أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
![]()
التاريخ: 5-11-2014
![]()
التاريخ: 5-11-2014
![]()
التاريخ: 5-11-2014
![]() |
إن تحدي القرآن كان أكثر من آية ، وفي أكثر من وقت واحد ، وفي أكثر من مكان كذلك ، لقد تعددت آيات التحديث ، وتعددت مراحله كذلك ، وفيما يلي بيان ذلك :
أولا : تحدا أن يأتوا بمثل القرآن من غير تعيين قدر معين ، قال تعالى : {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ } [الطور : 34]
ثانيا : ولما عجزوا أن يأتوا بمثله أرخى لهم العنان مرة أخرى ، قال تعالى :
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [هود : 13، 14].
ثالثا : فلما عجزوا لم يستطيعوا ، أرخى لهم العنان ، وخفف عليهم المؤنة فاكتفى منهم بسورة واحدة ، قال تعالى : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [يونس : 38]
رابعا : ولكن القوم يراوحوا مكانهم ، فتحداهم وكانت المرة الأخيرة أن يأتوا بسورة تشبه القرآن ، ولو من وجه من الوجوه ، فقال سبحانه : { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [البقرة : 23 ، 24] .
وإذا أردنا دراسة هذه المراحل لنرى ما بينها من وجوه الاتفاق والاختلاف ، فأننا نجد ما يلي :
أولا : إن هذه المراحل كلها جاءت تعلن التحدي بكل قوة وثقة .
ثانيا : إن المراحل الثلاث الأولى كلها مكية التنزيل ؛ فالآية الاولى من سورة الطور ، والثانية من سورة هود ، والثالثة من سورة يونس عليهما الصلاة والسلام ، وهذه السور مكية اتفاقا . أما الآية الرابعة فهي مدنية اتفاقا وهي من سورة البقرة .
ثالثا : إن المراحل الثلاث ، أما المرحلة الرابعة ، فقد خوطب بها الناس جميعا ، يدل لذلك سياق الآيات الكريمة ، وهي قوله : {ا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ } [البقرة : 21 – 23].
رابعا : أن المراحل الثلاث الأولى مختلفة من حيث الأسلوب عن المرحلة الرابعة ، وإليكم بيان ذلك :
المرحلة الاولى : {فليأتوا بحديث مثله}والثانية {قل فآتوا بعشر سور مثله مفتريات} والثالثة {قل فأتوا بسورة مثله} . أما المرحلة الرابعة فجاء الأسلوب فيها {فأتوا بسورة من مثله} فكلمة ((من)) لم تذكر إلا في المرحلة الرابعة .
هناك اختلاف – إذن – بني المراحل الثلاث والمرحلة الرابعة من حيث التنزيل ، ومن حيث السياق ، ومن حيث الأسلوب ، ولهذه الفروق دلالاتها في تعيين أو ترجيح أحد القولين السابقين في بيان وجوه الإعجاز .
فإذا كان التحديث في المرحل الثلاث المخاطب به العرب ، والعرب كان البيان بضاعتهم والبلاغة سجيتهم ، فإن المرحلة الرابعة المخاطب بها الناس جميعا عربهم وعجمهم ، وإذا كانت المراحل الثلاث الأولى خالية من كلمة (من) ، فلقد جاءت المرحلة الرابعة مشتملة على هذا الحرف الدال على التبعيض ومعنى هذه المراحل الأخيرة ، كان التحديث فيها للناس جميعا ، ولا يعقل أن يتحدى الناس جميعا بالبيان وحده ، إنما هو تحد عام عموما المخاطبين به .
وبعد هذه الدراسة لمراحل التحديث نقرر مطمئنين أن وجوه الإعجاز متعددة ، وأن القرآن الكريم معجز من حيث بيانه ، ومن حيث تشريعه ، ومن حيث ما فيه من حقائق علمية وكونية ، ومن حيث ما فيه من أخبار الأمم السابقة ومن أخبار الغيب المستقبل ، ومن حيث تأثيره في النفوس ، من هذه الحيثيات وغيرها مما ستعلم نبأه بعد حيث إن شاء الله ، فلا تعجل ، فقبل أن نحدثك عن هذه الوجوه ، سنسير معا في رحلة تاريخية ، نتعرف من خلالها على جهود السابقين من العلماء ، وما نظمته أفكارهم ، وسطرته أقلامهم قديما وحديثا ، وهذا هو الباب الأول .
وسنجعله في فصلين :
الأول ونتحدث فيه عن جهود الأقدمين .
الثاني : ونتحدث فيه عن جهود المحدثين من العلماء .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يعزز مكتبته بفهارس المخطوطات التركية
|
|
|