أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-01-2015
1250
التاريخ: 26-01-2015
8184
التاريخ: 25-01-2015
1384
التاريخ: 5-6-2016
10344
|
لا بد ان نقف وقفة قصيرة مع اصحاب الإعجاز العددي وعلى جه الخصوص مع ما كتبه الدكتور محمد رشاد خليفة وقد ركز على العدد (تسعة عشر) ، وسنكتفي هنا ببعض الملحوظات :
1- يقول إنها استوقفته فاتحة سورة البقرة (الم ) ، فوجد المفسرين مجمعين على قولهم (الله أعلم بمراده) استوقفته هذه الأحرف أربع سنين ، وهذا افتراء على المفسرين ، والحق أن قلة منهم هم الذين قالوا هذا القول ، أما أكثرهم والمحققون منهم فقد فسروا هذه الأحرف تفسيرات متعددة .
2- يرى أن أول ما نزل من القرآن ، الآيات الخمس الأولى من سورة اقرأ ، ثم القلم ، ثم المزمل ، ثم المدثر ، ثم بسم الله الرحمن الرحيم من سورة الفاتحة ، وهذا غير صحيح كذلك فإن الأحاديث الصحيحة والسياقات القرآنية تدل على أن الذي نزل بعد آيات العلق الآيات الاولى من سورة المدثر .
3- يقولون إن قوله سبحانه {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر : 30] المقصود به (بسم الله الرحمن الرحيم) لأن ، حرفوها تسعة عشر حرفاً ، وهنا مناقشتان اثنتان : الأولى أننا لا نسلم أن عدد أحرف البسملة تسعة عشر حرفا ، والثانية أنه ليس صحيحا أن هذه الآية تتحدث عن البسملة ، وإنما تتحدث عن سفر {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر : 26 - 30] إن القرآن الكريم عربي غير ذي عوج ، ولك محاولة للخروج عن ذلك فهي شطط ولجج ، وإن كون الضمير في وقله (عليها) يجرع الى سقر من الامور البدهية ، وأي خروج عنه فهو إلحاد في آيات الله وصدق الله {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت : 40] . وإذا كان ما قبل هذه الآية {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} يدل دلالة بينة على ما قلناه ، فإن ما عبده يدل دلالة بين ة كذلك ، وهو قوله {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [المدثر : 31] وأصحاب النار هم الزبانية التسعة عشر وعدتهم أي كونهم ذكروا بهذا العدد .
4- يدعي الكتاب أن هذا العدد مضطرد في الحروف النورانية وهي التي ذكرت في فواتح السور ، وهنا مناقشتان اثنتان كذلك :
الاولى : من أين هذه التفرقة بين الحروف ، وتقسيمها الى نورانية وغير نوارنية ، إن هذه التفرقة وهذا التقسيم لم يرد في خبر صحيح عن النبي (صلى الله عليه واله) ولم يرو كذلك عن الصحابة او التابعين او تابعيهم رضي الله عنهم .
اما المناقشة : فما معنى أن يطرد هذا العدد ببعض الحروف دون بعض .
5- إن من المعلوم بداهة أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف ، ، ان هناك قراءات متوترة لا يفضل بعضها بعضا ، ونجد في هذه القراءات المتواترة كلمات ذكرت في بعضها وحذفت من بعضها الآخر ، وكلمات ذكرت على صورة من النطق في قراءة وذكر غيرها في أخرى ، فمن القسم الاول {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف : 43] وهناك قراءة متواترة { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ } وقوله وفي الآية نفسها {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} وفي قراءة (تحتها الانهار) .
ومن القسم الثاني نقرأ قوله سبحانه {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات : 6] وفي قراءة (فتثبتوا) ومنه {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [البقرة : 259] وفي قراءة (ننشرها) وقوله {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا } [الشمس : 15] وفي قراءة (فلا يخاف) ، ماذا نقول يا ترى في هذه الكلمات التي ذكرت في قراءة تارة وحذفت أخرى أو ذكر بعضها في قراءة وغيرها في أخرى ؟ لا ريب أن نظام العدد سيختل عقده على بعض القراءات وهذا كثير في كتاب الله .
6- إن الفواصل القرآنية جاءت حسب نظام دقيق تتلاءم مع السياق والمعنى ، وفيها إعجاز بياني فذ فلا يجوز أن يقال : إن كلمة رحيم في قوله تعالى {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة : 226] جاءت ليتم بها العدد المقصود ، والآية التي قبلها ختمت بقوله {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة : 225] فلماذا لم تختم كل من الآيتين بما ختمت به الأخرى ؟ إن ذلك انحراف عن أهداف القرآن البيانية والموضوعية !
7- إن كلمات القرآن، مثل فواصله جاءت كل كلمة منها لتؤدي رسالتها التي لا تؤديها غيرها ، ووظيفتها التي لا تصلح لها إلا هي ، والقول بأن ، هذه الكلمات جاءت من اجل ان يتم بها نظام العدد قول يتنافى مع سمو القرآن ورفعته وبيانه ، ولعل اقوى ما استدل به الكاتب الآية الكريمة {وَإِخْوَانُ لُوطٍ} [ق : 13] في قوله سبحانه {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ} [ق : 12، 13] قال إنه لم يقل (قوم لوط) حتى يكون حرف القاف في السورة الكريمة متسقا مع العدد تسعة عشر ولو قال (وقوم لوط) لكانت هناك قاف زائدة .
إن المتدبر للقرآن الكريم يجد أن لم يحفل كثيرا بالقضايا الشكلية إلا إذا كان لها دلالة على المعنى ، وهذه عظمة القرآن البيانية ، وقد بينا ذلك في حديثنا عند الإعجاز البياني ، فأن يستبدل القرآن كلمة بأخرى حتى يحافظ على عدد معين لحرف معين قضية غير مسلمة في كتاب الله .
والذي يبدو لي في الآية الكريمة أن هذه الكلمة (إخوان) ذكرت ، ولم تذكر كلمة (قوم) لأمرين اثنين :
الاول : يتصل بجرس الكلمة ، وقد علمنا مهن قبل ما لجرس الكلمات من أثر ، وتحدثنا عن موسيقى اللفظ عن حديثنا عن الرافعي واستاذنا الدكتور محمد عبد الله دارز ، ونحن نجد للكمة القرآنية سياقة خاصة ، وصوتاً خاصاً {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ} وإن هذا الجرس سيتلاشى لو قيل (وعاد وفرعون وقوم لوط) وما أعظم الفرق بين هذه الآية ، وبين ما جاء في سورة (ص) {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} [ص : 12، 13] ولنحاول ان نضع كلمة إخوان هنا بدل كلمة قوم ، ولننظر كيف سيتغير الجرس ، ويذهب هذا التغيير بما للآية من إيقاع مؤثر ، وذلك إن قيل (وثمود وإخوان لوط) .
الثاني : إن قوم لوط هم الذين ارسل إليهم لوط عليه الصلاة والسلام ، وكذبوه فقلب الله بهم قراهم رأسا على عقب ، وجعل عاليها سافلها ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود أما إخوان لوط فيمكن أن يكونوا أخوته ، واستأنس لهاذ التفسير بما جاء في سورة العنكبوت من أن أبانا إبراهيم (عليه السلام) حينما دعا الى الله كذبه قومه ، ولم يؤمن به إلا لوط عليه الصلاة والسلام {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت : 26] . وإن قبلت هذا التفسير فإن كلمة القرآنية هنا (إخوان) تكون ذات دلالة واسعة ومفهوم أعم ، ولذلك شواهد كثيرة من كتاب الله .
إن هنا كتبا كثيرة كتبت في الإعجاز العددي ، كما سماها أصحابها ، وبعد اطلاع على هذه الكتب ، وعلى الرغم من حسن نية كثير من مؤلفيها حيث لم يعرف عن كثير منهم ما عرف عن الدكتور محمد رشاد من انتماء لنحلة باطلة ، حيث ظهر أنه بهائي والبهائية يركزون على هذا العدد (تسعة عشر) .
ولقد ظهر على حقيقته فكان حربا على الإسلام والمثل والقيم ، ولقد حدثني الأستاذ عمر الصوباني وهو في أمريكا بان رشاد خليفة كان في آخر أيامه قبل أن يقتل قد كتب بعض الرسائل فكان فيها رحباً على الانبياء عليهم الصلاة والسلام ، واتهمهم جميعا بأنهم هم الذين يفرقون بين البشر ، وكان لا يطيق أني سمع آي آية تثني على اي نبي وبخاصة على نبينا محمد صلى الله عليه واله) مثل قوله {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة : 128 ، 129] كان لا يطيق أن سمع هذه الآية وأشباهها بل كان ينكر أنها من القرآن فإذا ثبت ذلك فإنه كافر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|