moscati, S., Op. Cit., p. 78.
(5). جيمس هنري برستد ، المرجع السابق ، ص 213 .
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|