أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014
1800
التاريخ: 8-10-2014
2113
التاريخ: 6-11-2014
2590
التاريخ: 8-10-2014
1852
|
قال تعالى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى } [البقرة : 222] .
ما أرقّه من تعبير عن حالة المرأة أيّام طمثها ، لا شقاءً كشقاء أحكام اليهود بشأنها ، ولا جفاءً كجفاء جاهلية العرب بحقّها .. إنّه تعبير ينم عن واقعية هي حالة مَرَضية تعتري المرأة في محيضها ، فيجب مراعاة حالها والمداراة مع ضعفها الجسمي ، وهي لا تطيق ما تطيقه في حالتها العادية .
وقد كان اليهود يُشدّدون في مسائل الحيض ، كما جاء في الفصل الخامس عشر من التوراة : إنّ كلّ مَن مسّ الحائض في أيّام طمثها يكون نجساً إلى المساء ، وكلّ مَن مسّ فراشها يغسل ثيابه بماء ويستحمّ ويكون نجساً إلى المساء ، وكلّ مَن مسّ متاعاً تجلس عليه يغسل ثيابه ويستحمّ بماء ويكون نجساً إلى المساء ، وإن اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه ، يكون نجساً سبعة أيّام ، وكلّ فراش يضطجع عليه يكون نجساً (1) .
وكانت العرب في الجاهلية لا يساكنون الحُيَّض ، ولا يؤاكلونهنّ ، كما كانت تفعل اليهود والمجوس أيضاً .
لكن القرآن دفع عنها الرجس وجعلها في إطارها الخاصّ من الرِفق بحالها والعطف عليها والحنان ، لا هجرها ونبذها ومتاركتها أو إحراجها بالخروج عن مساكنها ، كما كانت العادة عند المجوس .
قال تعالى : ( هو أذىً ) أي حالة مرض يعتريها لا أكثر ولا أقلّ ، والأذى المرض الخفيف المؤونة ، فهي حاله مؤذية دون إيذاء المرض والضرّ الشديد كما في قوله تعالى : {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} [النساء : 102] ، وقوله تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ } [البقرة : 196] ، وقوله تعالى : {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} [آل عمران : 111].
وقد ورد في شريعة الإسلام جواز مراودتها دون الجماع فقط ، قال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( اصنعوا كلّ شيء إلاّ الجماع ) ، وفي حديث آخر : ( لك ما فوق الإزار ) .
فالحكم الإسلامي بشأنها هو اعتزالها في المحيض فحسب ، أي اعتزال موضع حيضها .
وفي ذلك أيضاً لطف بيان وأناقة كلام : بيّنَ أوّلاً سبب الحكم ثمّ رتّب الحُكم عليه ، ليكون المكلّف على بصيرة من أمره ، أن ليست أحكام الشرعية تحميلاً أو مجرّد تعبّدٍ محض ، بل لكلّ أمر سبب ولكلّ حكم وتكليف مصلحة ، تعود إلى صالح المكلّفين في نهاية الأمر .
والخلاصة : الواجب هو ترك غَشيان النساء مدّة الحيض ؛ لأنّه سبب للأذى والضرر أحياناً ، وقد أثبت الطبّ الحديث مفاسد غشيانهنّ في تلك الحالة ، وأنّ الوقاع في زمن الحيض ربّما يؤدى إلى الأضرار التالية ـ حسبما أورده المراغي في تفسيره ـ :
آلام أعضاء التناسل في المرأة ، وربّما أحدث التهابات في الرحم في المبيضين أو في الحوض ، تضرّ صحتها ضرراً بليغاً ، وربّما أدّى ذلك إلى تلف المبيضين وأحدث العقم ، وربّما دخل موادّ الحيض في عضو التناسل عند الرجل ،
وذلك يُحدث التهاباً صديدياً يشبه السيلان ، وربّما امتدّ ذلك إلى الخصيتين فآذاهما ، ونشأ من ذلك عقم الرجل ، وقد يُصاب الرجل بالزهري إذا كانت جراثيمه في دم المرأة ، وغير ذلك (2) .
____________________________
(1) سِفر اللاويين : إصحاح 15 عدد 19 ـ 24 .
(2) راجع تفسير المراغي : ج1 ص157 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|