المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17393 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
عدة الطلاق
2024-09-28
{وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم}
2024-09-28
الايمان في القلوب
2024-09-28
{نساؤكم حرث لكم}
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون اللبناني
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون العراقي
2024-09-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حُسن تشبيهه وجمال تصويره  
  
3467   04:16 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص331-337.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

التشبيه تصوير فنّي يرسم المعنى في الخيال متجسّداً في قالب المثال ، خالعاً عليه ثوب الجمال ، ويزداد بهاءً كلّما كان أوفى بتحقيق الغرض المقصود من الكلام ، وما أن دقّ ولطف في التعبير والإيفاء إلاّ ازداد حسناً وكمالاً ، وهكذا ذهب القرآن في تشبيهاته مذهب الإيفاء وحسن الأداء ، الأمر الذي زلّت فيه أقدام كبار الأُدباء كلّما حاولوا الإكثار منه عاثوا وتعسّرت عليهم الإجادة وحسن الإفادة ، عكس القرآن ، فقد أكثر منه ، واحكم صلبه ، وخاض عبابه واستخرج لبابه ، فأفاد وأجاد ، وأبدع وأعجب ، وأحار ذوي الألباب .

قال ابن الأثير : التشبيه يجمع صفات ثلاثاً : المبالغة ، والبيان ، والإيجاز ، أمّا المقصود من قولنا ( زيد أسد ) أن يتبيّن حال زيد في اتّصافه بشهامة النفس ، وقوة البطش ، وجرأة الإقدام ، وغير ذلك ممّا يجري مجراه ، إلاّ أنّا لم نجد شيئاً ندلّ به عليه سوى أن جعلناه شبيهاً بالأسد حيث كانت هذه الصفات مختصّة به ، فصار ما قصدناه من هذا القول أكشف وأبين مِن أن نقول : زيد شهم ، شجاع ، قويّ البطش ، جريء الجنان ، وأشباه ذلك ؛ لِما قد عُرف وعُهد من اجتماع هذه الصفات في  المشبّه به ، فقد أدّى التشبيه كلّ هذه المعاني بأوجز بيان ممكن ، فجمع إلى فضيلة البيان فضيلة الإيجاز والمبالغة والإيفاء .

قال : إلاّ أنّه من بين أنواع علم البيان مُستوعر المذهب ، وهو مقتل من مقاتل البلاغة ؛ لأنّ حمل الشيء على الشيء بالمماثلة ، إمّا صورة أو في خفايا المعنى ، ممّا يعزّ صوابه وتعسر الإجادة فيه ، وقلّما أكثر منه أحد إلاّ عثر ، وخاض في عبابه إلاّ غرق ، فكم من أُدباء وبلغاء أكثروا منه إلاّ زلّوا ، وخاضوا لُججه إلاّ عاثوا وماثوا ، كما فعل ابن المعتزّ من أُدباء العراق ، وابن وكيع من أُدباء مصر ، إنّهما أكثرا من ذلك ، فلا جَرم أنّهما أتيا بالغثّ البارد الذي لا يثبت على محكّ الصواب (1) .

والتشبيه الذي نبحث عنه لا يخصّ ما كان تشبيهاً بالتصريح ، وإنّما يعمّ التشبيه المضمر في أنواع الاستعارة والتمثيل وغيرهما ممّا هو محطّ بلاغة الكلام .

والغرض من التشبيه لا يُحصر في عدّ ، حسبما يأتي في كلام الجرجاني ، وإنّما فائدته العامّة هي : أنّك إذا شبّهت شيئاً بآخر فإنّما تقصد إلى تخييل صورة في النفس تشبه صورة المشبّه به من حظّ الحسن أو القبح في النفوس ، وهذا يوجب رفعة شأن المشبّه أو ضعته ، تحسينه أو تقبيحه ، على درجة قوة أداة التصوير في مقام التشبيه ، الأمر الذي يرتبط وقدرة المتكلّم في حسن الأداء والإجادة في البيان .

قال السكاكي : والغرض من التشبيه يعود في الأغلب إلى المشبّه ؛ إمّا لبيان إمكانه ، كقول أبي الطيّب :

فـإن تفُق الأنامَ وأنت iiمنهم      فإنّ المِسكَ بعضُ دمِ الغزالِ

فإنّه لمّا أراد تفضيل الممدوح على سائر الناس ، مع أنّه من جنسهم ، فقد أوهم أنّه من نوع أشرف ، فكان كالممتنع ؛ ومِن ثَمّ حاول بيان إمكانه بالتشبيه المذكور . 

وقد يكون لبيان حاله بوصفٍ خاص ، كما وصف تعالى الهلال بعد خروجه من المحاق ، بتشبيهه بالعرجون {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس : 39].

أو لبيان المقدار في شدّته وخفته ، كما جاء في وصف قلوب أهل الغيّ والعناد { فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة : 74].

أو لتقرير حالة المشبّه في الفظاعة وفضح الحال ، أو في الكرامة وشرف المآل ، وهذا مِن أهمّ أنواع التشبيه وأفضله ، وهو : أن يعمد المتكلّم إلى ذكر خصوصيات مشهودة في المشبّه به في جميع أبعادها وجزئيّاتها القابلة للتصوير ، ليُقاس عليها حالة المشبّه السيّئة أو الحسنة ، فتبدو كالمحسوس الممسوس باليد والمشاهد بالعيان ، وهذا من أكثر التشبيه في القرآن ، وسنذكر أمثلتها .

فهذه أنواع أربعة من التشبيه البليغ ، ذكرهنّ السكاكي (2) .

قال التفتازاني : يجب في النوع الأوّل أن يكون المشبّه به في وجه الشبه أشهر ، ليصحّ القياس عليه وجعله دليلاً على الإمكان ، وفي النوع الثاني أن يكون وجه الشبه فيه أبين ، وكذا في النوع الثالث ، أمّا النوع الرابع : فيجب أن يكون الوجه فيه أتمّ وهو به أشهر ، لأنّ النفس إلى الأتمّ الأشهر أميل ، فكان التشبيه به لزيادة التقرير وقوّة البيان أجدر (3) .

وقد ذكروا من أغراض التشبيه : تحسين حال المشبّه وتزيينه ، أو تهجينه وتقبيحه ، أو التنفير منه أو الاستعطاف عليه ، أو الاستطراف ، ونحو ذلك ممّا فصّله أئمة البيان .

فمِن التشبيه لغرض التزيين ما وصف به الشاعر عشيقته السوداء ، يشبه سوادها بسواد المسك المستحسن ، كلّما ازداد سواده ازدادت مرغوبيته ، قال :

يـقولون  لـيلى سودةٌ iiحبشيةٌ      ولولا سوادُ المِسكِ ما كان غاليا

ومن التشبيه للتهجين تشبيه وجه مجدّر بسُلَحة يابسة قد نقرتها الدِيَكة ، وهو غاية في تشويه صورته والتهجين بشأنه .

وهكذا قولهم بشأن عادم الصفات الكريمة وهو يفتخر بمكارم الآباء : ( العنّين يفتخر بذكر أبيه ) وهو من ألذع أنحاء التهجين .

ومن الاستطراف ـ وهو إبداء الشيء طريفاً وبديعاً عديم النظير ـ قول أبي العتاهية يصف ورد البنفسج في زهوه وجماله :

ولا زَوَرديّـة تـزهو بـزُرقَتِها      بين الرياضِ على حُمر اليواقيتِ

كـأنّها فـوقَ قامات ضَعفنَ iiبها      أوائلُ  النارِ في أطرافِ iiكبريتِ

وقول الآخر ـ هو الصنوبري ـ يصف الشقايق الحُمر في تصوّبها وتصعّدها :

وكأنّ  محمرَّ الشقيق إذا تصوّب أو iiتصعّد      أعلامُ ياقوتٍ نُشرنَ على رماحٍ مِن زَبرجَدِ

وهو من طريف التشبيه الذي يكسو فنّ التصوير حلّةَ الحركة والحياة ، فيزداد بهاءً وجمالاً !

اعترف أهل البيان بأنّ تشبيهات القرآن أمتن التشبيهات الواقعة في فصيح الكلام ، وأجمعهنّ لمحاسن البديع ، وأوفاهنّ بدقائق التصوير .

مثّل ابن الأثير لتشبيه المفرد بالمفرد بقوله تعالى : {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} [النبأ : 10] فإنّه شبّه الليل باللباس ؛ وذاك أنّه يستر الناس بعضهم عن بعض ، مَن أراد هرباً مِن عدوّ ، أو ثباتاً لعدوّ ، أو إخفاء مالا يُحبّ الاطّلاع عليه من أمره .

قال : وهذا من التشبيهات لم يأتِ بها إلاّ القرآن الكريم ، فإنّ تشبيه الليل باللباس ممّا احتفى به دون غيره من الكلام المنثور والمنظوم . 

وكذلك قوله تعالى : {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة : 187] فشبّه المرأة باللباس للرجل ، وشبّه الرجل باللباس للمرأة (4) .

وهذا من لطيف التشبيه ، كما أنّ اللباس زينة للمرء وساتر لعورته وحافظ له عن التعرّض للأخطار ، كذلك زوج المرء يزيّنه ويستر عوراته ويقيه من مزالق الأدناس ، فما أجمل هذا التشبيه وأدقّه من تعبير !

قال : ومن محاسن التشبيه قوله تعالى : {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } [البقرة : 223] ، وهذا يكاد ينقله تناسبه عن درجة المجاز إلى الحقيقة . والحرث هو الأرض التي تُحرث للزرع ، وكذلك الرحم يُزدرع فيه الولد ازدراعاً كما يُزدرع البذر في الأرض .

ومن هذا الأُسلوب قوله تعالى : {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس : 37] فشبّه تبرّء الليل من النهار بانسلاخ الجلد عن الجسم المسلوخ ؛ وذلك أنّه لما كانت هوادي الصبح (5) عند طلوعه ملتحمة بأعجاز الليل أجرى عليهما اسم السلخ ، وكان ذلك أولى من أن لو قيل ( يخرج ) ؛ لأنّ السلخ أدلّ على الالتحام من الإخراج ، وهذا تشبيه في غاية المناسبة .

وكذلك ورد قوله تعالى : {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم : 4] فشبّه انتشار الشيب باشتعال النار ، ولمّا كان الشيب يأخذ في الرأس ويسعى فيه شيئاً فشيئاً حتى يُحيله إلى غير لونه الأَوّل كان بمنزلة النار التي تشتعل في الجسم وتسري فيه ، حتى يُحيله إلى غير حاله الأوّلي .

وأحسن من هذا أن يقال : إنّه شبّه انتشار الشيب باشتعال النار في سرعة التهابه ، وتعذّر تلافيه ، وفي عظم الألم في القلب به ، وأنّه لم يبقَ بعده إلاّ الخمود ! فهذه أوصاف أربعة جامعة بين المشبّه والمشبّه به ، وذلك في الغاية القصوى من التناسب والتلاؤم (6) .

وقيل من شرط بلاغة التشبيه أن يُشبّه الشيء بما هو أفخم وأروع منه ؛ ومِن هنا غلط بعض الكتّاب من أهل مصر في ذِكر حصن من حصون الجبال مشبّهاً له ، فقال : ( هامةٌ ، عليها من الغَمَامَة ، وأنملة خضبها الأصيل ، فكان الهلال منها قُلامَة ) .

قال ابن الأثير ، وهذا الكاتب حفظ شيئاً وغابت عنه أشياء !! فإنّه أخطأ في قوله ( أنملة ) وأيّ مقدار للأنملة بالنسبة إلى تشبيه حصن على رأس جبل ؟ وأصاب في المناسبة بين ذكر الأنملة والقُلامَة ، وتشبيهها بالهلال .

فإن قيل : إنّ هذا الكاتب تأسّى فيما ذكر بكلام الله تعالى حيث قال : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ } [النور : 35] ، فمثّل نوره بطاقة فيها ذُبَالة (7) .

وقال الله تعالى : {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس : 39] فمثّل الهلال بأصل عِذق النخلة .

فالجواب عن ذلك أنّي أقول : أمّا تمثيل نور الله تعالى بمشكاة فيها مصباح ، فانّ هذا مثال ضربه للنبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، ويدلّ عليه أنّه قال : {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} [النور : 35] ، وإذا نظرت إلى هذا الموضع وجدته تشبيهاً لطيفاً ، عجيباً ، وذاك أنّ قلب النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وما اُلقي فيه من النور ، وما هو عليه من الصفة الشفّافة ، كالزجاجة التي كأنّها كوكب بصفائها وإضاءتها .

وأمّا الشجرة المباركة التي لا شرقيةٍ ولا غربية ، فإنّها عبارة عن ذات النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ؛ لأنّه من أرض الحجاز التي لا تميل إلى الشرق ولا إلى الغرب . 

وأمّا زيت هذه الزجاجة ، فإنّه مضيء من غير أن تمسه نار ، والمراد بذلك أنّ فطرته فطرة صافية من الأكدار ، منيرة من قبل مصافحة الأنوار .

فهذا هو المراد بالتشبيه الذي ورد في هذه الآية .

وأمّا الآية الأُخرى فإنّه شُبّه الهلال فيها بالعرجون القديم ، وذلك في هيئة نحوله واستدارته ، لا في مقداره ، فإنّ مقدار الهلال عظيم ، ولا نسبة للعرجون إليه ، لكنّه في مرأى النظر كالعرجون هيئةً لا مقداراً .

وأمّا هذا الكاتب فإنّ تشبيهه ليس على هذا النسق ؛ لأنّه شَبّه فيه صورة الحِصن بأنملة في المقدار لا في الهيئة والشكل .

وهذا غير حسن ولا مناسب ، وإنّما ألقاه فيه أنّه قصد الهلال والقُلامة مع ذِكر الأنملة فأخطأ من جهة ، وأصاب من جهة ، لكن خطأه غطّى على صوابه (8) .
___________________

(1) المَثَل السائر : ج2 ص123 .

(2) مفتاح العلوم : ص162 .

(3) المطوّل : ص332 .

(4) المَثل السائر : ج2 ص133 .

(5) الهوادي : المقادم .

(6) المَثل السائر : ج2 ص133 ـ 135 .

(7) الطاقة : سقيفة لها طوق هلالي . والذُّبالة : الفتيلة .

(8) المَثل السائر : ج2 ص126 ـ 128 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .