أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-9-2016
2897
التاريخ: 12-9-2016
2830
التاريخ: 11-9-2016
4001
التاريخ: 11-9-2016
1324
|
لقد شكلت كل مدينة سومرية في القسم الجنوبي من بلاد ما بين النهرين خلال النصف الاول من الألف الثالث قبل الميلاد دويلة مستقلة اطلقنا عليها اسم " دولة المعبد " وترأس كلا منها شخص سمي " باتيزي " او " انزي" ومعناهما " الخادم" او " الامير".
وقد رأينا عندما استعرضنا مراحل التطور المعاشي والميتافيزيقي خلال عصور ما قبل التاريخ وفجره ان اصل هذه التسمية "ديني" النشأة. لان لقب "الخادم" كان يعني " خادم المعبد"، المعبد الذي شكل المقر الرئيسي الوحيد لتسيير شؤون الدولة. وكان (كاهن المعبد) الشخص الأول الذي حمل هذا اللقب عند بداية عصر الاستقرار. ولما تطور المعبد واصبح مؤسسة ذات صفة اعتبارية تمتلك اي المسؤول الأول عن تصريف امور السكان التابعين للمعبد . ولكن يقول المؤرخ ادوارد مِايير : ( ... لا يعني ان حامل هذا اللقب (اي الخادم) كان تابعا لملك ما ، بل يمكن ان يكون مستقلا ، ولهذا السبب فضل كثيرون من ملوك المدن السومرية لقب باتيزي على لقب الملك ، خاصة وانه كان بإمكانهم ان يستخدموا اللقب الملكي ... ) (1) . وقد كنا استنتجنا من خلال بحثنا عن التطور المعاشي والانتاجي لإنسان فجر التاريخ ، ان هؤلاء الحاملين للقلب الخادم (الكاهن) لم يتمكنوا من استخدام اللقب الملكي خلال هذا العصر المبكر من تاريخ غرب آسية ، لان الملكية لم تكن قد عرفت بعد ، ليكون هؤلاء (الباتيزي) تابعين لملك اعلى منزلة منهم . وسبب ذلك ان الملكية والقابها خضعت لقوانين التطور الحضاري وملكية الدولة لـ (وسائل الانتاج) و (نشوء الملكية الخاصة) ثم حاجة المجتمع لتطوير الاقتصاد والجوانب الحضارية الأخرى .
ولم يعرف الشعب السومري النظام الملكي الا بعد ان بدأ أحكام المدن والكهنة يطلقون على انفسهم لقب (الأمير) وقد تم ذلك خلال مرحلة انتقالية اعقبت نظام مجتمع دولة (خادم الاله) . لذلك ارى ان لقب (ملك البلاد) لم يستخدم الا بعد انهيار نظام (دولة المعبد) تحت ضربات الملكية المنتصرة ، يشير الى صحة هذا الرأي استخدام بعض (الباتيزي) في مرحلة لاحقة لقبهم السومري (لوجال) في الأكّادية (شارّوكين) أو (بعل) ملكا أو سيدا . وبذلك تجاوز بعضهم مرحلة سلطة المعبد والامارة الى مرحلة سلطة الدولة ذات النظام الملكي , وبقيت (الملكية) مرتبطة بشكل مباشر بمعبد البلاد الرئيسي وبإلهه الأكبر ، الاله القومي للسومريين ومركزه الرئيسي في مدينة (نيّبور) . انه الاله (الّيل) (انليل في الأكّادية والبابلية والآشورية) وكان هو وحده صاحب الحق بمنح (الملكية) لمن يشاء من بين الأمراء وينصب الملك على العرش وينطق باسمه .
ولذلك ليس عجبا ان (امراء) المدن السومرية كانوا يتسابقون في تقديم القرابين والهدايا الى كهنته الكبار في معبده الرئيسي تقربا اليه عن طريق هؤلاء الكهنة وتقديرا لعظمته وسلطته الروحية في اوساط الشعب السومري . ولكن مقر الملكية (= القيادة الزمنية) لم يكن خلال هذا العصر في (نيبور) ، بل في مدينة اخرى مجاورة هي (كيش) ، التي اصبحت فيما بعد احد اهم مراكز تجمع (الأكاديين) في بلاد ما بين النهرين(1- أ) .
وكانت مدينة (كيش) تقع في الطرف الشمالي من ارض سومر ، وقد ورد اسمها لدى الكتاب . الكلاسيكيين بصيغة (2)Eu) ), ويعتبر ملك هذه المدينة المدعو (ميزيليم) (ويعتقد انه حكم حوالي 2600 ق . م .) اقدم ملك سومري معروف حتى الآن وصلنا بعض آثاره المادية .
وبالرغم من ان اسمه لم يرد في القوائم الملكية الأولى لسلالة هذه المدينة ، فإننا نعرفه منقوشاً على صولجان مزين برسوم عدة اسود (3) . وورد الى جانب اسمه اسم (لوجال شاج انجور) باتيزي مدينة (لاجاش) .
وقد عثر ايضا في مدينة (لاجاش) على رأس رمح لاحد ملوك (كيش) ولكن لم ينقش عليه الا لقب (لوجال) .
ويظهر من ذلك انه كان هناك الى جانب دولة مدينة (كيش) دول مدن اخرى نازعتها القيادة مثل (لاجاش) و (شاوروبّاك) و (ادب) الواقعة بالقرب من (بسمّيا) . وازدهرت ايضا مدينة (اومّا) التي تقوم انقاضها في الجهة الشمالية الشرقية من (لاجاش) ومثلها ايضا مدينتا (اوروك) و (اور) .
_________________
1) Meyer, E., Geschichte des alten Orients, Erster, Band, 2. Abt. S. 475.
1- أ ) ونستطيع هنا ان نشبه الدور الذي لعبه (الّيل) ومعبده في مدينة (نيبور) بدور الباب في أوروبة خلال العصور الوسطى والقرون الأولى من العصور الحديثة . اذ كان على الملك المسيحي الأوروبي وخاصة قبل انتشار الدعوة اللوثرية ان يحظى برضى البابا ويحصل على موافقته في (الفاتيكان) ويتبارك بدعواته ، كشرط أساسي لإضفاء صفة الشرعية على ملكيته . وكان هؤلاء الملوك يتسابقون الى التقرب منه حتى ان نابوليون بونابرت ، اضطر خلال مرحلة من عهد سلطانه الى ان يسلك هذا السبيل .
2) ZDMG, 63, S. 665f.
3) Solyman, T., Die Entstehung und Entwicklung der Götterwaffen im alten Mesopotamien und Ihre Bedeutung, 1968, S. 29, Tf, XXXII, Nr. 223-224.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|